دراسات

عاشوراء بين العيد والفاجعة..!

1965 2021-08-19

 

الشيخ الدكتور باسم دخيل العابدي ||

 

سلسة من وحي الحسبن عليه السلام. الحلقة (٧):

 

اليوم العاشر من محرم.

اختلطت دموع اهل الارض بدموع اهل السماء.

حزن حوت يونس وماتناسل.

 صامت الاشجار ولم تشرب الماء مواساة لقتيل العطش.

طأطأت الخيول رؤوسها حزنا واجهشت بالبكاء.

ناحت حمامات القباب ولزمت البلابل الصمت لكي لاتظن الحدائق انها لم تبك الحسين.

كاد الخلق يرى وجوم الجبال ويسمع انين الكواكب.

ليس على هذه الموجودات تكليف ولكنها تبحث عن نفحة من {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ }فبكت وناحت والهبها الحزن والمصاب.

ولكن في جانب البشر - وآه من جانب البشر واكثر آها من جانب المسلمين- يحتفل بعض المسلمين في يوم عاشوراء .

يتبادلون التهاني وتغني النساء وتؤدى الدبكات وتوزع الحلوى.

يقولون ان الله نجى موسى عليه السلام في يوم عاشوراء .

لكن موسى عليه السلام سيحزن ويغضب لانهم اتخذوا منه وسيلة لاشهار بغض الحسين والاحتفال بقتل الحسين والتمويه به على فرحهم بقتل الحسين.

ويحق للانبياء معاتبة هؤلاء المسلمين ويقولون لهم اذا كان احتفالكم لاجل النجاة فلماذا ايها المسلمون تفردون اخانا موسى بالكرامة والفرح بنجاته دوننا؟

وقد كانت احتفالكم ترجيحا بلا مرجح بل الاولوية خلافه لان الاولى الاحتفال بنجاة محمد الامين صلى الله عليه واله في الغار وفي احد ولكن لم تخصص الجماعة التي اسست العيد في عاشوراء  يوما واحدا تحتفل فيه بنجاته صلى الله عليه واله وهو سيد الانبياء والمرسلين وسيد الخلق اجمعين فالاولى الفرح والاحتفال بنجاة نبيهم وتوزيع الحلوى في هذا اليوم الأغر.

والاولى  الاحتفال بنجاة نوح عليه السلام من الطوفان لانه يمثل الولادة الثانية للبشرية فاتخاذ يوم نجاة نوح عليه السلام عيدا والفرح به اولى من الاحتفال بنجاة موسى واليهود .

والاولى الاحتفال بنجاة ابراهيم عليه السلام من نمرود لانه ابو الانبياء وموسى لم يكن كذلك لكن هذه الجماعة الضالة لم تحتفل بنجاة ابراهيم على عظمته ولم تخصص له يوم عيد.

ونجا يونس من قومه ومن بطن الحوت ونسي هذا الرتل من المسلمين يوم نجاة يونس ولم يخصصوا له يوما يحتفلون فيه بنجاة يونس.

ونجا يوسف في يوم البئر ولم ترقص نساؤهم وتوزع الحلوى في يوم النجاة اليوسفية.

ونجا عيسى من صلب اليهود ورفعه الله اليه فلم تزغرد حرائرهم بهذه الكرامة ولم يشكل الرجال حلقات الدبكة فيهزون المناديل في الهواء الطلق احتفاء بيوم النجاة العيسوية.

لم يحتفل المسلمون بنجاة كل هؤلاء الانبياء الا بنبي اليهود موسى عليه السلام فقط ولكن هل كان هؤلاء النفر من المسلمين يعون سبب اتخاذ هذا اليوم عيدا؟

الحقيقة ان اكثر هؤلاء المحتفلين والمبتهجين هم من عوام الناس وجهالهم او من المتلقين الذين يلتقطون الاخبار والتوجيهات كما يلتقط الجائع وجبة طعام على قارعة الطريق دون التحقيق من جودة هذا الطعام او رداءته.

اذن من اين اتت سنّة الفرح والاحتفال بيوم عاشوراء واتخاذه عيدا لدى بعض المسلمين؟

من الواضح ان هؤلاء النفر من المسلمين خدعوا بكذبة الاحتفال بنجاة موسى التي اخترعها الامويون للتغطية على حقيقة التوجهات الاموية واشتغالهم على جعل يوم مقتل الامام الحسين عيدا للمسلمين باي وسيلة كانت وربما استشاروا حاخامات اليهود فاشاروا عليهم بتوافق يوم العاشر من محرم مع نجاة موسى عليه السلام ويمكن اتخاذه وسيلة لاقناع المسلمين أن يوم العشر من محرم يوم للبهجة بنجاة احد الانبياء ولايصح الحزن فيه وهذه الخطوة التمويهية الاولى اما الخطوة الثانية لاكتمال الخطة فيلزم وضع احاديث على لسان النبي تؤكد بركة يوم عاشوراء واهمية الصوم والفرح فيه , وبهذا تم الايعاز الى فقهاء البلاط ووضاع الحديث لوضع روايات تصرف المسلمين عن التواصل مع فاجعة الطف. فعلوا ذلك ليس حبا بموسى عليه السلام وانما ذريعة لجعل يوم مقتل الامام الحسين عليه السلام عيدا للمسلمين وهو ماورد على لسان الامام الباقر عليه السلام في زيارة عاشوراء: (وهذا يوم فرحت به ال زياد وال مروان بقتلهم الحسين صلوات الله وسلامه عليه).

 ولو وافق العاشر من محرم يوم نجاة ابراهيم لجعله الامويون عيدا لنجاة ابراهيم والامر نفسه لو كان يوم نجاة نوح او يوسف او يونس او عيسى او محمد صلى الله عليه واله.

اذن لم يكن هذا العيد سوى انه عيد سياسي اموي لطمس الجريمة التي ارتكبت في كربلاء ,وقد وظفت القوى الاستكبارية هذا الاسلوب لتحقيق مصالحها في البلدان الاسلامية فهي عندما تريد توجيه الراي العام وصرفه عن مؤامراتها ومخططاتها تحدث ازمة هنا وازمة هناك للتمويه على مخطط تعمل على تنفيذه في الخفاء في هذا الجزء من العالم او ذاك وحينما تريد تمرير صفقة سياسية مع احد عملائها في احدى الدول الاسلامية تدفع بادواتها لايجاد مشاكل جانبية لارباك الوضع في هذا البلد. عدنان القيسي وابو طبر واسامة بن لادن وابو بكري البغدادي ليس ببعيد.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك