د.مسعود ناجي إدريس ||
جواب: لان القرآن هو الداعي إلى السعادتين والمصابح للنشأتين، المبين للحكم والحقائق والموضح للرموز والدقائق، ينبوع العلوم والفنون والصنائع، وعيبة النواميس والودائع والبدائع، موقظ الخلف بما جرى على السلف، كي يعتبر المعتبر ويتيقظ المستبصر فيعمل صالحا ولا يعيش ظالما.
فهذا الكتاب دائرة للمعارف الربانية، وخزينة للجواهر السماوية، يجب على كل انسان فطن نابه أن يتدبر في آيات القرآن لاستكشاف كنوزه واستخراج جواهره مستضيئا بأنوار أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام الورى.
وحتى يتأمل العاقل في فصاحته وبلاغته وتمثيلاته واستعاراته وتلميحاته وترشيحاته و يتدبر في معانيه العميقة ومطالبه الراقية الدقيقة و يدقق النظر في كيفية رعايته لسعادة الإنسان في عيشته العائلية والنظامية، ومعالجته لمشاكل الحياة مقرونا بما يسعده في الآخرة فالقرآن هو الكفيل الوحيد لسعادة النشأتين من دون تعطيل قانون من قوانين الحياة المادية أو تعطيل غريزة من الغرائز البشرية.
و يتعمق في معارفه الحق وأحكامه العادلة ونظامه السياسي والاقتصادي وأمره بالأخلاق الفاضلة ونهيه عن الصفات الرذيلة و ينظر إلى ما قص علينا من قصص الغابرين تذكرة وموعظة لنا في سيرتنا وسريرتنا لنأخذ منهم ما مكنهم من الارتقاء إلى المدارج العالية ونتجنب ما ورطهم في المهالك. فالقرآن هو الكافل لجوامع الكمال والشامل لموازين الاعتدال والجامع لقوانين العدل والاحسان والمعيار التام للأخلاق الفاضلة والمقياس العام للخصال النازلة، وهو الهادي للبشر إلى الصراط الأقوم والمرشد لهم إلى الشرع الأتم وهو المشرع للأحكام والجاعل لهم رسوم العبادة وطرق السير إلى اللّه سبحانه.
ــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha