محمد هاشم الحجامي||
تهمة الاصول الفارسية للمذهب الشيعي ؛ تهمة قديمة ، جديدة يعيدها خصوم الشيعة في كل عصر يقوى به التشيع أو يخشى المنافقون نهضته ، ويرددها خلفهم ببغاواة ، وطفيليي ابناء الطائفة .
وحينما نلقي نظرة سريعة حول التشيع ، فهل الإمام علي ايراني ام ال البيت فرس ؟؟!!
سيأتي قائل ويقول الحديث عن علماء المذهب الشيعي !!
وهنا نتأمل ونتصفح أسماء علماء مذهب الأمامية لنقلبَ ورود تلك الحديقة الغناء .
فأول مجتهدين في تأريخ التشيع بعد عصر الغيبة الكبرى ، هما ابن ابي عقيل العماني وهو من عمان ، وابوعلي بن الجنيد الاسكافي وهو بغدادي ، ويعرفان بالقديمين ؛ وهما عربيان .
وبعدما بدأت معالم التكامل والوضوح الفكرية والعقائدية تتضح من حيث الطرح العلمي والتأليف المنهجي المنظم ؛
تلاهما اول مرجعين للشيعة وهما الشيخ المفيد والسيد المرتضى وهما عرب بلا اشكال فالمفيد هو محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن سعيد بن جبير . والمرتضى : علي بن الحسين بن موسى بن ابراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ؛ وهذان العلمان هما مؤسسا مدرسة بغداد وهما ليسا فرس جزما !!
ثم بعد مدرسة بغداد ( حوزتها) كما يصطلح عليه اليوم ظهرت مدرسة الحلة ومؤسسها هو ابن ادريس الحلي ؛ وهو من بني عجل من بكر بن وائل ، مؤلف كتاب السرائر وصاحب الآراء التي خالف بها الطوسي وتابع السيد المرتضى ؛ بقيت فيها المرجعية خمسمائة سنة وتلك المدرسة الحلية نبغ فيها اعلام المذهب كالمحقق الحلي الهذلي صاحب شرائع الإسلام ، والعلامة الحلي الاسدي وهو رائد الاجتهاد الشيعي ؛ فكل مجتهدي الشيعة منذ عصره إلى اليوم عيال عليه ، تبع لمنهجه في الرجال والاجتهاد ، والتأصيل ، والتنظير ، والتطبيق .
ثم جاءت مدرسة كربلاء ومؤسسها أبن فهد الحلي وهو من بني أسد ، وبقيت فيها الحوزة خمسمائة سنة تقريبا .
ثم عادت إلى النجف الاشرف ومن نقلها من كربلاء الى النجف قبل مئتي سنة هو الشيخ جعفر الجناجي المعروف بكاشف الغطاء وهو من بني مالك .
فكثير من اعلام التشيع هم عرب اقحاح كما رأينا .....
وابرز الكتب التي تدرس في الحوزة هي لمؤلفين عرب (شرائع الإسلام للمحقق الحلي ) ، و ( الباب الحادي عشر للعلامة الحلي ) ، و( اصول الفقه لشيخ المظفر المدني ) و( الحلقات الثلاث للشهيد الصدر ) ، و( الرسائل للشيخ الانصاري ) : وهو من ذرية جابر بن عبد ألله الأنصاري
- رحمة الله عليه - الصحابي المعروف . و ( الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة ) والشهيدان الأول والثاني محمد بن مكي ، وزين الدين ؛ عامليان وغيرهم الكثير يطول تعدادهم .
نعم ، هناك علماء كُثر من اصول فارسية او تركية ؛ وهذا أمر طبيعي ، فالتشيع ليس ملكاً لقومية أو أمة من الأمم .
فالشيخ الطوسي ، والسيد أبو الحسن الأصفهاني ، والسيد اليزدي والسيد السيستاني وغيرهم من أصول فارسية ، والسيد الخوئي ، والسيدالخامنئي اتراك اذريين والسيد الخميني هندي وهكذا ؛ وهذا التنوع موافق لروح الاسلام ومنطق القران الذي جعل التقوى هي المعيار للتقدم أو الفضل يقول تعالى ( إن أكرمكم عند الله اتقاكم ) ؛ فليس الفضل والكرامة للنسب أو القبيلة أو ال العرق .
وهذا التنوع القومي للزعامات أمر طبيعي جدا حاصل في كل الأديان ، والمذاهب ، والطوائف ؛ فأبو حنيفة ، ومالك ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي وغيرهم ما لا يحصيه إلا الله من فقهاء ومحدثين ( نوعاً ) و ، ( كماً ) ليسوا من أهل الضاد لا لغة ، ولا نسبا وحتى المتأخرين منهم تنطبق عليهم تلك القاعدة ؛ فأهم شخصين عملا على تصحيح الأحاديث عند السلفيين في العصور المتأخرة هما : ناصر الدين الساعاتي المعروف بالالباني ؛ نسبة إلى مسقط رأسه دولة البانيا ، والارنئوط وهو من بلاد البلقان التي تشمل جمهوريات يوغسلافيا السابقة ؛ ليسا عربا.
وان بابوات الفاتيكان غالبا ليسوا إيطاليين حتى كادت البابوية تكون للبولنديين وهو يتزعم رأس الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها مليار شخص وهو يتزعمها في ايطاليا !!!!
فالغاية من تعجيم الشيعة ، ونفي العروبة عنهم ؛ هو لهزيمتهم داخليا كي تسهل عملية الانقضاض عليهم ؛ فهو مخطط سياسي بثوب طائفي .
اصحوا ايها النائمون ؛ فروؤسكم ومقدساتكم هي المطلوبُ قطعُها وهدمُها ، وتحويلكم إلى اتباعٍ اذلاء.
فالقومية انتماء سياسي ترفع رايتها كقميص عثمان ؛ لنحر الشعوب الساذجة التفكير .
https://telegram.me/buratha