كندي الزهيري ||
مصطلح «يشير إلى أي فعل يمارَس وفق أساليب نفسية لاستثارة رد فعل نفسي مخطَّط في الآخرين». تُستعمَل فيها أساليب عديدة، وتَستهدف التأثير فيما لِلأهداف من نُظم قِيَمية أو عقائدية أو مشاعر أو دوافع أو منطق أو سلوكيات. تعزيز مواقف وسلوكيات تناسب أغراض مَن يشنّها، وأحيانًا ما يُجمع بينها وبين العمليات السوداء أو الرايات المزيفة.
أكان المستهدَف: حكومات أو منظمات أو جماعات أو أفرادًا، . ويمكن استهداف مدنيين في مناطق أجنبية بتقنيات ووسائل "إعلام"، للتأثير في حكوماتهم.
في كتاب بروباغندا: تناول" جاك إلُول" الحرب النفسية بوصفها (بأنها صورة من صور العدوان غير المباشر). نوع البروباغندا هذا يسوِّء الرأي العام في أي نظام معارِض بتجريده من سيطرته على الرأي العام أصلًا. يصعب صد العدوان النفسي، إذ لا توجد محكمة عدل دولية قادرة على دَرْئه، لأنه لا سبيل إلى البتّ فيه قانونيًّا. «فيها يتعامل صاحب البروباغندا مع خصم أجنبي يريد تحطيم معنوياته بوسائل نفسية، ليبدأ يَشك في صحة معتقداته وأفعاله.»
وكما تعرف الحرب النفسية بأنها حرب هجومية يقودها جيش فكري ،وعاطفي وعقائدي، من أجل تحطيم قوة المقاومة المعنوية أو زرع الخوف في اوساط السكان، ان المادة الرقمية لهذه الحرب هي ( الشخصية)، اي الحرب البسيطة تستهدف العقول البسيطة للشعب، حيث يؤدي إلى ضهور العقل الجمعي ،في هذه الاثناء يحول المثقفين خلال هذه الازمات إلى ( عوام) لا اثر لهم.
وهذا ما وصفه الدكتور فهمي النجار ( الحرب النفسية اقوى الحروب) .
اما الطرائق التي تتبعها السفارة الأمريكية في العراق والمنطقة وكذلك اذنابهم وابرزها ( انشاء أكروبات مختصة بالحرب النفسية لكونها اقل تكلفة واوسع انتشار ) خاصة في الدول التي يوجد فيها جهل في محاربة الاشاعة .
■ أساليب الحرب النفسية:
١_ الدعاية: يتم التسويق فكري معين من خلالها، مع وجود مصدر واضح وحقيقي، عيوبها اقل سرعة، ونتائج بطيئة ، ومكلف
٢_ الاشاعة: بث اخبار كاذبة مع غياب المصدر، وبسبب الجهل في التعامل معها، تكون انيه ، سريعة الانتشار ، ذات فعل واضح يصيب العقل الجمعي، لكن سريعة الزوال وحسب طبيعة المجتمع.
٣_ التسمم السياسي: بث السم في العملية السياسية من أجل التسقيط عبر الإعلام أو الأكروبات الخاصة والممولة ، يستخدم فيها كل الأدوات التي تؤثر في الجماعة والامة كما حدث اتجاه تحرك العراق في ٢٠١٩ اتجاه الشرق وترك الاستكبار الأمريكي أستخدم الأمريكي هذا النوع من الحروب .
٤_ التضليل: يُراد منه حرف وتحويل المعلومات عن مؤدَّاها الطبيعي ومسارها الحقيقي؛ بغرض التأثير على الرأي العام الذي لا يتحقق بسير المعلومات في اتجاهها الطبيعي.
٥_ الترويض: تحويل القواعد والبرامج والعادات والتقاليد الجديدة الغير مرغوب فيها، بل جعلها عادية لدى الرأي العام ،مثل( الانحلال الأخلاقي، والمحرمات كالخمور، والمثليين وغيرها من العادات الشيطانية الصهيوامريكي والغربية منها كتقبل المذهب الماسوني الانساني والتجريبي) حتى يصل الإنسان الى العبودية في طريق الشيطان من حيث يعلم أو لا يعلم.
٦_ غسل الدماغ: يغير الحقائق الفكرية عن الدين والثقافة والسياسية والاجتماعية وغيرها، لدى الأشخاص وخاصة ان كانت في العقيدة كما فعل داعش.
٧_ حرب المعلومات : يقصد بها الحرب التي تستهدف المعلومات وسريتها وعدم نشرها ، واضافة إلى ذلك ( التهكير) ونشر ما تريد من معلومات للتسقيط أو الابتزاز .
٨_ حرب الثقافية: يتم ذلك حرف التفسير عن حقائقها، اي الهجوم عليك من كتابك أو معتقدك، وجعلك تشك به، وتحويل الأنظار إلى الثقافة الغربية ( الابتهار بالغرب) وهذا بسبب عدم وجود لدى اغلب الطوائف الأمة الإسلامية ( مراجع) تستدل بها، وربما هذا واحد من الأسباب التي تؤدي بالبعض بمهاجمة المراجع الشيعة لكونهم يعيقون تنفيذ هكذا حرب، ومع ذلك نرى بعض من لديه مرجع يقع بهذه الحرب يعود ذلك الى الضعف الثقافي لدى الشخص.
٩_ اشعال الازمات: العنصر الاساسي لتغير مجرى الأحداث، يكون ذلك عبر الوكلاء المؤسسات استخبارية هدفها التشويش على الرأي العام وجعله قلق وغير مستغر كما يحدث اليوم في العراق عبر السفارات والقنصليات و منظمات المجتمع المدني وغيرها.
١٠_ أسلوب النكتة ( الفكاهة) :تكون صياغة النكتة البسيطة وتداولها بهدف تعزيز هذا الجانب من الحرب النفسية، وربما تفوت على كثيرين بحكم أنها نكتة يصنعها البعض بهدف المتعة أو السخرية من أمر ما.
كذلك الأمر بالنسبة لترسيخ مفاهيم الضعف أمام الثقافات الأخرى أو المجتمعات الأخرى وتهويل القوة لمجتمع الأعداء وقوته العسكرية وتتم هزيمة الوعي بتغييب الحقائق وإحلال صورة نمطية أخرى تلازم التصور الداخلي للعقل الإنساني المُستهدف ، مثال ذلك البرامج ذات طابع فكاهي في الضاهر لكن خبيث في الداخل الهدف تمزيق الشخصية وجعلها خاوية تستقبل كل السلبيات وتترجمها من دون وعي.
اذ اردنا ان نكون على قدر عالي من المسؤولية لمواجهة هكذا حرب يتطلب منا الاتي:-
١_ انشاء مراكز للدراسات الإستراتيجية لمواجهة هذه الحرب في كافة مستوياتها وعبر المختصين .
٢_ تمكين المختصين في الحرب الاشاعة والتنمية البشرية و علم النفس وغيرهم في الاعلام والمؤسسات الرسمية في الدولة.
٣_ تجهيز غرفة طوارئ مهمتها تثقيف المجتمع في كيفية مواجهة هكذا خطر.
٤_ السرعة في الرد من قبل الجهات الحكومية المختصة في متابعة مروجيه هذه الحرب النفسية أو الاشاعة واعتبارها ارهاب .
٥_ صنع منظومة تواجه العدوا بنفس الأسلوب وبسرعة عالية،
https://telegram.me/buratha
