يوسف يونس
لم يمر نهائي كأس العالم للناشئين الذي نظمته الإمارات من دون حديث رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ـ الفيفا عن كأس العالم 2022 الذي تنظمه قطر. مجيء جوزيف بلاتر الى الامارات كان ضمن جولة شملت عدة دول وستختتم في قطر. بلاتر اكد في مؤتمره الصحافي الذي عقد على هامش المباراة النهائية لكأس العالم للناشئين أن البطولة ستجري في قطر، وفي المقابل طرح موضوعين سيتم نقاشهما لاحقاً.
- الموضوع الأول هو تأجيل نهائيات كأس العالم إلى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر او كانون الأول/ ديسمبر من العام 2014 لأن إقامتها في شهر حزيران/ يونيو قد تكون مستحيلة.
قرار كهذا لا يأخذه الإتحاد الدولي بنفسه وخصوصا أنه يستدعي تغييرا جذريا في الجدول العالمي للمباريات على مدى عامين، كما يستدعي قبولا واضحا من الشركاء الإستراتيجيين للاتحاد الذين يتولون تمويل نشاطاته.
طرح غريب بعض الشيء اليوم ولا سيما أن عامل الطقس كان موجودا عندما حصلت قطر على شرف الاستضافة والطقس منذ ذلك الوقت بقي على حاله ولم يتغير.
- الموضوع الثاني هو طرح قبول الاتحاد الدولي لفكرة استضافة دول الخليج لبعض المباريات، وهو سمى تحديدا الإمارات التي أبدت رغبتها، وإيران التي طلب مسؤولوها ذلك بشكل رسمي. والدولتان واقعتان على الخليج غير أن في الموضوع اعتبارات سياسية قد تعيق استضافة إحداهما لبعض المباريات.
طرح هذا الموضوع مجددا ومن اقرب نقطة إلى قطر قبل أيام قليلة من زيارتها يضع هذه الأخيرة أمام تحدي الرد الجدي وخصوصا أن من يطرحه اليوم ليس دولة جارة تقتضي المجاملة منحها قبولا ديبلوماسيا قد لا يكون حقيقيا، بل هو رئيس الاتحاد الدولي وجواب قطر يجب أن يكون واقعيا ومدروسا.
سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم
لماذا؟
تم منح شرف استضافة النهائيات لقطر في ظروف يستطيع بلاتر في كل لحظة التحقيق في ملابساتها. وهي ظروف شهدت تسويات أطاحت برأس محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كأحد الأثمان المطلوبة للاستضافة. طار محمد بن همام وكان منافسا حقيقيا لبلاتر وحطت النهائيات في قطر ولكن محركات الطائرة التي نقلتها لا تزال تهدر وستبقى كذلك استعدادا للانتقال إلى مكان آخر. حصلت قطر على الاستضافة ولا يبدو بلاتر مقتنعا بقدرتها على ذلك.
يبلغ عدد سكان قطر عدد الحضور في ملعب ماراكانا البرازيلي الشهير في مباراة مهمة، وعامل الطقس لا يشجع جمهور المنتخبات المشاركة على الحضور. صحيح أن قطر ستبني ملاعب مكيفة للمتفرجين، ولكن هل سيبقى هؤلاء في الملاعب؟
ماذا يوجد في قطر غير المراكز التجارية اذا أراد اللاعبون والمشجعون قضاء أوقاتهم خارج إطار المباريات؟
يريد بلاتر من قطر أن تتنازل عن بعض حقها في الاستضافة حماية للبعض الآخر، فهو يقر لها بالاستضافة ولكنه يريد أن تفتح باب المشاركة أمام جاراتها.
هذا ما يمكن فهمه من تصريحاته المشجعة للدول المجاورة على طلب استضافة بعض المباريات ومن إعلانه رسميا ان بعض الدول طلبت الاستضافة قبل زيارة قطر في نهاية جولته في المنطقة.
يعلم بلاتر أن أي انتكاسة في تنظيم النهائيات (والانتكاسة قد تكون بفعل الطقس أو غياب الجمهور) ستدحرج البطولة عن عرشها في مجالي الإعلان والتسويق وستضرب صورتها بصورة غير قابلة للجبر لاحقا.
تملك قطر المال وتستطيع توفير كل الشروط اللوجستية وبأفضل المواصفات، ولكن هل يكفي هذا لنجاح البطولة؟
من المعروف ان استضافة النهائيات في بلد ما تهدف إلى المساهمة في نشر لعبة كرة القدم فيه، والسؤال هنا: هل سيرتفع عدد لاعبي كرة القدم في قطر بعد النهائيات؟
أسئلة جدية مطروحة على بساط البحث...
لا يريد بلاتر سحب الاستضافة من قطر، ولكنه يريد لهذه البطولة أن تحقق أهداف الفيفا، والجزء الأهم منها نشر اللعبة. هدف الفيفا الأسمى يتحقق بمشاركة دولة كإيران، حيث الكثافة السكانية العالية، وحيث يمكن للجمهور المحلي أن يملأ المدرجات من دون حاجة لجمهور من الخارج.
في العام 2010 أبدت قطر استعدادها لمشاركة ايران في تنظيم بعض المباريات، ربما كان هذا الاستعداد يومها مجاملة ديبلوماسية بين دولتين. اليوم على قطر أن تقدم لبلاتر جوابا حقيقيا وواقعيا بما يشبه الالتزام من جانبها. بلاتر صرح شخصيا وعليها أن تجيب برد رسمي، ففي كل سنة تمر موجة مطالبات بفتح تحقيق بملف استضافة قطر للبطولة. هذه السنة لم تمر هذه الموجة بعد.
سؤال منطقي يفرض نفسه: أول استضافة للنهائيات في آسيا كانت مشتركة بين اليابان وكوريا الجنوبية، وهما دولتان غنيتان وصناعيتان ويتجاوز عدد سكانهما مئتي مليون نسمة، وفيهما ملايين اللاعبين، فكيف استطاعت قطر، بعدد سكان ما دون المليون، وبعدد لاعبين لا يتجاوز بضعة آلاف الحصول على الاستضافة الثانية لقارة آسيا؟
سؤال سيطرح كثيرا لاحقا إذا لم يفرض المنطق نفسه.
24/5/13119
https://telegram.me/buratha