د.مسعود ناجي إدريس ||
بالإضافة إلى الروايات السابقة وتعريفات التواضع ، تم ذكر بعض علامات التواضع. كما تشير روايات أخرى إلى أهم العلامات وهي:
• ابدأ بالسلام أولا
• اجلس في الجزء السفلي من التجمع
• الابتعاد عن الرياء وتشويه سمعة الآخرين
• ترك النقاش والجدل
• تجنب مدح النفس
▪︎أقسام التواضع
كما ورد في تعريف التواضع، فإن التواضع المصحوب بالذل ليس فقط لا يستحق الثناء، بل أيضًا مذموم جدا. وبالمثل فإن التواضع تجاه الأغنياء بسبب ثروتهم يعتبر من أسوأ الحالات الإنسانية. قال الإمام علي (ع): 《 مَنْ تَوَاضَعَ لِغَنِيٍّ لِأَجْلِ غِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِينِهِ》(نهج البلاغة ، حكمة ۲۲۸ ).
كما أن يمنع التواضع امام الكافرين مثلما قال القرآن الكريم: <يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ> ( المائدة / ٥٤ . )
المعيار العام للتواضع الإيجابي والقابل للتحقق هو أن التواضع يكون لله ، مثل: التواضع تجاه المؤمن بسبب إيمانه ، والتواضع تجاه الفقراء والعالم ، وما إلى ذلك في سبيل الله ؛ كما قال النبي (ص):《 و الذين يتواضعون لله تعالی » ( مکارم الاخلاق ، ص ٥١ )
قال النبي (ص) :《 إنّ أفضَلَ النّاسِ عَبدا مَن تَواضَعَ عَن رِفعَةٍ》 ( منتخب میزان الحکمة ، ص ٥٣٦ )
▪︎فوائد ومنافع التواضع
بنفس الطريقة التي تغطي بها أضرار التكبر جميع جوانب حياة الإنسان الفردية والاجتماعية، فإن التواضع مفيد ومثمر بنفس القدر وأكثر للفرد وللحياة الاجتماعية، وقد تم ذكر أهم فوائدها.
• التوفيق في التواضع
قال الإمام الصادق (ع) : 《التواضع اصل كل خير نفیس و مرتبة رفيعة 》، ( بحارالانوار ، ج ۷۲ ، ص ۱۲۱ )
• قبول العبادات
تابع الإمام: 《ومن تواضع لله شرفه الله على كثير من عباده ... و ليس لله عز و جل عبادة يقبلها و يرضاها إلا و بابها التواضع 》، ( همان )
• علو الشأن
قال الإمام علي (ع): 《بالتواضع تكون الرفعة 》، ( غرر الحکم ، ج ۷ ، ص ٤٠٥ )
وقال النبي (ص) : 《ان التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم الله 》، ( الكافي ، ج ۲ ، ص ۱۳۱) .
بطبيعة الحال ، فإن سمو المكانة المتواضع لا يتعلق بتواضعه ، بل يترافق مع عناية الله وعظمته . قال الإمام الكاظم: 《و اعلم ان الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم و لكن رفعهم بقدر عظمته و مجده » ( منتخب میزان الحکمة ، ص ٥٣٧ ؛ تحف العقول ، ص ۳۹۹ )
قال الرسول الكريم(ص) في حديث آخر : 《من تواضع لله رفعه الله فهو في نفسه ضعیف و في أعين الناس عظیم و من تكبر وضعه الله فهو في اعين الناس صغير و في نفسه كبير》 ( منتخب میزان الحکمة ، ص ٥٣٦ ، ح ٦٥٥١ ؛ کنز العمال )
كما أن زينة العظماء والرفيعين هي التواضع. كما قال الإمام علي (ع): 《زينة الشريف التواضع 》( بحار الانوار ، ج ٧٥ ، ص ۱۲۰ ، ح ۱۱ )
▪︎المعرفة والحكمة
قال المسيح (ع): 《بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر كذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل 》، ( همان ، ج ۲ ، ص ٦٢ . )
نُقل عن الإمام الكاظم (ع) بمزيد من التفصيل في نفس السياق: 《ان الزرع يثبت في السهل و لا ينبت في الصفا فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع و لا تعمر في قلب المتكبر الجبار لأن الله جعل التواضع آلة العقل و جعل التكبر من آلة الجهل » ( عیون اخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۲۸ ، ح ٢٤ . )
▪︎الهيبة والوقار
تأثير آخر للتواضع هو كسب الهيبة والوقار بين الناس. قال الإمام علي (ع): 《التواضع يكسوك المهابة》، ( بحار الانوار ، ج ۷۷ ، ص ۲۸۷ ، ح ۱ ؛ منتخب میزان الحكمة ، ص ٥٣٧ )
▪︎ نشر الفضيلة
هناك العديد من الأشخاص الذين يحاولون بطرق مختلفة نشر فضائلهم بين الناس. يعتبر البعض أن الابتعاد عن التكبر سبب لنشر الفضائل . ما يكشف حقًا عن فضائل الإنسان هو التواضع ، وما يكشف الرذائل هو التكبر والأنانية. قال الإمام علي (ع): 《التواضع ينشر الفضيلة و التكبر يظهر الرذيلة》 ، ( منتخب میزان الحكمة ، ص ٥٣٧ ؛ غرر الحکم )...