الملتقى الفكري الاسبوعي الشعائر الحسينية ليست محطة عابرة في حياة المنتظرين .
6 محرم 1436 هـ الموافق 31 /تشرين الاول - أكتوبر / 2014 م
في إطار مباحثه المنصبة على القضية المهدوية وما يتعلق بها، سواء على صعيد قراءات سماحته للأحداث الراهنة في المستويين المحلي والأقليمي، والأرهاصات الدولية، وما يترتب على قضيتي الإنتظار والأستعداد المهدويين، أو على صعيد الإستعداد الشخصي والجماعي وعلاقة ذلك بما يحدث في الواقع من أحداث متسارعة تعصف الساحة، وإرتباطا بالشعائر الحسينية التي تشكل المثابة الأولى في بناء القضية المهدوية واصل حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير مباحثه المهمة في هذا الصدد، في ملتقى براثا الفكري الذي ينعقد عصر كل يوم جمعة بمسجد براثا المعظم ببغداد.
ففي عصر الجمعة 6 محرم 1436 هـ الموافق 31 /تشرين الاول - أكتوبر / 2014 م
ألقى سماحة الشيخ جلال الدين الصغير محاضرة مهمة تناولت هذا الشأن ، كان عنوانها (الشعائر الحسينية ليست محطة عابرة في حياة المنتظرين).
المحاضرة المهمة والقيمة تناول فيها حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير واحدا من المباحث المهمة في القضية المهدوية، ويتعلق البحث بالشعائر الحسينية كقضية بحد ذاتها لا يمكن النظر الى القضية المهدوية والإستعداد المهدوي بدونها، لأنها تشكل العصب الأساس في الشأن المهدوي برمته،سواء كان ما يتعلق بالروايات أو ما يتعلق بالإستعدادات ، وما يترتب على المجاهدين المنتظرين للظهور المبارك للإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، سيما من النواحي المعنوية وعلاقاتها بما يدور هذه الأيام من أحداث متسارعة، وما يتحتم عليهم من واجبات وتفاصيل محددة..
وهو موضوع مهم جدا، ومؤثر في إتجاهات التعبئة المهدوية وما يترتب عليها من أستحقاقات معنى الأنتظار موضوع المحاضرة كان ملامسا لتساؤلات مهمة تعتلج في صدور المنتظرين ..
سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بدا محاضرته القيمة والتي تناولت الموضوع المبحوث بقوله:بدأ سماحة الشيخ جلال الدين الصغير محاضرته بقوله:
في حديث يرويه عبد الله ابن سنان (رضي الله عنه) عن الإمام الصادق (سلام الله عليه) فيما ينقله عن رسول الله صلى الله عليه واله
وهو يقول: (( إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً))
هذه الرواية من جملة الروايات, التي يتم تداولها على نطاق واسع, ولكن للأسف الشديد, تعتبر أحد الروايات ألتي لم يسلط عليها الضوء بالشكل المناسب, بما تعبر عنه من مداليل وبما تتضمنه من محتويات عظيمة.
في هذه الرواية يتحدث الرسول (صلى الله عليه وعلى آله و سلم), عن هوية للمؤمن وعن إطار محدد للمؤمن, هذا الإطار يحدد بهذه الحرارة, ألتي تتواجد بقلب هذا الأنسان, حينما يقول: (لا تبرد أبداً) إنما يتحدث عن قلب محدد¸هذا القلب عبر عنه بأنه قلب ألمؤمن, لذلك المؤمن إنما يعرف إيمانه بطبيعة هذه الحرارة, و بما يوجد من هذه الحرارة.
و لأنها حرارة؛ فأنها ولا شك ستكون بدرجة نسبية, يتفاوت بها الناس من واحد إلى آخر في درجتها.
والقدر المتيقن كما توحيه هذه الرواية ألشريفة, إن أكثر الناس إيماناً, سيكون أكثر الناس حرارة في قلبه لقتل الحسين (عليه السلام), و النتيجة يمكن لهذه القضية, قضية الحرارة الناجمة من قتل الحسين (عليه السلام) في قلب الأنسان, يمكن أن تكون بأهمية المقياس, ألذي نقيس عليه درجة إيمان الأشخاص.
هنا ما يجب أن يسلط الضوء عليه, هو طبيعة المفاعيل الذاتية والاجتماعية لهذه الحرارة, وطبيعة تأثيرات هذا القلب على سلوكية الأنسان الذاتية, وسلوكيته الاجتماعية؛ فهنا يتحدث عن عاطفة, وشدة العاطفة ليست بأقل من جياشة, لأن العاطفة هنا لا يتحدث عن عاطفة باردة, ولا عن عاطفة ساذجة.
حينما يقول: (إن في القلب حرارة) معناها إن هذه العاطفة فيها غليان ما, فيها جيشان ما, لكن لا شك ولا ريب أن هذه العاطفة لن تبقى مختزنة في القلب, لا بد من تعابير, لا بد من إنعكاسات لها في شخص الأنسان المؤمن, وفي محيط هذا الشخص, بإعتبار أن الأنسان حينما يتصرف لن يتصرف لوحده, ولن يتأثر به الآخر, و إنما هو مؤثر ومتأثر في البيئة الأجتماعية ألتي يحياها.
و كلما كانت هذه الحرارة أكبر وأعلى, كلما كان تأثيرها في ألوسط الأجتماعي, لا شك ولا ريب أكثر ضغطاً وأكثر إلحاحاً على المحيط,
حتى لو لم يكن هذا المحيط, من النمط ألذي فيه الحرارة, ألتي يتحدث عنها الرسول الأكرم (صلوات الله و سلامه عليه و على آله) لقتل الحسين علي السلام, وبالتالي نحن نجد أن في هذه الرواية, ثمة منهج يشير له رسول الله (صلى الله عليه و على آله), و بالنتيجة ثمة آليات لإبراز هذا المنهج.
ولا بد لنا أن نتساءل, لماذا سمة المؤمن أن يكون بقلب فيه هذه الحرارة, وأن يكون بكبد فيه هذه اللسعة, الموجودة في قتل الحسين (عليه السلام), وألتي يشير إليها الرسول(صلى الله عليه و على آله وسلم).
إذن لا شك ولا ريب أن هذه الرواية, تدعو إلى عاطفة جياشة, وعلينا أن نسائل النفس, كيف ننمي هذه العاطفة أولاً, ثم كيف نحولها إلى منهج إجتماعي, يعرف به مجموع المؤمنين, وثالثاً لا بد أن نتساءل, لماذا يكون قلب المؤمن موسوماً بهذه الحرارة, لماذا تكون هذه الحرارة ذاتية في قلب الأنسان المؤمن.
هنا الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم), لم يتحدث عن حرارة طارئة في قلب المؤمن, وإنما كان هناك إرتباط ذاتي ما بين قتل الحسين (عليه السلام), وما بين قضية الأمام الحسين (عليه السلام), وما بين قضية الإيمان.
مجتمع هذا الإرتباط, ونقطة أجتماع هذا الإرتباط هو قلب المؤمن, مما لا شك فيه إن حديثاً كهذا,حينما يراد له أن يفعل أجتماعياً, لا بد من أن تنعكس منه جملة المظاهر, هذه المظاهر هي ألتي سيعبر عنها لاحقاُ بشعارات الحسين (عليه السلام), أو على أقل تقدير؛ قسم منها سيعبر عنها بشعارات الحسين(عليه السلام), هذه الشعارات ألتي لو رجعنا إلى التاريخ, سنجد إن خطاً للتوجيه أطلق من قبل أئمة أهل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم), إلى مجموعة المؤمنين بقضية الحسين (عليه السلام), وهناك تفاعل من المؤمنين مع هذا الخط, بالشكل الذي أبرز لنا مجموعة من الفعاليات, سميت عبر مسار التاريخ ومع الأيام, بشعائر الحسين (عليه السلام).
هذا التقديم للدقائق الأولى من المحاضرة القيمة غرضنا منه وضع القاريء الكريم في أجواء موضوع المحاضرة المثير والمتعلق بشكل أقرب الى اليقين منه الى الأحتمال بما يجري هذه الأيام..
بعد هذا الجزء المستل من محاضرة سماحة الشيخ الصغير القيمة، لا نريد أن نستبق ما ورد في الفيديو المرفق الذي يتوفر على مقاربة مهمة جدا للموضوع المبحوث ومن زوايا متعددة
لكننا كنا نبغي وضعكم في أجواء هذه المحاضرة المهمة جدا في سلسلة محاضرات القضية المهدوية التي ينهض سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بقسط وافر من إيضاح مجرياتها، إستنادا الى ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام
ومن المؤكد أن هذه المحاضرة والمحاضرات التي سبقتها بحاجة الى متابعة مباشرة من المتلقي كي يلم بأهدافها ودواعي طرحها..
وهذا ما فعلناه هنا حينما أوردنا التسجيل الصوري للمحاضرة، متمنين أن نراها في وقت قريب مطبوعة وبمتناول القراء والمتابعين والباحثين على حد سواء، لما أنطوت عليه من تفاصيل تربط بين الرواية المنقولة عن المعصوم عليه السلام والحدث المعاش.
أن تقديما مبتسرا في خبرنا هذا سيكون قاصرا عن إيصال مضمون المحاضرة الى الأخوة المنتظرين ، ولذلك يسرنا أن نقدم المحاضرة الى حضراتكم هنا عبر اليوتيوب، سيما و أن هذه المقدمة فقط لنضع القاريء الكريم قي أجوائها ولا نريد أن نقدم تفصيلا للمحاضرة ، ولكن توخينا عرض بعض من مقدمتها فقط ..ونشير أشارات بسيطة الى دلالاتها.....
وفي عمق المحاضرة تفاصيل لا يغني تقديمنا المبتسر عن سماعكم لتفصيلاتها كما وردت في الفيديو أدناه ..
وجرى في ختام المحاضرة نقاش وحوار وإجابات من قبل سماحة الشيخ الصغير على أسئلة الحاضرين حول موضوع المحاضرة وسواها من المواضيع المهدوية.
المحاضرة التي حضرها جمع من المهدويين المنتظرين من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين ، وغيرها من محاضرات سماحة الشيخ جلال الدين الصغير موجودة على موقعه الرسمي في شبكة الأنترنيت على الرابط:
http://www.sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1467 وعلى صفحة سماحته الشخصية في شبكة التواصل ألأجتماعي الفيسبوك على الرابط:
https://www.facebook.com/jalal.alsagheer
وعلى محرك البحث في اليوتيوب على الرابط أدناه
25/5/141102
https://telegram.me/buratha