سأل خبير إستراتيجي أمريكي لماذا انهارت المنظومة الدفاعية العراقية واحتل العراق بهذه السرعة فأجاب لأنهم لا يملكون قيادة عسكرية ولو كانت لديهم قيادة عسكرية لعرفوا كيف يدافعون عن أنفسهم .
ومازال العراق إلى الان يخسر مواقع وميادين لأنه يسند مهام ومناصب إلى أشخاص لا يستحقونها ومن هذه الميادين الرياضة المدرسية العراقية التي تعاني الان من مخاطر جمة تؤدي الى التخلف وضياع الكثير من الفرص والطاقات والمواهب الابداعية بعد ان كانت قاعدة للرياضة العراقية ومنبع ابطالها الذين تسيدوا الساحة العربية والاسيوية لسنوات.
ويعود هذا التخلف الى ممارسات خاطئة واجتهادات سلبية منها إسناد المناصب والمسؤوليات التي تخص الرياضة المدرسية الى أشخاص بعيدين عن التخصص والمهنية لا يملكون خبرة او شهادة وشبه الغاء درس الرياضة بسبب الدوام المزدوج والعطل الرسمية وتقليص أوقات الدوام وقلة البطولات والتجهيزات وضعف المراقبة من وزارة التربية على هذه المادة ولهذا السبب تستغل ادارت المدارس مدرسي الرياضة كمعاونين واداريين وتقوم باختزال حصصهم لتقليص الدوام .
اما المسؤولين عن الرياضة المدرسية فيعانون من تخمة في الايفادات التي قد تصل الى ارقاما لا تعقل مقارنة بانعدام التجهيزات والإمكانيات وضعف السياسات والادارات , ويكاد يكون الاختبار الاوحد لهذه الادارات هو المشاركات الخارجية التي غالبا ما تلجأ الى تزوير الاعمار بعد ان تستجدي لاعبين من اندية رياضية معروفة ليحصل العراق على المركز الثامن او التاسع لاننا لا نركز على الالعاب الفردية بل نركز على الألعاب الجماعية.
ولا نعلم من هو المستفيد من تدمير البني التحتية الى هذه الدرجة ؟ ولماذا التغافل عنها من قبل وزارة التربية او الجهات الرقابية او وزارة الشباب ؟
قد لا يكون وزير التربية الحالي جزء من المشكلة فهو ورث واقعا مترديا لا يحسد عليه الا انه قد يكون جزء من الحل المنشود وهو مطالب بالتغيير الفعال والمتابعة والتشديد على بطولات الوزارة و درس التربية الرياضية واختيار الكفاءات والخبرات لها من داخل الوزارة او من خارجها والتنسيق مع وزاره الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية وتشجيع البحوث العلمية في هذا المجال والمدارس الرياضية لكي نسهم في بناء جيل يبنى على هوايات ومواهب صحيحة بدلا من إبدالها بهوايات أخرى هجينة ودخيلة على المجتمع والواقع العراقي تسهم في تفتيت البني الاجتماعية والثقافية والدينية للأسرة العراقية ولكي تعود الرياضة المدرسية رافدا للرياضة العراقية وليس العكس علما ان الدورة العربية المدرسية على الأبواب وستكون لنا وقفة وسيكون لحديثنا بقية .
6/5/828
https://telegram.me/buratha