محمد البدر ||
بعد إنتشار المذهب البروتستانتي في الدول الأوروبية حدثت نزاعات وخصومات بينهم وبين الكاثوليك وفي فرنسا عام (1572م) حدثت واحدة من افضع المجازر الدينية في التاريخ حيث قُتل (30 ألف) بروتستانتي فقط لكونهم بروتستانت وكان خلف هذه المجزرة ملك فرنسا و والدته.
وبدأت حينها سلسلة فوضى وصراع ديني في أوروبا وهذا ما أثر على متبنيات المفكرين حينها ومنهم الفيلسوف الفرنسي (جان بودان)
جان بودان
ولد في فرنسا عام(1530م) وتوفي فيها عام (1596م).
عاصر بودان أحداث تلك الفترة من نزاعات ومجازر بين الكاثوليك والبروتستانت ودور العامل الديني في ظهور الفوضى والضعف والنزاعات فجاء بنظرية جديدة هي (نظرية السيادة) والتي قالىفيها إن السيادة هي السلطة المطلقة التي رآى إنها كفيلة بإنهاء الفوضى والحروب والنزاعات.
يعتبر بودان إن لا الشعب ولا الله هو مصدر السلطة والشرعية؟ وإنما قوة التغلب أو قوة الحاكم الذي يستطيع إخضاع البلاد له فقوة الحكم هي مصدر الشرعية.
حيث يقول إن الأسرة منبع ومصدر الأخلاق والفضيلة وهي نواة المجتمع وليس نواة للدولة وبذلك فإن المجتمع يقوم على الأسرة والدولة تقوم على القوة.
يرى بودان إن الدولة ظهرت نتيجة نزاع طرفين أو أكثر داخل المجتمع والطرف المنتصر هو صاحب السيادة وعلى الكل الخضوع له وإن زعيم هذا الطرف المنتصر أوجد السلطة والدولة عبر تنصيب نفسه ملكاً وهكذا ظهرت لدينا الدولة.
وهو بذلك لا يعترف ب (نظرية العقد الإجتماعي) ويرى إنها تصلح لقرية وليس لحكم دولة.
ولإنهاء النزاعات والفوضى يرى بودان ضرورة عدم تقييد سلطة الملك بل تكون سلطة مطلقة لا تُحد بشيء سوى بالقانون الطبيعي (العدالة، المساواة، الحرية) وقانون الرب (أن يكون الملك رجل صالح) وبذاك نضمن استقرار المجتمع.
ولضمان استقرار الحكم يرى إن أفضل نظام للحكم هو النظام الملكي الوراثي فهو لا يشهد صراع على السلطة.
وحتى لايذهب الملك في سلطته المطلقة نحو الظلم والطغيان أجاز بودان قيام الثورة لتصحيح أي إنحراف في ممارسة السلطة المطلقة. وقال إن الممالك تمر بمراحل وتنتهي بالضعف والطغيان.
وقال إن معيار المواطنة هو الإلتزام بالولاء للملك.
ربط بودان في بعض تنظيراته السياسية بين الجغرافيا وطبيعة السكان والسياسة وقال إن بعض الشعوب تلائم القوة لحكمهم وهي الأنسب لهم وبعض الشعوب يحكمهم الدين وهو أنسب لهم.
أشهر كتبه كتاب (ستة كتب في الجمهورية)
https://telegram.me/buratha