* تحدثت واشارت الروايات الى أننا امام اربعة احداث ننتظرها وتتوزع على مساحة جغرافية محددة، ننتظر زلزال الشام وقد احيى زلزال العراق بعض من الآمال فيما يتعلق بزلزال الشام نتيجة لطبيعة ما اشار اليه علماء الجيولوجيا والتضاريس الأرضية بان تأثيرات الصفائح التكتونية العربية هي التي اثرت على طبيعة صفيحة زاكروس التي حصل فيها زلزال العراق وايران، ما يعني ان الصفيحة العربية التي تمتد من المحيط الهندي وتتواصل الى اليمن ثم تصعد مع جرف البحر الاحمر وصولاً الى منتصف تركيا هذه الصفيحة اصبح حراكها اكثر من كونها خاملة كما كانوا يصفونها من قبل فأصبحت تؤثر في المنطقة وتؤثر في الصفائح الأخرى، حتى وجدنا ان تل ابيب تُطلق انذاراً بعد زلزال العراق وايران بشكل مباشر من انها قد تتعرض الى زلزال كبير، ننتظر ايضاً معارك قرقيسيا والتي في موجتها الاولى لن يكون لشيعة اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم على ما يبدو اي طرفية فيها وانها ستكون شرسة وشديدة او إن كان لهم دخل فهو بشكل غير مباشر ولن يكونوا طرفاً اساسياً في هذه المعركة، لكن هذه المعركة التي ستجري في محيط مثلث الرقة دير الزور والحسكة هذه المعارك ستكون من الشدة بمكان بحيث يُبعِد الله سبحانه وتعالى عن المتحاربين النصر ويُلقي البأس على بعضهم بحيث يؤسس لمعركة فريدة من نوعها لطبيعة التداعيات التي ستنشأ منها بالشكل الذي تصفه الروايات بانها معركة لم تحصل من قبل منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الأرض، ومعركة من هذا القبيل لابد وانها ستكون لها علاقة بطريقةٍ ما بالحرب العالمية والا على مستوى القتل والقتال والأرضية وما الى ذلك فان المعارك التي حصلت كثيرة والحروب العالمية الاولى والثانية قبلها اخذت من البشر الشيء الكثير، لذلك لا ننظر الى هذه المعركة من زاوية عدد القتلى وانما ننظر اليها من خلال التداعيات التي ستنتجها للتأسيس للحرب العالمية الثالثة، وايضاً ننتظر احداث السعودية حجازاً كانت او غير حجاز، والحدث الرابع ننتظر ان تعمم الفتنة في العراق لتكون فتنة شديدة على وعي الناس بحيث يختلط الحابل بالنابل والصادق بالكاذب والامين بالغادر والمؤمن بغير المؤمن وتختلط الامور على الناس بالشكل الذي لا يُرى الهدى بل في وصف الروايات ان الذي كان واعياً ومتبصراً وكان يشق الشعرة بشعرتين سيسقط في اتون هذه الفتنة، في تعبيرات اليوم يمكن ان نقول بان الحرب الناعمة ستكون في اشد صورها على المؤمنين لخلط كل اوراق الوعي عليهم، في هذا المجال تبدو الاحداث انها تسير بهذه الاتجاهات وكل المؤشرات تعطي دلالات جادة باتجاه هذه الاحداث، والاحداث الاخرى هي الاخرى تنبئ عن احداث أُشير اليها في الروايات مثل تركيا التي يشار اليها في الروايات بانها سوف تنزل الى الجزيرة في سوريا اصبح امرها ليس صعباً تصوره وانفصال الاكراد في سوريا لم يعد الامر صعباً تصوره، وبالنتيجة الامور وكأنها تتهيأ لأحداث حاسمة ذات دلالات واضحة جداً في طبيعة ما سبق لنا ان اشرنا اليه منذ سنوات، ونعتقد من يراجع تلك المحاضرات السابقة سيجد ان توافقاً عجيباً حصل ما بين ما أُشير اليه وما بين ما حصل من احداث ثم ما يمكن ان يحصل من احداث ما عدا خلاف في التفاصيل او الجزيئات، نحن اليوم سنتحدث عمّا جرى في السعودية ثم سنعمد الى تسليط الضوء على ما تحدثت عنه روايات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في هذا المجال رغم اننا تحدثنا في السابق عن جانب من هذه الأمور.
* اشرنا في حديث سابق ان محمد بن سلمان تحرك وبدأت حرب الامراء بطريقة يمكن ان يتلمسها كل انسان، صحيح ان المُدّعى هو مكافحة الفساد وما الى ذلك لكن مكافحة الفساد المعلنة فعلاً هي كمن يتحدث عن امر خيالي لا يمكن ان يصدق به احد لان الفاسد هو من يتحدث عن مكافحة فاسدين اخرين، لكن من يراقب الحدث يجد ان الضربات التي وجهها محمد بن سلمان الى البيت السعودي والى بيوت الامراء يجد ان ثلاثة خطوط هي التي تم استهدافها بشكل شرس جداً، تم استهداف محور الامن ومحور الاعلام ومحور المال وحينما تسيطر على هذه الامور الثلاثة تعني انك قد رحلت بعيداً في مهمة السيطرة على النظام او اضعاف الخصوم الى درجة كبيرة، وكل الاسماء المعتقلة في العلن والتي اعتقلت في السر والتي هي مرشحة ايضاً الى ان تعتقل من بعد هذه الموجة تمثل امبراطورية هائلة من الأموال، هذه الإمبراطورية هي نفسها التي تسيطر على مساحة كبيرة من التحالفات القبائلية والعشائرية في داخل العربية السعودية وهي نفسها تسيطر على المساحة الاكبر من الاعلام العربي والعالمي والمسالة لا تتوقف عند مجموعة الام بي سي او مجموعة الاي ار تي او مجموعة الاوربت وما الى ذلك وانما تمتد الى مجاميع اخرى لم يعلن عنها فعلاً، لكن القدر المتيقن ان الضربة كانت استباقية، بمعنى لم تكن القصة قصة مكافحة الفساد وانما قصة استهداف قوى كان محمد بن سلمان يستهدفها لأسباب متعددة، قد يقال انه يريد ان يجمع المال وهو لا شك فعل ذلك، لكن القصة لا يمكن تصورها مقصورة على المال من دون ان تمتد الى الامن والى السياسة، القصة في اصلها سياسية ومحورها يرتبط بطبيعة استيلاء محمد بن سلمان على نظام الحكم في السعودية، ليس مهماً كل هذه التفاصيل التي حصلت، ما يهم هو المسألة الاستراتيجية في هذا الموضوع وهي ان محمد ابن سلمان تمكن وبجدارة عالية ان يُسقِط كل هيبة لبني سعود في الشارع السعودي ومزق الهالة التي كان ينظر اليها الجميع بعنوانهم ولاة الامر وبعنوانهم اصحاب الحق وبكل العناوين التي كان يسير عليها هذا القطيع الكبير الذين يسمونهم بأمراء البلاد وولاة الامر وما الى ذلك، استطاع محمد بن سلمان ان يمزق وحدة الامراء ووحدة الاسرة وان يمزق هيبة الدولة، فاذا كان صادق تبين ان قيادات الدولة هم الفاسدون الكبار وإن لم يكن صادقاً فهو نفسه الكاذب الكبير، بمعنى انه وضع العائلة في مأزق لا يمكن لها ان تتخلص منه، هذا المُعطى الاستراتيجي الاساسي الذي يمكن ان يُرصَد في مستوى العقلية السياسية الرصينة لتكشف من بعد ذلك ان اسس الشرعية التي كان يقوم عليها هذا النظام قد تلاشت بشكل كبير جداً، ومحمد بن سلمان قد فعلها بإتقان كبير في بلد تحتدم فيه عقلية السلفية التي تتعامل مع الحاكم بطرق من الاندكاك الكبير وفي بلد فيه روح القبائلية والعشائرية التي تترابط مع مشاعر الثائر ومشاعر الانتقام ومشاعر الغضب والحقد وما الى ذلك، محمد بن سلمان تمكن من ايصال رؤية اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم الى حكم سياتي الى هذه البلاد لن يُبقي حاكماً على حكمه وانما ستستمر عملية التصارع بحيث ان ملكاً يقتل اخراً وهكذا حسب ما تُرينا الرواية الشريفة التي تتحدث عن ذهاب ملك السنين وتعاقب ملك الشهور والأيام، لا نريد ان نقول بأن الرواية تتحدث عن هذا الوضع بالذات ولكن ما يجري اليوم يعطينا صورة قريبة جداً مما اشارت اليه روايات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، قبل ذلك كان التساؤل عن كيفية حدوث ذلك واليوم حدث الصراع وقد يكون الان الامراء في فندق يُبتزون وربما الارقام المشار لها بجمع اكثر من ترليون دولار من هؤلاء تكون صحيحة لكن الاصح من ذلك ان نيران هائلة تغلي في الصدور ولا يمكن لها ان تطفأ بسهولة ولا يمكن ان يتم تجاوزها الا ببحار من الدم، ما الذي سيبرره بن سلمان وما الذي سيفعله بعد ذلك لأن هؤلاء بعد مدة يجب ان يخرجوا مثلما هو الان في ازمة مع سعد الحريري.
* بالنسبة لقصة استقالة سعد الحريري وما الى ذلك لا قيمة لها في الواقع، سعد الحريري ابن رفيق الحريري ورفيق الحريري اخ عشيقة الملك فهد الذي باع عرضه من اجل ان يشارك فهد بن عبد العزيز في أمواله واسس شركة اوجيه وامثالها لكي تكون احد اساطين المال السعودي في السعودية وفي خارج السعودية، سعد الحريري لديه الجنسية السعودية والفرنسية واللبنانية وخطأ محمد بن سلمان انه لم ينتبه الى هذه النقطة بالذات، اراد بقضية سعد الحريري وفي قمة علاقته مع ايران ان يُلهي الوضع في الشارع السعودي ليقول بان الخطر الايراني قادم وحرباً في لبنان ستحصل فاستفز المشاعر باتجاه وذهب الى الاتجاه الاخر واختلى بلعبة الامراء وسيطر على الامراء، اعتقل وقتل والناس لغاية الان في لبنان يتصورون ان هناك معركة في حين انه على اقل التقادير لا توجد أي معركة في هذه الفترة ولن تحصل مواجهة مع ايران ايضاً، والمواجهة المحتومة في سوريا ولا يوجد شيء اخر يمكن للسعودية ان تفعله غير الساحة السورية ومقدار من الساحة اليمنية، ما سيحصل في أي لحظة من اللحظات ان سعد الحريري سيخرج مرغماً السعوديين على ان يواجهوا حقائق مزعجة للغاية، هل سيكون شجاعاً ام انهم سيناورونه وسيماطلونه على الأموال لان قسم كبير من اموال آل الحريري ذهبت بلا رجعة لكن القدر المتيقن ان احراجاً دولياً حصل والاحراج الدولي الكبير هو الذي وضعت امريكا نفسها فيه لأنها ايدت عملية اعتداء دولي في بُعد لبنان، فيُستَجلب رئيس وزراء بحجة ان لديه جنسية ويُرغم على الاستقالة فتكون السعودية قد اطلقت رصاصة الرحمة على راسها في لبنان في هذه القضية فمن الذي سيصدقهم او يعمل معهم بعد هذه القضية، نعتقد ان ايران هي التي ربحت وحماقة السعوديين أدت بهم الى ان يذهبوا الى ما تصوروه قفزة الى الامام لكنها كانت قفزة الى احدى الهاويات التي لا يمكن لعاقل سياسي ان يقفز مثل هذه القفزة ليغامر بكثير من النزق بموضعه وبموضع بلده، يبقى الكلام ثم ماذا بعد ذلك وما الذي سيحصل؟ محمد بن سلمان الان امام خيارين: اما ان يطلق سراح هؤلاء مع اخذ اموال مهمة منهم لكن لا شك ولاريب لن يطفئ اي نار لغضب واي نار للانتقام من قلوب هؤلاء فمنطقهم بدوي ولديهم حلفاء وقبائل ومصالح متعددة تعتمد عليها قبائل وتعتمد عليها عشائر وهذه العشائر حينما يأتي استحقاق دفع المال وما الى ذلك ويعرفون ان السارق يربض في الرياض عندئذ القصة لن تنتهي بمجرد التسليم لولي العهد وان قضية الامن في السعودية والامن السياسي وامن الامراء وامن الملوك وامن السلطنة قد انتهى ويمكن لمحمد بن سلمان ان يعد الأيام، او ان يقتلهم عند ذلك ايضاً سيصل الى النتيجة نفسها ولكن بعنفوان اكثر، اذن لا يوجد لديه خيار اما ان يثوّر بقية الامراء عليه واما ان يستميل امراء سوف يبقون مرعوبين من نفس اللحظة التي ارتعب فيها متعب بن عبد الله وناصر بن مكرن وامثالهم بين من قُتِل وبين من هرب وبين من تم اعتقاله، نحن نعتقد من الناحية السياسية انه وضع نفسه في ورطة كبيرة في الوقت الذي يتصور بانه تمكن من ان يجلس متربعاً على عرش السلطنة، السلطنة قبل ذلك كانت مستقرة الى حد كبير على المستوى الاستراتيجي واليوم هذا الاستقرار اصبح في خبر كان لا سيما وان الوضع السلفي هو الاخر مهدد بشكل جدي لان الرسائل التي اوصلتها واشنطن واوصلتها الاجراءات بينت لهؤلاء ان محمد بن سلمان سينقلب عليهم بشكل عاجل، لذلك القوة الدينية والقوة البدوية اصبحت في وضع لا يمكِّن محمد بن سلمان ان يعتمد عليها، هاتين القوتين هما عماد اساسي لقوة السلطنة، ومن يقرأ كيف تكونت السعودية يعرف تماماً ان هذين العاملين هما اللذان لعبا الدور الاساسي في بناء المملكة السعودية الاولى والثانية، ما نريد ان نخلص اليه هو ان كل الصورة التي تُرسَل من المشهد السعودي تُنبئ عن ان ملكاً مديد العمر وملكاً قوياً لن يكون من حظ السعودية ولا بأي شكل من الاشكال على اقل التقارير في الافق القريب، هذا الامر لا دخل له بالروايات بل له دخل بنظام الحكم وكيفية استقرار انظمة الحكم.
* بالنسبة لترامب قد يكون لعب لعبته بأخذ مليارات اخرى اضافية لكن المليارات لا تُقيم الأنظمة والاموال قد تُدفع لكن لن تُبقي الاصدقاء على صداقتهم، وبشكل مفاجئ بعد ما لُعِبَت هذه اللعبة ومنذ ايام الاعلام الغربي يتحدث عن ربيع عربي جديد في العربية السعودية، وقصة الربيع العربي لن يُخدع بها اي انسان عربي بعدما تبين انها لعبة أمريكية خدعت بها الشعوب وتم استبدال بيادق بدل أخرى على رقعة الشطرنج ولم تعالج الخيبات والفشل والمرارة التي تعاني منها الشعوب، الحديث عن ربيع جديد في السعودية يترافق مع حديث اخر عن سايكس بيكو جديد بعنوان مضى عليها مئة عام ويفترض تجديدها واذا كانت بريطانيا وفرنسا هي التي صاغت المعاهدة الان على امريكا ان تكون هي اللاعب في رسم المحددات الجديدة للشرق الأوسط، قد يسمونه الشرق الاوسط الكبير او ما الى ذلك لكن نعتقد ان هذه اللعبة لن تتمكن منها امريكا غاية ما هنالك انها اعطت فرصة في تحطيم الكثير من البُنى القوية للأنظمة الطغيانية واتاحت المجال لرؤية ضعفها من نقاط ربما الشعوب كانت غافلة عنها، لو نظرنا الى رواية كنّا ننظر لها ببعد اخر لكن اليوم ربما نحتاج الى ان ننظر لها بطريقة مختلفة وهذه الرواية لا علاقة لها بالمقاربة التي نريد اقامتها مع الروايات المتعلقة بالسعودية، بعدما يتحدث الامام الباقر صلوات الله عليه في حديث طويل يقول " إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فانكسرت، فقال حين سقطت : هاه - شبه الفزع " اليوم الصورة التي نلاحظها ان الكثير ممن كنا نحسب ان لديهم القوة والمكنة وما الى ذلك يمكن لعناصر القوه هذه ان تتلاشى بطريقة اشبه بالخيالية، وهذا نفسه يعطينا دافع في غاية الأهمية من الامل ومن الرؤيا المبكرة لطبيعة ما يمكن ان يجري لأساطين من القوة وكيف انها يمكن ان تتداعى في اي لحظة من دون اشارات مسبقة، اليوم على سبيل المثال الامارات تبدو قلعة هائلة من الاموال لكن حينما ننظر الى وضع السعودية يمكن ان نقول انها كذلك كانت قلعة هائلة من الأموال لكن الذي حصل ان التركيب الطبيعي لنمو المال وهو الحسد والطمع والغيرة وما الى ذلك والذي يؤدي بطبيعة الحال الى الصراع، وتبين ان هؤلاء ليسوا اقوياء وليسوا الا مجموعة من الجبناء تحتمي بأوضاع معينة فاذا ما انهارت هذه الاوضاع ينتهي كل شيء، والا كيف تغير حال متعب ابن عبد الله الذي كان وزير الحرس الوطني والحرس الوطني هو اقوى قوة في داخل العربية السعودية وبين عشية وضحاها جاءت المجاميع المصرية الخاصة وشركة بلاك ووتر الأمريكية وحاصروا المكان و اخذوه مع اولاده وانتهى كل شيء، كذلك التويجري الذي كان يتصور انه من اعظم عظماء المال ومن دهاة السياسة في السعودية تهاوى بشكل سريع جداً، بالإضافة الى بكر بن لادن والوليد بن طلال وغيرهم من الامبراطوريات الهائلة إن في المال او في الاعلام او في المجتمع او في الوضع السياسي لكن كل شيء انتهى خلال لحظات، هذا الواقع الموجود في هذه الأنظمة بهذه الطريقة تشير اليه الرواية بشكل واضح واذا هم بالضبط مثل الذي يحمل قطعة من الفخار سرعان ما تسقط لينتهي كل شيء، هذا الامر يعطينا درس في غاية الأهمية لأننا في كثير من الاحيان في خياراتنا السياسية والاجتماعية نبحث عن القوي والمؤثر ولا نبحث عن صاحب المبدأ والعقيدة، عادةً نبحث عن الذي يؤدي الى نتيجة عملية حتى لو كان من أكبر الفاسدين، بينما الرواية تشير الى ان كل معالم القوة لدى هؤلاء يمكن ان تذهب في لحظات والعبرة تكون لصاحب حسن العاقبة، هذه الصورة الاولى التي نأخذها من هذا الواقع.
* رواياتنا تتحدث عن ان مشكلة الحجاز تبتدئ من الكوفة، يحدث حدث في جدار مسجد الكوفة بعد ذلك يُتَوقّع ان يحدث شيء في الحجاز، فاذا حصل موت عبد الله سوف ينتهي حكم السنين وسوف يأتي حكم الشهور والأيام، الامام صلوات الله عليه يشير الى انه بموت عبد الله ينتهي حكم السنين ولن يبقى حاكم لأكثر من ثلاث سنوات هذا المنطق الطبيعي، لكن هذا المنطق محكوم بمعادلة اسمها البداء وهذا البداء يمكن ان يقدم ويمكن ان يؤخر لان هذه المواعيد ليست حدية ولا حتمية، هنا نكرر باننا لا نريد ان نسقط الرواية على الاحداث لكن اليوم لو تم حساب مدة الحكم بعد عبد الله باعتبار ان حكم سلمان منتهي من الناحية العملية والحاكم الفعلي هو محمد بن سلمان والقصة قد تكون متطابقة وقد يكون عبد الله الذي مات هو نفسه الذي تتحدث عن الرواية، لكن من جهة اخرى نقول يمكن لسلمان ان يتخلص من الزهايمر ليبقى هو الملك لذلك لا داعي لاستعجال الاخوة المنتظرين، اما بالنسبة لنقاشهم وتحليلهم فهو امر جيد ولكن يجب الا يسقطوا الروايات على الواقع هذا الذي يجب ان نحذر منه الى ان نتيقّن رغم اننا نعلم بكثير من الأمور ذكرتها الروايات وقلنا بانها ستحصل وحصلت وهي تعطينا يقين لكننا نتحدث عن قضية كبيرة ينتظرها كل العالم، البشرى الموجودة ان كل الامور تتجه باتجاه مخطط اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم ورواياتنا ذكرت انتهاء حكم السنين والعرب لا يقولون لسنة (سنين) ولا يقولون للسنتين (سنين) وانما يقولون ثلاثة واربعة سنين، اذن من يأتي بعد عبد الله لن يبقى لمدة ثلاثة سنين، تحدثنا سابقاً عن محمد بن سلمان وعن الامراء وما الذي سيحصل لهم والان مرة ثانية نعود لنقول له انت فريت لحمك بيدك ولا يمكن لك ان تبقى سنة ولن ينفعك دعم ترامب لان الامريكان فعلوها قبلك مع صدام في قضية دخول الكويت، يجب ان تقرأ التاريخ بشكل صحيح وتنظر الى الامر بطريقة مختلفة، يا محمد بن سلمان سبق ان حدثناك وحسب رواياتنا التي تذكر انه ستحصل عصبية ومعركة وحقد بين الامراء أنفسهم في جدة تؤدي الى مقتل خمسة عشر امير يتفجرون في جدة تحديداً لا نعلم الوقت لكن هذه رواياتنا تتحدث بهذا المنطق، الاحداث تجري وكأنك تقرأ الروايات وتعمل على ايجاد الأرضية لتطبيقها، وكن واثق لا انت ولا الذي يأتي من بعدك سيستقر في مكانه وهذا الكرسي سوف يفري لحومكم جميعاً لان الله سبحانه وتعالى وضع قواعد ووضع سنن وانتم انتهكتم كل السنن، ونحن نعرف انك ستهرب من المعادلة الى اسرائيل لتحصن نفسك وسوف تتحالف وستعقد صفقات مع اسرائيل وما الى ذلك لكن نقول لك ان اسرائيل ليست باقية، وانت في داخلك لن تستطيع ان تحمي احد، نذكرك بجدَّك عليه لعائن الله عبد العزيز حينما فعل فعلته في كربلاء وذلك الخادم العراقي من كربلاء الذي جند نفسه عندكم لأكثر من عشرين سنة يخدم الى ان قَتَلَ عبد العزيز فالعراقيين لا ينسون ثأرهم، يا محمد بن سلمان انت وضعت نفسك ما بين طريقين احلاهم مر فسجنك لهؤلاء لن يخدمك وستضطر الى قتلهم وستتحرك عليك الثارات، وقصة الفساد لن يقتنع بها السعوديين وستتكشف مع الأيام، بأعمالك قدمت لنا بشارات كبيرة وبالنتيجة انت ومن بعدك مشاريع للذبح فأئمتنا لا يتكلمون جزافاً ويوم يأتي موعد ذبحك تذكر هذا الكلام يا محمد بن سلمان لن يطول حكمك اكثر من سنة وهذه حقيقة علينا ان نسلم بها.
* نود الإشارة الى قضية يُفترض ان نتحدث عنها بشكل مفصل لاحقاً انشاء الله تعالى لكن كإشارة اليوم نحن انجزنا درس الاربعين والله يجزي كل الحسينيين بالخير على ما فعلوا، لكن السنن التاريخية في التربية الالهية لا تقنع بان يصل البشر الى مرحلة ويتوقفون وانما تحاول دوماً ان ترفعهم من مستوياتهم الى المستوى الثاني، لذلك استعدوا الى نمط جديد من انماط الفتن ستُبتلون بها حتى يُرى حقائق المعدن الذي عليه الناس بشكل واضح وجلي، في تعبير الرواية حتى يبقى من لا شغل للسوس به، السوس هو الذي ينخر الحنطة او القمح ومن سيبقى فقط الذين سيبقون ثابتين، بمعنى ان المؤمن سوف يُبتلى في نفسه وسيُبتلى الناس به وسيُبتلى بالناس ايضاً، فاذا لم نحرص على ان نخرج من الامتحان القادم ببصيرة وبوعي اعلى اوضاعنا ستكون ليست على ما يرام، وللأسف كثير من المؤشرات تُظهر ما بين مدة واخرى موجات من خيبة الوعي مؤلمة للغاية، سنضرب مثالين سريعين لأحداث جرت خلال هذه الفترة: الحدث الذي قيل فيه ان حزب الله ترك داعش تنتقل الى البو كمال مع ذلك الصخب الذي سقط فيه الكثير من الناس كنا نحسب ان لديهم وعي وكياسة واتزان واليوم الفرية الموجودة لدى العلمانيين وغيرهم عن زواج القاصرات نستغرب كل هذا الهياج الموجود في مجتمع لا يألف زواج القاصرات ولم نسمع في مجتمعنا عن بنت تتزوج بعمر 11 او12 سنة، الغريب ان القانون الامريكي يبيح زواج الأمريكية القاصرة صاحبه العمر 13 سنة في حال وافق القاضي فلماذا لا يتحدث هؤلاء عن القانون الأمريكي، القصة ليست قصة زواج القاصرين وانما القصة هي إيجاد خلل في الوعي يجعل الانسان ينتقل من موقعه الى موقع اخر وفي لحظة الانتقال قد يسقط هذا الانسان، والحمد لله اولاً واخراً والصلاة والسلام على رسوله وآله ابداً.
https://telegram.me/buratha