الصفحة الفكرية

" عوامل الضعف والقوة في النصرة المهدوية " محاضرة سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في ملتقى براثا الفكري

2404 20:06:47 2014-03-24

في ملتقى براثا الفكري الأسبوعي ، والذي يعقده حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير دام توفيقه في مسجد براثا المعظم، ألقى سماحته في الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة 19 جمادي الاولى 1435 هجري الموافق 21 اذار - مارس / 2014 ميلادي ألقى سماحة الشيخ دام توفيقه، محاضرة مهمة، كان عنوانها: عوامل الضعف والقوة في النصرة المهدوية في بداية محاضرته التي كانت بحثا إستدلاليا مربوطا بالواقع المعاش، تحدث سماحة الشيخ الصغير عن أن النصرة المهدوية شأنها شأن أي عملية تغييرية، ترتبط بمجموعة من القوانين، هي نفس القوانين التي تتحكم بـأي عملية تغييرية، وتعرفون ان القران الكريم تحدث عن جملة من السنن، وجملة من القوانين التي من شأن ايجادها ان يؤدي الى تحقيق أغراض هذه العملية، حينما يقول الله سبحانه وتعالى: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. انما يشير الى قانون، وهذا القانون هو الذي يحكم عملية التغيير، ولا يمكن ان تنفهم التغيير دون ان نفهم وجود الانسان الذي يتغير ويغير.  لذلك وعودا على بدء لا يمكن لنا ان نفهم النصرة المهدوية، بعنوانها مجرد شعار ومجرد أمنيات أو مجرد آمال وطموحات، النصرة المهدوية بإعتبار انها عملية من أجل تحقيق مشروع الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه، او التمهيد لهذا المشروع، لذلك لا يمكن لها ان تبقى في عالم الأفكار من دون ان ترى الواقع، ولا يمكن ان تكون في عالم الآمال والاحاسيس، من دون ان تنزل الى الواقع، فالواقع هو الذي يتغير والواقع هو الذي تنشده النصرة المهدوية، لذلك تتعلق عوامل القوة وعوامل الضعف بطبيعة العوامل المرتبطة بالعملية التغييرية، بمعنى اننا حينما نتحدث عن النصرة المهدوية في قوتها وفي ضعفها، انما نتحدث أولا في طبيعة الناصر، من هو الناصر؟ هذا الذي يوصف تارة بالقوي وأخرى يوصف بالضعيف، كيف تتشكل شخصية هذا الناصر، ويرتقي الى هذا المستوى؟ من بعد ذلك كيف تتشكل فيه عوامل القوة او عوامل الضعف؟ وهي كما اشرت عادة تحكم هذا الامر كما تحكم بقية الظواهر الاجتماعية، او أي حركة لها علاقة بالحراك الاجتماعي العام.  هنا قبل ان الج الى موضوع نفس النصرة المهدوية، اشير الى ما يغيب في العادة عن الاذهان في شأن العمليات التغييرية، تارة نجد عملا تغييريا مرتبط بتداول سلمي لشأن متغير، كأن تكون العملية الديمقراطية هي سبيل المغيرين، هنا عملية تداول سلمي لشأن من شؤون التغيير، او ان يكون هناك حراك ثوري بمعنى وجود حراك مسلح، او حراك عنيف، او حراك انقلابي يريد ان يغير بناء على مفاهيم الحركات الثورية، سواء جهاد مسلح او عصيان مدني او عصيان شعبي، او ما الى ذلك سمه بأي طريقة من طرق التغيير الثوري، هنا نجد في كلا الحالتين الاعتماد الأساسي عند الناس؛ هو العوامل المادية التي تنشئ التداول، او تنشأ الحراك الثوري، وفي العادة يغيب المعطى الغيبي عن هذه القضايا، بينما القران الكريم يطرح العوامل المادية ويعتبرها من جملة الأسس، لكنه لا يعتبرها كل الأسس، لذلك هنا عندما يقول: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. يطرح أربعة قضايا في وقت واحد: يطرح القوم الذين يريدون التغيير، ويطرح عملية التغيير، ويطرح الانسان المغير، ويقول بأن فوق هؤلاء جميعا وجود الله سبحانه وتعالى كعنصر أساسي في عملية التغيير، او عنصر حاسم في عملية التغيير، لذلك نسب التغيير لنفسه (ان الله لا يغير) لا يؤذن بعملية التغيير، ما لم تتحقق المواصفات الموضوعية لهذه الأمور الثلاثة: العملية التغييرية والانسان المغير والمجتمع المتغير، ناهيك عن الشروط الموضوعية المرتبطة بعملية التغيير.  بناء على ذلك هنا لدينا جملة من الآيات، التي تطرح الله سبحانه وتعالى ليس بعنوانه مجرد عنصر كمي بمعية هذه العناصر، وانما عنصر نوعي، (ولا يحيق المكر السيء الا بأهله) هذا العنصر هنا وان أشار الى العوامل المادية بالمكر السيء، لكن أشار الى عملية اشبه ما تكون بالغيبية، ارتداد المكر انما يكون على من يكون بعنصر غيبي او عنصر غير مترائي، ليس عنصرا ماديا يعود على من اوجد هذا المكر، ومن أسس لهذا المكر، لكن في معادلات متعددة يشير الله سبحانه وتعالى الى نفسه، او تشير الآيات القرآنية الى تدخل الله سبحانه وتعالى لحسم الأمور، والانتهاء منها بعنوانه إضافة نوعية (حتى اذا مما استيأس الرسل) العملية التغييرية بالنسبة الى الرسل وصلت الى الافاق شبه المسدودة (اتاهم نصرنا) وظنوا ان الله سبحانه وتعالى لا ينصرهم يأتي النصر الإلهي، هنا النصر الإلهي من اين يأتي كيف يأتي هذا موضوع حديث آخر وقضية أخرى لكن الشيء الذي أؤكد عليه هنا اذا ترون كلمات الكثير من علمائنا المعنيين بالإصلاح الاجتماعي او الروايات الشريفة في التأكيد على الاعتماد على الله الثقة بالله التوكل على الله سبحانه وتعالى وما الى ذلك من مفاهيم يبدو للكثيرين انها مجرد مفاهيم أخلاقية او مفاهيم وعضية بينما هذا الاعتماد عند المغير هو عنصر أساسي من عناصر القوة هو الذي يثبته هو الذي يشد من عزيمته هو الذي يدفع به الى الامام لأنه انما يركن الى ركن وثيق، وهو انه ادخل الله سبحانه وتعالى في عملية التغيير عندئذ النصرة المهدوية كونها ترتبط بطبيعة المنصور ومشروع الانتصار هذه النصرة على ماذا؟! مجرد حركة ساذجة مجرد اماني او احاسيس عاطفية ام انها حراك اجتماعي من اجل مشروع المنصور نفسه والذي هو اخراج الناس من الظلم والجور مشروع المناهضين للمنصور الى مشروع الاخر الذي هو نشر العدل والقسط في المجتمع لا يمكن لي ان افهم ان تحقيق العدل يمكن ان يتحقق بالصدفة لابد من حراك ولابد من توفير المستلزمات الموضوعية لهذا التحقيق لكن قبل كل ذلك لا يمكن لي ان افهم اني ضمن مشروع العدل وانا بنفسي لم اعرف العدل ولم اعي ما هو العدل ولم اتحرك لان تكون نفسي عادلة ومن اهل العدل باعتبار ان فاقد الشيء لا يعطيه، انا لا اقدر ان اعطي عدالة للناس وانا نفسي لست عادلا او ان العدل ليس بالوضوح الكافي لدي بالشكل الذي يجعلني اتحمل مسؤولية العدل واعمل بمستلزمات تحقيق هذا العدل واشتراطاته لذلك اذا قلنا ان النصرة لا تتعلق بعالم الأفكار هنا رأيا كيف انها بالفعل لا تتعلق فقط بعالم الأفكار والتعبير القرآني بهذه القضية( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون). لا نريد أن نستبق ما ورد في الفيديو المرفق الذي يتوفر على كم هائل من التصنيفات الروائية وتحليلاتها، وما أذا تنطبق على واقع اليوم.. لكننا كنا نبغي وضعكم في أجواء هذه المحاضرة المهمة جدا في سلسلة محاضرات القضية المهدوية التي ينهض سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بقسط وافر من إيضاح مجرياتها، أستنادا الى ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام ومن المؤكد أن هذه المحاضرة والمحاضرات التي سبقتها بحاجة الى متابعة مباشرة من المتلقي كي يلم بأهدافها ودواعي طرحها.. وهذا ما فعلناه هنا حينما أوردنا التسجيل الصوري للمحاضرة، متمنين أن نراها في وقت قريب مطبوعة وبمتناول القراء والمتابعين والباحثين على حد سواء، لما أنطوت عليه من تفاصيل تربط بين الرواية المنقولة عن المعصوم عليه السلام والحدث المعاش. أن تقديما مبتسرا في خبرنا هذا سيكون قاصرا عن إيصال مضمون المحاضرة الى الأخوة المنتظرين ، ولذلك يسرنا أن نقدم المحاضرة الى حضراتكم هنا عبر اليوتيوب، سيما و أن هذه المقدمة فقط لنضع القاريء الكريم قي أجوائها  ولا نريد أن نقدم تفصيلا للمحاضرة ، ولكن توخينا عرض بعض من مقدمتها  فقط ..ونشير أشارات بسيطة الى دلالاتها..... وفي عمق المحاضرة تفاصيل لا يغني تقديمنا المبتسر عن سماعكم لتفصيلاتها  كما وردت في الفيديو أدناه .. وجرى في ختام المحاضرة نقاش وحوار وإجابات من قبل سماحة الشيخ الصغير على أسئلة الحاضرين حول موضوع المحاضرة وسواها من المواضيع المهدوية. المحاضرة التي حضرها جمع من المهدويين المنتظرين من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين ، وغيرها من محاضرات سماحة الشيخ جلال الدين الصغير موجودة على موقعه  الرسمي في شبكة الأنترنيت على الرابط: http://www.sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1324 وعلى صفحته في شبكة التواصل ألأجتماعي الفيسبوك على الرابط: https://www.facebook.com/jalal.alsagheer ولمشاهدة المحاضرة على موقع يوتيوب يرجى النقر على الرابط أدناه:

28/5/140324 
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك