ملتقى براثا الفكري بيعة الغدير والاستحقاقات المهدوية 21 ذي الحجة 1437 الموافق 23 ايلول 2016
ملخص ملتقى براثا الفكري - بيعة الغدير و الاستحقاقات المهدوية
* عيد الغدير عيد سياسي وانما وصِفَ بالعيد لان فيه اكمال للدين واتمام للنعمة و هو الوحيد الذي تفرد في قضية انه يتعلق بكل الدين، عيد الفطر يتعلق بشهر الصيام وعيد الاضحى يتعلق بالحج ولو صح ان الجمعة عيد فكذلك لتعلقها ببعض ايام الشهر، لكن عيد الغدير استوعب كل الدنيا وكل الدين لانه اليوم الذي يئس الذين كفروا بالله من هذا الدين وبالنتيجة كل مايتعلق بالغدير انما تجده يتعلق بكل الدين ولو قُدِّر لنا ان نتحدث عن البيعة للغدير انما نتحدث عن البيعة لكل الدين، لكن هنا مع حديثه عن اكمال الدين تحدث عن امرين اخرين الاول تحدث عن العنصر المضاد لهذا الدين واشار الى يئسهم من هذا الدين " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم " وتحدث ايضا بمنطق استيعاب هذا اليوم لكل ما يتعلق بالمجتمع الصالح، فالحديث عن اتمام النعمة لا علاقة له بتشريعات دينية وانما له علاقة بانزال النعمة على الناس، و اكمال الدين يتعلق بالعقيدة والتشريع وما الى ذلك.
* لذلك الحديث عن بيعة الغدير يجب ان لا ينظر اليها من عين واحدة وانما يجب ان يستوعب هذه المهمات الثلاثة ، المهمة العقائدية و المهمة السياسية و كل ما يتعلق بالاصلاح الاجتماعي الذي يمكن ان نجمعه تحت عبارة اتمام النعمة، ولذا حينما نريد ان نمد ايادينا للبيعة في الغدير يجب ان نُضَمِّن هذه الامور الثلاثة في حياتنا لكي تنسجم مع ما تحدث به رسول الله صلى الله عليه و اله و سلم فيما يتعلق بالعلقة مع امير المؤمنين ص، عبارة من كنت مولاه لم تاتي الا بعد ان قال ايها الناس من اولى بالمؤمنين من انفسهم ولاية رسول الله صلى الله عليه و اله تستوعب كل ما يتعلق بالمؤمنين حياةً وعقائداً وسياسيةً وما الى ذلك أُعطي الى رسول الله ص ولذلك الرسول ص جاء للمسلمين بهذا الطرح اذا كنت انا مولاكم بكل مايتعلق بهذه الامور الثلاثة المذكورة فان المولى الجديد هو علي ابن ابي طالب ص وبالتبع كل من يمثل الامير ص من بعد رحيله ص ستكون البيعة معه.
* عليه في زمن الغيبة الكبرى شخص المبايَع لن يكون الا الامام المنتظر ص و طريقة البيعة باتجاه هذه الاسهم الثلاثة، الوعي السياسي الذي يتطلب ان يكون الذين كفروا في يئس كامل و الوعي العقائدي الذي يريد ان يوصل وعي الناس الى كمال الدين والعمل الاجتماعي الذي يريد ان يحقق العدالة بشكل كامل على كل المجتمع لتتم النعمة عليه، لاشك على المستوى النظري هذه القضايا حينما طُرِحت في يوم الغدير وهي اكمال الدين واتمام النعمة ويئس الذين كفروا من الدين لم تطرح الا للبدء بالمشروع، في ذلك اليوم لا يمكن ان نقول ان الذين كفروا يئسوا تماماً لانه في ذلك اليوم تحركوا بالغدر لامير المؤمنين ص، يوم الغدير طُرِح فيه المشروع و لكن على المؤمنين الذين يعتقدون برسول الله صلى الله ان يبدأوا مسيرة اكمال الدين وهنا ليس المراد التشريع وانما تحقيق حاكمية الدين على المجتمع واتمام وعي الدين في عقيدة المنتمي لرسول الله ص، وحينما نتحدث عن اتمام النعمة انما نتحدث عن تحقيق العدل الاجتماعي والاقتصادي وكل صورة تتعلق بالحياة الاجتماعية، هنا البيعة ستكون مختلفة من شخص لاخر ، فمن لامسؤولية له على المجتمع ربما يكتفي بالقول اني ابايع امير المؤمنين ص، ولكن لايعقل لمن له مسؤولية ما على المجتمع ان يكتفي بالقول فقط، المبايعة هنا مطلوبة بقدر مكنته في تحقيق عدل امير المؤمنين ص، لذلك خلال الايام التي مرت قال الناس اننا بايعنا الامير وفيهم سياسيين وعسكريين ومعدمين وميسورين ولكن هل انهم بايعوا حقاً ؟ وسيكون الجواب بمقدار مسؤوليتهم عن تحقيق المواصفات التي ارادتها عملية البيعة لامير المؤمنين ص.
* في زمن الامام الصادق صلوات الله عليه و حينما جاء ابو مسلم الخراساني يعرض عليه الحكم الامام صلوات الله عليه رفضه ولم يقبل به لان القاعدة لم تكن مؤهلة لتحقيق هذه الرموز الثلاثة في قصة بيعة امير المؤمنين ص، البيعة تتم من خلال هذه الرؤوس الثلاثة، تعهد بتيئيس الذين كفروا من الدين وتعهد باتمام النعمة وتعهد باكمال الدين ، يوجد فهم خاطئ جدا مرت عليه الساحة الشيعية حينما تصوروا ان اكمال الدين واتمام النعمة و يئس الذين كفروا مرتبط فقط بامير المؤمنين ص ولا يحسون بان لهم مسؤوليه جادة في هذه القضية، لذلك كانت المبايعة سلبية دائما ويلقون بالمهمة دوما على امير المؤمنين ص، وبناءً على هذه الحقائق نجد ان المهمة مشتركة، امير المؤمنين ص ولايته تُحقق هذا الامر ولكن اي ولاية؟ الولاية التي لديها قاعدة اجتماعية تعينها على تحقيق هذا المنهج، وهنا نلتقي بفكرة تأهيل المنتظرين لتحقيق يوم العدل الالهي، والا لو كانت القضية مرتبطة بالامام ص فقط لما كان هناك داعي لانتظار اناس اخرين ، لذلك تحقيق هذه القضايا الثلاثة ليس مهمة الامام فقط وانما الامة مطالبة بان ترتفع بمستواها الى الحد الذي يمكنها من ان تحقق هذه الاطروحة.
* يمكن تلمس مشروع الغدير على المستوى السياسي والتشريعي في عهد امير المؤمنين ص لمالك الاشتر ، في وقت الذي يكون هناك حاكم ولا يطبق ما يقوله الامير ص في عملية توصيف الحاكم حينها ما قيمة البيعة لامير المؤمنين ص، البيعة انما تكون على مسلك امير المؤمنين و ليس على اسمه ص، لذلك نحن في زمن الغيبة الكبرى وحينما نريد ان نبايع في مثل هذه السنة لا تكون المبايعة في زيارة الامير ص فقط، حيث ان هذا يسمى اعلان بالانتماء لمشروع الامام ص، ولكن يوجد فرق بين الاعلان بالانتماء والانتماء الجاد، فاذا قُدِّر لنا ان نكون من الدعاة لهذا المشروع فيجب ان يكون انتمائنا انتماء عمل انتماء البراءة لكل ما يعاكس هذا المشروع وهو المقصود منه يئس الذين كفروا من دينكم ، كما انه لايوجد فارقاً كبيراً بين مواصفات نصرة الامام ص في عهد الغيبة وبين مواصفات الانتماء لمدرسة الغدير من خلال هذه الاتجاهات الثلاثة، فكل من يسير على طريق اكمال الدين هو منتمي الى الغدير وكل من يتخلف عن هذه المسيرة هو بعيد عن اكمال الدين ، وان قضية اتمام النعمة ويئس الذين كفروا هي المهمتين الاصعب ، المجتمع المناصر هو شرط من شروط ظهور الامام ص وقوة المجتمع الناكث للبيعة هو شرط طارد لظهور الامام ص، ومهمتنا كمنتظرين ان نعمل بالاتجاه الاول لكي نقوي المجتمع الذي يحمل هموم اتمام النعمة على الناس والذي يتمثل بتحقيق العدالة الى الناس وهذه تحتاج الى تاهيل نفسي وروحي عالي بحيث يجعلنا نصد عن الحرام ولا ننظر لمصالحنا الشخصية بقدر ما ننظر الى مصلحة الدين.
https://telegram.me/buratha