دراسات

دراسة في مظلومية فاطمة الزهراء (ع )

8561 22:27:00 2008-08-24

( بقلم : اسامة النجفي )

بسم الله الرحمن الرحيمطلب احد الاخوة الافاضل كتابة بحث مختصر ومفيد لدحض الشبهات التي اثارها بعضهم حول قضية مظلومية الزهراء سلام الله عليها . وخصوصا ردا على مااثاروه من نقاشات في القناة الوهابية المسماة المستقلة. والواقع كان لنا نقاش مع احد الاخوة السنة سابقا واثار نفس الشبهات وقد رددنا عليه في وقتها وسيجد القارئ ذلك في هذا البحث الموجز الذي تطرق الى جانب من مظلومية فاطمة بنت رسول الله (ص) فيما يتعلق بارثها وحقوقها عليها السلام وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب.

1. مكانة الزهراء عليها السلام

روى المحدث البخاري عن السيدة عائشة قالت : أقبلت فاطمة تمشي كان مشيتها مشي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم اسر إليها حديثا فبكت فقلت لها لم تبكين ، ثم اسر إليها حديثا فضحكت فقلت ما رأيت فرحا اقرب من حزن ، فسألتها عما قال ، فقالت : ( اسر إلي ان جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، انه عارضني العام مرتين ، ولا أراه الا حضر اجلي ، وانك أول أهلي لحاقا بي فبكيت ، فقال : أما ترضين ان تكون سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين ، فضحك لذلك ) وفي رواية صحيح مسلم عن عائشة قالت : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي كان مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم انه اسر إليها حديثا فبكت فاطمة ثم انه سارها فضحكت أيضا فقلت لها ما يبكيك فقالت ما كنت لافشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما رأيت كاليوم فرحا اقرب من حزن ، فقلت لها حين بكت أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين وسألتها عما قال فقالت : ما كنت لافشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض سألتها فقالت انه كان حدثني ان جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وانه عارضه به في العام مرتين ولا أراني الا قد حضر أجلي ، وانك أول أهلي لحوقا بي ، ونعم السلف انا لك فبكيت لذلك ، ثم انه سارني فقال : ( الا ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت لذلك ) .

وعن ابي هريرة قال :قال رسول الله (ص)أنا اول من يدخل الجنة ولا فخر،واول من يدخل عليّ الجنة فاطمة،ومثلها في هذه الأمة مثل مريم في بني اسرائيل .( رواه الخوارزمي في المقتل ص76 عن ابي هريرة(تقول السيدة عائشة: (ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها، فقبلها، ورحب بها، وكذلك كانت هي تصنع به) صحيح مسلم (2424).

وكان رسول الله (ص) كلما خرج الى الفجر بعد نزول الآية يمر ببيت فاطمة ويقول الصلاة يا أهل البيت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا، وقد استمر على هذا ستة اشهر.(رواه الامام احمد في مسنده ج3 . وروى البخاري ايضا في صحيحه : " إن الرسول ( ص ) قال : "فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني" ( صحيح البخاري ج 5 ص 75 كتاب فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة رضي الله عنها). ووهذا الحديث صحيح متفق عليه بين المسلمين بمختلف مذاهبهم وفيه دلالة على ان فاطمة بن محمد عليهما الصلاة و السلام هي ميزان لرضا الله ورسوله. والاحاديث تبلغ المئات في عظمة مقام فاطمة الزهراء (ع) عند الله ورسوله ترويها كتب السنة والشيعة.

نستنتج مماتقدم ان الزهراء عليها السلام هي سيدة نساء العالمين وسيدة نساء الجنة وسيدة نساء المؤمنين وانها من اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس ويطهركم تطهيرا. فهي مطهرة من الرجس اي الذنب بكل مصاديقه ومن كل سوء. ولم تكن هذه المميزات الفريدة لتعطى اليها من الله سبحانه وتعالى اعتباطا (حاشا لله) وانما لصدقها وتقواها وورعها وزهدها وعلمها.

2. نحلة الزهراء وقضية الميراث

فاطمة هي بنت الرسول الوحيدة التي وهبها الرسول (ص) ارض فدك- وكانت بحوزتها بضع سنوات قبل موت الرسول (ص). فبالرغم من ان فدك كانت ارض خصبة وافرة الغلات وتدر ربحا كبيرا وتجعل من مالكها اغنى الاغنياء، لم يتغيرعيش فاطمة (ع) ونمط حياتها ولم تبتعد عن حياة الزهد التي اوصاها بها ابوها سيد الكائنات (ص) فقد كانت تنفق من محصول ارض فدك على الفقراء والمحتاجين. وكل ذلك تذكره كتب التاريخ المعتبرة. ولكن لم يمض عشرة أيام على تولى الخليفة أبي بكر الخلافه حتى وضع يده على فدك بدعوى ان الانبياء لايورثون وانه لايوجد اثبات على ملكية فدك. مع ان فدكا كانت هبة منحولة من الرسول (ص) لابنته في حياته. وما دامت الزهراء عليها السلام قد قبضت فدكا قبل موت ابيها (ص) فقد صحت هبته لها وليس لأحد النقاش فيها. فتصرف فاطمة في فدك اثناء حياة ابيها وامضاء الرسول (ص) لفعلها وهو الرسول الصادق الامين الذي كان يطلع على ادق تفاصيل افعال المسلمين لهو بحد ذاته اثبات على ملكية ارض فدك لفاطمة في حياة ابيها (ص) وبعده. ان غصب ارض فدك وباقي الارث من رسول الله (ص) كان الأمر الذى أثار غضب الزهراء عليها السلام فتوجهت الى مسجد ابيها رسول الله (ص) ودافعت عن حقها كما تنقل كتب التاريخ لنا الخطبة:

(أيها المسلمون! أأغلب على أرثيه ـ الميراث ـ ؟ يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً على الله ورسوله! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: (وورث سليمان داوود) ـ النمل: 16 ـ وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى (عليه السلام) إذ قال: (فهب لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب) وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصّكم الله بآية من القرآن أخرج أبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها؟ أم هل تقولون: إن أهل الملتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، و الزعيم محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم ما قلتم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقرّ، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم).

من هذا يعلم مدى مظلومية و تألم الزهراء عليها السلام من قضية غصب حقها سواء في ارثها او في ارض فدك. والظاهر والله العالم ان فاطمة (ع) عنما اشارت الى قضية الميراث مع ان فدكا كانت هبة من الرسول الى ابنته هو اصرار الخليفة على ان فدك لم توهب وعدم تصديقه لفاطمة عليها السلام بكون فدكا هبة الرسول (ص) لابنته. وهنا جادلته الزهراء (عليها السلام) بانه حتى في هذه الحاله فان فدكا هي ارث من الرسول (ص) وهي لي بحكم القران. فان كنت تقبل بكونها هبة كان بها وان لم تقبل فهي ارث وانا وريثة الرسول (ص) الوحيدة في ارض فدك. اضف الى ذلك ان فاطمة عليها السلام ايضا طالبت في خطبتها الانفة بباقي ارثها من الرسول (ص) مثل بيته و التي لم تنل منها شيئا ولم يصير حتى للحسن وللحسين (عليهما السلام) من بعدها ومنع الحسن عليه السلام من الدفن فيه مع ان البيت له مناصفة مع اخيه الحسين (ع) بعد امهما الزهراء عليها السلام. علما ان حصة ازواج الرسول (ص) جميعهن من الارث يبلغ الثمن والباقي لفاطمة عليها السلام. وعليه فان مطالبتها عليها السلام بارثها لايناقض مطالبتها بارض فدك وهي هبة كانت من الرسول الاعظم صلى الله عليه واله لابنته. فكلاهما غصبا منها بعد وفاة النبي (ص).

نعود لقضية فدك ونقول ان التاريخ والبينات (كما سنذكر ذلك فيما بعد) تشير الى فدك هي هبة و كانت في حيازة الزهراء عليها السلام فلا حاجة لها الى البينة أي الشهود بعد وفاة الرسول(ص) . والظاهر ان الخليفة ابا بكر طالبها باثبات مدعاها ان فدك هبة خالصة .وهنا شهد علي بن ابي طالب (ع) وأم أيمن (رض) فلم يقبل الخليفة دعواها وطالبها ببينة كاملة وهي رجلان أو رجل وامرأتان . نعم كان بامكان فاطمة (ع) ان تاتي بشهود اكثر ولكن الظروف في ذلك الوقت والخوف من الانتقام من قبل مناصري الخليفة تسبب في منع الكثيرين من الادلاء بالشهادة.نعم السؤال هنا هل تحتاج فاطمة الى شهود؟ الجواب لا. لانه:

اولا: هي مطهرة من الرجس بنص القران (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وفاطمة قطعا من اهل البيت (ع) والكذب من مصاديق الرجس. اذن فاطمة (ع) لاتكذب يقينا وان ماتدعيه هو عين الصدق الذي لاينكره احد.

ثانيا: ان المسلمين ملتزمون باتباع سنة الرسول (ص) في حياته وبعد وفاته والى يوم القيامة. وسنة الرسول (ص) تشمل تقريره واحاديثه ونهيه وامره وارشاداته. وكما قلنا سابقا ان فاطمة (ع) تصرفت في فدك اثناء حياة ابيها وكانت تؤجر عمال للعمل فيها. ولم يصدر من الرسول (ص) نهي او منع من ذلك بل اقره. وهذا يستلزم قبول تصرف فاطمة (ع) في ارض فدك. فتكذيب فاطمة هو امر خطير له تبعاته الكبرى .

ثالثا: قد قرات في ما تقدم مقام الزهراء (ع) المميزعند الله (سبحانه وتعالى) ورسوله (ص) في الاحاديث االواردة في الصحاح وبالطبع هذا المقام ماكان ليعطى والعياذ بالله للمدعين او من يحتمل كذبهم في حياتهم وانما للصادقين وفاطمة عليها السلام هي اصدق الصادقين.

رابعا: ان ارض فدك كانت تحت تصرف الزهراء (ع) في حياة الرسول (ص) وايام قلائل بعد وفاته ولذلك يجب ان لاتطالب بالبينة بل يجب ان يطالب مدعى عدم الملكية وهو الخليفة انذاك ببينة كاملة تثبت دعواه وحيث لم يقدم الخليفة شيئا من ذلك فقد بطل حكمه وهذا الحكم الفقهي الشرعي متفق عليه بين جميع المذاهب في الاسلام.ابعد هذه الايات والبينات الباهرة هل يجوز تكذيب فاطمة الزهراء (ع) او غصبها حقها ان طالبت به او حتى ادعته؟ فانه حتى دعواها هي حقيقة. وقد اجاب بكل انصاف الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز على من جادله في أمر فدك وكيف يهبها لاولاد فاطمة مع ان الخليفة ابي بكر رفض ذلك بقوله ان فاطمة صادقه فيما تدعيه كما في الرواية التي نقلها ابن ابي الحديد المعتزلي الشافعي:

(روي انّه لمّا ردّ عمر بن عبد العزيز فدكاً على ولد فاطمة عليها السلام اجتمع عنده قريش ومشايخ أهل الشام ، وقالوا له : نقمت على الرجلين فعلهما ، وطعنت عليهما ، ونسبتهما إلى الظلم والغصب ؟ !فقال : قد صحّ عندي وعندكم ، إنّ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ادّعت فدكاً ، وكانت في يدها ، وما كانت لتكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع شهادة عليّ وأم أيمن وأم سلمة ، وفاطمة عندي صادقة فيما تدّعي ، وإن لم تقم البينة، وهي سيدة نساء الجنّة ، فأنا اليوم أردّ على ورثتها ، وأتقرّب بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .وأرجو أن تكون فاطمة والحسن والحسين يشفعون لي يوم القيامة ، ولو كنت بدل أبي بكر وادّعت فاطمة كنت أصدقها على دعوتها) فسلّمها إلى حفيد الزهراء الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام .

وكذلك رد الخليفة عمربن الخطاب ارض فدك الى الامام علي بن ابي طالب (ع) والعباس عم الرسول (ص) بعد وفاة الزهراء عليها السلام كما في صحيح مسلم (كتاب الجهاد والسير، باب حكم الفيء).. مما يدل على على عدم صحة راي ابي بكر في تكذيبه للزهراء بشان فدك والارث وعدم قبول المسلمين انذاك وفيما بعد لما فعله والله العالم. وللاسف فان ماوقع ادى الى جانب كبير من مظلومية الزهراء وغضبها في بعد. حيث أخرج البخاري في صحيحه ما روته السيدة عائشة بشأن حرمان أبو بكر لفاطمة عليها السلام من ميراث الرسول صلى الله عليه وآله : " . . . فغضبت فاطمة بنت رسول الله ( ص ) فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله ( ص ) ستة أشهر . . . ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها " ( صحيح البخاري ج 5 ص 382 كتاب المغازي باب غزوة خيبر) .

3. شبهات حول ونقضها:

ا.غضب فاطمة والحق؟الشبهه الاولى:الصديق رضي الله عنه أمامه أمر النبي صلى الله عليه وسلم الثابت الصحيح فكيف يحيد عنه وهو يعلم قول الله تعالى (( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ )) النساء , وقول الرسول صلى الله عليه وسلم من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني " [ رواه البخاري برقم 6718 ، ومسلم برقم 1835 ] .أما عن الناتج : فهو أن فاطمة رضي الله عنها لم تعلم بهذا الحديث ولكنها غضبت حسب علمها واجتهادها , أما عن غضب النبي صلى الله عليه وسلم لغضبها فلا يتحقق لأنه مقيد بالمعروف .إذا كان غضب فاطمة من غضب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه بالاتفاق مقيد بالمعروف ، فإذا كان غضب فاطمة في مقابل شرع الله تعالى.

الجواب على الشبهة الاولى: هذا ربط غير منطقي و بدون دليل. لماذا؟

اولا: لان حديث البخاري ( فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني) هو مطلق ولم يقيد فاين تقييده بشان فاطمة خصوصا؟. اذ يقول الرسول (ص): فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني . اي هي لها ماللرسول (ص) من كون غضبها او اذيتها هو غضب الرسول (ص) واذاه ورضاها هو رضا الرسول (ص) ورضا الرسول (ص) هورضا الله تعالى. و الرسول (ص) لايغضب الا للحق.

ثانيا: لان غضب فاطمة(ع) واذاها هو غضب الرسول (ص) واذاه دل على ان الغضب لايكون من شئ خير او معروف انما من شئ باطل ومنكر.

ثالثا: ان هذا القول هو تجرؤ على الله ورسوله. لانه يعني ان الله ورسوله يغضبان من شئ معروف وحق. وهذاجراة على الله تعالى . فنفس غضب اواذية فاطمة (ع) هو غضب الرسول (ص) واذاه.

رابعا: القول ذا يناقض القران ايضا. اذ يقول الله سبحانه وتعالى (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وفاطمة قطعا من اهل البيت (ع) وهذا يعني ان فاطمة مطهرة من الرجس ومن معانيه الكذب. وعليه فغضب فاطمة لايكون الا للحق قطعا لان الغضب للباطل هو رجس والمتفق عليه ان فاطمة عليها السلام مطهرة من الرجس. وهذا كله يؤيد حديث البخاري.

خامسا: لاعلاقة لعلم لفاطمة بالحديث الذي اشير اليه. فالرسول(ص) الذي لاينطق عن الهوى لم يقيد غضب فاطمة بعلمها فلم يقول (غضب فاطمة هوغضبي شرط ان تعلم او الا اذا عرفت الحق). وسنذكر فيما بعد وجوها اخرى للمسالة.

ب. هل هناك تقييد حديث الرسول (ص) بشان فاطمة؟الشبهه الثانيه :قيد النبي صلى الله عليه وسلم في آحاديث أخرى أن ( الطاعة في المعروف ) وهكذا إذا كان غضب فاطمة من غضب الرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه بالاتفاق مقيد بالمعروف ، فإذا كان غضب فاطمة في مقابل شرع الله تعالى ، فإن المعروف هو في تطبيق شرع الله تعالى ، وإن كان فيه غضب فاطمة ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " ، وقال صلى الله عليه وسلم :" ... ويا فاطمة بنت محمد اشتريا أنفسكما من الله لا أملك لكما من الله شيئا سلاني من مالي ما شئتما " ، وهذا يقتضي أنه لا عصمة لها . والحديث متفق على صحته .

الجواب على الشبهه الثانيه:

اولا: ان عصمة فاطمة (ع) وطهارتها من الرجس ومن امثاله الكذب والغضب لغير الحق ثابت في القران: بقوله تعالى: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراـ سورة الاحزاب الاية 33). فاي حديث ينافي القران يرمى به عرض الحائط . وفي صحيح مسلم _ باب فضائل علي، نجد أن زيد بن أرقم سئل عن المراد بأهل البيت، هل هم النساء؟ قال: ( لا وأيم الله، إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها). ويؤكد ذلك أن أم سلمة تقول: ( نزلت هذه الآية في بيتي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وفي البيت سبعة: جبريل وميكائيل وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأنا على باب البيت.وروى مسلم في صحيحه ج7/ ص310، والبهيقي في سننه ج2/ص149 عن السيدة عائشة قالت: (خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل، من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). وروى الحاكم النيسابوري في (المستدرك على الصحيحين) ج2/ ص416، عن أم سلمة (رض) زوجة الرسول مثل ذلك وفيه (قالت أم سلمة: يا رسول الله ما أنا من أهل البيت؟ قال إنك إلى خير، وهؤلاء أهل بيتي).

ثانيا: واما قولك (الحديث: ويا فاطمة بنت محمد اشتريا أنفسكما من الله لا أملك لكما من الله شيئا سلاني من مالي ما شئتما‘، وهذا يقتضي أنه لا عصمة لها . والحديث متفق على صحته) . فنقول ان الحديث لايناقض العصمة. لماذا؟ الجواب ان الرسول (ص) معصوم من الذنب. ولكنه ايضا يقول (لاأملك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ماشاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ومامسني السوء ) يعني ان الكل ومنهم الرسول (ص) عبيد لله تعالى وهو القادر وحده على مايشاء فانه تعالى شأنه لايسال عما يفعل وهم يسالون . واما قولك: قال النبي صلى الله عليه وسلم :" لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها . فهو نظير قوله تعالى: (ولوتقول علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا من الوتين.) وهنا يضرب الله تعالى مثلا مستخدما اداة الشرط الغير جازمة وهنا غاية الشارع المقدس هي التعليم للناس والبيان للناس ان الله سبحانه هو العادل المطلق. وانه لاتفرقه في حكم القانون الالهي فهو سار على جميع المخلوقات من اشرفهم الى احقرهم. فلاعلاقة هذه بالعصمة فالعصمة للرسول (ص) محفوظة ولفاطمة (ع) كذلك. بالعكس ان الحديثين يؤكدان على اهمية عصمة فاطمة (ع) المطلقة ظرفا وحالة كمايقول الاصوليين لانه ذكرها الرسول لوحدها في الحديث مثلما ذكر الله تعالى الرسول (ص) لوحده في الاية السابقة . وهي تدل ايضا على مدى قرب فاطمة (ع) للرسول (ص). ويؤيده ما ورد في صحيح البخاري (ان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم قال وهو على المنبر إن ‏ ‏بني هشام بن المغيرة ‏ ‏استأذنوا في أن ينكحوا ‏ ‏ابنتهم ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد ‏ ‏ابن أبي طالب ‏ ‏أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ‏ ‏فإنما هي بضعة مني ‏ ‏يريبني ‏ ‏ما أرابها ويؤذيني ما آذاها هكذا قال) . ولاحظ الان كيف ان غضب او اذى فاطمة (ع) هو غضب واذية للرسول (ص) بالرغم انهم طلبوا فقط تزويج ابنتهم للامام علي (ع) وهذا الفعل بحد ذاته مباح ولاحرمة فيه . فالرسول (ص) لم يقيد غضب فاطمة (ع) بشئ. لانه اي غضب او اذية لها هي اذية للرسول (ص) فهو لم يقل لايحق لفاطمة الغضب هنا او لايجوز ان تغضب الا في الحق او المعروف. وانما اكد ان اي اذية نفسية او جسدية لفاطمة (ع) باي سبب وايا كان مقدارها هو حرام واذى لله ورسوله لان فاطمة (ع) مثل الرسول (ص) لاتغضب الا للحق.

ت. هل يجوز على النبي (ص) اعطاء فاطمة (ع) دون بناته؟

الشبهة الثالثة: القضية لامكن اثباتها منطقيا لانه لا يجوز إعطاء الرجل أحد أبنائه دون الباقين ويعد هذا جوراً وظلماً لباقي الأبناء فقد قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى ( " اتقوا الله واعدلوا في أولادكم " ). إنّ بشير بن سعد لمّا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، إني قد وهبت ابني حديقة واريد أن أُشهدك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أكُلّ أولادك أعطيت؟ قال: لا ، فقال النبي صلوات الله وسلامه عليه ( اذهب فإني لا أشهد على جور ).فسمّى النبي صلى الله ليه وسلم تفضيل الرجل بعض أولاده على بعض بشيء من العطاء جوراً ، فكيف يُظن برسول الله صلى الله عليه وسلم كنبي معصوم لا يشهد على جور أن يفعل الجور ( عياذاً بالله )؟!! هل يُظن به وهو أمين من في السماء أو يجور في أمانة أرضية دنيوية بأن يهب السيدة فاطمة فدك دون غيرها من بناته؟!! فكلنا يعرف أنّ خيبر كانت في السنة السابعة من الهجرة بينما توفيت زينب بنت رسول الله في الثامنة من الهجرة ، وتوفيت أم كلثوم في التاسعة من الهجرة.

الجواب: ان فدكا كانت هبة وهبها الرسول (ص) للزهراء في حياتها. وليس ظلما ان يعطي الرسول (ص) احدا من ابناءه شيئا دون الاخرين اذا كان هناك سبب اهم. لماذا؟

اولا: لان فدك وهبت لفاطمة (ع) في السنين الاخيرة من حياة الرسول (ص) وحينها كانت فاطمة (ع) الابنة الوحيدة للرسول (ص) لان باقي اولاده الذكور (ع) توفوا وهم صغار وابنتي رسول الله (ص) ام كلثوم ورقية (رض) ايضا توفيتا في حياة الرسول (ص). هذا اذا قبلنا هذه القضية ولكن:

ثانيا: لايمنع ان يعطي الاب لاحد ابناءه شيئا دون الاخرين. اذا رضوا الاخرين بعد اخذ رضاهم واقرارهم او لتشجيعهم ان يصيروا مثله. فهذا ليس ظلم لانه فيه تشجيع للفضيلة والخير.

ثالثا: ان الله ميز فاطمة (ع) عن باقي ابناء الرسول (ص) حينما انزل ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم ، قالت : ام سلمة [ وكنت ] على باب البيت ، فقلت : أين أنا يارسول الله ؟ قال : أنت في خير وإلى خير .وهذا الحديث مشهور ترويه الصحاح. ففاطمة صلوات الله عليها قطعا افضل من باقي اولاد الرسول( ص).

ث. هل مسألة الهبة مستبعدة تماماً لمن تدبر الآحاديث؟

الشبهة الرابعة: أن جميع الروايات عند السنة والشيعة تثبت أن طالبت أبا بكر ( إرثها ) كما هو ثابت .فمسألة الهبة مستبعدة تماماً لمن تدبر الآحاديث . والله المستعان .

الجواب على هذه الشبهه: الكتب السنية الموثقة تقول ان فدك وهبها الرسول (ص) الى فاطمة (ع): اولا قال العالم والمحدث السّيوطي: «وأخرج البزّار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: لما نزلت هذه الآية: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ)دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطمة فاعطاها فدكاً». وقال: «وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) أقطع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة فدكاً». وأخرج الثعلبي في تفسيره: «قال علي بن الحسين لرجل من أهل الشام: أنا ذو القرابة التي أمر الله أن يؤت حقّه»(.وروى الحسكاني باسناده عن عقيل بن الحسين [أخبرنا] علي بن الحسين [أخبرنا] محمّد بن عبدالله [أخبرنا] أبو مروان عبد الملك بن مروان قاضي مدينة الرّسول بها سنة سبع وأربعين وثلاثمائة [أخبرنا] عبدالله ابن مني عن آدم عن سفيان عن واصل الأحدب عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: «لما أنزل الله (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة وأعطاها فدكاً، وذلك لصلة القربة. ثانيا قول الزهراء بأنّ الرسول وهبها فدكا:قال أبو بكر الجوهري: «وحدّثني محمّد بن زكريا، قال: حدثني ابن عائشة، قال: حدثني أبي عن عمّه، قال: لما كلمت فاطمة أبا بكر بكى ثم قال: يا ابنة رسول الله، والله ما ورث ابوك ديناراً ولا درهماً، وانّه قال: ان الأنبياء يورثون.فقالت: ان فدكاً وهبها لي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم... ثالثا: كلام امام علي عليه السّلام، في كتابه لعثمان بن حنيف:«بلى كانت في أيدينا فدك من كلّ ما أظلّته السماء فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين. ونعم الحكم الله، وما أصنع بفدك وغير فدك، والنفس مظانها غداً جدث تنقطع في ظلمة آثارها، وتغيب أخبارها...».رابعا روى العالم والمحدث ابن حجر: «ان أبا بكر انتزع من فاطمة فدكاً، وأنّه كان رحيماً، وكان يكره أن يغير شيئاً تركه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فأتته فاطمة فقالت له: «انّ رسول الله اعطاني فدكاً. فقال: هل لك بيّنة؟ فشهد لها عليّ وأم أيمن، فقال لها: فبرجل وامرأة تستحقينها؟. وللمزيد من الروايات التاريخية حول الوضوع راجع فدك في التاريخ للسيد محمد باقر الصدر (رحمه الله). وراجع ايضا ماذكرنا حول مطالبة الزهراء (ع) بإرثها وقلنا انذلك بان مطالبتها عليها السلام بارثها لايناقض مطالبتها بارض فدك وهي هبة كانت من الرسول الاعظم صلى الله عليه واله لابنته وهي ارث بالمعنى الاعم اي مايعطيه انسان من مال في حياته . فكلاهما استولي عليهما بعد وفاة النبي (ص).

الشبهه الخامسة: تقول ان كتب السنة والشيعة متفقة على ان فدك وهبها الرسول (ص) لفاطمة (ع) و تقول ايضا كيف يجوز الرسول ذلك وقلت أن خيبر كانت في السنة السابعة من الهجرة بينما توفيت زينب بنت رسول الله (ص) في الثامنة من الهجرة، وتوفيت أم كلثوم في التاسعة من الهجرة , فكيف يُتصور أن يُعطي رسول الله فاطمة رضوان الله عليها ويدع أم كلثوم وزينباً في هذه الحالة؟!

الجواب : هو انه صحيح فتحت خيبر في السنة السابعة من الهجرة ولكننا لانعلم تحديدا متى وهبت فدك لفاطمة عليها السلام. اغلب الظن ان الرسول (ص) لم ينحل فدك مباشرة لفاطمة وانما تم فيما بعد لانه لايعقل ان الرسول (ص) بمجرد ان فتحوا خيبر يقوم ويعطي فدك لفاطمة (ع) فهذا يحتاج وقت ليس بقليل من حيث التنظيم والادارة وحقيقة ان المسلمين مازالوا ليسوا هم المسيطرون بعد على كل الامور . طبعا هذا اذا وافقناك في دعواك ان اخلاق الرسول (ص) تابى اعطاء فاطمة (ع) دون اخواتها رضوان الله عليهم. ولكن دعواك هذه مستبعدة تماما كما قلنا سابقا لانه لايمنع (كما قلنا سابقا) ان يعطي الاب لاحد ابناءه شيئا دون الاخرين اذا رضوا الاخرين بعد اخذ رضاهم واقرارهم و لتشجيعهم ان يصيروا مثله. فهذا ليس ظلم لانه فيه تشجيع للفضيلة والخير. وفيه ان الله ميز فاطمة (ع) عن باقي ابناءه حينما انزل ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وكان في البيت علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، قالت : ام سلمة [ وكنت ] على باب البيت ، فقلت : أين أنا يارسول الله ؟ قال : أنت في خير وإلى خير . ففاطمة صلوات الله عليها قطعا افضل من باقي اولاد الرسول (ص) وهي وريثته الوحيدة من بناته . يعني اذا ميز الله سبحانه وتعالى فاطمة دون اخواتها وهي سيدة نساء العالمين وسيدة نساء اهل الجنة لم لا يميزها الرسول (ص) عن باقي ابناءه ويعطيها رض فدك؟ الا اذا قلنا لماذا ميز الله تعالى فاطمة وفضلها على نساء العالمين دون اخواتها ؟ وهذا لايجوز لان الله لايسال عما يفعل وهم يسالون.

ج. تفسير حديث إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم .

الشبهه السادسة: ورد في كتب الشيعة أن (العلماء ورثة الأنبياء،إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم) فاذن فاطمة رضي الله عنها ليس لها من ميراث.

الجواب: اولا: هذا الحديث هو كناية عن أهمية العلم أكثر من الممتلكات المادية، و المقصود بالوراثة هنا هو ما يتركه المتوفي لكافة البشريه مثل العلم اي الارث المعنوي و ليس الممتلكات الخاصة به التي تورث للأقارب اي الارث المالي. اي ان الدين واحكام الشريعة والسنن والاحاديث تكون وراثة النبي المرسل لامته وهذا يشترك فيه كل افراد الامة . اما ممتلكات النبي المالية فانها وان كانت ارث ولكن لاتورث لجميع افراد امته لان الارث المالي خاص فقط باقاربه لكونه يشارك الناس الاخرين في خصوصياتهم. كما في قوله تعالى على لسان نبيه (انما انا بشر مثلكم) اي انني وان كنت نبيا ومصطفى من الله ويوحى الي الا انني كذلك اشترك مع باقي البشر في خصوصياتهم التي تعارفوا عليها كالزواج والانجاب والتوريث لاقربائي وحق الملكية والهبة الخ. وهنا يظهر جليا معنى العلماء ورثة الانبياء فهي تعنى ان العلم والشريعة التي ترث لكل الامة يستحقها العلماء او ان العلماء هم اجدر بهذه الوراثة العلمية المعنوية. والحديث ايضا يظهر ان العلم افضل من المال بدرجة يكون المال لاقيمة له بالنسبة الى العلم. ولكن يبقى الارث المادي لاقارب النبي (ص) على موضعه من وجوب صرفه عليهم بعد وفاة النبي (ص).ثانيا: ان الحديث الذي احتج به الخليفة ابي بكر كان يختلف عن الحديث السابق لانه يقول (انا معاشر الانبياء لانورث). ولقد كذّب الخليفة عمر بن الخطاب حديث (انا معاشر الانبياء لانورث) بردّ فدك إلى علي والعبّاس، فقد جاء في الصحيحين أنّ عمر قد ردّ فدكاً في ولايته إلى علي والعبّاس، فقد جاء فيه أنّه قد خاطبهما بقوله: «ثمّ جئتني أنت وهذا وأنتما جميع وأمركما واحد، فقلتما: إدفعها إلينا، فقلت: إنْ شئتم دفعتها إليكما على أنّ عليكما عهد اللّه أنْ تعملا فيها بالذي كان يعمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخذتماها بذلك. قال: أكذلك؟ قالا: نعم» (صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب حكم الفيء 5 / 152 ـ 153). فرد ارض فدك الى علي والعبّاس لهو بحد ذاته تكذيب عملي لحديث: «إنّا معاشر الأنبياء . . .». وممن كذب الحديث ايضا الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز حيث ارجع ارض فدك الى اولاد فاطمة (ع) كما ذكرنا سابقا.

ثالثا: ان حديث (انا معاشر الانبياء لانورث) هو حديث لم يرويه الا الخليفة ابي بكروالحكم القضائي المالي لايثبت بخبر الواحد الذي لاتعضده قرائن خارجية قطعية او لم ينقضه بينة من القران والسنة (كما في علم الاصول السني والشيعي). وهذا تحقق في قضية مطالبة فاطمة الزهراء بارثها حيث نقضت حديث ابي بكر بقولها عليها السلام: {(أأغلب على أرثيه ـ الميراث ـ ؟ يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً على الله ورسوله! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: (وورث سليمان داوود) ـ النمل: 16 ـ وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى (عليه السلام) إذ قال: (فهب لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب) وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصّكم الله بآية من القرآن أخرج أبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها؟)} وفاطمة عليها السلام قطعا اصدق من الخليفة ابي بكر بنص الاية (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وهي عليها السلام قطعا من اهل البيت (ع) وهي لاتكذب والعياذ بالله لان الكذب من مصاديق الرجس والقران دل ان فاطمة عليها السلام مطهرة تطهيرا مطلقا منه ومن كل ذنب.

الشبهه السابعة: أن المرأه لا تُورَث عند الشيعة وعليه فان فاطمة رضي الله عنها لاتستحق تركة ابيها المادية.

الجواب : ان المراة لها نصيبها من الارث مطلقا. الاان زوجة المتوفى ترث الثمن من ممتلكات زوجها ولكنها لا ترث بحسب اغلبية فقهاء الشيعة عقارا ولا ارضا ( ترث قيمة البناء وليس الارض) واما باقي ممتلكات زوجها فانها ترث بمقدار الثمن. اما البنت فانها ترث الارض وغيرها و الزهراء (ع) هي ابنة للنبي (ص) وليس زوجة. وعموما حول توريث بنات المتوفي فإن المذهب السني يقر بأنه في حالة اذا كان للمتوفي بنات (إناث) فقط فإن أقاربه يدخلون في الإرث طبقا لتفسيرهم للآيه الريمة (إن لم يكن له ولد) على أنه ولد "ذكر" وليس انثى . اما عند المذهب الشيعي فانهم فسروا كلمة "ولد" في القرآن على انها لا تعني "الذكر" فقط بل كل اولاده بقسميهم الذكر و الأنثى مثل قوله تعالى ( لا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ) فهذه الاية لاتحرم القتل بالولد الذكر مثلا و تجيزه للانثى لان هذا بحد ذاته ظلم وتعالى الله سبحانه عن ذلك. اي في المذهب الشيعي من توفي و له بنات فقط لا يدخل أقاربه في الإرث بل توزع التركة بين بناته فقط. وعلى اية حال فانه حتى حسب الفقه السني فان فاطمة عليها للسلام لها النصيب الاكبر من الارث.وهنا قضية مهمة اخرى: فاذا كانت زوجات النبي (ص) لا يرثن ارضا او النبي (ص)لايورث فلماذا لم يؤخذ ماورثه النبي (ص) مثل بيته من ازواجه وأخذت فدكا من الزهراء ولم يعطى نصيبها من البيت وهو السهم الاكبر؟ وبأي حق تم التصرف في بيت الرسول (ص)ومنع الحسن والحسين (عليهما السلام) من حقهما في الارث بعد امهما عليها السلام ولم يؤثر عنهما انهما تنازلا عن حقهما من الميراث ؟ اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات. تابع اللهم بيننا وبينهم بالخيرات انك مجيب الدعوات. انك على كل شئ قدير. واخر دعونا ان الحمد لله رب العالمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بلال
2010-02-15
ممتاز
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك