الصفحة الفكرية

مجموعة اسئلة حول الظهور المقدس يجيب عليها الشيخ جلال الدين الصغير


"هل التَخَصُصُ فيّ القَضِية المَهدوية والعَقائِدية تَتَوقف على المُجتهد فقط ، وَهل تَرَصُد العَلامات لا طائِل مِنهُ وَظِهُورهِ "عج" يَكُونَ عَلى حِيِنَ غَفلة ايّ بَغتَةٍ ؟!

 

:small_blue_diamond:سؤال : شيخنا الكريم .

بدأ البعض يطلق بعض العبارات ان التحدث بالشان المهدوي ، او بالاحرى ان روايات الظهور الشريف هي من اختصاص العلماء فقط كونهم الاختصاص بعلم الحديث وعلم الرجل الذي يجعلهم التمييز بين الروايات الصحيحة من عدمها ، ولايحق لاحد التخصص بذلك غير العلماء ، وانها مسالة كمسالة الحلال والحرام ؟ فما هو رايكم ؟

 

✍الجواب:

لا شك ان الحديث عن روايات الظهور يحتاج الى علم خاص، وليس هذا النمط من الروايات فحسب بل كل ما جاءنا من اهل البيت عليهم السلام وفي شتى المجالات يحتاج للتعامل معه الى قسم خاص، ولكن العلماء يفرقون بين الروايات التي يستدل بها على احكام الحلال والحرام او ما يطلق عليه بامور التشريع وهذه تحتاج الى درجة علمية متميزة تم التعارف عليها اصطلاحيا بالمجتهد سواء كان متجزئاً او مطلقاً.

وبين ما يتعلق بالامور التي لا يترتب عليها حكم شرعي فيه حلال او حرام او ما شاكل كالعقائد والتفسير والاخلاق والتاريخ والادعية والزيارات عند بعضهم ممن يتعاملون بقاعدة التسامح بادلة السنن وما شاكل وما الى ذلك من امور ومنها علامات الظهور فتحتاج الى دراية خاصة في بابها المبحوث فيه، ولان مثل هذه الامور تتداخل عوامل عديدة في فهمها وادراكها وطرق الاستدلال المتعلقة بها ليست جميعها مما يرتبط بالروايات وانما بعضها يرتبط بالامور العقلية وبعضها بالخبرة الاجتماعية وبعضها بالمتابعات التاريخية وفي بعضها قد نحتاج الى علوم متعددة كما يجري اليوم مثلاً في مناقشة العقائد الالحادية المعاصرة التي قد تحتاج الى دراية في العلوم البيولوجية او الفيزيائية او الكيمياوية وما الى ذلك.

ولذلك فان الحاجة الى الاجتهاد وما علاه يرتبط بالجانب الاول والذي يجب فيه التقليد، اما الامور الاخرى فان تعلق الامر بالرواية فان المقدار المطلوب هو الانسجام العام مع اصول المذهب وعدم الاخلال بها ولذلك بعضها لا يجوز التقليد فيها كما هو الحال بالعقائد والتي يكون فيها الدليل الروائي او النقلي احد ادلتها ولكنه ليس الوحيد فقد يستدل الانسان على الامر العقائدي دون الرجوع الى دليل نقلي فالعجوز التي استدلت على وجود الله تعالى بالبعرة والاثر بقولها ابعرة تدل على بعير واثر يدل على مسير اسماء ذات ابراج وارض ذات فجاج لا تدلان على اللطيف الخبير؟ لم تستخدم اي دليل نقلي وانما استخدمت خبرتها الحياتية في التوصل الى دليل عقلي متزن ومتين جدا.

والروايات التاريخية الواردة عن المعصوم صلوات الله عليه تحتاج الى خبرة موسوعية في روايات القوم وما كتبه المؤرخون وما الى ذلك لفهم طبيعة المراد وليس في ذلك ثمة حاجة للاجتهاد 

اما في علامات الظهور ورواياتها فشانها شان البقية نعم نحتاج لتبين الاصيل من الدخيل وما اكثر الدخيل الى دراية روائية والى دراية رجالية كما ان معرفة الدلالات الروائية تحتاج الى ثقافات متعددة ومتابعة لكل الروايات الواردة في هذا المجال وليس في كل ذلك اي وقف على المجتهد خاصة وان اي شيء فيها لا ينتج حكما شرعيا، بل قصارى ما ينتج امرها غير مسألة فهم الحركة المهدوية الوعي بما سيجري واتخاذ العبرة منها او الحيطة منها او فهم الواقع الخارجي لو كان المبحث متعلق بزمانها واعتقد ان جميع الذين كتبوا في دلالاتها لم يتحدثوا على انها من اليقين المطلق وانما قدموا فهمهم دون الزام لاحد.

ومحض القول بان هذه الامور لا يمكن ان يبحث فيها الا المجتهد يدل على جهل كبير ويستلزم القاء الغالبية العظمى مما كتب في العقائد والتاريخ والاخلاق ومسائل الامام المنتظر روحي فداه وغير ذلك جانبا لان المجتهدين لم يكتبوها كما واننا سنحمل المجتهد عبئاً جديداً لا علاقة له بمهمته بشكل موضوعي.

انا احمل هؤلاء على البراءة حتماً ولكن احذر من انتشار ذلك لانه سيؤدي الى هجران العالم والفكر العلمائي بحجة انهم ليسوا من اهل الاجتهاد.

يبقى ان اشير الى انني في الفصل الرابع من كتابنا في العلامات قد انتقدت بشدة حالة الانفلات والتسيب في التعامل مع الروايات المهدوية ودعوت الى الاتزان بين منهجي التسامح في ادلة السنن التي عمل بها غالبية من كتب وبين منهج التشدد السندي المطلق الذي قد لا يبقي لدينا شيئاً كثيرا من الروايات.

بطبيعة الحال بعض ما يكتب لاغراض التسقيط السياسي فتعففوا عنه فليس بضار في دينكم شيئاً

السلام عليكم شيخنا العزيز

سؤال: بعض الاخوة الكرام يعتقد ان لاجدوى من تتبع تحقق العلامات ، يرون ان الامام عج قد يصلح الله امره في ليلة ويكون ظهوره بغتةٍ ، فلا تنشغلوا بالعلامات ولا تسقطوها على واقعنا ، فلو كان هناك اهتماما بها لاهتم بها المراجع العظام اعزهم الله ؟!

 

✍الجواب:

ليس الغرض من تتبع العلامات هو ظهور الامام روحي فداه فالظهور امر متعلق به صلوات الله عليه وليس بمتتبعي العلامات، ولكن التتبع متعلق بانصار الامام روحي فداه وطبيعة استعداداتهم وتحديد مساراتهم، فان ظهر بابي وامي ونحن لا استعداد لنا ولا نعرف ما هي ظروف خروجه وما هي طبيعة ايام هذا الظهور وسط اجواء الادعياء وكثرتهم، فهل ستدلنا بصيرتنا عليه، وقد عمدنا سلفا الى ان نبقيها في خمول بل في عمه؟ بحجة ان الامام عليه السلام سيظهر بدون حاجة منا للاستعداد!!

وكان الاحرى بهؤلاء ان يتساءلوا ان كان الامر كذلك فلماذا اذن تحدث اهل البيت عليهم السلام بهذا الحديث الواسع عن العلامات؟ 

اني احسب ان حديث اصلاح امره صلوات الله عليه بغتة مرتبط في واحدة من اهدافه بطبيعة ايجاد الزخم المعنوي المطلوب للمؤمن اذا احتدمت به الفتن وخضع لمضايقات ومنغصات الواقع المريض بحيث انه ان نظر الى الواقع يياس ولا يبقى لديه امل بامامه روحي فداه، فيقال له لارتبالي بهذا الواقع فالامام عليه السلام وظهوره حتم لن يتخلف وان كان كل المجتمع يعيش حالة النكوص عنه بابي وامي

 

الجواب لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك