الكاتب و الإعلامي مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُ الحداد العبودي
إطلالةٌ على ذكرى شهادة السيدة الكريمة أم البنین فاطمة بنت حزام ألکلآبيه {عَلَيـْـهِا السَّـلامُ}، قدوة في التضحية والإيثار.»
تاريخ شهادة السيدة الكريمة أم البنین فاطمة بنت حزام ألکلآبيه »{عَلَيـْـهِا السَّـلامُ} 13جمادي الأخر: الثالث عشر من جمادى الثانية - سنة - 64 - ﻫ بالمدينة المنوّرة،
{نصيرة العصمة وأم الشهداء للمرأة في التاريخ الإسلامي} دُفنت في مقبرة البقيع.
كانت ولادتها على الأرجح في السنة الخامسة للهجرة الشريفة،
المرأة الجليلة والعابدة الزاهدة والورعة التقية السيدة أم البنين فاطمة بنت حزام زوج أمير المؤمنين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ} وهي فاطمة بنت حزام ألكلابي العامري،
السلام عليكم" ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين ، المبعوث رحمة للعالمين، محمد وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين المعصومين. بأصواتٍ حزينة ، و قلوبٍ كئيبة ، و أرواحٍ والهة و دموعٍ هاملة، و أكبادٍ مقرّحة، نعيش هذه الأيام ذكرى لأحياء الشعائر الدينية في ذكرى شهادة السيدة أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية.
* * * * * * * * * * * *
نرفع أحر التعازي لمولانا صاحب العصر و الزمان والى زوجها سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ{, والى مراجع الدين وخصوصا إمامنا المفدى الإمام السيد علي الحسيني السيستاني دامت بركاته والى شيعة أمير المؤمنين {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ {،
واعزي كذالك الأخوة والأخوات القراء الأعزاء والأخوة الطيبين في موقع صــوت الجــالية العـــراقية »، و المسئول والمشرف والكادر العام المحترمين، وأصحاب المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة،
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
نبذة مختصرة عن سيرة حياة مولاتنا السيدة الشريفة باب الحوائج أم البنين هي الأُمّ الجليلة المكرّمة لأبي الفضل العبّاس سلام الله عليه وهي السيّدة الزكيّة الصحابية الجليلة فاطمة الكلابية {عَلَيـْـهِا السَّـلامُ}،
في ذكرى شهادتها الأليمة، أم العباس رمز من رموز التضحية والإخلاص{عَلَيْهِما السَّلامُ}،
إن هذه السيدة الجليلة التي حباها الله و خصها بعناية تامة، استطاعت إن تصمد بكل اقتدار و حزم رغم تحديات الزمن الخؤون،
هي فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة الوحيد بن كلاب بن ربيعة العامري.. أهلها من سادات العرب وأشرافها وزعمائها وهم أبطال مشهورون ويعرفها التاريخ بأن أبناءها من فرسان العرب في الجاهلية ولهم الذكريات المجيدة في المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد حتى أذعن لهم الملوك.. فإنّ من قومها أبا عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جد تهامة والدة أم البنين وهو الجد الثاني لأ البنين يلقب بملاعب الأسنة لفروسيته وشجاعته..
وهذه المرأة النبيلة الصالحة ذات الفضل والعفة والصيانة والورع والديانة كريمة قومها وعقيلة أسرتها فهي تنتمي لأشرف القبائل العربية شرفا وأجمعهم للمآثر الكريمة التي تفتخر بها سادات العرب.
* * * * * * * * * * * *
حب أهل البيت ومودتهم {عَلَيـْـهِم السَّـلامُ}: أن محبة أهل بيت رسول الله محمد {صلى الله عليه وسلم}: ومودتهم ، التي فرضها الله تعالى على عباده في كتابه ومحكم آياته وجعلها أجرا لنبوة سيد رسله وخاتم أنبيائه ، كما تشمل الأئمة المعصومين {ع} تشمل ذرا ريهم الذين ساروا في طريقهم واتبعوا نهجهم ، وخاصة مثل أبي الفضل العباس {ع} الذي أطاع أمامه وضحى بنفسه من أجله وقدم دمه وقاءا لدمه ففي مجمع البيان عن ابن عباس قال : {{ انه لما نزلت هذه الآية : «قل لا اسالكم عليه أجرا ألا المودة في القربى» قالوا : يا رسول الله من هؤلاء القربى الذين أمر الله بموالاتهم ؟ قال {ص }: علي وفاطمة وولدهما }} . وفي الخصال عن علي {ع} قال : {{ قال رسول الله {ص }: من لم يحب عترتي فهو لأحدى ثلاث : أما منافق وأما لزنية وأما حملت به أمه في غير طهر }} . وقال الفخر الرازي صاحب التفسير المعروف في ذيل تفسير الآية المباركة : «قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى» أقول : {{ آل محمد {ص } هم الذين يؤول أمرهم أليه فكل من كان أمرهم أليه اشد وأكمل كانوا هم الآل ولا شك أن فاطمة وعلي والحسن والحسين {ع} كان التعلق بينهم وبين رسول الله {ص } اشد التعلقات، وهذا ا كان المعلوم بالنقل المتواتر }}.
* * * * * * * * * * * *
أهلُ البيت {عَلَيْهِم السَّلامُ}، بحرٌ زخّار من العلم والمعرفة، والتقوى والأخلاق الطاهرة، لأنّهم أقربُ الخَلْق إلى الخالق، ولأنّهم المتّصلون بمعبودهم والواصلون إلى حيثُ لا يَلحَقُهم لاحق، ولا يَفوقُهم فائق، ولا يَسبِقُهم سابق، ولا يطمع في إدراكهم طامع. وتبقى غايةُ الناس وشرفُهم أن يَقْدِموا إليهم لا أن يَتقدّموهم، وأن يتأخّروا بالاتّباع لهم لا أن يتأخّروا عنهم إلى غيرهم، وأن يتّصلوا بهم لا أن يَصِلوا إليهم، وأن يُسلّموا لهم لا أن يكتفوا بأن يُسالموهم. وكان هنالك جماعة حالَفَهم التوفيق، حيث جَدّوا في أن يُوالوا أهلَ البيت {عَلَيْهِم السَّلامُ} مُوالاةَ محبّةٍ واتّباع، ومُوالاةَ إجلالٍ وتسليم، فحَظَوا بأن قدّمَ لهم أهل البيت ما فيه كرامتهم وسعادتهم. ومن تلك الجماعة السيّدة الفاضلة المكرَّمة أمُّ البنين، زوجة الإمام أمير المؤمنين، {صلواتُ الله عليه وعليها.{ وعلى أبنائهما الطيّبين. وكان لولايتها الصادقة المخلصة للإمام عليّ {عَلَيْهِ السَّلامُ} ولأولاده الميامين، {سلام الله عليهم أجمعين}، آثارٌ مباركة عليها وعلى مَن أحبّها وأكرمَها وجلّلها، ومنهم: مَن ذكَرَها في محافل العزاء، وعلى قراطيس المحبّة والولاء. وقد كتب الكثيرُ حول أمّ البنين المرأةِ الطاهرة الطيّبة، وما زالت الأقلام تدوّن فصولاً من حياتِها الشريفة، ومواقفها المنيفة، ولكنّ هذا الكتاب الذي بين أيدينا { أمّ البنين، عقيلة أمير المؤمنين } كان له امتيازاته،
منها:
* * * * * * * * * * * *
اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَا زَوْجَةَ وَلِيّ اللّهِ ' السَّلامُ عَلَيْكِ يَا زَوْجَةَ أَمِيْرِ المُؤمِنِينَ ' اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ البَنِينَ' اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يَاأُمَّ العَبَّاسِ ابْنِ أَمِيْرِ المُؤمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب ' رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْكِ وَجَعَلَ الجَّنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْوَاكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
* * * * * * « 1 » * * * * * *
أم البنين { صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ وعَلَيْهِا.{ نصيرة العصمة وأم الشهداء للمرأة في التاريخ الإسلامي دوراً يكاد يضاهي دور الرجل من حيث الأهمية التي كانت تناط بها فضلاً عن كونها العماد الرئيسي للأسرة المسلمة. ومع أن نوعاً من التعتيم المقصود قد لف بعضا من حياة هذه الشخصيات إلا أن نورها أبى أن ينطفئ بإرادة الله سبحانه وتعالى وقد حفظ لنا التاريخ شيئاً عن حياة واحدة من كبريات النساء، بلغت من رفعة المركز، تلك أهي {أم البنين} العابدة الزاهدة المحبة للخير الصانعة للمعروف الناهية عن المنكر، فهي مع حداثة سنها قد نالت بفضل جدها واجتهادها وذكائها مكانة لائقة في المجتمع وحب أهل الفضل بها، ولا تزال تحتفظ بهذه المنزلة بين المنصفين في فرز الشخصيات التاريخية.
* * * * * * * * * * * *
قال الإمام الصادق {عَلَيْهِ السَّلامُ}: {أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا}{1}.
1} ــــ « إن إحياء ذكرى أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ}، وذكرى المعصومين {عَلَيْهِم السَّلامُ}، وذويهم ومن إليهم، كالعلماء والصالحين والصالحات، من أهم ما يلزم، وذلك لأجل تنظيم الحياة تنظيماً صحيحاً يوجب سعادة الإنسان في دنياه وآخرته. فمثلاً في ذكرى أم البنين {سَلاَمُ الله عَلَيْهِا} تتذكر النساء هذه المرأة الطاهرة، العفيفة الشريفة، الحافظة لنفسها، الذاكرة لله واليوم الآخر، المديرة لبيتها،المراعية لحقوق زوجها، المربية لأولاد صالحين و..
فتتعلم منها وتقتدي بها، فلا تكون مبعثرات ولا ساقطات ولا مهملات في الحياة الزوجية أوفي تربية الأولاد ـ كما هو المشاهد في يومنا هذا ـ . وبذلك تسعد المرأة التي تلقت الدروس من مدرسة أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} واتبعتها، ويسعد بها غيرها من أولادها وذويها، فيكون الإحسان عائداً لنفسها قبل غيرها، قال سبحانه:{إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها}{2}. ولا شك أن ذكرى أم البنين {عَلَيْهِا السَّلامُ} وذكرى العظماء رجالاً أو نساءً، موجب للأجر والثواب فقد ورد:«من ورّخ مؤمناً فقد أحياه»{3}، فكما أن إحياء الإنسان يوجب الخيرات، كذلك إحياء ذكراه،قال تعالى:{ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}{1}.
* * * * * * « 2 » * * * * * *
2} ــــ « بسم الله الرحمن الرحيم »{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }
الحشر:-9-. اقرأ المزيد: معنى خصاصة هي الحاجة والافتقار وتعني الآية أنهم يمنحون غيرهم ولو على حساب أنفسهم أي وهم بأمس ألحاجه لذلك الشيء مثل أن يعطي إنسان شخصا ما رغيف خبز هو لا يملك غيره وهو جائع وبحاجه له فيؤثر غيره على نفسه إي يقدم غيره على نفسه،وهذا معنى "الإيـــثار" وهو أسمى درجات الكرم ، وأرفع مفاهيمه ، ولا يتحلى بهذه الصفة المثالية النادرة ، إلا الذين جلوا بالأريحية ، وبلغوا قمة السخاء ، فجادوا بالعطاء ، وهم بأمسّ الحاجة إليه ، وآثروا بالنوال ، وهم في ضنك من الحياة . وقد أشاد القرآن بفضلهم قائلاً : { وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }، كيف إذا قدم الإنسان أبنائه شهداء في سبيل الله تعالى، الشهادة مشروع حياةٍ كثير البركات يقتحم الشهيدُ الموتَ من أجله، فبشهادته تحيى الأمة من بعده حياة عزّ وكرامة، ويحيا هو عند ربّه حياة طيّبة ناعمة، فالموت في ثقافة الشهادة يُطلب لغيره لا لذاته. والشهادة بسمة أمل، يرسمها الشهيد بدمه الطاهر على ملامح أمة طالما خدّ الحزن والأسى أخاديد اليأس والقنوط ببزوغ فجر العدالة والحرية. والشهادة وضوح لا غموض فيه، وصفاء لا ضبابيّة معه، ويقين لا شكّ يعتريه، وحق لا باطل يشوبه، والهدوء يظلّل الشهيد، والطمأنينة تملأ نفسه، والسكينة لا تراوحه. والشهادة مظهر من مظاهر بأس الله تعالى، وهي بركان ثائر وإعصار مدمّر لعروش بنتها الجبابرة والطغاة من دماء وأقوات المحرومين { وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَاللَّهِ}. والشهادة بِرّ ليس فوقه بِر، حيث يقتل الشهيد في سبيل الله تعالى، صادعاً بقبول صفقة شراء النفس والمال التي تقدّم ربّ العزة والجـلال بها للمؤمنـين {بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ}. والشهادة إيثار سطّر به الشهيد أعلى مراتب البذل والسخاء، حيث قدّم أغلى ما يملك، "والجود بالنفس أقصى غاية الجودي"، واثق بأنّ تجارته مع الله تعالى رابحة لا خسارة فيها. »{2}.
* * * * * * «3 » * * * * * *
السيدة أم البنين في سطور.»
3} ــــ »1« اسمها: {عَلَيْهِا السَّلامُ}:« السيدة الجليلة أم البنين فاطمة بنت حزام{رضوان الله عليها} زوج أمير المؤمنين {عَلَيْهِ السَّلامُ} هي الأُمّ الجليلة المكرّمة لأبي الفضل العبّاس {سلام الله عليه}.
أم البنين قدوة في التضحية والإيثار
إن أم البنين تمثل شخصية إنسانية نادرة المثال ، لما لها من المكانة الدينية المقدسة التي تحتلها في قلوب الملايين من المسلمين الشيعة في شتى أنحاء المعمورة جاهدة وناضلت وضحت وقدمت الغالي والنفيس من اجل عزة الإسلام العزيز، وهي فاطمة بنت حزام وهو أبو المحل بن خالد ابن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، من آل الوحيد أهلها من سادات العرب وأشرافهم وزعماءهم وأبطالهم المشهورين،
وكنيت بأم البنين لأن لها أربعة أبناء كلهم استشهدوا في كربلاء مع الحسين سيد الشهداء {عَلَيْهِا السَّلامُ} وهي من قبيلة بني كلاب من العرب ألأقحاح من بني عامر بن صعصعة، شهيرة بالشجاعة والفروسية، كانت ولادتها على الأرجح في السنة الخامسة للهجرة الشريفة، تزوجت من أمير المؤمنين علي {عَلَيْهِا السَّلامُ} بعد السنة الرابعة والعشرين من الهجرة الشريفة وذلك لأن الأمير {عَلَيْهِ السَّلامُ} تزوجها بعد إمامة بنت زينب ربيبة الرسول الأعظم {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}،
ب} ــــ « أما الأم الجليلة المكرمة لأبي الفضل العباس {2} فهي السيدة الزكية فاطمة بنت حزام بن خالد{1}.
وفي كتاب العباس وأمها ثمامة {2} بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب.
وأمها عمرة بنت الطفيل بن مالك الأخر بن جعفر بن كلاب.
وأمها كبشة بنت عروة الرحال بن جعفر بن كلاب.
وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهرار بن عبادة بن عقيل بن كلاب.
وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب{3}.
وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وسماها في العمدة فاطمة.
وأمها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصير بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة.
وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الإغر بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار. »{3}.
* * * * * * « 4 » * * * * * *
والد سيدتنا المعظمة أم البنين {صلوات الله وسلامه عليها} قال بعض المحققين {رضوان الله تعالى عليه}، بعد أن ذكر عنوان. شجرة طوبى ص268.
4} ــــ »1«الأب: { رضوان الله عليه }:«
حزام وهو أبو المحل بن خالد ابن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب،. من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقرى الأضياف، وأما أسرتها فهي من أجلّ الأسر العربية، وقد عرفت بالنجدة والشهامة، وقد اشتهر جماعة بالنبل والبسالة منهم.
4} ــــ » ب «- وأبواها أبو المحل أمسه حرام بالحاء المهملة والراء المهملة بعدها ألف وميم، ويأتي في كثير من النسخ حزام بالزاء المعجمة، وهو غلط قطعي انتهى. وقال بعض علمائنا: وأبوها حزام من أعمدة الشرف في العرب، ومن الشخصيات النابهة في السخاء والشجاعة وقرى الأضياف، وأما أسرتها فهي من اجل الأسر العربية، وقد عُرفت بالنجدة والشهامة.
عامر بن الطفيل:
وهو أخو عمرة الجدة الأولى لأم البنين، وكان من ألمع فرسان العرب في شدة باسمه، وقد ذاع أسمه في الأوساط العربية وغيرها، وبلغ من عظيم شهرته أن قيصر إذا قدم عليه وافد من العرب، فإن كان بينه وبين عامر نسب عظم عنده، ويجله وأكرمه، وإلا أعرض عنه {1}.
عامر بن مالك:
وهو الجد الثاني للسيدة أم البنين، وكان من فرسان العرب وشجعانهم، ولقب بلامعب الأسنة لشجاعته الفائقة، وفيه يقول الشاعر:
يلاعب أطراف الأسنة عامر * * * * * * فراح له حظ الكتائب أجمع
وبالإضافة إلى شجاعته فقد كان من أُباة الضيم، وحفظة الذمار ومراعاة العهد، ونقل عنه المؤرخون بوادر كثيرة تدلل على ذلك {2}.»{4}.
* * * * * * « 5 » * * * * * *
5} ــــ « وأمها ثمامة بنت سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب،
وأمها عمرة بنت الطفيل فارس فرزل بن مالك الاحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب، وأمها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب، وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت وهب بن نمير بن نصر بن قصي بن كلاب، . »{5}.
* * * * * * « 6 » * * * * * *
6} ــــ « من أمهات العباس{ع} فاطمة الكلابية : من آل الوحيد أهلها من سادات العرب وأشرافهم وزعمائهم وأبطالهم المشهورين وأبوها أبو المحل اسمه حرام - بالحاء المهملة والراء المهملة بعدها ألف وميم - ويأتي في عديد من النسخ حزام - بالزاء المعجمة - وهو غلط قطعي .
وعن تاريخ الخميس : إن اسمها وايس{1}. قال الحافظ العسقلاني في الإصابة {2 }: حرام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كلاب بن ربيعة العامري ثم ألوحيدي ، له أدراك . وتزوج علي بن أبي طالب{ع} ابنته أم البنين بنت حرام فولدت له أربعة أولاد : العباس وعبد الله وجعفر وعثمان ، قتلوا مع أخيهم الحسين {ع} يوم كربلاء وذكر ذلك بن هشام الكلبي والزبير بن بكار . . . انتهى .
وهنا ايضاح لا بد منه نذكره للفارقة فان في بني كلاب من اسمه حرام غير والد أم البنين وقد وقع في هذه المزلة بعض العلماء كما سيمر عليك فيما بعد لأجل ذلك نورد هنا ما قاله في { الإصابة } فانه قال بعد كلامه بلا فصل : حرام بن ربيعة بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب العامري ثم الجعفري اخو لبيد الشاعر له أدراك وسيأتي ذكر أبيه وجده وكان ولده مالك من رؤساء الكوفة وهو من قتله المختار بن أبي الوليد عند طلبه بدم الحسين {ع} ويشتبه بحرام بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن كلاب والد أم البنين امرأة علي {ع}. ولدت له العباس وجعفر وغيرهما وأبوهما من أهل هذا القسم أيضا . . . انتهى .
قال الداودي في عمدة الطالب {3 }: وأمه وأم أخوته عثمان وعبد الله وجعفر أم البنين بنت حزام بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن . وأمها ليلى بنت سهل بن مالك وهو ابن أبي براء عامر ملاعب الأسنة ابن مالك ابن جعفر بن كلاب .
{ع} الإرشاد للمفيد:ص299 . {2 } الفصول المهمة . ص171. {3 } كفاية الطالب . ص268.
{1} تاريخ الخميس 2/317. {2} الإصابة 1/175. {2}عمدة الطالب : ص323
آباء وأمهات السيدة الزكية الشهيدة أم البنين زوجة الإمام علي {عَلَيْهِما السَّلامُ}،
هي فاطمة بنت حزام وهو أبو المحل بن خالدّ ابن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب، وأمها ثمامة بنت سهل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأمها عمرة بنت الطّفيل فارس فرزل بن مالك الاحزم رئيس هوازن بن جعفر بن كلاب، وأمها أُمّ الخشف بنت أبي معاوية فارس الهوازن بن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وأمها فاطمة بنت جعفر بن كلاب، وأمها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت وهب بن نمير بن نصر بن قصي بن كلاب، وأمها آمنة بنت أسد بن خزيمة، وأمها بنت جحدر بن ضبيعة الأعز بن قيس بن ثعلبة بن عكاسة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل بن ربيعة بن زار، وأمها بنت مالك بن قيس بن ثعلب وأمها بنت ذي الرّأسين وهو خشيش بن أبي عصم بن سمح بن فزارة وأمها بنت عمرة بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن نفيض بن الرّيت بن غطفان.
حفظ لنا التّاريخ شيئاً عن حياة واحدة من كبريات النّساء، بلغت من رفعة المركز، تلك أهي {أُمّ البنين} العابدة الزّاهدة المحبة للخير الصّانعة للمعروف النّاهية عن المنكر، فهي مع حداثة سنها قد نالتّ بفضل جدها واجتهادها وذكائها المعيتها مكانة لائقة في المجتمع وحب أهل الفضل بها، ولا يعرف الفضل إلا ذووه
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha