محمد البدر ||
· الليبرالية ونهاية التاريخ
ولد الفيلسوف السياسي الأمريكي فرانسيس فوكوياما في أمريكا عام (1952) ولازال حياً وتعود أصوله لعائلة يابانية.
فوكوياما ارتبط إسمه بنظرية نهاية التاريخ على النمط الليبرالي بالتحديد.
فالكثير من الفلاسفة والمفكرين تكلموا عن نهاية التاريخ مثل ماركس الذي اعتبر الشيوعية نهاية التاريخ وهيغل وغيرهم.
مايُميز فوكوياما هو ربطه نهاية التاريخ بالتنظير والطرح الليبرالي.
بعد نهاية الحرب الباردة وانتصار المعسكر الرأسمالي الليبرالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية طرح فوكوياما نظريته هذه عبر مقالة كتبها بأحد الصحف عام 1989 ثم طورها إلى كتاب.
هو يرى إن نهاية صراع الحرب الباردة يعني نهاية صراع الأيديولوجيات وانتصار الليبرالية وقيم الديموقراطية وإن الليبرالية السياسية والإقتصادية ليس هناك ما ينافسها ولابديل عنها سوى الديكتاتورية والشمولية وبالتالي فهي ستكون خيار الكل فيما لو ترك لهم الخيار ولم يواجهوا ضغوط أو ترهيب.
فوكوياما يرى إن المجتمعات ستتجه تباعاً لليبرالية.
وإن الاستقرار السياسي والاجتماعي المتأتي من اعتناق الليبرالية سيطور التكنولوجيا وبالتالي سيطرة الإنسان على كل شيء بما فيها الطبيعة.
كذلك يرى إن الفكر الفاشي والنازي وتنظيرات الإشتراكية ساهمت وأدت إلى قيام الحروب والصراعات لأنها أفكار شمولية تحاول فرض نفسها بالقوة.
بينما الليبرالية لاتفعل ذلك وتترك للناس حرية الموقف والاختيار وحرية اعتناق اي فكر او توجه وبالتالي ستكون أكثر جاذبية من أي توجه فكري آخر.
الشعوب تكره الأنظمة الشمولية وهذه الأنظمة تتساقط وشعوبها تتجه لليبرالية والديموقراطية.
فوكوياما اعطى مثال بدول الجامعة العربية عن الدول التي يحكمها المستبدين بالاعتماد على قوة الأجهزة الأمنية وترهيب السكان ويستمدون شرعيتهم من الترهيب لا من الشعب.
الديموقراطية والليبرالية كما يرى فوكوياما تحتاج إلى أرضية وبيئة إجتماعية تساهم في تقويتها ونشوءها والمحافظة عليها.
وليس الخلل فيها حين تنتكس الدول التي تبنتها حديثاً بل الخلل في التطبيق وتعاطي البيئة الاجتماعية مع الليبرالية والديمقراطية وإن المجتمعات جميعها كانت غير مهيئة للديمقراطية لكن بمرور الوقت وممارستها تطبعت بها.
الليبرالية كمايراها فوكوياما تقدم الإستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والحريات العامة والخاصة وحقوق الإنسان واحترام الآراء والمعتقدات ومنح الحقوق والعدل والمساواة وبالتالي هي خيار الشعوب باختلافها.
https://telegram.me/buratha