د. علي المؤمن ||
العلمانية، الطائفية، العنصرية، الفتنوية والسلطوية؛ خمسة عناصر اجتمعت في أحزاب السلطة السنية العراقية ورموزها السياسية والعسكرية والثقافية، منذ العام ١٩٢١ وحتى العام ٢٠٠٣، ولاتزال حاضرة حتى الآن، أي منذ عهود عبد الرحمن النقيب وعبد المحسن السعدون وجعفر العسكري وياسين الهاشمي ونوري السعيد، وحتى عهد عبد السلام عارف، ثم تكرست في عهد حزب البعث، وصولاً الى (القاعدة) و(داعش) والأحزاب الحالية.
اجتماع العلمانية والطائفية والعنصرية والفتنوية والسلطوية في الأحزاب السنية، يمثل ايديولوجيا تفردها المستدام بالدولة وسلطاتها السياسية والعسكرية والثقافية، كموروث حصري كما تعتقد، عمره ١٤٠٠ سنة، بالترافق مع تطبيق ستراتيجيا سلب الهوية الشيعية وتدمير الواقع الشيعي وشراء الذمم الرخيصة. وفي هذه الغاية يكمن تفسير سلوكها السياسي وتحالفاتها الداخيلة والخارجية وخطابها الإعلامي.
هذا الانصهار الغريب للعناصر المتعارضة، والذي أنتج ايديولوجيا الأحزاب السنية العراقية؛ سنقرأ قواعده التأسيسية وخلفياته وتطبيقاته، وآثاره التدميرية على العراق وشعبه، وخاصة الأكثرية الشيعية، في الفصل السابع من كتابي القادم: ((المنظومة الطائفية: من الايديولوجيات التأسيسية للمسلمين وحتى الغزو الطائفي الحديث)).
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha