محمد الياسري ||
ملعب الحبيبية الذي احتضن اللعبة الختامية لبطولة غرب اسيا للمنتخبات الاولمبية تحت سن 23 عاما ، يفترض به كان ان يعكس صورة ايجابية عن الوضع العراقي وعن ثقافة الشعب العراقي والجمهور والرياضي ولكن ما حدث كان صادما بكل معنى الكلمة.
فالشعارات التي رفعت كانت بعثية بامتياز والاخرى سياسية عدائية لفريق ضيف كان يفترض احترامه والاستماع لنشيده الوطني كما هو السياق المتعارف في الاوساط الرياضية الرسمية العالمية لكن ضجيج الجمهور وتعمده بعدم الاستماع يكشف عن مدى دناءة وخسة تلك الشرذمة التي تمثل هذا الجمهور.
وكذلك في لعبة فريق الجمهورية الاسلامية مع الاردن لاحظنا تشجيع هذا الجمهور للفريق الاردن رغم ان هذا الجمهور نفسه غير مسموح له دخول الاراضي الاردنية بسبب الطائفية التي تتعامل معها سلطات الاردن فضلا عن التفجيرات التي قام بها اردنيون قتلة والمفخخات التي إدخلت من الاردن ايضا واخرها اعادة اجازة النظام الاردني للبعث المقبور بممارسة النشاط السياسي مقابل دعم الجمهورية الاسلامية للشعب العراقي طيلة ايام الحصار رغم الحرب المفروضة عليها والعقوبات الجائرة وكذلك احتضانها لسنوات مديدة للجالية العراقية الاكبر من بين دول العالم وكذلك مساندتها للشعب العراقي في قراراته باختيار نظامه السياسي بعد عام 2003 وتسهيله اجراءات السفر بشكل منقطع النظير ولايقارن بأي دولة اطلاقا ودعم طهران لبغداد في الحرب على الارهاب وفتح مخازن الاسلحلة امام العراق في مواجهة المجموعات التكفيرية في وقت رفض الجميع مساعدة العراق رغم وجود اتفاقيات معها مثل الولايات المتحدة الاميركية وكذلك مساعدة العراق في الغاز والكهرباء مقابل اموال لم تستلمها وديون رغم احتياج طهران لها في وقتها العصيب .. ومع كل هذه التسهيلات وجدنا الجمهور الرياضي او الروابط الرياضية التي تمثله وتحدد شعاراته تساند اعداء العراق مثل الاردن وتطعن بافضل اشقاء العراق وهي الجمهورية الاسلامية.
الاسباب التي دفعت ذلك الجمهور الى تلك الشعارات ،، بعد فوضى تشرين في العام 2019 ظهرت هذه المجموعات التي انطلقت من سياسات معادية لايران والحشد الشعبي والمقاومة وتهدف لانهاء وجود الشيعة في السلطة وخصوصا القوى الاسلامية ، وبعد نهاية الكاظمي البائسة وانهيار فريقه الذي كان اهم اركان فوضى تشرين بقيت تلك المجموعات بلا رعاية وقد استخدمتها قوى سياسية تظمر العداء للجمهورية الاسلامية وبقيت على سلوكياتها المعتادة وتستهدف ايران والحشد في كل مناسبة .. والسبب الاخر هو غياب الرعاية لتلك الروابط والممثليات من قبل الجانب الحكومي او من يمثل الحكومة في الجانب الرياضي.
اما ما ظهر يبدو ان هناك ارتياح من الجانب المشرف على البطولة من الجانب العراقي وللاسف حتى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الذي نعرفه عنه انه يحاسب المقصر ويدعم الناجح قد شمل في تغريدته الجمهور الذي اساء للعلاقة مع اشقاء العراق ولم يحترم الضيف سواء بالهتاف او ضرب اللاعبين الايرانيين بالادوات وكذلك استخدام الليزر على حارس المرمى الايراني في صورة تعكس مدى المخالفات التي ارتكبها الجمهور امام مرأى العالم جميعا .. بالمقابل لاحظنا فريق الجمهورية الاسلامية زار كربلاء المقدسة والتقط صورا تذكارية معبرا فيها عن سروره بالزيارة،، وحتى هذه سخر منها الجمهور الرياضي الذي يفترض انه من الوسط الشيعي ويفتخر بهكذا فريق .. فهل اصبحت الزيارة والتدين سخرية لدى الجمهور الرياضي ؟؟
المخالفات يتحملها الجمهور الرياضي واتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة ، وما نعرفه عن رئيس الوزراء انه شجاع فهل سيحقق ويعاقب المخالفين ؟!
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha