🖋️ الشيخ محمد الربيعي ||
[ سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ]
السَّلَامُ هو حالة الهدوء و السكينة ، يُستخدم مصطلح السلام كمعاكس و منافٍ للحرب و أعمال العنف الحاصل بين الشعوب المختلفة أو طبقات المجتمع المتباينة أو الدّول المتنافسة ، فحتى في وقت السلم يدخل الناس في الصراعات كالحملات الانتخابية و السجالات و تعارض الآراء وغيرها ، و ثمما يتبين من التاريخ جنوح الغالبية إلى صنع السلام و محاولة إحلاله كحالة طبيعية و عادية يجب أن تكون مستمرة في مسار التطور والنّماء الإنساني ، منافية للحرب و العنف كحالة شاذة معاكسة للحالة الطبيعية وهي السلام .
محل الشاهد:
كثر الكلام عن السلام و التعايش السلمي ، و السؤال كيف يتحقق ذلك و بأي الرجال من يمكن ان يتحقق ؟
و الجواب : هو من خلال الاسلام و الرجال المؤمنين الاوفياء الى الدين و شريعة الاسلام الحنيف .
ان الاسلام هو السلام الحقيقي ، حيث انك لو راجعت القران و بتصرف تجد ان السلام قد ورد اربعة و اربعين مرة ، في حين ان راجعت مفردة الحرب ستجد ورد ذكرها فقط ست مرات .
حيث ان الاسلام هو دين السلام ولذلك تجد ان تحيه هي السلام و لذلك جاء التأكيد عن الخاتم محمد ( ص ) ( افشوا السلام بينكم ) ، و بطببعة الحال بالبعد القريب للحديث يكون المعنى منه التحية الاسلام ، و بالبعد البعيد نقول هي الوصية بان يكون السلام هو اساس التعامل بيننا .
بل ان الاسلام يبين ان الجنة في الدار الاخرة هي السلام [ و الله يدعو الى دار السلام و يهدي من يشاء من يشاء الى صراط المستقيم ] ، وان المؤمنين يوم يلقون ربهم السلام [ تحيتهم يوم يلقونه سلام و اعد لهم أجرا كريما ] ، و ان الملائكة حين يدخلون على اهل الجنة يلقون عليهم السلام [والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار].
فمن الاسلام نفهم ان السلام مفهوما يرتبط بالاصل الانساني المشترك و يؤسس الى فكرة ان الصراع انما هو شيء طارئ على العلاقات الانسانية ، حتى لو كان هو المهيمن على عالمنا اليوم .
و ان البشرية بإمكانها العودة الى الاصل الطبيعي للعلاقات بينهم ، و التي يجب ان تكون قائمة على اساس وحدة الهدف الأخلاقي و ان تعددت مسالك الوصول اليه .
ان فلسفة السلام في الاسلام انما هي فلسفة النهضة ، و فلسفة التنمية ، و فلسفة الاصلاح ، و فلسفة العدالة ، و فلسفة الخير للشعوب و الإنسانية جمعاء .
حيث هناك جدلية مرتبطة بمفهوم السلام و هي : هل يؤدي السلام الى تحقيق الدالة و الحرية و الرخاء ؟
ام ينبغي تحقيق كل هذه الاشياء اولا كي يتحقق السلام ؟
نحن نرى يجب تحقق تلك الاشياء حتى يتحقق السلام و ليس العكس هو صحيح .
محل الشاهد :
ان دستور بعض الدول كتب فيه ، ان دين الدول هو الاسلام ، ذلك الاسلام الذي يدعوا الى السلام ، و لكن بسبب ابتعادهم عن الاسلام و أحكام الاسلام و رجال الاسلام المؤمنين ، جعل من احكام و تصرفات و قرارات تلك الدول بعيدة عن السلام ، عندما ابتعدوا عن الاسلام بكافة جوانبه .
يا شعوب العالم ، و شبابها بالخصوص
ان اردتم معرفة معنى السلام ، فأنظروا في دستور الاسلام القران الكريم ، و انظروا الى سنة رسوله الخاتم محمد ( ص ) و اله الكرام ( ع ) ، و سيرتهم العطرة المطهرة من الرجس .
ومن ادعي الاسلام لا يحقق السلام نقول :
في عام 1948 في وقت إصدار لاعلان العالمي لحقوق الانسان و في عام نفسه تم تأسيس دولة اسرائيل
و هنا نكتفي عن السرد و الاضافة
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
https://telegram.me/buratha