د.مسعود ناجي إدريس ||
• سؤال: لقد قيل إن بعض الأحاديث في مصادر الشيعة ضعيفة أو غير موثوقة... على سبيل المثال بعض الأحاديث في أصول الكافي سندها ضعيف... حسنًا بعد كل التقدم عند الرجال في العلوم والمعرفة، لماذا لم تنفصل هذه الأحاديث من هذه الكتب؟ أو يتم نشرها في مجلد منفصل للمهتمين، لماذا لم يتم تنقيح الكتب من هذه الملوثات؟!!!!!
• جواب: قبل الرد على الجواب، لا بد من معرفة هذه النقطة المهمة، وهي أن فحص وثائق الحديث في علم الفقه ضروري للغاية بسبب استدلال الفقه الفرعي في الشريعة، وفي العلوم الأخرى مثل التاريخ حيث "الدقة الفقهية" ضرورية في وثيقة الأحاديث. إن التمكن من مدى الاجتهاد في كثير من العلوم ضروري لرجل دين، ومع مرور الوقت وتقدم جميع العلوم، أحرز علم الحديث وعلماء الدين أيضًا تقدمًا كبيرًا. تشمل هذه العلوم علومًا مختلفة مثل علم رجال الحديث، وعلم مصدر الحديث، وعلم رواية الحديث ومجموعات فرعية مهمة مثل فقه الحديث، وعلم الفهرسة وعلم الترجمة، إلخ.
لذلك، وبحسب وجوب الاجتهاد في علم الرجال والحكمة ونحو ذلك فإن لكل مجتهد وفقيه أسس وأساليب معينة في صحة الوثيقة ومضمونها ومضمون الحديث، من الممكن أن يكون للمجتهد قواعد مختلفة مع مجتهد آخر ونتيجة لاختلاف أسس الاجتهاد وطرقه، يعتبر بعض المجتهدين أن كذا رواية ضعيفة وأما الآخرون يعتبرون نفس الرواية صحيحة. في هذه الأثناء، تختلف بعض مبادئ الرجال في الأحاديث النبوية القديمة عن مبادئ الرجال في الأحاديث النبوية التي أتت فيما بعد. على سبيل المثال، في الماضي، كان مجرد ورود حديث من قبل أحد المحدثين والفقهاء المعتمدين أو في أحد المصادر الموثوقة مثل الكافي يؤكد صحة الرواية، لكنهم اليوم لا يقبلون مثل هذا الأساس، ويجب أن يدخل الاجتهاد في هذا المجال أيضًا، وبناءً على الاجتهاد في الرجال والحديث، يجب تحديد أصالة صحة الرواية أو ضعفها ولا يتم الاعتماد على صحة الرواية لمجرد وجودها في الكافي.
كما أن ضعف الحديث لا يعني أنه لم يصدر نهائيا من المعصوم (عليه السلام) ولا يعني إهماله ورفضه. بدلاً من ذلك، بالإضافة إلى فحص الوثائق، ينبغي إيلاء الاهتمام الكافي لفحص المحتوى بالمؤشرات والمعايير المحددة في علم الحديث، وإذا كان الحديث ضعيفًا أو يفتقر إلى الأدلة، فقد يكون له محتوى قوي وصالح، ومحتواه في أحاديث أخرى تم التعبير عنها بعبارات مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، هناك طرق ومعايير للتعويض عن ضعف المستند، كالخبرة السابقة، والسمعة، وما إلى ذلك.
نتيجة لذلك، لا ينبغي ولا يمكن إزالة الأحاديث الضعيفة أو فصلها عن الكتب الأصلية مثل الكافي و.... للأسباب التالية:
أولاً: ضعف الوثيقة أو عدم وجودها لا يعني عدم اليقين في إصدارها من المعصوم (عليه السلام). ثانياً: تختلف معايير ضعف الأحاديث وقوتها وصحتها باختلاف اجتهاد الفقهاء والمجتهدين، ومن النادر أن نرى حديث اجمع الكل على ضعفها.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha