دراسات

دراسة / ادارة المناطق المحررة

4040 22:44:18 2016-03-04

مقدمة الدراسة

المعارك التي تخوضها قطعاتنا الأمنية الباسلة من اجل إعادة السيطرة على الأراضي المحتلة بيد تنظيم ( الدولة اللااسلامية ) ومن معهم من شراذم الإرهاب والضلال يجب ان لا تذهب سدى , فكل شبر يحرر بدماء أبناء الوطن وبتضحيات القوات الأمنية سوء كانت جيش او حشد او قوى الامن الداخلي او حتى العشائر ( الصحوات ) .

من الضروري جداً حفظ هذه الدماء ليس أثناء المعركة فقط وإنما حفظ دماء أبنائنا ما بعد تحرير المناطق المحتلة اي القطعات التي سوف تمسك الأرض بعد تحريرها ومن الضروري جداً وضع سياقات وأولويات لإعادة السيطرة على هذه المناطق وأدارتها من جديد على ان تكون هذه السياقات والأولويات تختلف جذرياً عما كانت عليه هذه المناطق قبل سقوطها بقبضة الإرهابيين والا فأن قواتنا الأمنية سوف تمسك الأرض من جديد ونعود الى نقطة الصفر ونعود الى حروب مكافحة الإرهاب وقتال العصابات والعبوات والمفخخات ونعود لنفس الأخطاء ونفس الإشكاليات وسيبقى الوضع الأمني واهن وضعيف وستبقى المجاميع الإرهابية هنا وهناك تشن هجومات بين الحين والأخر على قطعاتنا الأمنية .

ما حدث في قضاء ابو غريب قبل ايام كارثة امنية بمعنى الكلمة بالرغم من قصر فترة الهجوم الإرهابي على الجزء من القضاء وعلى عدد من الثكنات العسكرية وبالرغم من صغر القوة المهاجمة الا ان هذه العمليات تترك خلفها عدد من التسالات ابرزها :

1- الهجوم حدث في منطقة تقع خلف قطعاتنا العسكرية المسيطرة حاليا على اجزاء كبيرة من الانبار وما حولها وخطوط الدفاع لقطعاتنا تبعد عشرين كيلو متر تقريباً عن قضاء ابو غريب باتجاه الانبار اي ان الهجوم وقع خلف الخطوط الدفاعية لقطعاتنا بمسافة لا تقل عن عشرة كيلو متر .

2- الهجوم لم يقصد منه السيطرة على القضاء او على (السايلو) او تغطية على إعمال فساد كما ذكرت عدد من القنوات الإعلامية البعيدة عن المصداقية بل القصد من الهجوم كما ذكرت مواقع تنظيم الدولة اللااسلامية كان عبارة عن هجوم ( غارة ) وهجوم الغارة معروف لدى القادة العسكريين بأنه هجوم سريع وخاطف الهدف منه اما تحرير أسرى او اختطاف أسرى او تدمير منشاة معينة او توجيه ضربه معينة او الهدف منه استعراض القوة واثبات وجود لا أكثر .

3- نشرت مواقع التنظيمات الارهابية التابعة لتنظيم الدولة اللااسلامية مقاطع فيديو للهجوم واستحضارات الهجوم تحت اسم ( غزوة خان ضاري ) وكان الهجوم عبارة عن عجلات تتجاوز الخمسين عجلة ومسلحة بأنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة وعدد ليس قليل من الأشخاص , وهذا يدل على غياب الجهد ألاستخباري في هذه المناطق .

4- لوحظ من خلال مقاطع والصور التي نشرت على قنوات الإعلام المحلي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وجود عجلات مدمرة للعدو تحمل كميات كبيرة من الماء والبطانيات وهذا يدل على ان العجلات والعدو ليس من داخل المنطقة نفسها بل من خارج المنطقة وبمسافة بعيدة فلو كانت هذه القوات من داخل المنطقة لم تكن بحاجة الى مياه الشرب او الارزاق او البطانيات بل تقوم بتنفيذ الغارة وتتلاشى بالأزقة والأفرع بكل سلاسة .

5- قوات العدو التي نفذت الغارة كانت من خارج القضاء واستغلت طرقاً وعرة او نيسمية غير ممسوكة من قبل قطعاتنا وهذه نقطة مهمة كان من المفترض الانتباه عليها خصوصاً ونحن نتحدث عن حزام بغداد .

6- قوات الدعم التي وصلت الى مكان الحادث سوء جيش عراقي او حشد شعبي بستثناء طيران الجيش والقوة الجوية استغرق حوالي ساعتين وهذا ما جاء على لسان مقاتلين بنفس مكان الحادث وهذا خلل كبير خصوصا ونحن نتحدث عن قضاء لا يبعد عن بغداد اكثر من 15 كم تقريباً .

الهجوم الإرهابي الذي حدث في قضاء ابو غريب بين سوء ادارة المناطق المحررة وعدم تمشيطها بصورة صحيحة وعدم مسك كل الطرق ومن المحتمل اعادة نفس سيناريو حادث قضاء ابو غريب في قضاء الطارمية اوالتاجي اوغيرها من الاقضية الساخنة منذ عام 2003 .

الغاية من الدراسة 
تسليط الضوء على كيفية أدارة المناطق المحررة من قبضة تنظيم الدولة اللااسلامية وإمكانية اعادة الحياة الى هذه المناطق من دون اي أشكال والقضاء التام على بؤر هذا التنظيم وحواضنه .


المبحث الاول للدراسة

المناطق المحررة

المناطق المحررة بابسط تعريف : هي تلك المناطق التي تم السيطرة عليها من قبل القوات الأمنية الشرعية بعد ما كانت هذه المناطق بيد العدو لفترة زمنية غير محددة ويقصد بالعدو ( عدو خارجي , مجاميع إرهابية , متمردين خارجين عن القانون ).

وتنقسم المناطق المحررة على عدد أقسام حسب نوعية والية الاحتلال لهذه المناطق .

اولاً / مناطق محتلة من قبل عدو خارجي 

في هذا النوع من الاحتلال تكون هناك قوات خارجية ( اجنبية ) قادمة من خارج البلد بحرب تقليدية وتقوم بسيطره على ارض معينة بعد انتصارها على القوات الموجودة هناك ويتم تحرير هذه الارض اما عن طريق اتفاق سلام دولي او اقليمي او عن طريق حرب تقليدية أخرى مخطط لها مسبقاً قد يشترك بها طرف ثالث للمساعدة مثلاً او لأطماع خاصة بالطرف الثالث .

وقد شهد العراق في تاريخه المعاصر و الحديث الكثير من هذا النوع من الاحتلال فالاحتلال العثماني خرج من العراق عن طريق الاحتلال البريطاني ( طرف ثالث ) والأخير خرج من العراق باتفاق بعد عدد من الثورات والانتفاضات الشعبية .وكذلك احتلال النظام العراقي السابق للكويت انتهى بتدخل قوات دولية . وقد شهدت ايضاً الحرب العراقية الإيرانية أنواع كثيرة مماثلة من الاحتلالات التقليدية والتي كانت تنتهي بحروب تقليدية ايضاً .
 

وإدارة هذه المناطق المحررة تكون سهلة نوعاً ما واعتيادية ولا تحتاج سوى دعم وتعزيز القطعات العسكرية فيها ورفع الإعلام الوطنية وإعادة النازحين واعادة البنى التحتية لهذه المناطق وإعادة الأعمار .

ثانياً/ مناطق محتلة من قبل المتمردين 
يختلف تعريف المتمردين من دولة الى أخرى حسب التوجهات السياسية فتارة تجدهم متمردين وتارة تجدهم مقاومة وهذه التسميات تعتمد على سياسة الدول التي تطلق هذه التسميات ولكن لا تجد إجماع دولي بأن هؤلاء المتمردين هم إرهابيين او خارجين عن القانون وهذه هي من اهم نقاط الفرق ما بين سيطرة الارهابيين على ارض معينة وسيطرة المتمردين اي ان الفرق يكمن في الاتفاق الدولي على التسمية , فمثلاً حركة ( أنصار الله الحوثيين ) باليمن هي حركة مقاومة ضد نظام فاسد طائفي من وجهة نظر الكثير من الدول ومن وجهة نظر دول أخرى هم مجاميع خارجة عن القانون انقلابين لا اكثر ولم تجد ايا تفاق دولي او إجماع دولي بان الحوثين هم مجاميع إرهابية ونفس الحالة تنطبق على منظمات التحرير الفلسطينية في وقتها اي في فترة الثمانينات .

يسيطر المتمردون على الأراضي او اجزاء من اراضي الدولة لعدة أهداف ابرزها التغير السياسي في البلد او أعادة حقوق مسلوبة او اضطهاد معين او ظلم وليس من اجل إعلان خلافات وولايات ويكون تحرير هذه الأراضي المسيطر عليها من قبل المتمردين اما بالاتفاق وتلبية المطالب حيث تنتهي حركات التمرد بمجرد تلبية مطالبيهم او عن طريق القوة .

وقد شهد العراق في تاريخه الحديث عدد من حالات التمرد لا مجال لذكرها كونها الى الان غير واضحة المعالم والتسميات . وتكون أدارة الأراضي المحررة من من يد المتمردين أصعب من أدارة المناطق المحررة من أيدي القوات الأجنبية كون المتمردين هم انفسهم من سكان المناطق ويتمتعون بولاء وحب سكان المناطق نفسها وتبقى هذه المناطق هشة وواهنة الى حين القضاء على رؤوس التمرد او الاتفاق الشامل لحل المشكلات العالقة .

ثالثاً/ المناطق المحتلة من قبل الارهابيين 
يعتبر هذا النوع من الاحتلال حديثاً وغير مسبوق ويعتبر الأخطر والأصعب نتيجة لحداثته أولا وثانياً كونه احتلال من قبل أشخاص مجهولي الهوية والتوجهات ومدعومين خفيةً وليس علناً , وفي هذا النوع من الاحتلال يكون هناك اتفاق دولي على صيغة التسمية فيطلق على هذه المجاميع اسم ( إرهابيين ) بصورة مطلقة ولا مجال لتسميتهم متمردين او غيرها .وسيكون هذا القسم من الاحتلال وادارة المناطق المحررة من هكذا نوع من الاحتلال هي لب دراستنا .

المبحث الثاني
خصائص المناطق المحتلة من قبل تنظيم ( الدولة اللااسلامية )

لا خلاف على تنظيم الدولة اللااسلامية بأنه تنظيم إرهابي تكفيري عدائي لكل معالم الإنسانية ,هدام بعقيدته البعيدة عن الإسلام , فقه هو فقه دماء وضلال , متفق عليه دولياً حتى لدى الدول الراعية له والداعمة له فهو تنظيم إرهابي بالعلن ويكون دعمه بالخفاء.

سيطر هذا التنظيم في مطلع العام (2012) على أجزاء كبيرة من سوريا وكانت من هناك انطلاقة التنظيم باتجاه العراق مستغلاً سياسة العراق الهشة والمتقاتلة ومستغلاً حواضن له تم أعدادها مسبقاً بغفلة من القوات الامنية والحكومة المركزية ومستغلاً نقطة اهم وهي قوات أمنية غير معدة بصورة صحيحة وغير متلائمة مع ظروف المعركة ينخرها الفساد المالي والإداري وهوس القيادات الغير الكفؤه التي جعلت من الجيش في المناطق موضوع الدراسة مناطق تكتلات طائفية وأجهزة أمنية مخترقة بنسب تفوق الخمسين بالمائة .

سيطر التنظيم المذكور على مدينة الموصل وازاح قوة عسكرية تفوقه بعشرين مرة ان لم تكن اكثر , فالقطعات الأمنية بالموصل كانت تقدر بثلاث فرق عسكرية كل فرقة لا يقل تعدادها الرسمي باستثناء ( الفضائيين ) عن عشرين ألف مقاتل اغلبهم من سكنه مدينة الموصل وثلثهم من القومية الكوردية أضف الى ذلك جهاز الشرطة المحلية وجهاز مكافحة الإرهاب وحماية المنشاءات والشرطة القضائية وعدد كبير من منتسبي الأجهزة الأمنية الذين تلاشوا مثل تلاشي الملح بالماء خلال ثلاث أيام او اقل .

عمل التنظيم بعد سيطرته على مدينة الموصل وما تبعها من المدن الأخرى على اتباع سياسة أدارية فريدة من نوعها وهي كما جاءت في كتاب ( ادارة التوحش ) الذي يعد دستور التنظيم في السيطره على المناطق التي يسيطر عليها .حيث كرس التنظيم جهوده لفرض الأمن بهذه المناطق من خلال حملات الإعدامات التي مارسها التنظيم بوحشية وجعل من سكان المناطق التي سيطر عليها يقفون على حافة السيف .

امتازت المناطق التي سيطر عليها التنظيم بعدد من الخصائص أبرزها :

1- المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة اللااسلامية مناطق اغلبها ذات تكتل طائفي معين وقومية معينة وهذا ما جعل التنظيم يقف تحت طائفة معينة وقومية معينة دون الأخرى وابعاد الشبهات عنه بأنه تنظيم لا اسلامي وغير ملتزم بطائفة على العكس استطاع التنظيم ترجمة موضوع الطائفية وجعله أساس في عمله حتى أصبح التنظيم مرتبط بطائفة معينة لدى عوام الناس .

2- مارس التنظيم عملية زرع عقيدته الهدامة العابرة للقارات في المناطق التي سيطر عليها وخصوصا لدى شريحة المراهقين والأطفال مما جعل فكره ينتشر في هذه المناطق بصورة كبيرة وأصبحت هذه المناطق مناطق موبؤة فكرياً .

3- اجبر التنظيم سكان هذه المناطق على الانضمام إليه والقتال الى جانبه وقلدهم مناصب عليا في الهيكل التنظيمي له واستطاع بحنكة ومهارة تلطيخ ايدي هؤلاء السكان بدمائهم مما ينذر بحدوث كارثة في حال تحرير هذه المناطق حيث وبمجرد تحرير هذه المناطق من المحتمل انطلاق عمليات اقتتال محلي وتصفيات عشائرية فيما بينهم ( السكان ).

4- أنشاء التنظيم في مناطق التي سيطر عليها جهاز امني على غرار جهاز الامن الصدامي مستعيناً بكبار القادة الأمنيين المتواجدين في هذه المناطق واستطاع من خلال هذه الجهاز الأمني المحكم السيطرة على سكان هذه المناطق ومنعهم من التحرك وزرع الخوف بداخلهم حتى داخل بيوتهم.وهو بهذا استطاع توفير خاصية السيطرة التامة على سكان هذه المناطق وزرع الخوف بقلوبهم وابعد احتمالية حدوث انقلاب ضده أثناء انطلاق معركة تحرير هذه المدن .

5- وفر التنظيم تسليحاً بكميات ضخمة في معاقله ومناطقه مستغلاً إيرادات أبار النفط التي سيطر عليها في سوريا والتي جعلته اغني تنظيم في العالم مما ينذر باحتمالية استمرار معركة تحرير هذه المناطق حتى بعد سيطرة القوات الأمنية عليها ودخولها ومسك الأرض فيها .وقد سبق وبينا في مقدمة الدراسة عن هجوم قضاء ابو غريب وبالتحديد الهجوم الذي شنه التنظيم على سايلو خان ضاري مؤخراً هو خير دليل على طول المعركة .

6- غير التنظيم من جغرافيا الارض للمناطق التي سيطر عليها عن طريق ازاله مدن بالكامل وبناء أخرى والانتقال للعمل والانتشار وبناء أوكار في الصحاري التي يصعب دخول القوات الأمنية لها وتمشيطها .

7- غير التنظيم من ديموغرافية الأرض والسكان وقام التنظيم بنقل سكان من مناطق الى أخرى وجلب سكان من مناطق بعيدة وتوطينهم في مناطق اخرى مثل ما حدث في أقضية ( القوش ) التي تم ترحيل سكانها الأصليين من ابناء الطائفة المسيحية وتوطين البدو بدلاً عنهم مما يجعل ادارة هذه المناطق مستقبلاً صعبة ومعقدة خصوصا بعد تلاعب التنظيم بسندات الطابو لأملاك المواطنين وتمليكه منازل وقطع أراضي من دون وجه حق .
والكثير من الخصائص الأخرى التي لا مجال لذكرها لعدم الإطالة . وفي المحصله النهائية كان لابد من وضع إستراتيجية لإدارة هذه المناطق الفوضوية قبل دخولها لتجنب الاف الإشكالات. 

المبحث الثالث

ادارة المناطق المحررة من قبضة تنظيم الدولة اللااسلامية

سبق وان ذكرنا بان الأراضي المحتلة من قبل تنظيم( الدولة الالاسلامية ) تعد الأخطر والأصعب في أعادة إدارتها وبنائها كونها تمتاز بخصائص سبق ذكرها بالمبحث الثاني جعلتها في قمة الفوضى وجعلت من المجتمعات التي تسكنها مجتمعات غارقة في دماء بعضها لبعض .

لا توجد صيغة معينة وثابتة لإدارة هذه المناطق ولا يمكن الوصول الى قاعدة ثابتة وناجحة وخالية من الإرهاصات والأخطاء بشكل كامل ولكن يمكن وضع إستراتيجية تهدف الى حفظ دماء مقاتلينا وحفظ دماء الأبرياء وعدم خلط الأوراق في هذه المناطق وابرز نقاط هذه الإستراتيجية :

1- من المفترض توفير قوة ماسكة للأرض غير القوة التي تقوم بتحرير الأرض لحفظ إدامة الزخم اولا ً ولتخفيف الإجهاد على مقاتلي القوة المحررة للأرض وثانياً القوة المحررة للأرض من المفترض ان تمتلك إمكانيات تدريبية وتسليح غير القوة التي سوف تمسك الأرض .

2- ابعاد كل انواع الصيغ الطائفية و القومية عن القوة الماسكة للأرض سوء بالأسماء او التشكيلات او التنظيمات , فالأراضي تحرر بصيغه وطنية بحته وبسواعد أبناء الوطن ( الجيش , الشرطة , الصحوات , الدعم العشائري , الحشد الشعبي , البيشمركة ) ولكنها تمسك بأيدي الجيش فقط . أي أن لاضير بتدخل البيشمركة او الحشد الشعبي بإعمال تحرير المناطق المذكورة ولكن لا مجال لمسك الأرض من قبل هذه القوات كون سكان هذه المناطق  بحاجة الى قوات تشعرهم بالطمأنينة لمسك الأرض وإعادة الأمن والاستقرار .

3- وضع استراتيجية واضحة وسهلة لاعتقال المشتركين بإعمال إرهابية والمنتمين للتنظيم أثناء فترة الاحتلال ووفقاً لصيغ قانونية يتم تحديدها واصدارها قبل الدخول في المعركة وتعيين قضاة مستقلين لتنفيذ هذه الأحكام جهراً وعلناً ولا مجال للإجراءات الروتينية السابقة التي يمر به المتهمين والتي تستمر اكثر من خمس سنوات في المعتقلات لغرض تطبيق الأحكام الصادرة بحقهم .

4- تعيين محافظ عسكري من أبناء المحافظة مقبول لدى الجميع ومعروف بنزاهته وحنكته العسكرية ومعروف بمعارضته للتنظيم وللإرهاب ولا داعي لإعادة مجلس المحافظة ولا المحافظ الحالي فالمحافظة محتلة لمدة طويلة ولم تكن بحاجة لا لمحافظ ولا لمجلس محافظة ولا ضير في بقاء الحال على ما هو علية لمدة سنة او سنتين اضافيتيين .وان هكذا خطوة تجعل من المحافظة بعيدة عن التناكفات السياسية وبعيدة عن الاضطرابات وتزرع في نفوس المقاتلين والمواطنين شعوراً بالأمن والاستقرار وكما ذكرت خصوصا ان كانت شخصية المحافظ شخصية مرموقة في المجتمع وعسكرية ذات حنكة عسكرية .

5- المباشرة بإعادة الأعمار فور تحرير المحافظة لإشغال المواطنين بالأعمار ورفع أجور العاملين في مجال الأعمار وتهيئة أرضية للشركات وتوظيف اكبر عدد ممكن من أبناء المحافظة لغرض صنع بداية جديدة تكون منطلقاً لبدء عملية التغير الفكري الموبؤة هناك .

6- جعل التعليم في هذه المناطق للأطفال إجباري كما كان الحال عليه أثناء فترة الاحتلال لغرض التغذية العكسية للفكر والعقيدة الهدامة والتكفيرية التي زرعت في عقول الأطفال اثناء فترة الاحتلال .

7- عدم أعادة شبكات الهاتف النقال في الأرضي المحررة لفترة من الزمن حتى يتم السيطرة على المحافظة وإعادة الأمن والاستقرار فيها , كون شبكات الهاتف النقال سوف تكون عنصر مساعد للخلايا النائمة للتنظيم اكثر مما تكون عنصر مساعد للقوات الأمنية .

8- تشكيل لجنة خاصة لنزاعات الملكية لغرض فض النزاعات التي من المحتمل حدوثها نتيجة تلاعب التنظيم بسندات الطابو وأملاك المواطنين وإلغاء أعمال البيع والشراء التي حدثت في زمن الاحتلال واعتبارها باطلة كون أعضاء التنظيم قاموا بتزوير عقود بيع وشراء ومصادرة املاك او اجبار اصحابها على بيعها بمبالغ زهيدة .

9- أعادة النازحين الى المدن المحررة وعادة الوافدين حديثا الى هذه المدن الى مناطقهم الأصلية وإعادة ديموغرافية الأرض اهل المدينة في المدينة وأهالي الاقضية الى الاقضية .ليس لأسباب متعلقة بالإرهاب فقط بل لغرض السيطرة وإعادة الأعمار في المدن والاقضية على حداً سوء .

10- الشروع ببناء جهاز امن داخلي على مستوى عالي من الحرفية وتحت إشراف أخصائيين وتحت إمرة المحافظ العسكري الذي تم تعيينه مؤخراً .

11- أدامه زخم المعركة حتى بعد تحريرها ومسك الأرض من خلال تغيير القطعات بصورة دورية ومناقلتها من مكان الى اخر .

قد لا تكون هذه النقاط حاوية لكل أسباب أعادة ادارة المناطق المحررة من قبل داعش ولكنها قد تكون القاعدة التي تتفرع منها مئات النقاط الأخرى لغرض أعادة الروح في هذه المناطق.

خاتمة الدراسة

المناطق المحررة من قبضة داعش هي أراضي تابعة للسلطة العراقية قبل كل شيء وسكانها هم عراقيون ولا يمكن اتهامهم ككل بالانتماء لداعش ولا يمكن اتهامهم ككل بالإرهاب , تدار هذه المناطق وفق السياقات القانونية والاستراتيجيات المقترحة وتشكل لجان قضائية لفرز الإرهابيين ومحاكمتهم علنا وإمام الملاءة. 

ظافر الجبوري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك