دراسات

الثقافة السياسية للعشائرالعراقية..بين الثابت والمتغير


محمد صادق الهاشمي ||

 

·        ومستقبل الشيعة والدور الايراني  في العراق

المقدمة

  اخذ حزب البعث والخليج والسعودية  وكل تلك الاطراف وغيرها تتحرك على شيوخ العشائر العراقية  حتى  تتمكن من ادامة التمرد وضرب العملية السياسية من الداخل لدعم المشروع الامريكي باتجاه  خلق تمرد شيعي في العراق ضد الاحزاب الاسلامية وضد العملية السياسية , ومن هنا نجد من المناسب البحث  ان في طبيعة الثقافة السياسية للعشائر العراقية خلال قرن لنعرف حقيقة التوجه لدى العشائر.

المدخل :

الثقافة السياسية للعشائر العراقية تأثّرت عبر القرن العشرين والذي قبله  بفعل العامل الخارجي فإنّ مراجعة سريعة للتاريخ العراقي منذ القرن السادس عشر ـ مع أنّ خارطة التكون العشائري اكتسبت شكلها النهائي في القرن التاسع عشر ـ نجد أنَّ الدور العشائري امتاز بثقافة سياسية متحولة فمن حين لآخر تبدل القبائل ثقافتها السياسية وولاءها ورؤيتها وطريقتها في التعامل مع الأحداث، ولكن الذي يهمّنا في البحث هناهو  أنْ نعطي الإجابة عن السؤال الذي انعقد البحث لأجله و هو متى نشأ الدور السياسي للقبائل, وكبف لازمته التغير بسبب الموثرات ؟

·        اولا-  الثقافة السياسية للعشاير العراقية في العهد العثماني.

1 ـ إنّ الحكومات التي تتابعت على العراق تحديداً في مرحلة الخلافة العثمانية كان همها جباية الأموال واستنزاف خيرات الناس وقوتهم بدلاً عن العمران وفرض الأمن والنظام في المجتمع العراقي، فإنّ مصادر التاريخ أكّدت أنّ حكم الأتراك منذ (1534 ـ 1749) لم يتّبع فيه الأتراك أي سياسة إيجابية، وسُمّيت هذه الحقبة بالفترة القلقة والمضطربة؛ لأنّها كانت تعني ضعف الدولة وظهور عشائر على شكل إمارات مستقلة تتمتع بنفوذ تام في ديارها، كإمارات المنتفك، والخزاعل، وزبيد، وطيء، وشمّر، وكانت العشائر في هذه المرحلة تشنّ حروباً فيما بينها، وضدّ الحكومة. وأمّا زمن المماليك (1749 ـ 1831) فكان شغل الدولة الأساسي هو إخماد الثورات العشائرية أو قمعها، في وقت تنامى نفوذ قبائل الخزاعل والمنتفك(عباس العزاوي، عشائر العراق، ج4، (بغداد ـ 1937 ـ 1956) 4: 142 مهدي القزويني، أنساب القبائل العراقية (النجف، 1965 ـ 1957) هامش99.)

أمّا في المدّة المحصورة بين (1869 ـ 1914) فإنَّ الأتراك كانوا أمام واقع عشائري متمرّد، لم يستطيعوا مواجهته بالقوة، فعمدوا إلى محاولة توطين العشائر بتشجيع النظام الزراعي، وكان هذا المقترح قد تقدّم به (مدحت باشا) والي بغداد. وبعد عام 1908م حيث مرحلة إعلان الدستورالعثماني  من خلال التحالف مع البعض من القبائل  للقضاء على العشائر الأخرى ، وقد اختلفت هذه التدابر بالنتائج مما يعني أنَّ انشغال الدولة العثمانية عن العشائر جعل وضع البلاد متدهوراً اجتماعياً وصحياً واقتصادياً فكم ضربت المجاعات والأوبئة الفتاكة العراق.

2 ـ ومنهم من يرجع أسباب نشأة التكتل القبلي سياسياً في مرحلة القرن السادس عشر الى ظهور الضعف والإنهيار في الدولة العثمانية، ودبّ في أعماقها الفساد والانقلابات والمؤامرات الداخلية؛ بسبب ضغط الحروب الخارجية وهذا يعني أنّ المجتمع العراقي بقي يعاني تحت نير التفسخ الحكومي والانحطاط الحضاري، وهذا السبب دفع المجتمع إلى تكوين قوى واتحادات عشائرية بديلة عن الدولة  لتحكم العشائر نفسها بنفسها، من هنا نشأ للقبيلة دورٌ سياسي رافقه نشوء فكر سياسي، مثل ظهور الشيخ أبوريشة في الغرب من العراق، وشيوخ شمر وعنزة في الفرات الأوسط، وظهور اتحادات أخرى سنية شيعية مثل اتحاد دليم مع البومحمد واتحادات أخرى في الجنوب، مثل تحالف المنتفك في الناصرية، وزبيد ودليم، وكعب بقيادة خزعل، وبني لام في العمارة بقيادة القامندر، وربيعة في واسط (ستيفن هيمسلي لونكريك (اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث)، ترجمة جعفر الخياط، الرافدين، ص34. واسحاق النقاش (شيعة العراق)، انتشارات المكتبة الحيدرية، 1998، ص25).

3 ـ خلال النزاع بين الدولتين العثمانية والصفوية استعانت كلا الدولتين بالقبائل في حروبها، والجدير بالذكر: إنّ العشائر نسبتها آنذاك تزيد على أنْ تكون ثلاثة أرباع سكان العراق فحقق ذلك للقبائل والطوائف مزايا سياسية وإدارية ونفوذاً حكومياً، بل حاولت أنْ تحكم نفسها بنفسها، ووقعت مدن بكاملها تحت سيطرة عشائر محددة، وظهر في التاريخ أمراء قبائل وطوائف موزّعين على مساحات من البلاد العربية والعراقية، منها بنحو خاصّ في المناطق الغربية والجنوبية والفرات الأوسط، وقد استعان بهم الحكّام العثمانيون والصفويون لتثبيت حكمهم وقد فصّل في ذلك ستيفن لونكريك وذكر المناطق والرؤساء القبليين الذين وقعت تحت تأثيرهم مدن بكاملها ، وكان لهم شأن ونفوذ، ونمت بهذا لهم كيانات سياسية.

هذا الواقع كان له الأثر في ظهور الوجود السياسي للقبائل الذي أجمعت عليه المصادر، ولا يقتصر ـ هذا الواقع ـ على مكوّن دون آخر، بل هذه الظاهرة عمّت الجنوب والفرات، والمناطق الغربية، والمنطقة الكردية، مع أنَّ كردستان قبل القرن العشرين كانت جزءاً من خارطة تركيا. واستمر حال القبائل هذه إلى مرحلة القرن العشرين

إذن للقبيلة العراقية حضورها في التحرك السياسي العراقي. ولكن الامر الذي , نريد تاكيده هنا ان القبائل العراقية في العهد العثماني عانت من ظروف واحدة وتعامل واحد سنية كانت ام شيعية واما القبائل التي تم الاعتماد عليها من السلطات العثمانية هي  في الغالب من اصول تركية  استقدمتها من تركيا ومن المماليك ومن صول شركسية والى هذا اشار الوردي ومصادر اخرى وسيكون لنا فيه بحث مفصل مع ان المكون السني حمل مسوولية الاخطاء العثمانية وليس هنا بحثنا وهذا يعني مايلي:

ان العشائر ظهر دورها السياسي في الحكم في العهد العثماني وكونت امارات واخذت تحكم العراق وتعمق وجودها العشائري بدل الدولة وصارت هي قوة موازية لقوة الدولة وربما بديلة عنها .

لاجل ان يثبت الحكام العثمانيين وجودهم تمكنوا من تمويل الكثير من قادة القبائل واستمالتهم والتاثير عليهم , فظهرت لدينا قبائل همهاالمال والسلطة والجاه والثروات .

غياب دور المرجعية او ضعفه في هذه العهود مكن زعماء القبائل ان يكونوا هم الحكام وفق مصالحهم

بما ان العهد العثماني استمر في العراق طيلة اربعة قرون فهم حاولوا ان يعتمدوا على الكثير من العشائر العربية سنة وشيعة وحاولواايضا ان يدخلوا قبائل تركية الى الوجود الشيعي والسني واندكوا داخل القبائل منهم الكبسات من السنة  (( موسوعة عشائر العراق – السبعاوي ج 3 ص 87).

للاسف ظهر التلون والنفاق وتعدد الولاء لدى بعض  شيوخ القبائل تبع المال والقوة والجاه والسلطة وفي هذا الامر كتب محمد علي الوردي في كتاب (( لنحات اجتماعية))

·        ثانيا: الثقافة السياسية للعشائر العراقية في العهد البريطاني

وأمّا الدور السياسي الإسلامي للقبائل الشيعة فقد برز خلال القرن العشرين من خلال:

أولاً: جهاد العشائر ضدّ الاحتلال البريطاني، ولكن هذه المرحلة امتازت بوضوح لوجود القبيلة فاعلةً ومؤثرة في الواقع السياسي تحت تأثير المرجعية الشيعية في النجف الاشرف ، ولكن نشير هنا إلى أنَّ أيَّ مؤرّخ يتحدث عن التاريخ السياسي للعراق خلال القرن العشرين فإنّه يتحدّث بوضوح ووضوح كبير عن دور المرجعية الشيعية ومساندة القبائل إياها، فلا يأتي حديث عن جهاد ومقاومة سياسية وعسكرية ضدّ الغزو البريطاني إلّا ومعه دور المرجعية والعشائر بآنٍ واحد، منذ عام (1914 ثم ثورة عام 1916 ثم ثورة العشرين) ولهذا أسباب عديدة:

 منها: أنّ القبائل نهاية القرن التاسع عشر تقريبا شهدت تشيع العديد منها في عموم العراق وفي الفرات الأوسط بنحو خاص.

ومنها: تحول الحياة البدوية والريفية  إلى حياةٍ حضرية، وقد مكّن هذا التحوّل في المجتمع العراقي القبلي أنْ تنقاد هذه القبائل، وتتأثر بالفكر السياسي للمرجعية، وقد أعدّ العالم السني إبراهيم الحيدري عام 1869 قائمة بالعشائر العراقية التي تشيعت، وذكر أنّها تشيعت قبل القرن التاسع عشر وقد يكون للتبليغ الذي قامت به المرجعية دور بذلك، ويمكن أنْ يكون هناك سبب آخر هو أنَّ التشيع كان ذا طابع سياسي؛ لأنَّ تشيّعهم ذو صبغة احتجاجية على الفوراق المتسعة بينهم وبين العشائر التي منحتها السلطات العثمانية أراضٍ ومزايا واسعة، وبدوره احتجاج ضدّ الحكومة التي أوجدت هذه الفروق، فإنَّ محاولات العثمانيين منذ 1831 لتوطين السكان الرحل وتوسيع الزراعة، وتوزيع صكوك ملكية الأرض على الأفراد وزيادة جباية الضرائب في العراق أدّت إلى ظهور الإحساس بالظلم والتباين القبلي وقد نشأت أثر ذلك معارضة بين القبائل وأعمال عنف، نتج عنه انخراط بعض القبائل بالإسلام السياسي الشيعي لعدالته لهذا وغيره من الأسباب كانت النتيجة والحقيقة التاريخية هي أنَّ موقف هذه العشائر يعني بالدرجة الأساسية أنّ تحوّلاً حدث في ثقافتها السياسية نحو التشيع، ونحو الإسلام السياسي ولا يعني هذا إنّها غادرت كلّ ثقافاتها القبلية، وموروثاتها الاجتماعية، وعُقدها التاريخية, وتقلباتها من اجل المال ، ولكن يعني أمراً واضحاً تجلّى لدى المؤرخين أنَّ ثقافتهم السياسية اتجهت إلى الإسلام السياسي، وتمحورت حركتها حول المرجعية، فدفعت عن الوطن أغلب التحديات، ودافعت عن دينها، وهذا هو التحول الأبرز والأهم.

وجدير بالإشارة أنّ العشائر الكردية هي الأخرى انقادت لتوجهات المرجعية بقيادة أكبر عشيرة تصدّت سياسياً في هذه المرحلة، وهم بيت محمود الحفيد البرزنجي الذين قاتلوا تحت ظل المرجعية في مطلع القرن العشرين ضدّ الاحتلال البريطاني، مع أنَّ للرجل آلاماً من الدولة العثمانية، ومن الأتراك الذين قتلوا أرحامه، لكنّه استجاب لنداء المرجعية بالجهاد، ونفس الموقف كان من العشائر السنية , وهذا يعكس تأثير المرجعية في العقل الجماهيري العراقي عموماً، والشيعي خصوصاً، وليس أدل على ذلك من أنَّ الترك طلبوا من مراجعهم أنْ يفتوا بالجهاد ضدّ البريطانيين، وقد صدرت الفتاوى، لكنها لم تحرك المجتمعات الإسلامية، ولا القبائل العربية، مما ثبت لدى الدولة العثمانية أنّ القبائل تتأثر وتستجيب لفتاوى الشيعة؛ لأنَّ ثقافتها السياسية نحو المرجعية ثقافة ولاء وطاعة، مع أنَّ القبائل غير راغبة بالدفاع عن الأتراك بسبب الكره الذي كانت تضمره دوماً للأتراك (حسن الاسدي، ثورة النجف على الانكليز، ص91. )، مع هذا تحرّكت وجاهدت ودافعت وأعطت الدماء، واشتركت في  معارك مما يعني رسوخ الثقافة السياسية الإسلامية لديهم، وإلّا كيف نفسّر هذه التضحيات الجسام التي قدمها المكون القبلي آنذاك. ولا يغيب عن ذاكرة العراقيين شعلان أبو الجون، وعبد الواحد سكر، ومن أراد المزيد فليرجع للياسري في كتابه ـ البطولة في ثورة العراق 1920 ص72 ـ النجف.

ثانياً: ومن خلال اتساع دائرة المقاومة فإنّ عدد القبائل التي شاركت، وعدد السنوات التي أمضتها القبائل في الجهاد، وحجم التضحيات، ووقوفها إلى جانب المرجعية، وتحرّكها بحركتها كلّ هذا يؤكّد أنّ الثقافة السياسية لم تكن عابرة في وجدان القبائل، بل تدلّ تلك المعطيات على رسوخها بنحو لايقبل الشكّ، ولا يحتمل التأويل إلى حدٍّ بلغ لدى المتابعين لتاريخ هذه المرحلة أنّهم لم يجدوا من خلال متابعتهم أيَّ فاصلة بين صدور الفتوى وبين استجابة القبائل، وإنّ الثقافة السياسية للقبائل هي ثقافة إسلامية وطنية.

ثالثاً: يتضح الدور السياسي الإسلامي للعشائر العراقية من خلال دليل آخر هو أنَّ تلك القبائل لم تنقد يوماً لأيِّ زعيم وطني علماني أو قومي أو يساري، كما انقادت لمرجعيتها، مما يكشف عن عمق الثقافة السياسية عاطفياً وعقائديا لديهم، ولكن ثمّة دلائل لاتكشف عن نضج هذه القبائل سياسياً، وربما السبب يعود إلى البرنامج الذي اتبعه الاستكبار في تفتيت هذه القوة ومصادرتها بمساعدة الخط العلماني القومي العراقي الداخلي لاحقاً وهذا ما سنتحدث عنه.

رابعاً: يتضح أيضاً من خلال الانفتاح في طاعتهم المراجع جميعا عرباً وفرساً وأتراكاً دون أنْ يتحسسوا من أيِّ مرجعية أو يؤيدوا أحداً لانتماءٍ قومي، بل كانوا يستجيبون للمرجع أيّاً كان، كالميرزا الشيرازي، أو عبد الكريم الجزائري، أو شيخ الشريعة الأصفهاني، أو كاشف الغطاء، دون النظر إلى قوميته وجنسيته وهويته، بل إنَّ الثقافة التي عليها القبائل في طاعتهم السياسية للمراجع آنذاك دلت على حالة الرقي الإسلامي التي يعكسها وعي القبائل، ولم يكن للبعد القومي من حضور هذا التوجّه، وهذه العقلية السياسية.

 حاول الخط البريطاني بمساعدة القوى العلمانية أنْ يغيّر ولاء العشائر من ولاء الى المرجعية الى ولاء لخط العلمانية والدولة المدنية  عبر مخطط رهيب امتد لقرون ليجعل منها في الغالب ذات عقلية منفصلة عن المرجعية وغير متأثرة بها. وانطلق المثل العراقي ( الياخذ امي يصير عمي) ومثل اخر معبر عن التحولات ( حشرمع الناس عيد)

·        ثالثا - الثقافة السياسية للقبائل بعد تكوين الدولة العراقية:

1- المرحلة الملكية

حاولت المؤسسات الحكومية والسياسية برئاسة وتدبير بريطانيا آنذاك أنْ توقف هذا التوجه وهذه الثقافة الولائية من القبائل للمرجعية ؛ لأنّها تتعارض مع مصالحها في العراق، وهي تتابع موقف القبائل وتأثير المرجعية فيها خلال ثورة عام 1914 وخلال عام 1916. وجميع المصادر تؤكّد: أنّ تحرّك علماء الشيعة بمساعدة القبائل العراقية الشيعية هو الذي عجّل منح العراق الاستقلال ـ وإنْ كان استقلالاً ناقصاً ـ قبل غيره من الدول التي انسلخت من الإمبراطورية العثمانية. وفي 30 تشرين الثاني حينما حاولت بريطانيا اجراء استفتاء لغرض تخفيف الاحتقان السياسي الداخلي، وامتصاص غضب الثّوار، وبهدف ترسيخ الحكم البريطاني كأمر مفروغ منه، فكانت فتوى السيد الشيرازي التي حسمت الأمر بحرمة إعطاء الولاية لغير المسلم على المسلمين (عبد الرزاق الحسني، تاريخ العراق السياسي للعراق، الجزء الأول، ص98، وفريق المزهر، الحقائق الناصعة في الثورة العراقية، 80 ـ 81. ) وهكذا استمر الأمر حينما عارضت المرجعية وبمساندة رؤساء العشائر والوجهاء المعاهدة مع بريطانيا، وعارضت انتخابات المجلس التأسيسي الذي يراد منه أنْ يقر المعاهدة، من هنا أتت المخططات البريطانية لتفتيت وحدة المسلمين، وإضعاف المرجعية، وتدخلت بريطانيا لتغيير ثقافة العشائر السياسية من خلال فصلها عن المرجعية وربطها بفكر الدولة والأحزاب العلمانية، كي ينتج عنه تغيير لمواقفها العملية ففي أوائل حزيران ـ 1923 قرر عبد المحسن السعدون نفي علماء النجف الأشرف. وفي 17 حزيران 1923 قرر مجلس الوزراء تنفيذ القرار، ولتهيئة الأجواء تمهيداً لتنفيذ نفي هؤلاء العلماء والمراجع البارزين سافر الملك فيصل في 18 حزيران 1923 إلى الجنوب العراقي وخطب بالبصرة والناصرية ثم في الديوانية والحلّة واستطاع خلال جولته إقناع عدد من رؤساء العشائر بتغيير موقفهم المعارض، مقابل تعهد الملك لهم بالمزايا المالية والمعنوية والحكومية (عبد الرحيم الرهيمي، تاريخ الحركة الإسلامية في العراق، ص269. ) فقبلوا أمره واستجابوا لدعوته، ولقدْ مثل موقف رؤساء القبائل هذا تراجعاً كبيراً عن مواقفهم السياسية المويدة للمراجع ، وأضعف كثيراً من قوة المعارضة المرجعية الشيعية، والتي كانت العشائر تمثل لها السند الميداني، والقوة الحقيقة، فإنّه بعد أنْ انسحبت بعض العشائر، وخرجت من دائرة المعارضة، فإنَّ قوة العلماء السياسية هي الأخرى ضعفت، ويعدّ تحوّل رؤساء العشائر من صف العلماء إلى صفّ الدولة القومية والحكومة العلمانية والقبول بمغرياتها انعطافا كبيراً في الثقافة السياسية للقبائل العراقية، ترتب عليه تغيير في مواقفهم العملية، وموقفهم من الحوزة والمرجعية، فظهر في هذه المرحلة جانب نلفت النظر إليه هو أنّ تحوّل القبائل نحو ثقافة الدولة بما تحمله من علمانية وفكر قومي وتعارض مع الدين أضعف الموقف السياسي الإسلامي للمراجع، حينها أخذ الاعلام والخطاب الحكومي يسمي المراجع بتسميات توحي للفرد العراقي بأنَّ هؤلاء ليسوا عراقيين، وأنّهم بما يحملوه من ثقافة سياسية إسلامية دخلاء على المجتمع العراقي والقبائل العربية، فسمّتهم بـ(الأجانب) والدخلاء، وهذا نصّ ما تحدّث به مجلس الوزراء في العام المذكور نفسه قرر بمادته الثالثة: (تأديب المقاومة غير المشروعة بصورة قانونية وشديدة، وذلك بإخراج الأجانب منهم )( لطفي جعفر فرح، عبد المحسن السعدون، ص90.). وفي 25 حزيران 1923 أصدرت الحكومة بياناً تذمّ فيه المراجع الذين يعرقلون الانتخابات وتصفهم «بأنهم دخلاء»، ولاتهمهم مصالح الشعب. (جريدة العراق 30 حزيران 1923.)

ونفس التعابير وردت في خطابات المس بيل إذ سمتهم (الأغيار) ومما يدلّ على تغير المواقف السياسية تماماً لدى القبائل فإنّه بعد أنْ اتخذت السلطات آنذاك بتاريخ 1تموز 1923 قرارا بنفي أبرز علماء النجف (السيد أبي الحسن الأصفهاني، والميرزا حسين النائيني وغيرهم)، فإنّ زعماء القبائل الذين كانوا يستجيبون لأمرهم (المراجع) ويقاتلون تحت رأيهم ورايتهم لم نجد للقبائل  أي تحرك أو اعتراضٍ قبلي شعبي صدر من شيخ عشيرة على هذا القرار.

إذن إلى هنا تنطوي مرحلة وتبدأ مرحلة قومية جديدة، بل أخذت بعض وسائل الاعلام تهاجم المراجع الذين تمّ نفيهم، وتؤيّد القرار الحكومي بطرد المراجع، وتنعت المراجع بنعوت شائنة، فإنّ سلمان الشيخ داوود الجد الاكبر للنائب فائق دعبول  كتب تحت عنوان (الجبن الأدبي) مقالاً افتتاحياً قال فيه: مع أنّ هؤلاء (المراجع) المتذبذبين عاشوا متظللين بسماء العراق العربي، واستنشقوا هواء هذه البلاد فإنّهم لم يفتأوا عن محاربتها تحت ستار الدين... فهم بذلك يخونون البلاد التي يتنعمون تحت ظلها الوارف بقصد خدمة شعب أجنبي (إيران)، كان من أكبر القضاء على دولة العرب... وأنا على يقين من أنّهم لم يقصدوا سوى الفتّ في ساعد الحركة العربية...).

وفي 28 حزيران من العام نفسه جرى للملك فيصل في الديوانية احتفال عظيم حضره الكثير من رؤساء عشائر الفرات الأوسط ووصفهم الاعلام آنذاك بأنهم أبطال «ثورة العشرين» وقال الإعلام عنهم: إنّهم متفانون في إتباع سياسة الملك، وامتثال أمره، ومستعدون للدفاع عن القومية العربية (انظر القومية العربية)، وقال أيضاً في الاحتفال الشيخ شعلان أبو الجون, الذي كان  بطل ثورة العشرين ضدّ الانكليز والذي قاتل تحت راية المراجع قال: (إنّنا يد جلالتك القوية في تحقيق استقلال الأمّة بالطرق التي ترجحونها، وطوع إرادتك غداً واليوم وأمس).

وأجابهم الملك فيصل جواباً يحثّهم على مغادرة الفكر والثقافة السياسية الإسلامية، وأنْ يتجهوا نحو فكر الدولة بكلّ توجهاتها وإيديولوجيتها القومية قائلا: (إنّ هذه البلاد التي حررت نفسها... لايمكن أنْ تستسلم لدعوة أجنبية (يقصد علماء ومراجع الحوزة العلمية كونهم من ايران ).

كلّ هذا التحوّل في الثقافة السياسية للقبائل العراقية من الفكر السياسي الإسلامي إلى فكر الدولة العلماني، ولم يعترضوا على نفي مراجع الطائفة التي ينتمون إليها، وابتداءً من هذه المرحلة يرى المؤرّخون أنّ ثمّة انقلابا في الوعي السياسي لدى القبائل قد حصل، وأنَّ القوة العشائرية التي كانت قوّة ضاربة بيد العلماء صارت قوة ضاربة بيد الملك فيصل بكلّ توجّهاته، وإنَّ عبارات القبائل واضحة في الإشارة إلى قبولهم بنفي العلماء وإذعاناً منهم بتوجه الدولة السياسي العلماني، وأنّها في رأيهم وتأييدهم فوق المرجعية، وأنْ لاصوت يعلو على صوت الدولة العلمانية.

عاد العلماء من إيران إلى العراق، بعد أنْ أعطوا تعهّداً بأنْ لا يتدخلوا في شؤون البلاد سياسيا، وحيث توقّف العلماء في هذه الفترة عن العمل السياسي، فإنَّ البريطانيين والأحزاب العلمانية كانت توحي للأمّة والقبائل بأنَّ العلماء لن يتدخّلوا في السياسة بعد اليوم، فما عليكم إلّا أنْ تنسجموا مع الدولة ومشاريعها، بعدها انتشرت ظاهرة العلمانية والفكر الشيوعي اليساري فتأثر المجتمع وتأثرت معه القبائل، ومنذ هذا العهد بالفكر السياسي العلماني، بعد هذه المرحلة اشترك رؤساء العشائر ومنذ بداية الحكم الملكي الفاسد في المجلس التأسيسي والمجالس النيابية المتعاقبة، بعدد كبير قد يزيد على الثلث من أعضاء المجالس المذكورة، وظهر الشيوخ وروساء القبائل (( منهم ال بومحمد وال خيون وبني مالك ) على المسرح السياسي والبرلماني، وكان عدد كبير منهم يأتمر بأمر الإنكليز وأعوانهم من رجال السياسة، وكان اتصالهم بدار السفارة البريطانية، والبلاط واضحاً، وقد اعترفت الملكية بالتمثيل العشائري، واقتطعت لهم الأراضي الواسعة «نظام الإقطاع».

2- مرحلة الجمهوريات القومية:

بعد انقلاب 1968وما بعده انتعشت حركات وأحزاب قومية علمانية  (فان عدد الأحزاب التي تأسست منذ 1921 إلى عام 2003 بلغت أكثر من 57 حزب بارزاً منها 95% منها علمانية ويسارية وقومية و5% منها إسلامي وربما دون ذلك وان الفترة الزمنية من عام 1921 لغاية عام 1958 لايوجد حزب إسلامي شيعي أو سني فرض نفسه في الساحة السياسية أو الفكرية ممايعني ان عقودا بقيت الأمة ترزح تحت الفكر العلماني دون ان يكون للإسلاميين أي برنامج فكريّ سياسي  ـ موجز الأحزاب العراقية خلال القرن العشرين ـ ص17). ويسارية استطاعت أنْ تغيّر من عقل الأمّة بأسرها والقبائل وأبنائها.

 ولقد حاول المراجع أنْ يمنعوا بفتاواهم العمل في الحكومة والانتماء لبعض الأحزاب لكن من دون نفع، واستمرت الحال إلى أن أتت حكومة البعث عام 1968 فكان زمن عبد السلام عارف زمناً يمتاز بهجومه ضدّ الحوزات العلمية، ودخوله بحرب شعواء ضدّ المرجعية، أوجبت تدخل السيد محسن الحكيم واحتجاجه المعروف، ولكن للأسف لم تقف العشائر معه موقفاً مشرّفاً, مع ان القوميين والبعثيين هاجموا السيد محسن الحكيم وزجوا ولده محمد باقر الحكيم في السجن وتم اتهام ولده مهدي الحكيم بالتجسس .

ثم جاء دور الحرس القومي الذي أذلّ البلاد والعباد، وكانت نساء العشيرة تقاد أمام أهلها من دون أنْ يعترض أحد، أو يسجل تاريخ العشائر ذلك، وانتهى هذا الدور بحكم صدام حسين فكانت حقبته علمانية قومية بامتياز. والجدير بالذكر: إنَّ الحقبة الزمنية التي تلت المرحلة الملكية كان التحرّك العلماني القومي اليساري فيها لتثقيف الأمّة العراقية ذا مصدرين الأول الدولة، والآخر الأحزاب.

3- مرحلة صدام حسين:

حينما وصلت النوبة إلى مرحلة صدام فإنَّ القبيلة صارت تلهج بالولاء لصدام الذي حشّد إليه رؤساء القبائل، وكانت القبائل العراقية توالي صدام طوعاً وكرهاً، شاءت أم أبت.

ومن الوثائق التي توافرت في أرشيف ((م و) التي تحدثت عن نشاطات المخابرات العراقية والأجهزة الأمنية والحزبية مع العشائر العراقية بنحو مذهل (نشرت بعضها في كتاب العميد الركن حامد الزيادي، مابعد استعباد العراق 1968 ـ 2003، ص 60. ) وكان الإعلام يعكس اللقاءات التي يجريها صدام مع شيوخ العشائر، والهتافات وعبارات التأييد له وتجنيد أبناءهم إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية، واستقبالهم لصدام خلال زياراته للمحافظات وهتافاتهم له (بالروح بالدم نفديك ياصدام)، واستمر سكوت العشائر ومهادنته البعث ، مع أنّ المرجعية مرّت بمحن من حصار على السيد محسن الحكيم، واتهام ابنه السيد مهدي بالتجسس لمصلحة الكويت، وسجن ابنه السيد محمّد باقر الحكيم، ثم قتل 70 من أفراد أسرته، وإعدام الصدرين الأول والثاني، وقتل المراجع الأربع الآخرين، بل الشيعة بوصفهم أمةً وشعباً استباح صدام دمها ومقدّساتها، فكان يهدم المساجد والحسينيات ويفعل مايشاء من دون أي اعتراض، مع هذا كانت العشائر تواليه وهي تردد عبارتها المشهورة: «بالروح بالدم نفديك ياصدام»، وأهزوجة «صدام اسمك هز أمريكا» هذا يعني أنَّ العشيرة والقبائل تحوّل فكرها السياسي إلى فكر قومي، ومنه إلى فكر علماني، ثم فكر حكومي ثم إلي فكر سياسي صدامي محض شاءت أم أبت. وفي الختام نكتشف ان  العشيرة العراقية هذا طابعها السايكولوجي أم أنَّ الحكومات عملت على تطويعها بما يلائم توجهاتها أنَّ العشيرة أهملت فارتمت بحضن الدولة ومهما يكن الأمر فقد استعرضنا الواقع.

·        رابعا - الثقافة السياسية للعشائر العراقية بعد 2003 .

لوحظ على الفكر السياسي للقبيلة بعد 2003 أنّه يمتاز بما يأتي:

1 ـ إنَّ القبائل مالت إلى المرجعية الدينية وأظهرت نوعاً من الطاعة إلى حدّ ما، وقد تجلّى ذلك بوضوح من خلال دفعهم لأبناءهم بأنْ يختاروا عمليتهم السياسية التي صممها السيد السيستاني من خلال إقرار الدستور الذي يثبت حقّ الطائفة الشيعية، وحقّ المكوّنات الأخرى على أساس مبدأ «لكلّ ذي حقٍّ حقّه»،  وامتثلت الى طاعة المرجعية حينما اصدرت فتوى الجهاد الكفائي , وتشهد تحركات العشائر في الساحة السياسية كلها ومن جميع المكونات بطاعة المرجعية الدينية في النجف واحترامها ولقد كان المرجع السيستاني موزعا ابوته على الجميع بدجة واحدة بمقولته ( السنة ارواحنا ).

2 ـ إنَّ الثقافة السياسية للعشائر الشيعية تظهر أنَّ المكوّن القبلي الشيعي متماسك نوعاً ما، ويوجد لديهم شعور بالقوة أكثر من غيرهم من العشائر الأخرى؛ لوجود مرتكز المرجعية في حياتهم. اما العشائر السنية تمحورت وسارت باتجاهات عدة.

3 ـ إنّ القبائل في هذه المرحلة توزع ولاؤها على المكوّنات المذهبية والقومية، فالقبيلة السُنية أيّدت المكوّن السني، والقبيلة الشيعية أيّدت المكوّن الشيعي، بكل أحزابه ورجالاته، وهم مع إيمانهم ومشاركتهم بالعملية السياسية الديمقراطية، لكن حجم المشاركات في الانتخابات والتوزيع الجغرافي لنتائج الانتخابات يظهر حقيقة ولاء العشائر الطائفي لمكوّناتها. ومن الموكد ان هذا التمحور انتهى نوعا بعد داعش وستشهد الساحة توجهات اكثر وطنية باتجاه المواطنة والدولة الموحدة وليس ادل اشتراك المكون السني جنبا الى جنب مع الحشد الشعبي لتحرير مدنهم.

4 ـ القبيلة في فكرها السياسي القائم الآن تعاني تأثير الرواسب القديمة عليها، ومن تأثير طبيعة الشخصية العربية والقبلية عليها، فهي توالي الحكومة؛ ربما لأنّها تريد أنْ توفّر لأفرادها قوّة مقابل القبائل الأخرى، فشيوخ العشائر يوالون الدولة والحكومة كثيراً على أسس المنافع الخاصة بهم، وبما يتحقق من مكاسب وغايات ـ وإنْ كان هذا حقهم ـ لكن لا يوالون على أساس ما تحقق لهم من إقرار هوية الدولة، وما أقرّ في الدستور، ولا على أساس ما أنجز للدين والإسلام، ولكن القول الصحيح ان القبيلة في العراق تتجه الى تاييد العملية السياسية لما فيها من حفظ لحقوقهم الدينية والاجتماعية, بعد مخاض عسير وايلام شديد اثر في نيتها وهز مصالحها واستقرارها

5 ـ أثّر العهد الجديد والقديم في الثقافة السياسية القبلية فجعل ثقافة القبيلة تعاني الازدواجية السياسية، فالعهد القديم  ترك بصماته على الثقافة القبلية فكوّن منها ثقافة تميل إلى الحاكم القوى، وربمّا تؤيّده  لقوته، والعهد الجديد (الديمقراطية) شهد مشاركة ابنائهم بالقرار السياسي والحكومي، لذا يمكن القول: إنّ ثقافة العشائر ثقافة مزدوجة بين الميل للسلام، وفهم المتغيرات الديمقراطية، وبين الميل إلى المركزية، وحبّ القائد القوي، والميل إلى السلطة المركزية وتأييدها.

6- القبائل الشيعية فإنّها لا تنتمي إلى الأحزاب الإسلامية الحاضرة انتماءً عضوياً حزبياً أو أيديولوجياً سياسياً إلا في الإطار العام، ولهذا أسباب عديدة:

أ) إنّ ثقافة القبيلة ثقافة قومية عربية، وثقافة الأحزاب ثقافة سياسية إسلامية.

ب) إنّ هذه الأحزاب نمت في ظرف سري، حينما كانت في العراق، وحتى حينما كانت في الخارج مما شكّل بينها وبين رؤساء العشائر فواصل. اما العشائر السنية فانها شهدت وتشهد تحولات هامة في ولائها وثقافتها السياسية وفي تعاملها مع الاحزاب وستتجه الى مفهوم مصالح المكون في اطار الدولة اكثر من اتجاهها الى مصلحة الحزب

·        الخلاصة:

إنَّ الثقافة السياسية للعشائر العراقية تتبدل وتتغير وتقع تحت الموثرات,وبما ان الغرب والبعثيين والخليج على علاقات وصلات مع بعض شيوخ العشائر في الجنوب ويعرفون تاريخهم وحقيقتهم النفسية وحبهم المال لذا تحرك حزب البعث الى بعض الشيوخ من الجنوب لاثارت النفس القومي والعربي والبعثي ضد ايران وضد الاحزاب الاسلامية وتحركت على البعثيين منهم والذين لهم ثقل في الجنوب فقدموالهم المغريات المالية وتم الاتصال بهم حتى يقفوا ضد العملية السياسية ويدعمواالتمرد الشيعي ضد الحكومة .

قد يقال ان نسبة هولاء لا تتجاوز 6% من القبائل الشيعية الا ان عامل الفساد الذي ينتشر في مفاصل الدولة وانتشار الفقر والحرمان والطبقة ونقص الخدمات جعل النسبة من العشائر هي الاكثر من الرقم الذي  يذكر وهو 6% فان مراكزنا ومن خلال التحري الميداني وجد الكثير من العشائر ناقمة على الاحزاب وغير داعمة لها لكنها تبرر وتغطي على تمردها بانها ضد الاحزاب الاسلامية وضد ايران ومع المرجعية لانها وجدت خطاب المرجعية ناقد للحكومة والاحزاب  ,بل وجدنا ان بعض الزعماء للقبائل الكبيرة في الناصرية ((ح ع )) وفي البصرة ((ض ص)) وغيرهم  يعلنون  انهم قادة التمرد ويصدرون البيانات ويلتقون السفارات في السعودية والامارات ,كما انه هولاء اخذوا يتحركون على عشائر كبيرة في الجنوب لاقناعهم ضد الاحزاب الاسلامية وتوجد قوائم باسماء هولاء.

وعليه نحن الان في عام 2020 امام  تحرك وتمرد عشائري بسبب تغير ثقافة الكثير منهم ضد ايران والاحزاب الاسلامية لان السعودية تريد ان توجد من هولاء ومن حركة التمرد فرصة لاسقاط الحكم الشيعي وفرصة لتكوين مصد وضد ورفض للدور الايراني في العراق, فلابد من العمل الجاد, وربناالحاد.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك