✍ سرى العبيدي||
التطورية تنصُ على أنَ: (البقاء للأصلح) .. وهذهِ حقيقة علمية ولا غُبارَ عليها. فَ الأصلح أو من يتكيفُ معَ المُستجدات والظروف والواقع أو الطبيعة هوَ من سيبقى دائِماً بينما يُزاحُ من لا يملك خاصية التكيُف !
هذا المبدأ وإن كانَ يخُصُ الطبيعَة في المقام الأول إلا أنهُ صالِحٌ وفعال لتفسير الحركة والتطور في المُجتمعات البشريَة أيضاً.
فلو تقدم شخصان لِوظيفة مُعينة في دولَة راقية ومُحترمَة سيُقبل حتماً من يملِك امكانيات مهنية, مثل إجادة أكثر من لُغة واستخدام برامج حاسوبية متطورة أو امكانية تسويقية عالية , بالإضافَة إلى ذكاء أكبر, وجميع هذه الصفات التي طورَ الشخص من خلالها نفسه تجعله الأصلح. لذلك هوَ من سيربح الوظيفة
أما في بلد مثل العِراق فسيُقبل من يستطيعُ تكييف نفسه من خِلال ايجاد واسطة ومحسوبية قوية يدعم بها ومن خلالها طلب توظيفه , وأيضاً سيُعتبر هوَ الأكثر تكيفاً معَ الواقع الذي يحكم المجتمع او الاصلح في ذلك.
أكتبُ هذا لِأنَ هذا المبدأ سيفعل فعله أيضاً وبكل فاعلية في مجتمعاتنا من خلال فيروس كورونا. فمن يستخدم عقله ويتبع الارشادات والتعليمات الصحية بحرص شديد نتيجة تكيفه مع الأمر الواقع سترتفع نسبة عدم إصابته بالمرض والنجاةُ منه. أما من يفشلون في الاذعان للأمر الواقع والتكيف معه من خلال الاستهتار وعدم المُبالاة فَ فُرصهم ستقلُ كثيراً في النجاة ورُبما تنعدم. أقولُ هذا وأنا اتأملُ رحمة اللهِ الواسعة كي يرحمنا جميعاً وخصوصاً الفُقراء والبُسطاء , لِأن اغلبهم من الفئة الثانية الغير متكيفة مُطلقاً للأسف نتيجة الجهل والتجهيل المتعمد الذي تعرضوا وما زالوا يتعرضون لَه.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha