الصفحة الفكرية

ملخص ملتقى براثا الفكري - الظلم الاجتماعي في مسارات المنتظرين


 

* من الواضح جداً ان احد المرتكزات الرئيسية التي اكدت عليها قصة الامام المنتظر صلوات الله وسلامه عليه هي مسالة محاربة الظلم، والتصقت قصة امتلاء الارض بالظلم والجور مع كل القضية المهدوية حتى أُعتبرت انها احد العلامات الأساسية على ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه باعتبار انه لا يظهر الا بعد ان تمتلئ الارض ظلماً وجورا، وأُعتُبِر في المقابل ان مسالة اقامة العدل والقسط احد المحاور الأساسية في قضية الامام صلوات الله وسلامه عليه واحد الاسس التي بُشِّر بها هذا العالم بالإمام صلوات الله وسلامه عليه باعتبار انه يملا الارض قسطاً وعدلا، وهذا ما يفترض على المنتظرين ان تتملكهم سلوكية العدالة واقامة القسط وان يكون الاستعداد الى الامام صلوات الله وسلامه عليه من خلال هذين المحورين، محور مكافحة الظلم ومحور اقامة القسط والعدل، في رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله يتحدث عن انتشار الظلم بمستويات متعددة في ادوار ما قبل الظهور الشريف، والحديث وإن كان مزرياً للغاية لكن ليس من الصعب اكتشاف ان ما تحدث عنه الرسول صلى الله عليه واله وسلم موجود ومنتشر ومشاع جداً في الاوضاع العامة للمجتمع، سنشير الى بعض اشارات رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لحالات الظلم الاجتماعي التي تفشو في مجتمع ما قبل الظهور الشريف وبعد ذلك سنحاول ان نكتشف ما هو الدور الذي يتوجب على المنتظرين ان يؤدوه وكيف يمكن لهم ان يؤدوه؟ قال صلوات الله وسلامه عليه في حجة الوداع وهو يحدد صورة لمعالم المجتمع الذي ستنتهي اليه امور ما قبل الظهور الشريف ومن جملة ما قال صلوت الله وسلامه عليه في حديث طويل وهو يصور كيف ان قلب المؤمن سيذوب في جوفه كما يذوب الملح في الماء من شدّة الازمات ومن شدة ما يتعرض اليه من ضغط اجتماعي نتيجة الموبقات التي تحصل او نتيجة انقلاب المفاهيم والمعايير بحيث في واحدة من اوصافه ان المنكر سينقلب الى معروف والمعروف سينقلب الى منكر، قال صلوت الله وسلامه عليه عندها يكون المنكر معروفاً والمعروف منكراً ويؤتمن الخائن ويخوّن الامين ويصدق الكاذب ويكذّب الصادق ثم قال فعندها امارة نساء ومشاورة الاماء وقعود الصبيان على المنابر ويكون الكذب ظرفاً والزكاة مغرماً والفيء مغنماً الى ان يقول فعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويُغار على الغلمان كما يُغار على الجارية في بيت اهلها ويشبّه الرجال بالنساء والنساء بالرجال الى ان يقول صلوات الله وسلامه عليه عندها يظهر الربا ويتعاملون بالغيبة والرشى ويوضع الدين وترفع الدنيا وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضر الله شيئا، ثم قال وعندها تظهر القينات والمعازف وتليهم شرار امتي وعندها يحج اغنياء امتى للنزهة ويحج اوساطها للتجارة ويحج فقرائهم للرياء والسمعة فعندها يكون اقوام يتعلمون القران لغير الله ويتخذونه مزامير ويكون اقوام يتفقهون لغير الله ويكثر اولاد الزنا ويتغنون بالقران ويتهافتون بالدنيا الى ان يقول ذاك اذا انتهكت المحارم واكتسب المآثم وتسلط الاشرار على الاخيار ويفشو الكذب وتظهر الحاجة وتفشو الفاقة ويتباهون في الناس ويستحسنون الكوبة والمعازف وينكر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فأولئك يدعون في ملكوت السماء الارجاس الانجاس، وكما اشرنا ان الحديث طويل يستعرض فيه مصاديق كثيرة مقاربة الى هذه الظواهر التي اشرنا اليها ولكنها تتحدث الى مستويات متعددة وعن اجزاء اجتماعية أخرى، الخلاصة ان افاق الظلم ستكون بهذه الطريقة واختصر الامر في الجانب السياسي او الظلم السياسي بقوله ويتولى الاشرار امور الناس، والاشرار حينما يتولون لا يجلبون الخير وانما ما سيجلبونه انما سينضح من معدن الشر الذي استحكم فيهم واستوطن في دواخلهم، لا نحسب ان هذه الصورة بعيدة عن مستويات متعددة في واقع اجتماعي نحياه ولا يوجد هناك استغراب من طبيعة هذه الصورة القاسية التي يطرحها الرسول صلى الله عليه واله وسلم مما كان المجتمع من قبل يستفظع ذلك ولكننا لأننا اعتدنا على رؤية الكثير من هذه الصور أصبحت هذه القضايا لا تقرّع  اسماعنا ولا تخرّش في داخل قلوبنا وصدورنا نتيجة لطبيعة عظمة ما يرتكب من هتك لحرمات الله تعالى.

* من اين يأتي هذا الظلم وكيف يحصل؟ لا شك ولا ريب ان مصادر الظلم متعددة ولكن ليست كلها ترتبط بطبيعة ما يقوم به الظالم لنفسه وانما ايضاً لها ارتباط مباشر بطبيعة تخلف المؤمن عن اداء دوره وتخلف المنتظِر عن اداء مسؤوليته وفسحه المجال الى الحركات المنحرفة والى الاشرار لكي يأخذوا دور الوصايا على المجتمع ولكي يكون صوتهم هو الاعلى في داخل المجتمع، حينما يشار الى انتشار الكذب والغيبة والى اعتلاء الصبيان على المنابر وما الى ذلك انما يشار الى فئة تُحَكَّم على هذه الساحة وبالنتيجة يكون هذا هو فعلهم بالشكل الذي يتحول الكذب او الغيبة او البهتان او هتك حرمات المؤمنين او الناس بشكل عام وتتحول الى مسالة يُستلذ بها في المجالس وتعتبر لطيفة من لطائف المجالس، وليس خفي الان ما يوجد من كثرة الاكاذيب التي يراد منها خلط الاوراق بالشكل الذي لا يصدّق فيها الصادق ولا يكذّب فيها الكاذب بحيث تختلف وتنقلب المعايير وعند ذلك لا يستطيع الناس لاسيما من لا بصيرة له او من لا قدرة لديه على التميز بين الحق والباطل وبين الصدق والكذب فتخلط عليهم الاوراق فلا يرون من الصورة الاجتماعية الا ما يجعلهم خانعين اكثر ومستذلين اكثر لطبيعة وطأة  هذا الواقع  المريع وشدة ضغطه عليهم بحيث يستسلمون لهذا الواقع، اليوم لدينا حصيلة مهمة في واقعنا سواء الاجتماعي او السياسي وسنضرب امثلة متعددة: اليوم في العراق هناك تجارة للدعارة تجري بصور مقنّعة لكن للدولة ولأجهزتها الأمنية هناك سهولة كبيرة جداً في الوصول والتعرف على ان هذه القضايا هي دعارة وهي تجري على مقربة من آليات التدين وعلى مقربة من الجوامع والبيوت المحافِظة والحسينيات والمواكب وقد لا يعرفون ان هذه الامور هي دعارة لكن الدولة والمسؤول يمكن له بمنتهى السهولة ان يكتشف انها دعارة، وعلى سبيل المثال الان تنتشر كثير مما يسمى بمكاتب المساج ولكن الذي يدخل هذه المكاتب إن كان شاباً سيجد ان من يقوم بعملية المساج هي فتاة وإن كانت امرأة ستجد ان من يقوم بعملية المساج هو رجل، والمساج بطبيعته يفترض ان يتعرى على اقل التقادير قسم من الجسم وبعض هذه المكاتب لا يخفون ان وراء عملية المساج علاقات أخرى، هذه المكاتب الان بدأت تصدر اعلانات نقراها في وسائل الاعلام المختلفة بان هناك مساج للنساء بكادر رجالي ولماذا ليس بكادر نسائي؟ ولماذا يقال للشباب ان كادر نسائي هو الذي يجري المساج؟، لا يحتاج الانسان الى فذلكة كبيرة لكي يصل الى انه امام مافيا كبيرة تنتشر وتُرعى وتنمّى وتتستر بإجازات وزارة العمل وهيئة السياحة وما الى ذلك، حالة من هذا القبيل هي مفردة صغيرة في مجتمع الان تجري فيه كثير من الحالات التي تريد من الناس ان ينفصلوا عن القيم الاجتماعية، كذلك انتشار المخدرات وانتشار اندية المجون وانتشار الدعاية الى المثلية الجنسية هنا الحديث عن العراق وعن بغداد تحديداً وليس مكان اخر، دعاية عن المثلية الجنسية ورعاية حقوق المثليين الجنسيين اصبحت من الادبيات المقبولة عند الكثير من الناس مع ان المثلية تعني ما كانت في السابق ما يتقزز منه مجرد السمع من وجود هذه الحالات فما بالك ان تصبح عبارة عن بوسترات و فلكسات توزع وتلصق والناس تنظر اليها ولا تبالي، هل نقول بان هذه الامور تجرى طواعية والناس هم الذين اكتشفوها وساروا عليها؟ ام ان هناك مشروع يعمل على اسقاط الاخلاق الاجتماعية في داخل المجتمع؟ ولماذا يُصَر على ان يؤتى بأُناس لا يرتبطون بالتاريخ المرتبط بالمظالم التي سدرت على المجتمع والمرتبط بطبيعة ما جرى على هذه الامة في تاريخها؟ لماذا يُراد ان يأتي جيل بلا تاريخ؟ ولماذا يسلّم هذا الجيل تاريخ هذه الامة ومستقبلها؟ هل ان هذا الذي يجري عبثاً فكرة في الفيسبوك طُرِحت وتنادى اليها مجموعة من الشباب؟ ام ان هناك مشروعاً يتناغم تماماً مع سلسلة كبيرة من مفردات الظلم الاجتماعي التي تبتدئ من اسقاط قيم الدين واسقاط الشخصيات المرجعية وما الى ذلك وصولاً الى الاستهتار بالله سبحانه وتعالى ونشر الالحاد وما الى ذلك؟ قد يدرس الانسان حالة من الحالات ويستهول النتيجة لكن لو جمع كل هذه الحالات ووضعها امامه ستصبح الصورة في غاية القسوة والشراسة التي يُستهدف بها مجتمعنا، اليوم المخدرات التي كانت تُتَناول بأيدي الشباب بطرق خفية وعن طريق اصدقاء السوء وما الى ذلك اليوم اصبحت رقمية واصبحت تدخل البيوت والعوائل في بيوتها واولادهم مع الانترنت يتعاطون المخدرات الرقمية وهي اقصى واشد حتى من المخدرات النباتية والصناعية.

* هذه الامور لا يمكن لنا ان نفسرها بانها تأتي من داخل المجتمع وانما في المجتمع تمت زراعة امر في غاية الفظاعة وهو اكل المال الحرام، اكل المال الحرام قد نتلقاه في البداية بعنوانه عملية دينية لكن في واقعه الحقيقي بعيداً عن الدين فهو يزرع في داخل القلب قساوة خاصة وهذه القساوة تشجع على الدياثة وتشجع على الجرأة في الاعتداء على ما هو اعظم من مسالة المال الحرام الى الاعراض الحرام والى الدماء الحرام والى الانفس الحرام ومن بعد ذلك يمكن ان تُفتح ابواب جهنم بكل الاتجاهات، فاذا ما أُضيف الى كل ذلك جهاز اعلامي متقن تقوم به الفضائيات وغيرها على الترويج لعملية التطبيع مع هذه الجرائم والاستخفاف بهولها وانما اعتبارها في بعض الاحيان فن من الفنون فتكون اللصوصية فن تقدمها السينما وتقدمها وسائل الميديا بشكل عام، تقدمها بعنوانها فن محبوب في البداية مثلما تم تقديم ارسين لوبين بعنوان اللص الظريف ثم تحولت الى مجموعة من الادبيات التي تتحدث عن ان اللصوصية احتراف وفن وعلم يدرّس، بعد ذلك ما علينا الا ان نلاحظ الشاب الذي يتأثر والذي يتعاطى مع هذه القضايا من دون وسائل تربوية، فاذا ما تم اسقاط المنهج التربوي في المدارس وفي الاعلام الحكومي وما الى ذلك ما الذي سنحصل عليه كنتيجة؟ إذا كان الاب مشغول بصعوبة استحصال الرزق وإذا كانت الام تريد ان تتخلص من اولادها باي ثمن بان يخرجوا الى الشارع او ان ينشغلوا بالايباد او الايفون او الجلاكسي وما الى ذلك او ان ينشغلوا بإرسالهم الى جهاز التلفزيون ليشاهدوا افلام الكارتون، هنا قمنا بملاحظة ثلاث قنوات فضائية (الجزيرة للأطفال MBC3,CN,) ووجدنا فيها عدة معالم اساسية في البرامج التي تُقدّم وابسط هذه المعالم ان يقدم للأطفال لسان بذيء والطفل يتعلم على البذاءة منذ البداية، كذلك البرامج تُقدِّم الالحاد بطرق متعددة وهنا نحذر العوائل من قضايا الالحاد الرسمي والالحاد الذي يقول للطفل بانه لا يوجد رب ولا يوجد هناك اله، وتُقدّم لهذا الطفل الفاظ فاحشة ومخلة للحياء جداً بل وممارسات تخدش الحياء بشكل كبير جداً، والصورة العامة ان تقدم ثقافة العنف للطفل بشكل واسع النطاق وبالشكل الذي يجعله يعتمد على ايذاء الاخرين وعلى الصراع مع الاخرين ولا يعتمد على معالم المحبة او اخلاقيات التعاون او اخلاقيات الشرف وما الى ذلك هذه لا وجود لها في مثل هذه القنوات ابداً، هذا الجيل حينما يكبر في هذا المستنقع ما الذي سنحصل عليه؟ وماذا يمكن لنا ان نتأمل في هذه الاجيال التي تصعد من دون رقابة، لديها العالم ساقط ولديها الصادق كاذب ولديها الامين مخوّن ولديها الوفي مغدّر ولديها كل هذه النماذج التي تصلح لان تكون قدوة تم تشويهها تماماً، في المقابل تم تلميع صورة الكاذب والخائن والسارق والعابث والدعّار وما الى ذلك من هذه الاوصاف التي كان في السابق يرفضها المجتمع تم تلميعها وتم على اقل التقادير ايصالها لكي تكون بمستوى الاتقياء، مثل هذه الامور تُقدم الى الشباب وهؤلاء لا يعرفون اي شيء مما جرى عليهم في التاريخ ويُحرَص على ان يُقطعوا من التاريخ، ومن نعم الله علينا ان هناك منبراً للحسين عليه السلام يربطنا دوماً بالذي جرى على اجيالنا سابقاً، لا نتحدث عن صورة متكاملة للمنبر ولكن بشكل عام طبيعة الاخلاقيات التي زرعت في داخل اوضاعنا الاجتماعية نتيجة لمدرسة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم تقدم وقاية وحصانة مبكرة، لكن الموج يكبر مع الايام وسط مشكلة تتفاقم بان المؤمن ينزوي ويتراجع ويتخلف ويترك الساحة الى الفاسق والفاجر لكي يعبث بها بحجة ان مثل هذه الامور فيها وساخة وفيها مشاكل وما الى ذلك وعلينا ان نبتعد تماماً والذي سيحصل ان تسلط الاشرار سيكون نتيجة حتمية لازمة لا انفكاك منها، هنا ما هو دور المنتظر؟ هو يتحدث ويكثر من الحديث بان الامام سيقيم العدل ويطنب في الحديث بان الامام سيحارب في عدة مناطق من اجل اسقاط الظلم والجور، لكن هذا المنتظر اي امر ينتظر؟ هل يريد ان يلقي بالمسؤولية على الامام ويتخلى عن هذه المسؤولية؟ ام ان الامام صلوات الله وسلامه عليه ينتظر من المنتظر ان يتقدم خطوة الى الامام باتجاه اقامة العدل وقمع الظلم والجور، ولا يمكن تصور عملية انتظار بعيدة عن هاتين القضيتين، مرة نتحدث عن انتظار على مستوى القاء محاضرة او الاستماع لمحاضرة وبعدها تنتهي القضية، لكن لو قرأنا التقارير التي كتبت عن الحرب الناعمة ضد التدين وكل التقارير الاستخبارية من دول الاستكبار كتبت انها تدعو الى تدين يكون فيه المتدين منزوي عن المجتمع ويترك الساحة السياسية الى الذين يلعبون بطريقة الغاية تبرر الوسيلة وبطريقة السياسة نفاق ومكر ودهاء وما الى ذلك، بينما الامام صلوات الله وسلامه عليه لا يريد هذا التدين.

* ذكرنا سابقاً ان بني اسرائيل حينما نزل امر الله سبحانه وتعالى بأن يُقتّلوا انفسهم كان من ضمنهم علماء فضج موسى بالدعاء وسأل الله سبحانه وتعالى ان امر الظلمة معروف لكن لماذا العلماء قال لولا تواكل هؤلاء وعدم تعهدهم لما ضل اولئكم، اما بالنسبة لواقعنا فمن احتسب على الاسلام وعلى التدين خيب الظنون تماماً ففسد وأفسد وتغاضى عن الفساد وسار في هذه القضايا بطريق عريضةً جداً، بالنتيجة الناس كانت تنظر الى اسماء كبيرة ولامعة كانت، ولكن حينما قيل لهم اتركوا التاريخ تركوا كل حالات دراسة الانحراف وكيف يحصل الانحراف وهل ان الانحراف ظاهرة شاذة في الحياة الاجتماعية او انها ظاهرة طبيعية في مسارات التدين؟ ان الله سبحانه وتعالى منذ اول حوادث البشرية يؤرخ لقابيل ولهابيل، وقابيل ابن نبي لكن استحكمت فيه عناصر لا أخلاقية استولت عليه ادت به الى ان يرتكب اول جريمة في الظلم الاجتماعي، بعد ذلك رأينا من الناس من كانوا ابناء انبياء كما في قصة يوسف عليه السلام ولكنهم قاموا بأداء دور الظلم الاجتماعي بالطريقة التي نعرفها في هذا المجال، وهكذا ينتهي الامر وصولاً الى الامام الهادي عليه السلام فأبتُلي بابن له كان يحتسي الخمر ويقارع اهل الطنابير والمعازف والقينات وما الى ذلك و كان فاجراً وهو الذي بعد ذلك تجرأ على الامام المنتظر صلوات الله عليه وحاول ان يصلي مكانه وينصب نفسه اماماً للناس لذلك حالة الانحراف ليست غريبة على الواقع الاجتماعي، كذلك هناك علماء مثل الشلمغاني والذي كان يظن الناس فيه بانه سيكون احد السفراء لكن صدر فيه لعن من قبل الامام العسكري عليه السلام ومن قبل الامام المنتظر ارواحنا فداه ولم تكن القصة صعبة او مستغربة، إضافة الى محمد بن ابي زينب المقلاص الاسدي كان من اعلام الشيعة في زمن الامام الصادق عليه السلام لكن حصل على لعن وبراءة الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه منه ودعوة الناس الى تركه الى ان قُتِل عليه لعائن الله، والمغيرة بن سعيد العجلي ايضا كان من اصحاب الامام الباقر ومن اصحاب الامام الصادق ولكنه انحراف، والواقفة كانوا علماء ووكلاء لكنهم انحرفوا، لذلك القصة ليست صعبة بان يبتدئ الانسان المسير ثم يخرج عن الخط لكن العِبرة في بقاءه وثباته على هذا الطريق، وهذا الطريق ايضاً ارانا ان هناك اناس تعرضوا الى الظلم الاجتماعي الكبير وعُرِضت عليهم اغراءات كبيرة  وتم ايعادهم بوعود كبيرة وايضاً في نفس الوقت تعرضوا الى تهديدات كبيرة ولم يزلّوا ولم ينحرفوا وبقوا ثابتين حتى ازهقت حياتهم في هذا الطريق امثال ابو ذر الغفاري ومالك الاشتر والمقداد بن الاسود وكميل ابن زياد وميثم التمار ورُشيد الهجري وعمرو بن الحمق ومئات الاصحاب من اصحاب الائمة صلوات الله وسلامه عليهم تعرضوا الى كل عنت من قبل المجتمع ولكنهم لم ينحرفوا عن الطريق وهذا ايضاً احد المعالم الثابتة في طريق التدين.

* نحن نجد ان هناك خلطاً مريعاً للأوراق ومحاولة توجيه الامور ضد المؤسسة الدينية تحديداً كما شاهدنا في حادثة النجف حينما طالب الناس بالكهرباء ومشكلتها معروفة عند الجميع، والذي حصل ان وزارة الكهرباء تنصلت عن وعد اعطته لمحافظة النجف لكن وُجِّه الناس لمقام اقيم بأموال الحوزة العلمية وليس بأموال الدولة وهي مؤسسة تشرف عليها المرجعية وتنفق عليها والطلبة الموجودين فيها غالبيتهم من ابناء هذا الشعب وهؤلاء يشتركون في مولدات كهربائية هيّئتها نفس الحوزة ويدفعون اثمانها مثل ما معمول به في البيوت العادية، السؤال: لماذا تم توجيه الرعاع تجاه هذا الصرح وقيل لهم ان المجمع العلوي هذا يُجهَّز بالكهرباء لمدة 24 ساعة وانه يأخذ من كهرباء الطوارئ وليس كهرباء المولدات المنصوبة في داخل هذا المجمع؟ ولماذا قيل لهم بان هؤلاء هم سبب مشكلة النجف ومن الذي كذب في هذه القضية؟ وهل ان هذه الكذبة ارتكبها انسان عادي؟ ولماذا وقتت في وقت الاعلان عن الانتصار في الموصل وتسمية هذا الانتصار باسم السيد السيستاني دام ظله الشريف؟ لا يمكن للإنسان مهما كان ساذجاً ومهما كان احمقاً في تفكيره الا ان يصل الى نتيجة بسيطة جداً بان هناك ايادي دفعت بالناس المظلومين والمحرومين اساساً من قضية الكهرباء فألبوهم على جهة لا علاقة لها بمشكلة الكهرباء اطلاقاً لكن هؤلاء لديهم اجندات امنية خاصة كما هو الحال في جماعة الصرخي او في جماعة اليماني وما الى ذلك ممن تم القاء القبض عليهم من اولاد البعثيين بذلك نكتشف باننا نتعرض الى مؤامرة كبيرة، هذه المؤامرة تستهدف اساساً اسقاط القيم الخلقية واسقاط نظام من يقتدي بهم الناس في اسقاط المرجع واسقاط العالِم والأمين والصادق ليبقى الكاذب الذي يضحك على الناس بأردية النزاهة وبأردية اصلاح الاوضاع العامة وانه هو المنقذ وانه هو الذي يبشر بالخير الى الناس وحتى لو فُضِح هذا الكاذب باعتبار ان حبل الكذب قصير لكن النتيجة التي سنخرج بها ان الناس ستكفر بكل شيء ليتم ايصال الناس الى حالة الياس والى حالة الإحباط وتحويل المجتمع العراقي الى مسخ من المجتمع وغير متعاون ومتصارع مع نفسه وتكون القصة هي انعدام الثقة بين النسيج العراقي والمستفيد هو الذي لا يريد الخير للعراق، هنا الامر الذي يجب ان ننتبه اليه هو مسؤولية المنتظر في ايقاف هذا التداعي، ذكرنا سابقاً ان سياسة الانتظار مبنية على ثلاثة أشياء: المنتظر عليه ان يفعل واحدة منها  على الأقل وهي اما ان يحقق انجازاً للناس واذا انعدمت الأمور ولم يستطع عليه ان يمنع الضرر من ان يصيب الناس فإن لم يستطع عليه ان يخفف الضرر الواقع به الناس، هذه ثلاثة اشياء اساسية في سياسة الانتظار وهي التي يمكن للإمام صلوات الله وسلامه عليه ان يرى فينا براءة الذمة حينما نقول لأنفسنا نحن منتظرون والا من دون هذه الامور لا معنى للانتظار وليس هذا هو المقصود من الانتظار، نؤكد على مفهوم ربما لم يذكر ضمن هذه القضية بشكل مباشر باننا حينما نقول ان العراق عاصمة الامام فهذا له أهمية كبيرة في تركيبة الانتظار لان الامام لم يفكر باي مكان ليكون عاصمة لدولته ولكنه فكر بالعراق ومنذ البداية قيل ان العراق عاصمة المنتظر صلوات الله عليه، اذن ساحة العراق تكتسب الكثير من الحساسية بالنسبة للمؤمنين وما يجري فيها من صغيرة وكبيرة يفترض ان يهتم بها المتدين، يشير الرسول صلى الله عليه واله الى ان المؤمن يذوب قلبه في جوفه من شدة الحرقة ومن شدة الغيرة ومن شدة الالم والفاجعة في طبيعة الذي يجري على الناس، لذلك نحن هل لدينا هذا القلب الذي يذوب في داخل اجوافنا؟ .

* اليوم تم تسليط الاضواء التي تريد ان تقول للناس ابعدوا الاسلاميين عن المواقع السياسية وحتى نفس الاسلاميين بدأوا ينادون بنفس هذه القضية بحيث ابتلعوا الطعم نتيجة نماذج سيئة قد لا تكون اسلامية بالمرة وقد يكون كُذِبَ عليها وتم الافتراء عليها والسلطة لعبت دوراً هائلاً جداً في اشاعة هذه الاخلاقيات، السلطة خاطبت المرجعية بانها يجب ان تكون مثلما تريد السلطة والا سيأتون بمرجعية أخرى أدى الى ان يتعادون مع مرجعية النجف ويعطون للمجرم الهارب من القضاء العراقي والمحمّل بملفات امنية مشبوهة وهو الصرخي يعطونه مربعاً امنياً مع قوات مسلحة وبإجازات الدولة ومحمية بطريقة الدولة ماذا يعني ذلك؟ كذلك جماعة اليماني التي قاتلت هذه الدولة وقتلت الكثير من ضباطها ورموزها تُعطى الاجازات الأمنية الواحدة تلو الاخرى بحجة الديمقراطية وبحجة نزعهم السلاح لكنهم لغاية الان يتسلحون ونجدهم في كل قضية عابثة بأمن الناس ماذا يعني ذلك؟ وهذه المسؤولية مسؤولية مَنْ؟ ومَنْ الذي يتصدى؟ فإذا كان السلطان شريراً سيفرز لكم هذه النماذج ولا نستغرب إذا خرجت الامور من يده ستكون بيد هؤلاء الأشرار، هذه نماذج والمخفي أكثر بكثير من هؤلاء واليوم المجاميع التي تخرج بعنوان حركة اولاد الله وغيرهم كلها تهدف الى سلخ المجتمع وابعاده عن الواقع الديني وتقديم الدين بصورة مشوهة، كذلك مئات الجهات تتحدث بلغة الانحراف يبتدئون بكارزمة متدينة في البداية والأجهزة تراقب أصحاب النفوس الضعيفة والمحتاج وصاحب الهوى منهم ليسقطوه في قصة المال او قصة النساء او في قصة الشهرة او الابتزاز والكثير من الافخاخ التي وقعوا فيها بشكل رسمي، ولا يوجد لدينا ادنى شك في ان الذين يتعرضون اليوم الى القيم الدينية والى المؤسسات الدينية وعلى راسها المرجعية الدينية لا يوجد ادنى شك بان هؤلاء مرتبطون بأجندة اكبر بكثير من مسالة انه لديهم فكرة يريدون بثها او التحدث عنها والا ما هو مصدر هذه الأموال الكبيرة التي تصرف من قبلهم، نحن نعتقد بحديث جدي وليس لمجرد التثقيف بانه توجد مؤامرة تستهدف عزل الاخيار عن هذه الامة وابعادهم عن الساحة وواجب المنتظِر ان يرجع يقدم الاخيار الى هذا المجتمع واذا كان هو قادر فمن واجبه ان يتقدم، نعم ان الساحة السياسية فيها أذى وفيها نفاق وفيها فجور وسرقه لكن ايضاً فيها تقوى وفيها ورع والا هل يمكن لنا ان نتصور ان السيد السيستاني غير سياسي وهو الذي سعى لان يكون للبلد دستور وحفظ امن الناس وحفظ الاموال العامة وما الى ذلك، لذلك اهل التدين والتقوى يجب يتصدون للقضية ولا نُستغفل بحجة ان السياسة فيها نفاق ويجب علينا ان نبتعد عنها، في حديث للإمام صلوات الله عليه مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل ان يولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم، لذلك تصدي المؤمن هو الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فاذا لم يتقدم الذي يريد الخير والبر بالعراق لا ننتظر ان من سيتقدم سوف لن يجني بالعراقيين وبهم ايضاً، والا الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه هل كان ظالم لنفسه حينما قُتِل وتعرض الى هذه المأساة التي صُنعت في كربلاء؟ لكن هذه قاعدة قرآنية وسنة الهية "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة"، اليوم بدأت تتفشى بعض اوراق الفساد وللأسف دائما يلقى القبض على السارق الصغير ويترك السارق الكبير والنزاهة تحاسب الذي يسرق بمقدار وتترك اصحاب الجهامة واصحاب الكاريزما والوجاهة السياسية، كذلك القضاء يحاسب الانسان العادي لكن اصحاب الجرائم الكبيرة قد يحضرون مؤتمرات ومن هرج من اجل سفك دماء الناس الان يستدعون الى ان يحضروا مؤتمرات وفي ضيافة القضاء العراقي، رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نبه على هذه الحالة في مؤدى الرواية بان اليهود كانوا اذا زنى الفقير رجموه لكن اذا زنى الغني يلتمسون له العذر، وهذا هو ما يجري في واقعنا هناك ثلاث سنين من دمائنا في قصة داعش ولغاية الان لم تبين الدولة من الذي تسبب بذلك فضلاً عن ان تحاسبهم، نؤكد على ان الانتظار السياسي هو السبيل الى القضاء على الظلم الاجتماعي، نلاحظ ان هناك من يحاول ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو امر طيب لكن يوجد فرق بينه وبين سياسي يجلس في البرلمان يستطيع ان يؤثر على قرار هائل يشمل جميع الناس، وعلى سبيل المثال اليوم الحشد مهدد بانه يجب ان ينتهي بعد تحرير الموصل وهو الذي حفظ كرامة العراقيين حيث ستحسم قضية الحشد من تلك المقاعد ، وهناك قضية الملاهي التي تأخذ اجازاتها من الدولة وموائد الخمر الموجودة فيها فمن الخزي ان يكون تداول الخمر ممنوع في أيام الفاجر صدام وفي دولة فيها على اقل التقادير بعض المتدينين لا يتكلمون والخمور على مرأى ومسمع منهم، هنا يتبين ضرورة ما ينادي به سماحة السيد بعدم إعادة الكرّة في تجربة المجرب بل يجب تقديم الانزه والاكفأ، والحمد لله اولا واخرا والصلاة والسلام على رسوله وآله ابدا.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك