محمد الكعبي ||
العلم منبع الحياة ويمنح الكرامة ويسمو بالإنسان إلى مراتب الكمال، لأنه الفيصل بين الموت والحياة، وبه يتحقق مراد الله تعالى في خلافة الانسان الصالح للأرض، يقول المصطفى ’: من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن اراد الآخرة فعليه بالعلم ومن أرادهما فعليه بالعلم) لابد من تغيير الافكار السلبية لتتغير حياتنا، فأفكارنا هي قناعاتنا وقناعاتنا هي سلوكنا الخارجي وهذا لا يتحقق الا بالعلم، وقد تكون هناك صخور كثيرة وكبيرة في طريق العلم فعلينا أن نتحمل الصعاب والمشاق لنتجاوزها ونزيحها من أمامنا ولا نجعلها حاجزا يعيقنا عن المسير، ولا يتحقق البناء الحضاري الا بوجود الانسان العالم الذي يستعمر الارض وينشأ الدولة العادلة ويمارس القيم الصالحة بين ابناء جنسه ويحقق القانون الذي يجمع كل أبناء البلد بمختلف جنسياتهم ومشاربهم.
العلم يحتاج إلى الرغبة والشوق والحب والارادة والاصرار والمثابرة مع تحديد الهدف من خلال وضع منهج صحيح وواقعي، اذا اردنا أن نتقدم علينا اولا أن نقوي علاقتنا بالله سبحانه من خلال تعزيز الثقة به والتوكل عليه، والثقة بأنفسنا ونسعى لطلب العلم والاستقلال بالرأي والطموح المشروع والقدرة وحسن الادارة والتنافس العلمي الايجابي والحرية الفكرية والعلمية وتنمية الطاقات وتطوير المناهج وتحفيز روح التنافس العلمي وتشجيع الكفاءات وتطويرها ودعمها ورفدها بالخبرات والتجارب العالمية من خلال مؤسسات بحثية وصروح علمية رصينة تكون مشجعة وغير منفرة.
ينبغي أعادة النظر في الخارطة المفاهيمية المجتمعية من حيث المناهج التعليمية والتربوية ودقتها لتواكب التطور المتسارع على جميع المستويات، ولابد من الأخذ بنظر الاعتبار طريقة التعاطي مع الطالب من المراحل الاولى لنشأته حتى المراحل العليا للدراسة ومتابعته في عمله وممارساته الحياتية، وهذه مهمة تضامنية بين البيت والمدرسة والمجتمع والمؤسسات التعليمية والحكومية والمجتمعية، لتنسجم مع المتغيرات والتقدم العلمي في العالم والا اذا بقيت مناهجنا على ما هي عليه من تخلف وتراجع فسنبقى نستجدي الرغيف من الخارج.
المجتمعات المتعلمة هي من تحكم العالم، واما الجاهلة فتعيش على فضلات الاخرين وتتحمل الضربات والاهانات كل صباح ومساء, ويحاول الاعداء اضعاف الجانب العلمي من خلال وضع مناهج بسيطة وغير رصينة وحذف الكثير من المواضيع المدرسية، ومنح الدرجات للطلبة بعناوين شتى كل هذا لأسباب سياسية غايتها تجهيل المجتمع ، أصبح الطالب ليس له هم سوى الحصول على الشهادة كيف ما كانت لغرض ان يتوظف في الدوائر الحكومية ليتقاضى مرتب شهري ليأكل ويشرب أما الإبداع والتطور وبناء البلد ليس لها وجود في ذهنه، يجب سن القوانين التي تحمي العلم والمتعلم، ولابد من زيادة أيام التحصيل العلمي من خلال الاستمرار في الدوام بعيداً عن أيام العطل المتكررة، ويجب التنوع والتطور في المناهج العلمية، إن الدول المتقدمة تحرص على رصانة العلم وتعميق المفاهيم من خلال جعل الطالب يسعى لطلب العلم والتفوق من اجل خدمة بلده، وقد قيل في العلم واهله.
ما الفضل إلَا لأهلِ العلم إنهـم ....... على الهدى لمن استهدى أدلاّء
وقيمة المرء ما قد كان يحسنه ....... والجــاهــلون لأهل العلم أعداء
فقم بعلــم تعــش حياً به أبداً ....... الناس موتى وأهل العلم أحيـاء
https://telegram.me/buratha