غوستاف لوبون ـ عرض علي عبد سلمان
1. الفرد إذا كان في الجمهور صار من السهل تحريكه وتوجيهه فيتصرف على طبق هوى التحريض والإثارة .
2. الجمهور أكثر انصياعا للمحرضات من الفرد المعزول ، لأن الفرد المعزول له الأهلية أكثر في السيطرة على ردود فعله ، في حين أن الجمهور لا يمكنه ذلك .
3. إن التحريضات الموجهة إلى الجمهور تكون أكثر قوة وفاعلية منها إذا كانت موجهة إلى الفرد المعزول ، إلى درجة أن غريزة حب البقاء نفسها تزول أمامها .
4. الجماهير لا تبخل بحياتها عندما يحدث الهياج الشعبي .
5. لا شيء مدروس عند الجماهير ، فهي تستطيع أن تعيش كل العواطف وتنتقل من النقيض إلى نقيضه بسرعة البرق وذلك تحت تأثير المحرض السائد في اللحظة التي تعيشها .
6. الجماهير عاجزة عن الإرادة الدائمة كما هي عاجزة عن التفكير الدائم والمستقر .
7. الجمهور ليس فقط انفعاليا وإنما هو أيضا كالانسان الهمجي لا يعبأ بأي عقبة تقف بينه وبين تحقيق هذه الرغبة ، فالانسان المعزول يعرف جيدا أنه لا يستطيع أن يحرق قصرا أو ينهب مخزنا وبالتالي فمجرد التفكير بذلك لا يخطر بباله ، ولكنه ما إن ينخرط في الجمهور حتى يحس بالقوة الناتجة عن العدد والكثرة .
8. إن الحالة الطبيعية للجمهور هي الهيجان المسعور .
9. الجماهير تتأثر بسرعة ومن دون تفكير تجاه أي اقتراح يثار من خلالها ، سواء كان هذا الاقتراح حرق قصر أم عمل خيري فإن الجمهور ينخرط فيه بسرعة وسهولة ، وكل شيء يعتمد على طبيعة المحرض وليس على عقلانية المقترح ونتائجه .
10. الجمهور يتمتع بالسذاجة وسرعة هائلة على التصديق ، وبالتالي يمكن بسهولة بالغة أن تشوه له الحقائق وتقلب الواقعيات ويوضع الجلاد موضع الضحية وبالعكس .
11. الجمهور يفكر عن طريق الصور ، والصور المتشكلة في ذهنه تثير بدورها سلسلة من الصور بدون أي علاقة منطقية مع الصور الأولى .
12. إن الفرد الذي يقع ضمن الجمهور يصاب بالعدوى أكثر منه فيما لو كان منفردا ، فهذه هي الآلية التي تُحرك الجماهير .
13. القوة العقلية للأفراد الذين يشكلون الجمهور لا قيمة لها ؛ ذلك أنه بمجرد ما يجتمع هؤلاء على شكل جمهور فإن العالم والجاهل يصبحان عاجزان عن الملاحظة والنظر .
14. دائما ما يكون الجمهور المحتشد ، في حالة من الترقب والانتظار ، فبمجرد ظهور اقتراح تحريضي ترى الجمهور يأخذ به ويلتزمه ويعمل بموجبه .
15. إن الفرد المنخرط في الجمهور غير قادر على رؤية الفروقات بين الأشياء وبالتالي فهو ينظر إليها ككتلة واحدة ، وبما أن العاطفة تنتشر بشكل سريع عن طريق التحريض والعدوى ، فإن الاستحسان والقبول الذي تلقاه يزيد من قوتها إلى حد كبير .
16. إن عواطف الجماهير تزداد تضخما لدى الجماهير غير المتجانسة ، بسبب انعدام المسؤولية ، وتصبح الثقة بالنفس والاطمئنان بعدم المعاقبة أقوى كلما كان عدد الجمهور أكثر لأن ذلك يشعره بزيادة سلطته .
17. إن حس المبالغة والتضخيم لدى الجمهور يتركز غالبا على العواطف الشريرة التي تمثل بقايا وراثية عن الانسان البدائي .
18. الجماهير إذا تحرضت بذكاء تصبح قادرة على البطولة والتفاني من أجل قضية نبيلة .
18. بما إن الجماهير لا تتحرك بوعي وعقلانية وإنما تتحرك بعاطفة فإن الخطيب الذي يريد أن يجذبها ينبغي عليه أن يستخدم الشعارات العنيفة ، وينبغي عليه أن يبالغ في كلامه ويكرر دون ان يحاول إثبات أي شيء عن طريق المحاججة العقلانية .
19. بمجرد أن ينخرط الفرد في الجمهور فإن مستواه الفكري ينخفض إلى حد بعيد .
20. بما إن الجمهور يشعر أنه يرى الحقيقة وأنه يمتلك السلطة والقوة فهو إذن متزمت ومستبد ومتسلط ، فهو إذن لا يقبل الاعتراض والمناقشة .
21. الجماهير تحترم القوة ولا تميل إلى احترام الطيبة التي تعتبرها شكلا من أشكال الضعف ، والجماهير تميل دائما إلى المتسلطين الذين سيطروا عليها بقوة وبأس .
22. الجماهير إذا ما تركت ونفسها فإنها تملّ من فوضاها وتتجه بالغريزة نحو العبودية .
23. كم هو كثير عدد الجماهير التي ضحت بأنفسها من أجل عقائد وأفكار لم تكن تفهمها أو بالكاد كانت تفهمها ، فالجماهير التي تُضرب عن العمل تقوم بذلك من أجل الجو العام الذي حرّكها كجماهير لا من أجل زيادة الأجور ، هذا في حين يشكل ذلك المحرك الكلي لدوافع الفرد الواحد .
24. الفرد عندما ينخرط بالجمهور يفقد زمام أمره الواعي فيتحرك عن لاوعي ، وهذا اللاوعي هو القوة التي تحرك الجمهور جميعا .. وقد يخلق هذا اللاوعي قيادة في الجماهير تحركها ، أو قوة خارجية ، أو نزوات كامنة في الجمهور من حقد وغضب وحسد وغيره .
25. الأفكار لا تؤثر على الجماهير إلا إذا اتخذت هيئة بسيطة وتجسدت في نفوسها على شكل صور .
26. للمنطق الجمعي خاصيتان أساسيتان هما :
- الانتقال بسطحية من فكرة إلى فكرة لمجرد التشابه الظاهري .
- التعميم المباشر لحالات فردية وخصوصية .
27. الجماهير لا تفكر أو إنها تفكر بشكل خاطئ ولا يمكن التأثير عليها عن طريق التفكير العقلاني .
28. ليست الوقائع بحد ذاتها هي التي تؤثر على مخيلة الجماهير ، وإنما الطريقة التي تعرض بها هذه الوقائع حتى تولد صور مؤثرة ومهلوسة .
29. من خصائص الجمهور :
- القابلية للتحريض ،
- ضعف القدرة على المحاكاة العقلية ،
- هيمنة العواطف اللاواعية ،
- التأثر بالقادة والمحرّكين .
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha