كندي الزهيري||
ذكر شهيد المحراب في كتابة ( الحكم الإسلامي بين النظرية والتطبيق ) تحديات المعاصرة بحيث ذكر مستويات عدة منها .
١- تحديات القيم والمثل .
٢- تحديات النظرية والتفصيل الشرعي .
٣_ تحدي التطبيق.
*تحديات النظرية والتفصيل الشرعي.
ومن هنا قسم آخر من الكتاب الإسلاميين الذين آمنوا بالقيم والمثل الإسلامية، من خلال ممارسات النبي محمد (صل الله عليه و آله وسلم) وبعض خلفاء المسلمين كالامامعلي عليه السلام واجهوا تحديات من جانب آخر، وهو جانب النظري، لأنهم لم يجدوا أمامهم كما يتصورون نظرية متكاملة عن الحكم الإسلامي.
ذلك أن الإتجاه لا الذي يؤمن بالشورى تواجهه مشكلة الأسلوب الذي تمارس فيه الشورى ، وخصوصا انها في صدر الإسلام لم تكن الصورة واضحة ، كما أن علاقتها بالولاية غير واضحة، أهي مصدر هذه الولاية، بحيث يتم انتخاب الخليفة من خلالها؟ وما درجة الاختيار فيها؟ وما دور الشورى في زمن العصمة؟ أم أن الشورى مجرد استمزاج لرأي ونظر أهل الخبرة أو الأمة مع ثبوت الولاية للخليفة بطريقة اخرى؟
جاء في كتاب ( الأحكام السلطانية) للماورد حول انتخاب الخليفة ، واختلاف وجهات النظر بهذا الشأن ما يلي:《وأما أهل الامامة، فالشروط المعتبرة فيهم سبع أحداها: العدل الجامع لشروطها، والثاني: العلم المؤدي إلى الاجتهاد في النوازل والأحكام.ةالثالث: سلامة الحواس من السمع والبصر واللسان؛ليصبح معها مباشرة ما يدرك بها.والرابع: سلامة الأعضاء من النقص يمنع استيفاء الحركة والسرعة النهوض. الخامس: الرأي المفضي ألى سياسة الرعية وتدبير المصالح. السادس: الشجاعة والنجدةالمؤدية إلى حماية البيضة وجهاد العدو. والسابع: النسب ، وهو أن يكون من قريش؛ بورود النص فيه.
بعدها قال والامامةتنعقد من وجهين: أحدهما:اختيار أهل العقد والحل، والثاني: بعهد الإمام علي من قبل : قامت انعقادها باختيار أهل الحل والعقد، فقد اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الامامة منهم على المذاهب شتى، فقالت الطائفة لا تنعقد إلا بجمهور أهل الحل والعقد في كل بلد؛ ليكون الرضاء به عاما والتسليم لإمامته إجماعا، وهذا مذهب مدفوع ببيعة ابي بكر.
وقالت طائفة اخرى: أقل من تنعقد به الامامة خمس يجتمعون على عقدها أو يعقدها أحدهم برضا الأربعة استدلالا بامرين: أحدهم أن بيعة ابى بكر انعقدت بخمس اجتمعوا عليها.
والثاني:بيعة عمر جعل الشورى في ستة ليعقدلاحدهما برضا الخمس .
وأما الإتجاه الذي يؤمن بالنص،فقد يتوهم بعضهم: أن الأئمة المعصومين المنصوص عليهم قد استشهدوا، وغاب اخرهم الامام الحجة(عج) ولا يوجد نائب عنه يقوم بكل مسؤوليات.
ونجد بعض هؤلاء الكتاب في أفضل الحالات، يحاولون أن يستجدوا الفلسفات الأخرى والحضارة الغربية بالخصوص في هذا المجال، وينسبون إلى الإسلام أساليب هذه الحضارة؛ لمجرد وجود اشارة أو تلميح في احاديث الرسول أو خطب الإمام علي عليه السلام. كما ونجد بعض الآخر قد انتها إلى الانعزال عن الساحة السياسية،وايكال الأمر بشأنها وشأن الحكم الإسلامي إلى ظهور الإمام الحجة( عج ).
ولا بد أن يواجه هذا التحديات ببيان النظرية الاسلامية المتكاملة والملائمة بهذا العصر..