سامي جواد كاظم
ليس من السهولة ان يقرا أي متخصص العلاقة بين العلماء سواء كانت علمية او اجتماعية ، ومن يدعي انه تمكن من معرفة هذه العلاقة وتحليلها فهو من يتحمل من ياخذ برايه ويحكم على اطراف العلاقة وفق قراءة هذا الذي يدعي التخصص.
ثلاثة اطراف السيد الخوئي والشهيد السيد الصدر قدس سرهما والكاتب عادل رؤوف والحقبة الزمنية هي ( 1971- 1979)هذه الحقبة هي جزء من فصول كتاب عادل رؤوف ( العمل الاسلامي في العراق بين المرجعية والحزبية / دراسة نقدية لمسيرة نصف قرن 1950-2000) في الصفحة 146 وتحت عنوان (المرجعية في العراق ...الشهيد الصدر).
ما ذكره الكاتب في هذا الفصل كله مؤاخذات وانتقادات ومجانب للحقيقة بل استخدم كلمات فظة ضد مرجعية السيد ابي القاسم الخوئي ، والمدخل قبل ذكر ما تخبط به الكاتب اذكر مرة ان الشيخ الوائلي رحمه الله يقول كنت حاضرا لنقاش بين السيد الخوئي ومجتهد اخر يقول الوائلي لم افهم طبيعة النقاش فيما بينهما لانه فقهي اصولي بحت ، هذا الوائلي وليس الكاتب ، اضف الى ذلك في وقتها سمعنا ان الخوئي والصدر يثني احدهما على الاخر ، ولكن لنترك هذا جانبا ونرى كيف يرى الكاتب رؤوف تلك الحقبة الزمنية وساشير على تناقضاته باقراره .
استخدام كلمة كيان للمرجعية كلمة غير لائقة هذا اولا وثانيا عبارة المرجعية لا تدل على قصر او مؤسسة واستحوذ عليها الخوئي بالانقلاب ، واما تقليد الكثرة الكاثرة للسيد الخوئي فهذا ليس بيده ومن الطبيعي هذه الكثرة تريد ان يكون له وكلاء في مدنهم وبعضهم يؤدون الحقوق للسيد الخوئي ومن لديه اشكال او مشكلة يراجع السيد او وكلائه وهذا كله واضح ولا يحتاج الى دسائس .
وبالنسبة للسيد الصدر ذكر الكاتب انه اخطا باعتماده النفس الطويل مع ( الكيان ) المرجعي ، هل انت تقول اخطا حسب رايك ام هو قال بذلك ؟ وحسب رايك هل هو الخطا الوحيد ام يوجد غيره؟ ، وتعود لتنسب الى (المرجع العام) تصرفات متعمدة للنيل من مشروع السيد الصدر ، ويقول رؤوف ان السيد الصدر عندما افتى بحرمة الانتماء للبعث صدر جواب من (المرجع العام) والذي نفى بمقتضاه ان يكون حرّم الانتماء الى الحزب الشيوعي فكيف بحزب السلطة /ص151، عبارة المرجع العام هو استخدمها واكثر من مرة وله قصده ، وثانيا هذا الجواب لم يشر الى مصدره بخلاف بقية معلوماته التي ينسب اكثرها لكتاب الشيخ النعماني وهذه المجهولية تجعلنا نشكك ، ولكن لنسير مع الكذاب الى باب بيته .
ذكر جناب الكاتب في الصفحة التي قبلها عند محاصرة السيد الصدر من قبل جنود الامن البعثية والحرس الجمهوري ان السيد الصدر يعطف عليهم قائلا : انها جريمتنا قبل ان تكون جريمتهم .. يجب ان نعطف على هؤلاء ( يقصد البعثية الحرس الذين يحاصروه ) ان هؤلاء انما انحرفوا لانهم لم يعيشوا في بيئة اسلامية صالحة / ص148.... عجيب امر الكاتب رؤوف اذا كان الانتماء حرام للبعث ومن جهة اخرى يبرر لهم افعالهم ، هذا اولا وثانيا ان البعث لم يقصد به البعث المعلن بمبادئه فمبادئ البعث المعلنة تختلف عن المبطنة ، اضف الى ذلك هنالك قادة بعثيين كانوا متعاونين مع السيد الشهيد الصدر فهل شملهم التحريم ؟
وليت شعري لو يكتب الان عن هذه الجماهيرية الدعوجية التي كان يبني عليها الامل السيد الصدر ويمتدحها قلمك المبجل ليكتب عنهم الان وهم يتلاعبون بمقاليد السلطة .
مسالة ما آلت اليه مرجعية السيد الصدر والتي كانت اقل بكثير عن مرجعية السيد الخوئي كمقلدين من حال كان ضمن قراءة مرجعية السيد الخوئي وكانه يعلم بالمصير الذي سيكونون عليه في مواجهتهم للسلطة ومصير وغيره ممن سلك دربه وكانت نهايته الاعدام .
السيد الخوئي الذي مورست عليه ضغوطات كثيرة من البعثية ايام الحرب العراقية الايرانية لم يرضخ لهم ولم يمنحهم الشرعية او حتى المجاملة فالذي يحمل هكذا اصرار لا يحسن اتخاذ القرار .
وبالنسبة لمن تطرق لهم الكاتب بان السيد يعتمد على مجموعة رسالية افضل من ( المرجعيات) ـ لا اعلم من قصد بهم الرسالية والمرجعيات ؟ هذا اولا ، وثانيا المجموعة الرسالية اين كانت عندما اعتقل واعدم السيد الصدر ؟
هل قرا السيد الكاتب كتاب السيد طالب الرفاعي ( امالي السيد الرفاعي) وقرا لقاء السيد بالسيد جعفر الصدر نجل السيد الشهيد في بيروت وماذا دار من حديث عندما بكت شقيقة السيد جعفر وهي تسلم على العم طالب؟
سيعلم انه شطح كثيرا في قراءته واستنتاجاته لتلك الفترة التي اشرنا لها .
طبعا الكلام يطول لانه حقيقة نكَل كثيرا بالسيد الخوئي في كتابه هذا بل بكل المرجعيات قبله وبعده ومن معهم .
اخيرا نقولها نعم السيد محمد باقر الصدر مفكر لم تنجب الامة مثله من بعد اعدامه الى الان
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha