دراسة / تضعضع محور المهادنة والتطبيع مع الاستكبار العالمي ـ الاوضاع في المنطقة والتحديات ـ 12

حسن وهب علي

 

في المنشور السابق كتبنا عن محور المقاومة والممانعة والتي تشترك دولها بعدد من المواصفات..

١.. أن جميع هذه الدول لها عمق تأريخي كبير

٢..لها ارث حضاري متميز ونشأت عليها دول وممالك اغنت البشرية بكل أبعادها....

٣.. تشترك هذه الدول بمرور احداث كثيرة وغزوات وحروب متعددة واستهدافات ضخمة عليها..

٤.. ان شعوب هذه الدول من الشعوب الحية والتي تنتفض كالعنقاء من تحت الرماد لتثبت نفسها وكأن شيئا لم يكن . وتتحمل مسؤوليتها تجاه عقائدها وبني امتها 

٥.. لاتخلوا أراضيها من قدوات وقيادات وأصحاب آراء استراتيجية صائبة وقائدة

٦.. تتقارب وتتناغم وقدتتشابك وتتطابق أهداف و مصالح هذه البلدان مع بعضها فيما بينها وبينها وبين منافسيها واعدائها...

وننطلق من ذلك لنسلط الضوء على العملية العسكرية التي قادتها السعودية وبعض الدول العربية وبتحريض ومساندة ودعم وإسناد من الاستكبار العالمي...

١.. السعودية..لها تأريخ طويل من التناغم والعمل مع الإنكليز مع أصحاب المذهب الوهابي إذ عمل الإنكليز على هدم الدولة الإسلامية المتمثلة بالدولة العثمانية إذ اغاروا على مكة والمدينة ودمروها وهدموا قبابها واغاروا على كربلاء والنجف ونهبوا ما فيها من نفائس وقتلوا في شعاراتهم الآلاف وكذلك هجموا على الكويت وسوريا وذروة انتصاراتهم كانت بعد ممانعة الشريف حسين من السماح لليهود بإقامة دولتهم على أرض فلسطين فما كان من الإنكليز إلا أن زادوا دعمهم لآل سعود فسيطر على الإمارات جميعها الحائل من الرشيد و هزم الشريف حسين وقاتل الحاميات العثمانية فسيطر على بلاد نجد والحجاز والأماكن المقدسة والامارة الشرقية وعسير وجيزان تحت مملكة ال سعود..

نالت السعودية الاعتراف بها كدولة في ١٩٣١ وبعدها بسنتين بدأت العلاقات تنمو بشكل أكبر..

وبعد استكشافات شركة كاليفورنيا استاندارد اويل للنفط وتأسيس شركة أرامكو تذبذبت العلاقات مع أميركا بحيت انحازت إلى المعسكر الروسي المصري اكثر من مرة ثم في عام ١٩٥٥ وقعت اتفاقية الدفاع المتبادل بينهما .فلما تولى عبدالله السلال حكم اليمن في ١٩٦٢ واستنجد بالمصريين تدهورت العلاقات السعودية مع مصر بعد هاجم الجيش المصري الأراضي السعودية وساءت العلاقة بينها ..في حرب تشرين ١٩٧٣ عندما منع الملك السعودي تدفق النفط أثناء الحرب وأدى ذلك إلى فتور العلاقات بين ال سعود وأميركا..  وظلت العلاقات ذلك تتوثق مع الاميركان حتى تحولت إلى علاقات شخصية مابين ال سعود ورؤساء أميركا ولكن بقيت مجموعة من المواقف السلبية المسلجة بين الدولتين حاضرا بالرغم من كل التنازلات والمغريات..

ليست هي المرة الأولى لتواجد القوات الأمريكية في الظهران في ١٩٩١ إنما قبل ذلك لمرات متعددة وبعدها في ٢٠٠٣ والتي تشير التقارير من عدم رضا ال سعود بأسقاط صدام بالرغم من جرائمه. والموقف من قطر الذي يحتضن قاعدة السيلية الامريكية.. وحاليا في هذه الأيام منذ بدء الصراع بين إيران واميركا و بالرغم من زيارة ترامب لها مع وفد كبير وتوقيعه العقود بمئات المليارات من الدولارات واتفاقهم على صفقة القرن في ٢٠١٧ إلا أن تصريحاته تمثل إهانات كبيرة للسعودية وامرأءاها حيث أنها خارج السياقات الدبلوماسية وما زاد الطين بلة بينهما هي قضية الخاشوقجي وكذلك قانون العدالة الأمريكية ضد رعاية الإرهاب والتي تجيز للضحايا الأمريكيين برفع دعاوى قضائية للتعويض ضد السعودية والتي تقدر بمليارات الدولارات إلا أن باراك اوباما نقضه بالفيتو الرئاسي وكذلك فعل ترامب بتمرير صفقات السلاح إلى السعودية والامارات..

وبالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية إلا أن تصريح ترامب (لو لا السعودية ستكون إسرائيل كبيرة) دليل دامغ ليس للعلاقات تحت الطاولة بل دفاع مستميت عن المصالح الصهيونية ولهذه الأسباب هل تضعضع في علاقات حكام السعودية مع الشعب في جزيرة العرب إضافة الى علاقاتها الغير الحميمية مع دول الاستكبار وذلك للتصريحات الكثيرة والمهيمة لترامب مع السعودية مثل على دول الخليج الدفع مقابل حمايتنا لهم.. ولولا لما بقوا على سدة الحكم اسبوعا وغيرها من التصريحات إضافة إلى قرارات الكونغرس ضدهم  

واعتقد ان المستكبرين سيتخلون عن السعودية والامارات كما تخلوا عن شاه إيران وحسني مبارك عندما تتوفر الفرص الملائمة وكالاتي..

أ.. عندما يجدون لهم بدلاء ومواطئ أقدام بدلا عنهم

ب.. عندما تضعف الاوضاع في داخل السعودية يعملون على تقسيمها..

ج.. عندما لاتنصاع السعودية لأوامرهم بالمطلق..

او تتعارض مصالحهم

٢..الامارات ...

لم يذكر التاريخ الإمارات إلا تحت يافطة عمان وخليج عمان وفي الآونة الأخيرة مشيخات ساحل عمان  ولكن تبلورت في القرنين الأخيرين على شكل امارات متفرقة .. وحينما ارادت بريطانيا الانسحاب من كافة محمياتها اجتمعت المحميات فيما بينها وخرجت إماراتي قطر والبحرين كل على حدة بينما شكلت المشيخات الشيعة وهي دبي وأبو ظبي والشارقة وام القيوين ورأس الخيمة وعجمان والفجيرة  تجمع بأسم دولة الإمارات العربية المتحدة في عام ١٩٧١ برئاسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ونأئبه راشد آل مكتوم .. وان سكان الإمارات الحقيقيين بحدود ال١٥% بينما الهنود بحدود الضعفين ثم الاوربيون تقريبا بقدر سكان الإمارات ثم البنغلادش وفلبين و سريلانكا وهكذا ...

وتعاني الإمارات من التركيبة السكانية وتتمتع بأقتصاد قوي ومركز تجارة مزدهرة وموقع مهم على الخليج وسرعان ما تحولت الإمارات من بيئة صحراوية طاردة إلى مركز تجاري وترفيهي ففيها أطول برج في العالم وأكبر مول وكذلك اسطول طيران متقدم ويعزز مركزه الاقتصادي وجود النفط والغاز والبيئة الاستثمارية الصالحة ..

إلا أن الإمارات أرادت أن تلعب دورا سياسيا كبيرا إقليميا لا تناسب حجمه ..

العلاقات الإمارات جيدة مع السعودية والكويت والبحرين وقطر ولكن تدهورت بعد ٢٠١٤ والسبب الرئيسي دعم قطر لعبد الفتاح السيسي واتهامه بدعم الإخوان المسلمين..قطعت علاقتها في ٢٠١٧ مع السعودية والبحرين..

ولكن التورط الكبير لها أنها القوة الثانية المشاركة بالاعتداء على اليمن ولهااطماع كبيرة في موانئ اليمن على البحر الأحمر وجزيرة سقطرى ..إلا أنها في الأيام الأخيرة بدأت بالانسحاب ولو تدريجيا من اليمن وأرسلت وفدا فنيا إلى إيران وتباينت مصالحها عن السعودية وخاصة بعد أحداث الفجيرة وإسقاط إيران لطأئرة التجسس الأمريكية

واعتقد ان الإمارات ترى أن تنأى بنفسها عن سياسات السعودية وخاصة أن الإمارات الباقية غير مندفعة لحرب اليمن.. نتيجة لقوة ردع الحوثيين وفشل التحالف بأي إنجاز عسكري والتهديدات الإيرانية...

ولكن كيف ما كانت الأحداث القادمة فأن الإمارات ستدفع ثمنا باهظا في أول صاروخ تسقط على اراضيها...

ونحن نكتب هذه المقالة تطورت الاوضاع إلى الاقتتال الداخلي وسيطر الانفصاليون الجنوبيون على عدن وانضم قسم من قوات هادي المدعوم سعوديا للانفصاليينوهذا ما يزيد تعقيد الموقف وتشتيت الأهداف وتوريط للسعودية وهذا خلاف الأهداف الاستكبارية الكبرى ويدخل الإمارات في نفق مظلم لا اول له ولا اخر

٣.. البحرين ...

ما قيل عن الإمارات يقال عن البحرين ( دلمون سابقا) وكذلك ذكرت مع وادي الرافدين قديما واستقلت عن بريطانيا مع الإمارات وأصبحت مملكة معترفة بها في عام ٢٠٠٢ ولا تتجاوز المليونين وسكانها الاصليين ٤٦% وهي تحت رهن واشارة السعودية وتربطهما جسر..

بدأت الاحتجاجات في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ..واستمرت المطالبات الاصلاحية في الثمانينات وفي عام ١٩٩٢ طالبت جمعية الوفاق بالحريات والحقوق المدنية عن طريق الشيخ علي سلمان وظلت الاحتجاجات لغاية ١٩٩٩ والتي كانت الاعنف 

وان دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين  في عام ٢٠١١ المؤلفة من السعوديين والاماراتيين وقطر والكويت والتي اكتفت بارسال قوة بحرية وقمعهم اذ طالت الاغتيالات والاعتقالات التعسفية  الكثير من البحارنة .واستطاعت فض اعتصام دوار اللؤلؤة وبالرغم من وتيرة الانتفاضة إلا أنها مستمرة وفي عام ٢٠١٥ حكم على الشيخ علي سلمان لمدة أربع سنوات ..

وهي من الدول المشاركة الرئيسية بالحرب على اليمن.

ويقوم البحرين بتجنيس الآلاف من دول أخرى مقابل إسقاطها عن البحارنة الشيعة لكسر المعادلة.

وان علاقاتها مع إسرائيل والولايات المتحدة قدسلطنا الضوء عليها سابقا والان هو محور صفقة القرن..

٤..قطر ..

ما قيل عن الإمارات  والبحرين يقال عن قطر من احداث متقاربة لوقوعها على الخليج ونالت الاستقلال كمثيلاتها في١٩٧١ وساهمت في معارك تحرير الكويت وخاصة في الخفجي في ١٩٩١ وأصبحت السيلية مقرا لقيادة القوات الامريكية ولعبت أدوارا مهمة كونها قاعدة كبيرة للاخوان المسلمين..

بدأت العلاقات السعودية القطرية بالتوتر منذ بداية الثورة التونسية في ٢٠١١ وكذلك الأحداث المصرية والاحداث في البحرين ..

وفي عام ٢٠١٥ تسنم سلمان حكومة ال سعود انفرجت العلاقات بينهما نوعا ما إذ كان قطر من المساهمين الرئيسيين في حرب اليمن لكن سرعان ما تغيرت الأحوال وبدأت السعودية وحلفاؤها بأنهاء التواجد العسكري القطري في اليمن وقطع العلاقة معها وضرب الحصار البري والجوي والبحري عليها في حزيران ٢٠١٧ وسرعان ما تحولت قطر بأتجاه تمتين روابطها مع إيران مما زاد تعقيد العلاقة مع السعودية..

واعتقد ان قطر في معادلة الخليج إلى الزوال أن لم يسانده دول قوية . او لم يتحول بشكل علني الرئيسي لمحور المقاومة وفي كلا الحالين يدفع الفاتورة ولكن في الافتراض يعيش عزيزا .. 

علما ان قطر فيها فيها احتياطي كبير من الغاز

وفي حلقات سابقة تكلمنا عن علاقة قطر بإسرائيل..

٥.. المغرب..

المملكة المغربية من اول المنادين بالتعايش والتصالح مع إسرائيل إذ في إسرائيل جاهلية يهودية كبيرة لم تقطع علاقاتها مع الوطن ..

ولها دور مشبوه في القمة العربية التي عقدت في الرباط في عام ١٩٦٥ إذ كان من المفترض حضور الموساد الإسرائيلي في نفس فندق المؤتمر ولكن للمحاذير الكبيرة ابعدوا ومع ذلك وصلتهم جميع ما دار في المؤتمر وبالأخص الاوضاع العسكرية لدول المواجهة وتعد هذه الخيانة من الأسباب المهمة لقيام إسرائيل بشن العدوان في ١٩٦٧  والنكسة الكبرى إضافة الى الوجود العسكري المصري في اليمن للدفاع عن عبدالله السلال.

وشاركت بشكل رمزي في الحرب على اليمن..

٦.. الكويت ..تاريخيا يحسب الكويت على العراق وعلى ولاية البصرة وتحت الدولة العثمانية. إلا أنه وقع اتفاقية في عام أن تكون بريطانيا و بعد انسحاب بريطانيا ١٩٦١ استقلت كدولة وأصبحت عضوا في الجامعة العربية في ١٩٦٣ وتمتاز على دول الخليج بميزتين

الأولى بالرغم من محاولة إسرائيل التقرب إليها بشتى الوسائل إلا أنها لم تؤشر أي حالة للتعاون مع إسرائيل بأي شكل من الأشكال .

الثانية لديها نظام برلماني جدير بالاحترام..

وتتميزبميزة ثالثة هي العلاقات الدولية المتوازنة بقدر حجمها ولكن احتلال العراق للكويت في عام ١٩٩٠ افقدتها هذه الميزة بشكل جزئي إذ أصبحت مدينة بوجودها إلى الدول التي شاركت في تحرير الكويت. وحينما قال الملك فهد اما أن يعود الكويت او تروح السعودية معها..

وبالرغم من العلاقات الجيدة بين البلدين إلا أنه هنالك مشاكل عالقة قديمة مثل حقول النفط في الخفجي والوفرة و كذلك مسألة التنسيق ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. والموقف من حصار قطر وقد ظهر ذلك جليا في زيارة محمد بن سلمان إلى الكويت..

٧..السودان ..

يرجع تاريخه إلى ٥٠٠٠ ق.م و متداخل بشكل كبير،مع تاريخ مصر وظهرت فيها ولايات متعددة نال الاستقلال عن بريطانيا في عام ١٩٥٦ وتولى القيادة فيها مجلس سيادة ثم اسماعيل الازهري وفي ١٩٦٩ /١٩٧١ استولى جعفر النميري على السلطة لغاية الانقلاب الذي قاده عبدالرحمن سوار الذهب في ١٩٨٥ وبعد حكم اقل من سنة سلم الحكم الى المدنيين بعد انتخابات حرة وهو قد يكون الثأئر الوحيد في الوطن العربي الذي قاد انقلابا ولم يتمسك بالسلطة  وفي عام ١٩٨٩ قاد عمر البشير انقلابا  على احمد الميرغني واستولى على السلطة ولغاية ٢٠١٩ اذ تنحى عن الحكم بعد الاحتجاجات الشعبية وهو قيد السجن حاليا وكذلك انفصل جنوب السودان في عام ٢٠١١

السودان من البلدان التي كانت تحسب على محور المقاومة إذ كان من دول الممر للأسلحة التي تصل من إيران إلى حركتي حماس والجهاد الفلسطينية وكذلك لحزب الله على الأقل من عام (٢٠٠٨/٢٠١٤)  وقامت إسرائيل بقصب عدد من الأهداف في السودان بحجة أنها معامل للصواريخ الإيرانية .. إلا أن الأمور تبدلت بضغط من السعودية. إذ اغلقت عدد من المراكز الثقافية وطردت الملحق الثقافي الإيراني. واشيعت بعد ذلك القيام باتصالات سرية بين إسرائيل و السودان عن سريا عن طريق المنظمات الدولية في عام ٢٠١٥ .. وتصريح وزير خارجية السودان ابراهيم غندور(يجب دراسة أمر إقامة علاقات مع إسرائيل )..

وتصريحات بعض السياسيين بعدم إبقاء السودان معزولا بعد أن فتحت الدول العربية ودول الجوار أبوابها بوجه إسرائيل..

والسماح بمرور الطائرات الإسرائيلية فوق أجواء السودان ..

وتصريحات رئيس تشاد من تل أبيب استعداده للقيام بدور الوسيط بين السودان وإسرائيل..

وكذلك عشرات التصريحات لمسؤولين إسرائيليين بأتجاه تطبيع العلاقات بينهما بما في ذلك تصريحات نتن ياهو..

واشترك السودان في حرب اليمن بقوة رمزية سرعان ما تحولت إلى قوة رئيسية بعد سنتين وحسب تصريحات حميدي وهو من القادة السودانيين الجدد وصل عددهم إلى ٣٠ الف أكثر من ٤٠% منهم أطفال من عمر ١٤-١٧ عام..

ولكن بعد أحداث السودان الأخيرة قد تتبدل الاوضاع بالرغم من تصريحات محمد حمدان دقلو في١٦/٤ بعدم وجود تبدل في الموقف السوداني ولكن الموقف الشعبي يختلف كثيرا عن المواقف الحكومية..

٨.. مصر..

ألحضارة الفرعونية من الحضارات العالمية القديمة  وقعت فيها سلسلة كبيرة من الأحداث وفيها دول كبيرة كالفاطميين ومازال وآثارها باقية بالرغم من مرور قرون عليها .. وشاركت في جميع الحروب ضد إسرائيل منذ عام النكبة ١٩٤٨ وخسارتها كانت لأسباب خارجية أكثر منها عربية  وفي حرب حزيران ١٩٦٧ وخسارتها كانت لاسباب داخلية اكثر من غيرها وفي حرب تشرين١٩٧٣ وماتلت هذه الحروب الريارة المشؤومة للسادات ولقائه مع مناحيم بيعن الصهيوني  والذي نجمت عنها معاهدة السلام واعترفت مصر رسميا بالدولة العبرية ونجم عن ذلك اتفاقات كامب ديفيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتي بقت حبر على الورق ولم تنفذ إسرائيل منها شئ .. وأخيرا بالذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين أقامت السفارة الإسرائيلية احتفالا في قاهرة الفاطميين.

واشترك مصر في حرب اليمن ولو بشكل جزئي بعكس مشاركته في ١٩٦٥ في اليمن والتي كانت من أهم أسباب نكسة حزيران عام ١٩٦٧.. ومن خلال الأحداث نرى هنالك تضعضع كبير في الجبهة الداخلية المهادنة وتباين كبير في الرؤى وخاصة بين الشعوب العربية والتي تتقاطع في حالات كثيرة مع حكامها وبمجرد حدوث ضغط اكبر على الساحة في الشرق الاوسط تنفرد عقودها وتتلاوم في ما بينها وقد تتحارب واعتقد هنالك بعضا منها إلى تغيير مواقفها وأخريات إلى تغيير حدودها او الى الزوال من الخارطة والله العالم وما النصر الأمن عند الله القوي العزيز

ــــــــــــــــــــــــــــــ