د.مسعود ناجي إدريس ||
هناك عدد من آيات القرآن الكريم تتحدث عن مهن الأنبياء العظماء ، وإن كانت المسؤولية الجادة والرئيسية لجميع الأنبياء السماويين هي هداية المجتمعات البشرية من خلال استخدام الأساليب التعليمية الممكنة وتحمل المعاناة المرهقة ، قاموا بتعليم البشر وكرسوا وجودهم بحب وجهد للإنسانية ، ولكن حتى لا يكونوا عبئًا على الآخرين ، فقد عملوا ويعملون من أجل معيشتهم ومن أجل كسب لقمة العيش وتشجيع الآخرين على العمل والسعي في هذا الاتجاه ، سنذكر بعض وظائفهم بناء على بعض الآيات منها:
( سورة هود ، الآية ۳۷ ) ، ( سورة القصص الآية ۲۷ ) ، ( سورة الانبیاء / الآية ۸۰ ) و ...
• عمل النبي نوح (ع) النجارة
• عمل النبي شعيب (ع) راعي وعامل
• عمل النبي موسى (ع) راعي وعامل
• عمل النبي داود (ع) بصناعة الدروع .
• عمل النبي آدم (ع) بالزراعة
• عمل النبي إبراهيم (ع) بالزراعة وتربية الحيوانات
• عمل النبي إدريس (ع) بالخياطة
• عمل النبي يعقوب وأيوب (ع) بالزراعة وتربية الحيوانات
• عمل النبي هود وصالح (ع) التجارة
• عمل النبي سليمان (ع) في لنسج البساط والحكومة
• عمل النبي عيسى (ع) في النجارة
• عمل النبي محمد (ص) تاجرا وصيادا وراعيا.
وبالنظر إلى ما رُوِى ، فقد عمل كلٌّ من الأنبياء السماويين العظام من أجل كسب لقمة العيش وكسب الرزق.
▪︎ الاعتدال في العمل
إن قيمة وقدسية العمل والاهتمام الكبير الذي توليه التعاليم الدينية لا يعني أنه يجب على المرء أن يعمل إلى الحد الذي لا يتبقى فيه وقت للعبادة ولا وقت للاستجمام الصحي والتمتع بالملذات الحلال. وبما أن الإسلام دين توازن ، فقد أوصى أيضًا بالاعتدال والتوازن في العمل ، بالإضافة إلى الكثير من النصائح للعمل. في حديث قيم قرأنا عن الإمام موسى بن جعفر في تحف العقول: 《واجتهدوا أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة منه لمناجاته، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان الثقات، والذين يعرّفونكم عيوبكم، ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها للذّاتكم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث الساعات .》
إذا تم التركيز على الجزء الأخير من هذا الحديث الشريف ، نفهم انه إذا لم يترك الشخص وقتًا للترفيه بسبب كثرة العمل والنشاط ، فلن يكون قادرًا على أداء عمله بشكل صحيح ولن تكون لديه القدرة اللازمة لأداء المسؤوليات بشكل صحيح.
بالإضافة إلى أن الغرق في العمل لا يوفر فرصة لتلبية احتياجات أفراد الأسرة ، ويقلل من قدرة الشخص على التواجد مع أسرته ، وهو أحد العوامل التي تبعد أفراد الأسرة عن بعضهم البعض مما يسبب إضعاف مؤسسة الأسرة المقدسة.
لذلك إذا كان العمل - وهذا العامل البناء والتقدمي والمُجدد - يتجاوز الاعتدال ، فقد يصبح عنصرًا رادعًا وضارًا...