( بقلم : محمود الربيعي )
وقت ظهور شخصية الشهيد الصدريعتبر الشهيد محمد باقر حيدر الصدر احد اعلام الامة الذين ساهموا في عملية تجديد الحركة الاسلامية في وقت كان فيه الصراع على اشده بين التيار الماركسي والتيار الراسمالي وكان الناس احوج مايكون الى توضيح فلسفة الاسلام في الكون والحياة وفي اعطاء تفسير واضح لفلسفة الاسلام في مواجهة هذا الصراع بشكله المادي والسياسي، وقد سبر السيد الشهيد غور المصادر الاسلامية الاساسية خصوصا تراث اهل البيت وبالخصوص المصادر المهمة لدى الشيعة في طرح نظرياته الحديثة في الفلسفة والاجتماع والاقتصاد وغيرها من النظريات عندما ظهر نبوغه المبكر على شكل ابداع، فاعتبر مصمما للنظريات الاسلامية بشكلها الحديث، فهو لم ياتي باسلام جديد ولكنه رسم الاطر العامة للاسلام وصاغ جملة من الصيغ والعبارات والقوانين التي لائمت الطروحات الحديثة فحاكى كل من النظامين الحاكمين في كل من اووربا الغربية واووربا الشرقية بما يطرحانه من الفلسفة المادية واستطاع بمناقشته لهذه النظرية ان يقدم الدليل على نقصانها في توجيه الناس في السياسة والفكر والاقتصاد وكذلك في الاجتماع.الشهيد الصدر مفكرالقد كان الشهيد دقيقا في طروحاته ورقيقا شفافا عندما يتناول بحثه العقائدي والاجتماعي والفلسفي المقارن بحيث ان من يقرا كتاباته يجد انه يقف امام عملاق في الفكر كما انك تجده يعيش في وجدان المفكرين وذلك عندما يجد الباحث ان هذا الانسان يولي الانسان اهتمامه الخاص بحيث يفكر لاجله ولاجل مصالح الامة فهو يشجع على ان يذوب الانسان من اجل الامة بعد ان ينسلخ من حب الذات ويتجرد عن الانانية فالشهيد يبحث ويدل الانسان الى طريق النجاة الذي وجده بالتامل والتفكير والتفاعل مع التاريخ بشكل واقعي لابشكل خيالي.اهتماماتهاهتم الشهيد الصدر الاول ببناء الثقة بالاسلام كما اهتم ببناء الانسان كما حاول بتصميم ان يعزز الثقة بعلماء الدين فرغم انه كان عالما وفقيها فقد كان تلميذا نجيبا لاساتذة عظام كالسيد الخوئي الذي اطلق عليه لقب الاستاذ والسيد الخوئي لاحظ نبوغ السيد الصدر والمعيته وعقله المتقد لذا فقد اولاه عناية خاصة بما خصه من الدرس الخاص الذي تفرد به لان يسمع منه ويسمع له بحيث عامله معاملة الاستاذ للاستاذ.تفاعله مع رواد الحركة التنظيمية في العراقلقد مثل السيد الشهيد نموذجا للحركة الاسلامية التي ساهمت مع بقية قيادات الحركة الاسلامية والوطنية والتي ساهمت بشكل مبكر في التصدي لتنظيم حركة المجتمع كما يعرفه الحركيون من قيام الشيخ عز الدين الجزائري الذي قاد المشروع التنظيمي الحركي السري الذي سمي بتنظيم الشباب المسلم وتبعته بقية الحركات التنظيمية التي ظهرت بعده كحزب الدعوة الاسلامية .وفي هذا الوسط الناشط تفاعل السيد الشهيد مع قيادات هذه الحركات تفاعلا ايجابيا وقد كان له السبق في التاثير الشعبي الحركي والتنظيمي كمفكر وداعية وناشط في مختلف الاوساط الوطنية والعربية والاسلامية والدولية وقد كان لوصيته الاثر الفعال لاستمرارية العمل التنظيمي وقيادة المجتمع العراقي نحو تاسيس الدولة العراقية على اسس العدل ولتحقيق سعادة المجتمع العراقي المسلم ونحو بناء الانسان المسلم وهو يواجه التحديات والصراعات المتفاقمة داخل الاسرة الدولية.وصيتهولقد اهتم السيد الشهيد بتسليط الضوء على شخصيات كان لها الدور الكبير في بعث روح الحركة والتنظيم والدفاع عن المطالب الحقة للمستضعفين من ابناء الشعب العراقي ومن ضمن هذه الكوكبة التي تفاعل معها واوصى بالتفاعل معها السيد مهدي الحكيم السيد مرتضى العسكري السيد كاظم الحائري والسيد طالب الرفاعي وذلك عام 1980.تفاعله مع الحركات الاسلامية في العراقكما انه تفاعل مع الحركات الاسلامية الجذرية تفاعلا شفافا كالشباب المسلم وحزب الدعوة الاسلامية ومع الشيخ رائد الحركة الاسلامية في العراق الشيخ عز الدين الجزائري ( راجع كتاب الجزائري رائد الحركة الاسلامية في العراق من تاليف الدكتور جودت القزويني دار الرافدين الطبعة الاولى 1426ه-2005م).مع الشباب الجامعيكما وقف السيد الشهيد وقفة تامل واختيار عندما اهتم بالشباب الجامعي المثقف في الوقت الذي كان يعم الجهل بالاسلام نتيجة للاقصاء المتعمد ومحاربة التوجه الديني لدى الناس واستطاع من خلال التوعية الشعبية الجماهيرية ومن خلال كتبه المختلفة التي الفها ككتابي اقتصادنا وفلسفتنا اللذين اثارا ضجة في عالم السياسة والادب والتراث بحيث اصبحت هذه الكتب تمثل مقاومة للنظام البعثي وتثير الرعب في قلوب قياداته السياسية.تفاعله الجماهيريلقد تفاعل الشهيد بشكل جسد فيه الخلق الاسلامي الرفيع وكان يتعامل مع الصغير والكبير على حد سواء وكان من منة الله علينا ان حضرنا تشريفه للمجلس الجماهيري في جامع الهاشمي في الكاظمية حيث وقف مصافحا لنا جميعا نحن الحاضرين وكان ذلك مما بعث في نفوسنا التشرف بهذا القائد والمفكر وكنا نتابعه في كتبه وقد قرات له ستة عشر كتابا وكنا سعداء عندما كنا نجد كتابا جديدا علينا... علينا ان نقراءه لنتعلم من فكر الشهيد وكيف كان يفكر. تفاعله الشعبيرايته مرة وهو يزور الامام الحسين عليه السلام واذا باحد الزوار يغمى عليه فيسال السيد عن مايجري وبادر ليجلس مداريا باهتمام لهذا الشاب حتى قام ذلك الشاب معافا فصلى الجميع على محمد وعلى ال محمد... هكذا كان متواضعا متفاعلا مع ابناء الامة.مؤسسة المرجعية الرشيدة ، والتحرك النسوي في الداخلوكان لدوره في ظهور مؤسسة المرجعية الرشيدة الاثر الفعال في تقنين وكلاء المرجعية، بالاضافة الى تحركه النسوي من خلال اخته العلوية بنت الهدى ( السيدة امنة الصدر ) التي اشرفت على مدارس الزهراء في الكاظمية والنجف ولقد تركت ورائها مؤلفات كان لها الاثر في تنشيط الحركة النسوية داخل العراق.رؤية السيد الشهيد للمشروع البعثيلقد كان الشهيد الصدر مشروعا للاستشهاد فقد شابه ابائه العظام الامام الحسين عليه السلام في التصدي للظالم فكان الامام الحسين المعلم والرمز وكان الشهيد الصدر التلميذ والعلم، فقد بعث فيه جده الحسين روح الثورة وروح الشجاعة ليقف امام طغيان الطاغية صدام كما وقف الامام الحسين عليه السلام امام طغيان يزيد ومااشبه صدام بيزيد.الصلابة في مواجهة النظام البائدلم يساوم الشهيد الصدر رغم الترغيب والترهيب ومحاولات النظام البائد في كسر شوكة الشهيد حيث صمم الشهيد الصدر على على مقارعة الظلم والفساد ليكون مشروعا للشهادة يفجر من خلال شهادته صحوة الامة للوقوف امام المشروع الذي يستهدف الاسلام ويستهدف المنطقة بكاملها، لقد اتخذ السيد الشهيد موقفا صلبا من المشروع البعثي وكانت رؤيته لهذا النظام انه يخدم المشروع المعادي للاسلام والمسلمين ويعتمد النزعة العنصرية والطائفية ضد الاكراد من جهة وضد الشيعة عربا واكرادا وتركمانا فهو نموذج سئ ويعبر عن احط درجة في البعد الانساني والعقائدي.اعتقاله واستشهاده مع اخته العلوية بنت الهدىلقد لعب كل من الشهيد الصدر الاول والشهيدة بنت الهدى دورين مهمين عل المستوى العقائدي والسياسي وكان نتيجة لهذا الجهد ان اعتقل السيد الشهيد عامي 1971 و1974 وكان اخر اعتقال له هو الذي انتهى باستشهاده يوم 9 04 1980بعد ان زرع روح التصدي والمعارضة والرفض.موقفه من الامام الخمينيواما موقفه من الامام الخميني فلقد كان واضحا عندما قال ذوبوا في الامام الخميني كما ذاب هو في الاسلام.من كتبهاقتصادنا – فلسفتنا –الاسس المنطقية للاستقراء – الانسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية – البنك اللاربوي في الاسلام – الفتاوى الواضحة – التفسير الموضوعي للقران – الاسلام يقود الحياة – فدك في التاريخ – المرسل والرسول والرسالة - مقدمة للصحيفة السجادية – مقدمة لموسوعة الغيبة .من كتب السيدة الشهيدة بنت الهدىالفضيلة تنتصر – امراتان ورجل – الباحثة عن الحقيقة – الخالة الضائعة – ليتني كنت اعلم – صراع من واقع الحياة – كلمة ودعوة – بطولة المراة المسلمة – المراة مع النبي – لقاء في المستشفى – كما كتبت السيدة الشهيدة شعرا.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha