دراسات

دراسة تحليلية تاريخية سياسية اجتماعية لقبسات من رسالات بلاد الرافدين وفريد حضارتها السمحاء ( الجزء الخامس )

4817 23:29:00 2006-12-26

( بقلم : هلال آل فخر الدين )

ان من اهم الافكار الجاهلية الخاطيئة والنظريات العنصرية المتطرفة وخرافة الاساطير التلمودية هو فكرة (الطائفة المختارة) التي نشبت مخالبها في محيط المسلمين وخيم كابوسها عليهم ولازال تاثيرها ساريا ليس فقط في تفرق شمل الامة وشق عصا المسلمين وجعلهم شيعا بل وقطعت اواصر التلاقح الفكري جلبت عليهم كل تقهقرحتى ادخلتهم في خانة الاتهام وفي زمر الارهاب ..!!وما تلك الطخية العمياء الا العصبية الجاهلية والبدعة السلفية بانهم وحدهم اهل الحق وباقي الامة وكل البشر كفرة مردة ملاحدة مستباحي الحرمات الثلاث ووجوب ابادتهم ..!!!

وهذا المفهوم في منطق هؤلاء هو من العقائد الارهابية المستنكرة بادعائهم انهم (الصفوة) والطائفة (المنصورة) والفرقة (الناجية )دون جميع المسلمين ...!!!

ان عقيدة الفرقة الناجية إرهاب فكر إذ تتضمن الهجوم على المسلمين بانهم ليسوا على صحيح الدين ومن المغضوب عليهم والضالين ومن هل الجحيم .!

ان فكرة الفرقة الناجية هي امتداد لفكرة (الشعب المختار) اليهودية وان منبعها في الاسلام يعزى الى الحديث المروي في سنن الترمذي في تفرق هذه الامة إلى ثلاث وسبعين فرقة فيقف العلماء الذين صنفوا في علم الكلام أو في (الملل والنحل )من هذا الحديث ثلاثة مواقف فأما أحدهما فألا يتعرضوا له بنفي ولا إثبات ومن هؤلاء شيخ أهل السنة الامام ابو الحسن الاشعري الذي صنف كتابه (مقالات الاسلاميين واختلاف المصلين) ولم يعرض لهذا الحديث وكذلك الفقيه الشافعي الامام فخر الدين الرازي الذي صنف كتاب (اعتقادات فرق المسلمين والمشركين) ولم يذكر هذا الحديث .وأما الفئة الثانية فجماعة تعرضوا له ولم يصححوه ولم يأخذو به ومن هذا الفريق الفقيه الظاهري ابن حزم صاحب كتاب(الفصل في الملل والنحل) فقد أعلن عدم صحته بل حكم بضعفه وأما الفئة الثالثة فقد تعرض لهذا الحديث واخذ به وحاول ان يحصر الفرقة التي نجمت تحت ظلال الاسلام في ثلاثة وسبعين فرقة إحداهن ناجية وهي أهل السنة والجماعة ومن هذا الفريق المتعصب المتشدد الناصبي عبد القاهر البغدادي صاحب كتاب (الفرق بين الفرق) والاسفرائني الذي اتبع وحذا حذوا البغدادي في تبويبه وتقسيمه فلا يكاد يخالفه في كتابه ( التبصيرة في الدين) ومنهم القاضي عضد الدين الايجي الذي صدر عقيدته التي اشتهرتباسم (العقائد العضدية ) وشرح في كتابه هذا مقالات الفرقة الناجية من هذه الفرق الثلاثة والسبعين

اختلاف في متن الحديث

عن ابي هريرة قال :قال رسول الله (ص) :(افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وتفترقت أمتي على ثلالث وسبعين فرقة)  عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال :قال رسول الله (ص) :(ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل تفرق بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين ملة وستفترق امتي على ثلاث وسبعين ملة تزيد عليهم ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة .قالوا:يارسول الله وما الملة التي تتغلب؟ قال:ما أنا عليه وأصحابي) ..كما رواه عن النبي (ص) جماعة من الصحابة كانس بن مالك وابي امامة وابي ابن كعب وابن مسعود والامام علي ومعاوية وابي هريرة وعبدالله بن عمرو بن العاص وغيرهم وفي اسانيد ها كلها ضعف لايمكن الركون اليها وهذا ما سنوضحه

الصحابة ورواية الاسرائيليات

يذكر اصحاب التحقيق في المصنفات الرجالية ان كلا الراويين للحديث سواء ابو هريرة الدوسي ام عبد الله بن عمرو ابن العاص كانوا ياخذون باقوال كعب الاحبار اليهودي ويمزجونها بالاحاديث النبوية يؤكدو على ابن ابن العاص اصاب حمل زاملتين من كتب اهل الكتاب وكان يحدث بها على انها احاديث نبوية

قال الحافظ ابن حجر في كتاب (النكت على كتاب ابن الصلاح) (2|532 شارحا قول الحافظ ابن الصلاح (إذا كان الصحابي ينظر في الاسرائيليات فلا يعطى تفسيره حكم الرفع) مانصه (وكعبد الله بن عمرو بن العاص فانه كان حصل في وقعة اليرموك كتب كثيرة من كتب اهل الكتاب فكان يخبر بمافيها من الامور المغيبة حتى كان بعض اصحابه ربما قال له :حدثنا عن النبي(ص) ولاتحدثنا عن الصحيفة فمثل هذا لايكون حكم ما يخبر به من الامور التي قدمنا ذكرها الرفع لقوة الاحتمال ) وهو كلام حسن نفيس جدا

عن السائب بن يزيد انه سمع الخليفة عمر بن الخطاب يقول لابي هريرة :(لتتركن الحديث عن رسول الله او لالحقنك بارض دوس ! وقال لكعب الاحبار :لتتركن االاحاديث او لالحقنك بارض القردة) انظر ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 1475 كما في حاشية (سير اعلام النبلاء للذهبي (2| 600-601 )وابو هريرة من الرواةعن كعب الاحبار كما في ترجمته في مثل (تهذيب التهذيب) و(تهذيب الكمال ) فعندي ان عمر بن الخطاب منعه من الرواية لاجل الاسرائيليات ويؤكد ذلك ما جاء عن بسر بن سعيد وهو من كبار التابعيين ومن رجال الكتب الستة ومن تلاميذ ابي هريرة انه قال :( اتقوا الله وتحفظوا من الحديث فوالله لد رايتنا نجالس ابي هريرة فيحدث عن رسول الله (ص) ويحدثنا عن كعب ثم يقوم فاسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله عن كعب ويجعل حديث كعب عن رسول اله ) رواه مسلم في كتاب التمييز (1|175) وذكر الحفاظ لذلك امثلة من احاديث التجسيم والتشبيه وبذلك اعترف ابن تيمية في فتاواه (17|236) انظر البخاري في تاريخه الكبير (1|413-414) قال بعضهم عن ابي هريرة عن كعب وهو اصح) وقال ابن كثير في تفسيره (1|72) وهذا الحديث من غرائب صحيح مسلم وقد تكلم عليه ابن المديني والبخاري وغيرواحد من الحفاظ وجعلوه من كلام كعب الاحبار وان ابا هريرة إنما سمعه من كلام كعب الاحبار وقد اشتبه على بعض الرواة فجعله مرفوعا وقد حررذلك البهقي )

سند الحديث

وفي ضوء اسس التضعيف والتوثيق التي وضعها اهل السنة والحديث وحسب موازينهم الحديثية

1-روى هذا الحديث عن ابي هريرة مرفوعا وفي اسناده (محمد بن عمر بن علقمة )وهو ضعيف قال يحيى بن سعيد ومالك :(ليس هو ممن تريد) وقال ابن حبان :( يخطيء) وقال ابن معين :( مازال الناس يتقون حديثه

2-وروي عن معاوية مرفوعا وفي السند (ازهر بن عبد الله الهوزني) احد كبار النواصب الذين يتنقصوا من الامام علي وله طامات وويلات قال الازدي:(يتكلمون فيه) واورده ابن الجارود في كتاب (الضعفاء)

3- وروي عن انس بن مالك من سبعة طرق كلها ضعيفة لاتخلوا من كاب او وضاع او مجهول

4- وروي عن عوف بن مالك مرفوعا وفي سنده عباد بن يوسف وهو ضعيف اورده الذهبي في (ديوان الضعفاء ) برقم (2089)

5- وروي عن عبدالله بن عمرو بن العاصم رفوعا عند الترمذي في السنن(5|26) وفي اسناده (عبد الرحمان بن زياد الافريقي) وهو ضعيف

6- وروي عن ابي أمامة مرفوعا عند ابن أبي عاصم في كتاب السنة (1|25) وفي اسناده (قطن بن نسير )وهو ضعيف منكر الحديث

7- وروي عن ابن مسعود مرفوعا عند ابن ابي عاصم في سنه وفي مسند عقيل الجعدي قال الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (4|209 ) :(قال البخاري منكر الحديث)

8- وروي عن الامام علي رواه ابن ابي عاصم في (السنة) وفي اسناده اليث ابن ابي سليم وهو ضعيف جدا وقال ابن حجر في التقريب (5685):(اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك)

اسباب الافتراق

ان علماء السنة يرجعون الافتراق الى ثلاث وسبعين فرقة بسب الاختلاف وذلك على مسارين هما:مسار الاختلافات الفقهية والعقائدية وثانيا :مسار ماحصل من شجار وخلاف بين الصحابة بعد وفاة رسول الله (ص)كما يعرض ذلك عبد القاهر البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق ص8

المسار الاول: وان الاختلاف المقصود بهذا الحديث هو اختلاف في أصول العقيدة فإن هذا وحده وهو الذي يكون سببا في النجاة ان وافق ما كان عليه رسول الله (ص) واصحابه ويكون سببا في الهلاك والتباب والخسران إن خالف ذلك أما الاختلاف في الحرف والصنائع وضروب العلوم والفنون فلا يمكن فيه ذلك بل ربما كان هذا الاختلاف واجبا لان به قوام الامة وحياتها واما الاختلاف في الاحكام العلمية الفقهية فليس مرادا ايضا لانه مبني على اجتهاد وبحث مأذون فيهما ثم ان الافتراق في الامة في اصول العقيدة قد حدث فعلا بعد انتقال رسول الله (ص) الى الرفيق الاعلى وان الناجي من هؤلاء المختلفين فرقة واحدة هي المتمسكة بكل ما كن عليه الرسول واصحابه وما عدى هذه الفرقة فهم في ضلال وتتبير وقد وضع رسول الله (ص) الميزان الصحيح الذي تعرض عليه المعتقدات ليبين صحيحها من فاسدها وهو ان كل ماخالف ما كان هو واصحابه عليه فهو رد على صاحبه غير مقبول منه وذلك يقتضى ألا تأبه لما تزعمه كل فرقة لنفسها من أنها هي الناجية ومن عداها هالك فما من فرقة حتى إلا تتبجح بأنها على الحق فاعرض كل ماتسمع على كتاب الله وما صح من قول رسوله فإن وافقهما فهو الحق الذي يجب ان تعض عليه بالنواجذ ولاتفارقه او تميل عنه .

وقد عللوا ان حديث الاختلاف لايشمل فرق الفقهاء الذين اختلفوا في فروع الفقه مع اتفاقهم على اصول الدين لان المسلمين فيما اختلفوا فيه من الفروع (الحلال والحرام )على قولين :

أحدهما:قول من يرى تصويب المجتهدين كلهم في فروع الفقه وفرق الفقه كلها عندهم مصيبون

والثاني :قول من يرى في كل فرع تصويب واحد من المختلفين فيه وتخطئة الباقين من غير تظليل منه للمخطيء فيه ونحن نعلم علم اليقين ان أئمة السنة قد اختلفوا في الاحكام الفقهية وانهم جوزوا للمقلد ان ياخذ برأي واحد اي واحد من هؤلاء الائمة ..وهل ان الحق واحد ثابتا ام مختلفا حسب ما وصل اليه اجتهاد الامام في اجتهاد ام ان ماعندالله ورسوله من الحكم في كل فرع اختلفوا فيه ..فذهب قوم من الاصوليين الى الاول ومنهم بعض الشافعية وبعض الحنفية والمتكلمين والحنابلة وذهب الى الثاني قوم فاما الذين ذهبوا الى الاول فقد قالوا:ان الحق الذي عند الله تعالى ورسوله واحد غير انا لانستطي معرفته بنفسه لكنا نجزم انه واحد مما ذهب اليه الائمة غير معين ولهذا لانستطيع ان نحكم على احد هذه الاراء بنه الحق وعلى ما عداه بالخطاء لاحتمال كا راي منهما انه مراد الله ورسوله في هذا الفرع وهذا كما تلاحظ فيه تمحل وجعل الحكم الشرعي اقرب الى الغز والاحجية والحزورة منه الى اابة الواقع (الحكم) واما لذين ذهبوا الى الاني فعندهم ان كل واحد من الاراء المختلفة في كل فرع من الفروع حق وجعلوا من الاختلاف هنا اختلاف لفضي لايترتب عليه ترك راي معين منها والاخذ براي معين وقد جعلوا من الابواب التي اتفق عليها اهل السنة من فريق( الراي )و(الحديث) على اصل واحد مع العلم انهم فروا اهل الراي واخرجوهم عن جادة الاسلام ومن امة المسلمين كما اوضحنا ذلك في بحث مدرسة الراي !!! وجعلوا من خالفهم فيها اهل اهواء ضالة من القدرية والخوارج والروافض والجهمية والمجسمة والمشبهة ومن جرى مجراهم فاولوا الحديث المروي في الافتراق الى هذا النوع من الاختلاف دون الانواع التي اختلف فيها أئمة الفقه والمذاهب من فروع الاحكام في ابواب الحلال والحرام وليس فيما بينهم تكفير ولاتضليل فيما اختلفوا وافتقروا فيه من الاحكام ..فتلاحظ مدى التبرير والتماس المعاذير مع كل ما يصطدم وما يهون وما يزعمون !!

ثانيا:اختلاف الصحابة

الملاحظ ان الصحابة اختلفوا ليس فقط بعد وفاته (ص) كما يزعم البعض بل الثابت ان الصحابة اختلفوا ورسول الله (ص) بين اظهرهم والامثلة كثيرة وحتى ان من الصحابة من كان (في نفوسهم مرض) كما صرح بذلك القران وهذه اية مكية باجماع المفسرين اي ان من الصحابة الاوائل من كان مريضا في نفسه غير من أظهر وفاقا وأضمر نفاقا وان الذي حصل بين الصحابة بعد رحيل النبي (ص) الى الرفيق الاعلى ليس الاختلاف بل الانقلاب والتقهقركما تؤكد ذلك النصوص المقدسة قال تعالى :((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)ال عمران:144 والحديث المتواتر الذي رواه اصحاب الصحاح وعن كتاب الجمع بين الصحيحين للحمدي في حديث ر(131) من المتفق عليه من مسند انس بن مالك قال رسول الله (ص) :(ليردن علي الحوض رجال ممن صحبني حتى اذا رأيتهم رفعوا إلي رؤوسهم اختلجوا فاقول:رب أصحابي .فيقال لي : إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك وفي الكتاب الذكور ايضا حديث رقم (267) من المتفق عليه من مسند ابي هريرة قال النبي (ص):بينا أنا واقف –يوم القيامة- اذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال :هلموا فقلت :الى أين؟ قال:الى النار قلت:ما شأنهم؟ قال:انهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقرى )

ويذكر الشيخ عبد القاهر في مصنفه (الفرق بين الفرق) صورا من اختلاف الامة بعد نبيها وان الاختلاف بداء أول ما بداء بين كبار الصحابة فقد جاء في ص14 والاشعري في مقالات الاسلاميين ص34 والتبصرة لابي المظفر الاسفرائيني ص12 والبدء والتاريخ للمطهر المقدسي (5| 121) والملل والنحل لشهرستاني (1|21) وشرح المواقف للايجي ص619 فقد اختلف الصحابة في وفاة النبي الاكرم(ص) فمن قال انه لم يمت وعرج الى السماء كما رفع عيس ابن مريم ومنهم من قال غير ذلك وما قاله ابو بكر قول الله لرسوله (ص) (انك ميت وإنهم ميتون) (الزمر 30) ثم اختلفوا بعد ذلك في موضع دفنه (ص)فمن قائل ادفنوه في مكة لانها مولده ومبعثه واراد اهل المدينة دفنه في المدينة لانها دار هجرته وقال اخرون بدفنه في بيت المقدس ثم اختلفوا بعد ذلك في (الامامة )ووهذ الخلاف باق الى اليوم كما يذكر البغدادي ص15 ويقول الشهرستاني في هذا الصدد (ملرفع سيف في الاسلام كمارفع على الامامة) اختلفوا فيمن يولونه عليهم فكانت السقيفة وما ادراك مالسقيفة ...!! ثم اختلفوا في شأن فدك في توريث تركت الميت وما حصل فيها من احتجاج بضعة المصطفى (فاطمة) التي خلفها في امته ولم يسألهم شيء سوى المودة في القربى فاصر القوم على مصادرتها وتعدوا عليها وانتهكة حرمتها وفي هذا الصدد يستنكر الباحث الاسلامي الكبير في كتابه (نشاة الفلسفة في الاسلام ) قائلا عجبت من مواقف كبار الصحابة في هظم وتعنيف ابن بنت نبيهم التي لم يخلف سواها بينهم ووقد اوصاهم باهل بيته خيرا والزمهم الذكر الحكيم بحبهم ومودتهم فعدوا عليهم ...وهذا منافي حتى للشيم العربية والاعراف البدوية !! واختلفوا واختلفوا ..!!!

مناقشة متن الحديث

من خلال الاستقراء والموازنة يمكن الجزم ببطلان الحديث وسقوطه سواء بزياداته واختلاف تعبيراته والتي منها (كلها في النار إلا واحدة)و(كلها في الجنة الا واحدة) فبغض النظر عن النقان والزيادات بان اصل الحديث باطل للامور التالية :

1-قرر هذا الحديث الطعن بهذه الامة وبانها شر الامم وأسوئها فقد جزم باساءت مع اليهود والتفرق بلغ فيهم مبلغه حتى صاروا واحد وسبعين فرقة ثم جاء النصارى فكانوا أسوأ حينما بلغوا اثنين وسبعين فرقة ثم جاءت هذه الامة التي فاق سوئها كل الامم السابقة وافترقت الى اكثر من ذلك اي الى ثلاث وسبعين فرقة فهي أسوأ وأسوأ وهذا مخالف لقوله تعالى الذي يصف الامة المحمدية :(كنتم خير أمة اخرجت للناس) وقوله سبحانه :(وكذلك جعلناكم أمة وسطا) فهذه الايات تقرر ان هذه الامة خير وانها اوسطها وتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر اما هذا الحديث فيؤكد على ان هذه الامة اشر الامم واكثرها فسادا وفتنة وافتراقا وضلالا وهذا باطل بصريح القران

2- ويؤكد بطلان هذا الحديث من حيث متنه ان كل مصنف في الفرق والممل والنحل كتب اسماء فرق يغاير في ما ذهب اليه اصحاب الاكتب الاخرى ولازالت تحدث في كل عصر فرق ومذاهب وجماعات جديدة بحيث ان حصرهم لهاغير صحيح لكثرت التمحلات ولا واقعي للاعتساف في التسميات فمثلا كتب الشيخ عبد القاهر البغدادي المتوفي سنة 429 هجرية كتابه (الفرق بين الفرق) ذكر فيه ثلاا وسبعين فرقة وقد حدث من زمانه الى اليوم فرق اخرى ربما تزيد على اضعاف تلك الفرق التي ذكرها وان قول من قال ان ما ستحدث من الفرق الجديدة لاتخرج في مبادئها عما ذكره غير صحيح والواقع يرفضه ويثبت فساده

3- ان هذا الحديث خاصة بزياداته التي يتشبث بها المجسمة والنواب والتي هي (كلها في النار الا واحدة )مخالف للاحاديث الكثيرة المتواترة في معناها التي تنص على من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وجبت له الجنة ولو بعد عذاب فقد روى البخاري :(ان الله قد حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله )(3|61|1186) فتح الباري ولم يقل :(حرم على النار كل سلفي وهابي) ولفظ مسلم :( لايشهد احد ان لا اله الا الله واني رسول الله فيدخل النار او تطعمه) (1|63) والفرق المختلفة قليل منها يكفر ببدعته واما اكثرها كالمعتزلة وغرهم فانهم لايكفرون حتى يستحقوا دخول النار لذلك نقل بعض الائمة كالبيهقي وغيره اجماع السلف والخلف على الصلاة خلف المعتزلة ومناكحتهم وموارثتهم انظر مغني المحتاج (4|135)

4-ان متن هذا الحديث مضطرب اشد الاضطراب ففي بعضها (الا وان هذه الامة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة في الاهواء) رواه ابن عاصم (63) وفي بعضها:(لم ينج منها إلا ثلاث) رواه ابن عاصم (71) وفي بعضها :(كلها في النار الا السواد الاعظم) رواه ابن عاصم (68) وعند ابن حبان (15|125) قال:( ان اليهود افترقت على احدى وسبعين فرقة او اثنتين وسبعين فرقة والنصارى على مثل ذلك)

وتلاعب بعضهم في متهنه محسب التعصب والتطرف ورمي الاخر بالكفر فذكروا في اخره:(من اخبثها الشيعة) وقال بعضهم :(شرهم الذين يقيسون الامور بارائهم ) يشير الى اصحاب ارأي من اتباع ابي حنيفة وفي بعضها رواياتهم :(كلهم في الجنة الا القدرية) وفي بعضها :( الا الزندقة) وهكذا تلاحظ مدى الكذب والافتراء على النبي (ص) لاجل الاهواء والاطماع والتعصب والجهل والحقد ..!! واذا دقق الباحث بالاخص وكذا القاريء والسامع في هذه الالفظ واستعرضها جيدا فسيكون على قناعة تامة ويعرف من اين جاءت

5- وقد وقع في بعض روايات هذ الحيث كلها في النار الا ملة واحدة قالوا من هي يارسول الله قال:ما انا عليه واصحابي كما ذكرناها من رواية الترمذي (5|26) منحديث ابن العاص وفي رواية:(ما عليه الجماعة)

وقلنا هذا باطل

اولا:من جهة الاسناد فانه ضعيف كما تقدم

ثانيا:ان عبارة (ماعليه انا واصحابي ) لايعقل ان يصح صدوره منه (ص) لامور نذكر واحدا منها وهو ان الصحابة افترقوا في عهد الخليفة الرابع الامام علي الى ثلاث فرق فرقة مع امير المؤمنين الامام علي وهي التي على الحق بنصوص الاحاديث الكثيرة المقطوع بصحتها  وفرقة قعدت ولم تناصر رابع الخلفاء الذي هو امام اهل الحق ولم تقاتل مع احد من الفريقيين وقد ندم افرادهاعلى ذلك وهم قلائل وفرقة باغية مع معاوية وحزبه بنص الحديث الذي رواه الخاري (1|541) و(6|30) ومسلم (4|2235_2915) والذي فيه :(عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار) فعبارة(ما عليه انا واصحابي ) في حديث الافتراق مع اي فرقة من هذه الفرق الثلاث تكون ؟!! فالذي يظهر بوضوح من وضع بني امية الذين سعوا جاهدين لتفريق كلمة المسلمين وجعلهم يتباغضون ويتباعدون ولايتقاربون وجعلة الناس يعنقدون في مخالفيهم انهم اصحاب النار وهذا يثبت جازما ببطلان حديث الافتراق هذا الذي جعل المسلمين شيعا ..!!! والوهابية السلفيون ساعون لنشره واذاعته !!

الذكر الحكيم والراي المختار

بما ان كتاب الله هو الصادق المصدق الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلف فهو الجدير بالرجوع اليه والاخذ منه والركون اليه لتبيان ماورد من الحق في هذا السبيل قال سبحانه :(ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات ) (ال عمران:104) وهذه الاية متممة لقوله تعالى :(واعتصموا بحبل الله جميعا) وما بعدها والمراد بالذين تفرقوا هم الذين لميسيروا على نهج الحق والسراط المستقيم من اتباع الهوى وتبرير كل ما يصطدم ومنافعهم ومصالحهم فيحرفون الكلم عن مواضعه وقوله تعالى :( من بعد ما جاءهم البينات) يشعر بان الانسان لا يؤاخذ على ترك الحق واتباع الباطل الا بعد البيان وقيام الحجة .. اما السر لهذا التاكيد والاهتمام باجتماع الامة واتحادها فلان الشقاق مادة الفساد ولان الامة المتفرقة لاتصلح للحياة ومصيرها الخسران والزوال ..!!  وقيل ان الاسلام بني على ركيزتين هما :(كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة) ..  وغريبة الغرائب ان البعض من اصحاب الوجوه السود يزعمون لانفسهم التحدث عن الله والمتاجرة بالكلام باسمه وعن هذا الزعم الكاذب وبما يزينه الصنائع ويحرفه المرتزقة ويزوره الوعاظ بلغوا بالجبابرة اعلى المناصب بلغوها باسم الله ولكن إذا قيل لهم قائل :اتق الله اخذتهم العزة بالاثم وقالوا انت كافر بالله وهذا ما يؤكد ه الخليفة عبد الملك بن مروان حيث قال يوم تولى الخلافة الاسلامية من قال لي بعد اليوم :(اتق الله ضربت عنقه)!!!وهنا نعرض لنماذج من ركام الاحاديث المكذوبة التي تصب في خدمة الطغاة ووجوب الاستسلام والعبودية لهم ..!!

المكذوب في الحديث

وقد سرى الكذب على رسول الله (ص) والوضع في الحديث في زمن الامويين سريان النار في الهشيم لمصالح سياسية وتربية الامة على السكوت على الظلم وقمع المعارضة من خلال ترويج احاديث كاذبة تدعوا الى ذلك : فرووا عن النبي (ص) انه قال :تسمع وتطيع للامير وإن ضرب ظهرك واخذ مالك صحيح مسلم (31476 ) وانه قال : فإن رأيت يومئذ لله عزوجل في الارض خليفة فألزمه وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك مسند احمد (5|403 )  وجهد معاوية ايضا في تربية الامة على الطاعة المطلقة للسلطان واعتبارها رأس الطاعات  ورووا عن النبي(ص) انه قال : من خرج عن الطاعة وخرج عن الجماعة مات ميتة جاهلية ( صحيح مسلم 3/ 1476 ) حتى بلغ الكذب والتحريف والتزييف منتهاه .

رووا عن انه ( ص ) قال : ائتمن الله على وحيه ثلاثة جبرائيل في السماء ومحمد في الارض ومعاوية بن ابي سفيان ( انظر سير اعلام النبلاء للذهبي وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة معاوية  وكان معاوية يجزل العطاء للرواة ويسايرهم بالتولية والتوظيف في مرافق الدولة )

الطعن في الفرق

وروا عن النبي(ص) ذم القدرية وانهم مجوس هذه الامة وروي عنه ذم المرجئة مع القدرية والاية الاخرى هي قوله سبحانه (ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء) (الانعام :159) ان الخطاب في هذه الايةقيل موجه الى المشركين بالنظر الى ان بعضهم يعبد الاصنلم وبعضهم يعبد الكواكب وبعضهم النور والظلام وبعضهم الطواطم ..وقيل:هم اهل الكتاب فاليهود افترقوا الى الصدوقيين والفرسيين والحدسيين اما النصارى فقسموا الكنيسة الى شرقية وغربية وقيل هم الفرق الاسلامية وقيل:كل اهل الملل والنحل بلا استثناء كذلك المفسرون صاروا شيعا في تفسير المراد بالذين فرقوا دينهم ...ويذهب صاحب تفسير المنار في تفسير هذه الاية منحى جميلا حيث يقول :(ان المراد بالذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا هم اهل الكتاب والمراد ببراءة الرسول منهم تحذير المسلمين من مثل تفرقة اهل الكتاب وفعلهم ليعلموا انهم إذا فعلوا فعل أهل الكتاب فإن محمدا (ص) بريء منهم بطريق أولى)انما أمرهم الى الله) فهو وحده يتولى حساب وعقاب من يعمل على التفريق بين عباده ويثير العداوة والبغضاء في الدين وغير الدين (ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) من الاستجابة الى الدساسين والمفتنين...!!

هذه الفكرة الخطيرة فكرة (الاصطفاء)او

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عمر أبو خطاب
2007-01-17
لن أتكلم كثيرا : سأعلق على حديث افتراق امة الرسول صلى الله عليه وسلم أن هذا الحديث صححه جميع وكل علماء الأمة إلا القليل الذين تكلموا في آخر الحديث وهي كلها في النار والذين تكلموا إما أن يكونوا عقليين تكلم عليهم العلماء أم ليسوا بعلماء في الحديث , والذي يتكلم على الحديث هم أهل الحديث والذين يعرفون ما معنى الحديث , والذين يبحثون عن الحديث الصحيح ليعملوه لا ليطعنوا فيه والله المستعان لكل مسلم يشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وجزاكم الله كل خير وبارك فيكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك