نقصد به عملية تكوين القاعدة الاجتماعية التي تعمل على تجسيد عملية الاعداد وتكريسها طوال المدة التي تحتاجها عملية الاعداد، ويدخل في ذلك إيجاد عوامل التماسك والتآصر الاجتماعي في داخل هذه القاعدة وتوسعة رقعتها الكمية والنوعية، وكذا تمييزها عن غيرها من المجاميع الاجتماعية، لأن عدم تمييزها لا يقدمها كمشروع بديل للناقمين على الأوضاع التي يحيونها، أو اؤلئكم الذين لا يرتضون تلك الأوضاع إن على المستوى العقائدي أو المعنوي، أو على المستوى الاجتماعي، كما ولا يمكنها ان تكون قاعدة للهدى وإطارا للمهتدين.
ومن الواضح انه لا توجد أية عملية للنهوض الحضاري من دون وجود الاطار الاجتماعي المتميز الذي بإمكانه ان يحتضن هذه العملية، ويتحمل اعبائها الكاملة، ولديه المكنة على تسويقها ويعرفها للآخرين،
ولو نكبت الحركات التغييرية الرسالية في التأريخ فليس بسبب رواد تلك الحركات أنبياء كانوا أو أئمة (صلوات الله عليهم) ولكن كان نتيجة تخلي المجتمع عن الارتقاء لمتطلبات هذه الحركات مما أوجد هشاشة الاطار الاجتماعي الناهض بمسؤولية واعباء هذه الحركات، وعدم تكامل وجوده الأثر الكبير والاساس في هذه النكبات، ولهذا حينما يتحدث المشروع المهدوي عن مهمة تغيير العالم واخراجه من الظلم والجور الذي يكتنفه الى العدل والقسط الذي ينشده، فإنه لابد من جماعة تحمل هذا الهم، وتكون القاعدة التي يستند اليها الامام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في هذا المسعى.
https://telegram.me/buratha