دراسات

دراسة تحليلية تاريخية سياسية اجتماعية لقبسات من رسالات بلاد الرافدين وفريد حضارتها السمحاء ( الجزء الثالث عشر )

3987 18:45:00 2007-03-03

( بقلم : هلال آل فخر الدين )

 بالاضافة الى احتضان بلاد سومر وبابل واشور واكد والحضر والمدائن والكوفة والبصرة وبغداد والموصل وغيرها من الحواضر لمختلف الاثنيات والاعراق والجنسيات من ساميه وحامية وهنداوربية وارية ونبطية (السبابجه) وعربية وفارسية ومندانية وكلدانية وكردية وتركمانية وهنديه وافغانيه وديلمية وتركية و(صلبه) او (صليبي) وهم من بقايا جيوش الصليبيين وتنوع في الالوان فابيض واسمر وحنطاوي واصهب ومجثح ومغبر واسمر غامق واسود ويطلقون على اصناف الناس تبعا لمراتب التمدن فهذا حضري اي ابن ولايه وذاك براوي وبدوي ومعيدي ودبي وبلوشيوعمادي وافندي ومومن وشيخ وسيد وأغوات وعالم صاحب الفضيلة حجة الاسلام وحجة الاسلام والمسلمين وسماحة العلامة واية الله واية الله العظمى ومرجع والمرجع الاعلى وامام الامة.

وكذلك في تنوع الملابس فهذا مكشدمن لبس(الكشيدة)ويقال عنها انها زي اكدي قديم ومعمم من (العمامة) ومسدرمن (السدارة) ومعقل من لبس العقال(العكال) ومنه عقال معقوف وصاحب لفه (جراوية) ولفه(عدام)ولفه مشرشبة (كردية) وصاحب شماغ وذاك يلبس غتره وسعوريه وهذا يضع حدريه (عرقجين) وذاك ملجج واخر مفرع ومنهم من يلبس الجبة(القباء) واخر الصاية واخر الدارية واخر الدشداشة واخر افندي اي يرتدي (ستره وبنطلون)..

وفي تنوع واختلاف في ازياء النساءكذلك فهذه مختمرة وتلك مبوشايه وتلك متنقبه وهذه مغتره واخرىمعصبه ومشيله ومعتمه وتلك تلبس عباية واخرى سافره وبعض متبرجه.. وعلى هذا المجرى وذاك المنوال وعلى قول المثل العراقي (على هرنه طحينج ناعم ) وبهذا القدر نكتفي وفي الجعبة مزيد ومزيد .. في فسيفساء جميلة وفي تنوع وتمازج رائع رغم كل الاختلافات وحتى التناقضات الا ان المهم والباعث على العجب والاكبار هو وحدة هدف الجميع وصفاء سلوكهم وتعاونهم وتاخيهم جميعا ضمن عائلة واحدة لبناء صرح العراق وفي لوحة (قوس قزح) فريدة ضاربة في كبد السماء في تناسق بديع يقل نظيره ويعز مثيله ...

كما وان كل مدينة في العراق تشتهر بلون من الطعام يختلف عن المدينة الاخرى فالموصل مثلا تشتهر ب(الكبه) واربيل ب(البن) وبغداد ب(التشريب) والكاظمية ب(الكباب) وباب الشرجي ب(السمك المسكف) والبصرة ب(المسموطه وصيد الكدر) والنجف بتنوع الاكلات وبالخصوص الحلوى (الحلاوه)ومرق (القيمه) والديوانية ب(المفطح ) وكربلاء ب(التاجين) والعمارة ب(الادام) والناصرية ب(الكيمر) والشطرة وسوق الشيوخ ب(الدهون ) المعروف بدهن الحر والسليمانية ب(الدولمه) والسماوة ب(الخبز ) والحلة ب(الباكله) وكركوك ب(الباجه)...الخ فاذا مددت السماط او (السفرة) العراقية فستكون متنوعة عامرة بما لذ وطاب من الماكولات والحلويات والمقبلات الشهية

كما امتاز اهل العراق بخفة الروح والنكته وحسن المعاشرة وحدة الذهن والفطنة وقراء الضيف (العزوبه) ومضايفهم ودواوينهم وبرانياتهم مشهورة ومضرب الامثال في الكرم الباذخ والجود وحسن الوفادة ..حتى يتمنى كل من يزورهم او يطرقهم من الوافدين والغرباء ان يقيم عندهم ويبقى بجنبهم لما يلمسه من التكريم والتقدير وهم في هذا الصدد لايشق لهم غبار في احتضان الناس الغرباء افرادا وركبا حتى يرغبوا عن بلادنهم ويؤثروا الاقامة في العراق لسماحة اهله وطيب سلوكهم ورفيع اخلاقهم ..

كما ان التنوع يظهر واضحا في بغداد لاحتضانها كل اطياف الشعب العراقي وتمازجهم ورغبة كل مفردة منه في السكن والاقامة في منطقة معينة حيث يلاحظ ان لكل طرف او صوب من بغداد لهجة خاصة ونكهتة متفردة في التعابير والالفاظ تختلف عن المحلة الاخرى فالمعظماوي لهجته وامثاله تختلف عن الكظماوي والجعيفري يختلف عن باب الفضل او باب الشيخ او عكد اليهود او محلة الكراد او اهل الكرادة ..قد قيل عن الكرادي انه عرف بالطيبة والبلاهة (فطير) ويسيقون في هذا الباب قولهم وركة فجل كله العجل باكله زعريوش كرادي

وفي ضوء ما سقته من نماذج بسيطة ومصغرة لحالة وماهية الشعب العراقي التي هي غالية على قلب كل عراقي ومحل اعتزازه وفخره بكل هذا التنوع المتناغم والتناسق المتشابك والمتجذر في اعماق التاريخ . فانه يحضرني كلام للمفكر المصري الاديب الكبير توفيق الحكيم الذي كان يرى بوجوب توحيد الزي المصري لانه يرى في اختلاف الازياء احد اسباب تاخر وتخلف الشعب المصري وعدم لحوقه بالمدنية الغربية بسبب ذلك..

حتى ان رضا خان شاه ايران اتخذ اجراءات صارمة لتوحيد الزي واتخاذ الزي الغربي بما في ذلك البرنيطة او الشفقة غطاء الراس واطلق عليها اسم (البهلوية) وفرضهما بالقوة على الناس كافة ضناً منه ان هذا المظهر والزي سيؤدي للحوق بمدنية الغرب وحدوث العصرنة ولتحديث البلاد .. واني ارى في كل هذا التنوع للشعب العراقي هو ليس فقط مظهر متفرد وفريد في التسامح بل سبيل تقدم ..وتوحد.. وبقاء ..لان التنوع والاختلاف بقلب الحب هو سنة الهية للتطور والخلود يقذفها الله فيما يشاء ..الارض المباركة.. وشعب الخير..

فلم يحدثنا التاريخ طوال تلك الفترات العصيبة المختلفة التي عايشها العراقيون سواء من ظهور البدع والاهواء والضلالات ام حملات الغزاة والفاتحين او حدوث الانقلابات وظهور الافكار وبروز معتقدات واختلاف الازياء والاعراق واللغات والاديان في ظل كل الاجواء القاسية والظروف القاهرة ومصاعب الحياة الجمة فما حدثت بينهم صراعات ولاجرت الى حروبا اهلية على الرغم من ان العراق كان منبع كل تلك المذاهب والفلسفات والافكار والنظريات على اختلافها وتنوعها وحتى تناقضها ..وتنوع واختلاف اعراقه والوانهم ولغاتهم وثقافاتهم واديانهم ومذاهبهم ..

واني ارى في كل هذا التنوع للشعب العراقي هو ليس فقط مظهر متفرد وفريد في التسامح بل سبيل تقدم ..وتوحد.. وبقاء ..لان التنوع والاختلاف بقلب الحب هو سنة الهية للتطور والخلود يقذفها الله فيما يشاء ..الارض المباركة.. وشعب الخير..

سبحان الله على اختلاف وتنوع خلقه؛ ولذلك خلقهم؛ وقال سبحانه :(وخلق لكم جنات معروشات وغير معروشات) ومن النبات صنوان وغير صنوان ومن الفكاهة مختلف الوانها ومذاقها وكلها تسقى من ماء واحد ..واحد مظاهره هذا التنوع الظاهرة الشامخة هو ما أشتهر به العراق من شجر( النخلة ) المباركة والتنوع العجيب في ثمرة (التمر) الذي يسقى بماء واحد تراه يزهو في لوحة غناء بانواع كثيرة من التمور الشهية في تنوع واختلاف اشكال وتباين في الطعم اخاذ يسلب اللب حيث يربو على اكثر من مئتي نوع فالكنطار والعمراني والساير والزهدي والفضيخ والديري والبربن والبريم والشكر والحلاوي والخضراوي والمشكل والاشرسي واليلوي والمكتوم والخستاوي الذي يتغنى به عند الظفربالشيء وحصول الامنية قائلين:(فلس وكل خستاوي) فمنه الطويل والقصير والبيضي والكروي (المدعبل) والرفيع والغليظ وشديد الحلاوة وقليلها والاصفر والاحمر والمنصف والاسود والقهوائي والصغير والكبير ومنه ما كان كالكوكب الدري تتلئلاء في داخله النواة ومنها ما دون ذلك .. هذا التنوع العجيب في ثمر (التمر) مما لاتجد له مثيلا في بلدانا اخرى تزرع النخيل ولله في خلقه شؤون.. وحيث تبقى هذه الشجرة الميمونة رمزا لشموخ وعطاء بلد النخيل .. وينسحب هذا التنوع على نبتة العيش الرز(التمن) التي منها العنبر الرفيع الطويل الذي تفوح منه رائحة العنبر الذي ليس له مثيلا في الوجود الا في وسط العراق والحويزاوي الاحمر القصير والخضراوي لخضرته والشنبه لقصره والحلاوي والمعرب والساير والنعيمة و ..الذي تميس سنبله في مروج الفرات وامواج دجلة المتنوعين شرابا المؤتلفين عطاءاً. صحيح ان العراق شغفنا حبا واجلال لتمثيله جنة الفردوس في الارض حتى ذهب البعض هياما فيه من تصغير الخلود في جنة الفردوس بجنبه:

وما الخلود بجنة الفردوس عندي باحلى من نسيم ربى العراق.

ولتقديسهم العراق يقول المثل الشعبي مقسما بالله بان البيت العراقي لاتضارعه الجنة: لا والله مو الجنه بيتي افضل .. وهذا يدل على طبيعة انشدادهم العميق وتمسكهم الشديد به الذي يفوق كل تصور. وهذا كان ولايزال ديدن الكل في عراق الرسالات.. حيث ترى الجميع يرفلون بالحب والتأزر والتسامح والتعاون على الخير ومنازلة الظالمين والمعتدين والارهابيين .. رغم مكوناته المتنوعة وثقافاته المتعددة الا انهم جميعا اهل بيت واحد صهرتهم حضارات وادي الرافدين العريقة في مضمار الدائرة الانسانية الكبرى،وجذبتهم الوطنية العراقية المثلى قبل كل شيء.. ولعلو ناصية العراق وعراقة جذوره وسعة فضائه كان ولازال ملتقى حضارات الشرق والغرب حيث تتمازج في خلة وصفاء ومنه يسفر شعاعا يملىء الارض والفضاء ..مما لم يفز به غيره من امم الارض حيث تكتسحه حضارات امم فيستسلم لها ويذوب في كنهها وتختزله في ثناياها ..

صحيح ان شعب الرافدين له مكوناته المتنوعة وثقافاته المتعددة الا انهم جميعا اهل بيت واحد واسرة واحدة وكلهم اخوة وصفاً واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضهم بعضا تعاونا وتفاعلا صهرتهم جميعا حضارات وادي الرافدين العريقة في مضمار الدائرة الانسانية الكبرى ووجذبتهم مغناطيسية الوطنية العراقية المثلى قبل كل شيء.. الكل عراقي وكفى.. وهذا يمثل ارقى صور التعايش والتمازج والتسامح التي وصلة اليها البشرية على الاطلاق وان دل على شيء فانما يدل على عمق الروابط التفاهم والاحترام ورسوخ قواعد التألف والود بين الجميع.. انه شعب يقدس بعضه بعضا ويكرم بعضه بعضا لادميته وبشريته ..

فلسفة الاختلاف والتنوع:

احدى السنن اللهية في الخلق الاختلاف والتنوع وهو يمثل احد مظاهرة القدرة واعجاز الصنعة في الكون

جاء في الذكر الحكيم قوله سبحانه :( ولو شاء ربك لجعل الناس امه واحده ولا يزالون مختلفين ..)هود /118 وتوجد تفسيرات لهذه الايه فيها ماينم اولا :عظمه القدره الالهيه وجليل صنعه من حيث التناسق البشري وما فيه من هذا التلاون من الاختلاف الانساني وثانيا : اسلوب اختلاف الخلق الكون بما فيه البشر ..ثالثا:الترابط الوثيق والتناسق العجيب الباعث على الاعجاز في تمازج كل تلك المفردات وتفرد كل واحدة منها بخصوصياتها واحتفاظها بها.. فذلك الاختلاف بين في الاجرام في الاحجام و سر تجاذبها وتماسكها ولو ان الله سبحانه جعل الاجرام حجما واحدا وشكلا واحد وشبها واحدا في كل العناصر والاوزان والصفات لانفرط عقدها وانحل رباطها. اما في مجال كوكبنا- وسكانه من البشر - فان قانون الاختلاف له مثل هذه الضرورة واللزوم!.. ولقد كتب المفكر الانجليزي -جون هادهام- حول هذا السر الالهي العظيم وكأنه يكتب بوحي من تلك الايه القرانيه هذه السطور : (لو ان كل بلد كان له من الهيئه ومن المواد الخام ما لسائر البلاد -لكان كل بلد يستطيع الحياة مستقلا تمام الاستقلال عن جيرانه ولكن الله نظم خريطة الدنيا على نحو يجعل كل بلد في حاجة كبيره او صغيره الى كل بلد! وهذا القول يصدق ايضا على الشعوب فكل شعب قد جعلت فيه مزية يستطيع بها ان يضيف شيئا الى مجموع الشعوب وكل شعب مدين لشعوب اخرى بشيئ يعوزه في انتاجه او ينقصه في تركيبه !

وما يقال عن الشعوب يقال عن الافراد فما من مجتمع صحيح البنيان الا كانت صحه بناه ناتجه من بنية افراد لا يتشابهون في نوع العمل واتجاه التفكير .. لا ن تلك الصحه انما قوامها تلك المساهمه التي تؤدييها الى المجموع كل فرد بعمله الخاص وتجاربه الشخصيه وطبيعة مزاجه وابعاد نظرته وافاق واديولوجيته! وهل نستطيع ان نتصور قيام مجتمع يتكون من افراد كلهم ملحدون في العقيدة او متدينون او كلهم عقلاء او كلهم اغبياء او كلهم مثقفون او كلهم جاهلون او كلهم رعاة اوكلهم فلاسفه او كلهم تجار او اطباء وو .؟ واذا اردنا ان نكمل المشوار في الصور فلنهبط الى اعضاء جسم الانسان.

فالصحه في جسم الفرد قوامها ايضا ذلك الاختلاف في وظائف الاعضاء ! فاالمخ يفكر والعين تبصر واللسان ينطق والقلب يضخ واليد تعما والرجل تمشي ووو

فاذا كل وظيفه من هذه الوظائف قدمت استقالتها وتركت وظائفها المختلفه وأتجهه الى وظيفه واحده متشابه للجميع وهي التفكير! اذا ماذا سيحدث ستنهار الصحه ويتلف الجسم ويفنى دون شك.

فماذا يكون حال الانسان لو تمرد السان والاذن والعين القلب واليد وو و اعتصمت كلها وقالت : لن ننطق ولن نسمع ولن ننظر ولن نضخ ولن نعمل وو ! نريد كلنا ان نكون مثل الدماغ فلا نصنع شيئا سوى ان نفكر ؟! عند هكذا تغيرات وانقلابات وتمردات !! فمعنى ذلك من غير ريب هو شلل الجسم كله وسقوطه وفنائه في مكانه لا يتحرك ولا ينطق ولا يشعر ويعجز الفكر عن اداء دوره وانجاز مهامه

جلت عظمة حكمة الله في جلال عظيم خلقه وابداعه في جليل صنعه وتنوع اصنافه واختلاف ادواره تبدو اذن من ذلك الاختلاف: في الصفات ،القدرات ،السمات ،الهيئات ،الاشكال وو! وهنا سر التناسق في الخليقه و سر تضامنها: فاعضاء الجسم متضامنه في العمل لكنهامختلفه في الوظائف ولو انها تشابهت في الوظيفه لما تضامنت فيما بينها ولا استقل في الحال كل عضو عن العضو الاخر وبهذا الاستقلال يتفكك الجسم ويتفتت الفرد وينهار الانسان !  فاذا انتقلنا الى مجال الفكر وجدنا ان اختلاف الاراء في المجتمع البشري ضرورة لطبيعية .! وفي ذلك مظهر لاراده الله وقدرته !

وهنالك فرق بين الاختلاف في الرأي والاختلاف في العقليه . فقد تتشابه العقليه في شخصين ويختلف الرأي بينهما ! والمجتمع السليم يجب ان يقوم على قدر من الوحدة والانسجام والتمازج المبدئي والتسليم بالاهداف السامية في عقليه الامة واجيالها ومقومات شخصيتها العامة - دون ان يؤثر ذلك في اختلاف الاراء فيها !

فلا ينبغي ان يشط الغرور الانساني فيعتقد ان ما يجول في الذهن من رأي يجب ان يسود الناس جميعا ! فما من را واحد يمكن ان يسود هذا الكون ،كما لا ينبغي ان تخرج عن الطبيعة التي ركبها الله في بني ادم ،ولا ان يحملها ما لاطاقة له بها وهذا لايعني ان تكف عن حركتك التي فطرك عليها ، فانك اذا جمدت

خمدت خالفت سليقتك التي ارادها الله لك متحركة متجددة ولا يجوز لك ان تقف عن الوثب فتعارض ارادته !! ولكن اياك ان تغتر بمدى قدراتك وتتوهم انك بالغ بها ما لايمكن ان تبلغ فتعرض نفسك لذل الخيبة ومرارة الياس وسخرية المقدرين لنشاطك !

وأومأت القدره اللهيه الى شيء لا يكاد يرى في قرارعلمها وقالت للعقل : انظر اترى مقدار قدرتك في حيزك الضيق ؟ انه كل ما احدثت انت : من علم وفكر وتجربة وفلسفة وخيال وتامل منذ بدء العصور!

فنظر العقل متضائلا الى اثارة النفسية الخالدة فراها في كف القدرة الالهية ليست اكثر من ذره متطايرة اقل شانا واضيق افقا و اضعف مقدرة من ان تشمخ او تتعالا فتخرق الارض والجبال طولا.

ولكن الذي يقع في عالمنا اليوم هيمنة القطب الواحد والحروب التي لا ينطفئ سعيرها وما هي الا علامة عطش !! متى تؤمن الدولة القوية ان هذا العطش لا يطفئه الطغيان وفرض السيطرة ؟ كل دوله تشرب من بئر السيطرة والهيمنة تعطش ايضا فلا تظن ان جبروتها وتفوقها وامكانتها تستطيع ان تستعبد الناس وتقودهم لمشيئتها و تلونهم لمثل ما تريد وتخرجهم وفق ما تطمع كافلام هليود.

ولكن الذي يقع ويبقى هو وحده الرأي في هذا العالم حتى اذا ظفر المهيمن المسيطر بالانتصار الماحق الساحق وخلت له الارض يصول ويجول فيها كما يحلو له !! ذلك انه - في تلك الحظته عينها- لا يلبث ان ينقسم هذا الراي الواحد المنتصر الى اراء تختلف وتشتجر وتصطرع وهكذا دواليك ! لان هذا ناموس الكون والخلق الازلي قال تعالى :( ولو شاء ربك لجعل الناس امه واحده ولا يزالون مختلفين ) !

والان وبعد ان سبرنا غور العصور الساحقة واستنطقنا الماضي البعيد وتتبعنا صفحات التاريخ وما لمسناه وعايشناه وجمعنا الاصول الى الفروع وربطنا بين المقدمات والنتائج حيث استبان لنا جميعا وبمنتهى النصاعة والوضوح من ان الاختلاف والتنوع في المحيط الكوني والدائرة الانسانيه وبلاد مابين النهرين بالذات ماهو الا رحمة واسعة للناس جميعا ومبعث عطاء دائم ومصدر تطور مستمر لطفا من الباري عم بها خلقه وخص بها العراق بفضله ..

والى هذا اذهب الى ان تنوع الشعب العراقي لم يكن مظهر تفرد انما سبيل تقدم وتوحد وبقاء....ارض مباركة وشعب خير..

هلال آل فخرالدين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك