الشيخ محمد الربيعي ||
[ وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ] ماهو تعريف القائد والقياده ؟ الجواب : لو فتشت الماضي والحاضر وانا ضامن حتى المستقبل ، لن تجد لمن هو *بمستوى الفكر البشري* يستطيع ان يعطيك *تعريفا ثابتا* لان الكل سيعطيك تعريف بما يراه بنفسه من المقومات الذاتية والموضوعية ليتسنى له بذلك البقاء بالقيادة والقول هو الاصلح ، وبهذا نلاحظ حتى الدساتير الحكومات اليوم تنضد بنودها على هذا الاساس ، حتى مجالس الرسمية للدولة هكذا .ولهذا قال الامام علي ( ع ) ( ليس امري وامركم واحدا ، انني اريدكم لله وانتم تريدوني لانفسكم ) ، فنلاحظ ان اعضاء *منظومة الاسوة الحسنة* تعاريفهم مبادئهم دساتيرهم قيادتهم ، يرونها ضمن منهج الله تبارك وتعالى وليست اجتهادات شخصية واهوائية كما هو عليه اليوم .
محل الشاهد :
اذن تعريف القائد بنظري وبكلمة انصاف لتأريخ اسجلها ، القائد هو *علي والقيادة هي سيرته في الحكم* ، وان قلت هذا ليس تعريف سردي تفصيلي قلت ان فصلت خرجت من واقع المقالة ، الى واقع البحث.
وهذا ليس محلة يكفي ان تعرف ان التعريف الحقيقي للقائد والقيادة تجدة في *مدرسة الامام علي ( ع )* واترك عنك كل التعاريف البشرية الاهوائية.
ومن هنا قررنا نأخذ من هذه المدرسة الالهية المعصومة بعض الاشارات كيف يكون *القائد ناجحا* في قيادته.
وسنتطرق الى ذلك ضمن النقاط التالية :
1 / ان القائد و القيادة الناجحة هي من اوجدت في قلبها *الاسلام الحقيقي* سلوكا تنظيريا وتطبيقيا .
2 / ان القائد و القيادة الناجحة من كانت من صفاتها الراسخة في ذاتها ومفاهيمها *الحق والعدل* .
وهذا الامر اكيدا سيكون سببا لقطع علاقتها حتى مع ذويها ومتعلقيها ، ولكنه مع ذلك على تلك القيادة بقائدها ان لا تبالي ، بما انها تطبق الحق والعدل .
ولذلك قال الامام علي ( ع ) ( ماترك لي الحق صاحبا ) .
3 / ان القائد و القيادة الناجحة من كانت تترجى من قيادتها التي تتسلمها سواء قيادة دولة ، او وزارة ، او اي مسؤولية كانت *قيام الحق* ودفع الباطل ، لا ان تزيد من الطين بلة وتزيد *الظلم ظلما مركبا* مضاعفا ولذلك قال : الامام علي ( ع ) وهو يخصف نعله ( والله لهي احب إلي من امرتكم ( اشارة الى نعله ) ، إلا ان أقيم حقا أو أدفع باطلا ) .
4 / ان القائد والقيادة الناجحة من تكون غاية منطلق قيادتها هو *الشعور بالمسؤولية والتكليف الشرعي* الملزم لذلك الموقع ، وليس لحب الدنيا ، او ان يكون موجود ممن هو *الارجح والافضل* منها ، قال: الامام علي ( ع ) ، وهو يؤكد ان يكون وجودك بالقيادة هو الحجة الملزمة، وليس رغبة الموقع وحب المنصب والجاه ، ( لولا حضور الحاضر ، وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما اخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولاسغب مظلوم ، لالقيت حبلها على غاربها ) .
5 / ان القائد والقيادة الناجحة ، يجب ان تتعامل مع الامور على اساس القواعد الشرعية ، ولا تتعامل مع الامور على اساس الاهواء *نفسية ذاتية* قابلة للخطأ والصواب ، فنلاحظه ( ع ) ، يقول : تكملة للحديث الذي اسردناه في الفقرة رقم ( 5 ) : ( لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت اخرها بكأس أو لها ، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز ) .
6 / ان القائد و القيادة الناجحة من *تزن الامور صح* وتفضل *المصلحة العامة على الخاصة* وان كان ذلك بالميل على حقها .
ولهذا صرح الامام علي ( ع ) قائلا : ( لقد علمتم اني احق الناس بها من غيري ووالله لأسلمن ماسلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة ، التماسا لأجر ذلك وفضله وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه ) .
7 / ان القائد والقيادة الناجحة التي تعلن لجمهورها و شعبها ان تواجدها في *المنصب و القيادة* ليس بدافع النفع الذات وانما لمصالح كبرى حتمية ، لذلك كانت تصريحات الامام علي في هذه المرحلة مدوية وهو قال ( ع ) : ( يا دنيا اليك عني ابي تعرضت ام الي تشوقت ، لاحان حينك هيهات غري غيري لاحاجة لي فيك قد طلقتك ثلاثا ) .
ومن هنا كان الامام علي ( ع ) قائدا وقيادة ناجحة و محبوبة بذات الوقت .
*ولكن سؤال يطرح ياترى لماذا وجد ممن لايحب الامام علي ( ع ) بعد الامتلاكه لكل هذه الصفات واكثر مما جعلته قائد وقيادة ناجحة ؟!!* الجواب:
كان واضحا وجلية وباشارات عديدة من قبل رسول الله ( ص ) نعرض واحدة منها بقوله: ( ياعلي لايحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق) ، فالحديث فيه اشارة كانت *مستقبلية قبل ان تكون حضورية* بأن الامام علي ( ع ) ، سيكون له مبغضين ولكن المبغض مشخص وضعه ومصيرة *ومكشوف برعاية الهية لامحال* كما هو واضح من هذه الاشارة واشارات اخرى .
اذن فالذين يبغضون الامام علي ( ع ) ، ويبغضون تلك الصفات *للقائد والقيادة الناجحة* هم كمن يبغض الزهور ويحب الشوك .
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه