الصفحة الفكرية

ملخص ملتقى براثا الفكري - هل اختلف الرمحان في الشام؟ كيف نتيقن في فقه علامات الظهور


* خلال الايام الأخيرة وجدنا اهتماماً كبيراً عند الكثيرين برواية اختلاف في الارماح في الشام، وبعضهم كالعادة حاول ان يُسقط الرواية بطرق متعددة على ما يجري فعلاً، ما بين مشكك ومؤكد وما بين مصدق ومترقب كان السجال ولمّا يزل مستمراً في طبيعة هذه الرواية وماذا تعني بكل الكلمات التي وردت فيها، وهل ان هذا الذي جرى في دمشق خلال الفترة القليلة المنصرمة هو تطبيق هذه الرواية او لا؟ بطبيعة الحال مثل هذا الاهتمام مع انه يمثل شوقاً الى المولى صلوات الله وسلامه عليه غير اننا نشهد اثارات من هذا القبيل مع كل حدث يحصل وتتوارد الأسئلة من كثيرين مثلما يحصل في المرات السابقة ونعتقد انه كلما حصلت اثارة امنية او عسكرية في منطقةٍ ما سنبقى نمر بمثل هذه الاهتمامات وهذه التداعيات، ما يهمنا في البداية هو التعرف على المنهج الذي بإمكانه ان يعطينا نسب أقرب الى اليقين او يعطينا صورة من شانها ان تؤكد لنا بان ما حصل هل هو عين ما تشير اليه الروايات او لا؟ اختلاف الارماح امر موجود في كل البلدان وفي كل الازمان، في كل زمن يمكن ان نشهد اختلافاً للأرماح وفي الشام على سبيل المثال حينما يختلف الناس او القوات المسلحة فينقسمون الى قسمين وبالنتيجة يمكن ان نقول هذا اختلاف الارماح،

وبالنتيجة لو ذهبنا الى التاريخ سنجد دوماً شيء اسمه اختلاف الارماح، اذن اختلاف الرمحين هو حدث يتكرر وكلمة يشار بها الى جيشين او الى جهتين متقاتلتين وهذا الامر يمكن ان يحصل دوماً، فلمجرد حصول نزاع او اشهار سلاح من طرف الى اخر هل يحقق ما ذُكِر في روايات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم؟ او اننا بحاجة الى ما يمكن ان يعزز لدينا العلم واليقين بأن ما تم ذكره هو الذي ورد على لسان اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم وليس حادثة معينة مرت او تمر علينا؟ مع اننا تحدثنا في السابق عن هذا المنهج في اكثر من مرة واشرنا اليه في مناسبات متعددة لكن نجد هذه المرة ايضاً من الضروري تكرار الحديث عن مثل هذا المنهج لأننا نخشى تداخل امرين معاً الامر الأول: ان عدم التعرف على كيفية التعامل مع روايات اهل البيت من هذه الجهة بالذات قد يؤدي الى مدعين والى تصديق ادعاءات متعددة، بمعنى يمكن ان يدخل على هذه القضية  أُناس يريدون الاستفادة والاسترزاق بلا علم وبلا معرفة فيدّعون العلم بعلوم واحاديث اهل البيت وعلامات الامام صلوات الله وسلامه عليه مما يمكن ان ينشئ لنا حالة وهي ايجاد شخصيات غير حقيقية بعلمها ومعرفتها تلعب بعواطف الناس،

والمشكلة لدينا هنا ان الناس حينما تعتقد بشخصية معينة تبتدئ بسؤاله عن قضايا سياسية واجتماعية ولا تتوقف عند صاحب العلم في القضية المحددة في ذلك العلم وانما ستمتد الامور الى قضايا متعددة، القضية الاخرى المهمة ايضاً هي اننا حينما نعطي امالاً في حدثٍ ما وهذا الامل بعد ذلك يتبين انه ليس حقيقي سيكون الارتداد على النفوس الناشئة ومن لديهم معرفة وليدة انهم لن يصدقوا بعد ذلك بكل الامور او يتركوا قضية الامام فيتحولوا الى حالة اليأس، بالإضافة الى ان وضع الغزو الفكري والثقافي الذي تعاني منه الساحة الشيعية يفترض ان يُحذّرنا كثيراً من مغبة الوقوع في مثل هذه القضايا لان الاعداء يحاولون جهد الامكان القاء الشك في القلوب فكيف اذا كان إلقاء الشك في القلوب نحن من نعمد اليه ونحن من نؤسس له لذلك هناك حذر كبير في هذه القضية.

* اذن ما هو هذا المنهج الذي نشير اليه ونتحدث عنه؟ في روايات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم قسّموا الفترة الزمنية المستقبلية بالنسبة لهم وللناس ممن لم يصل الى العهد القريب من الامام صلوات الله وسلامه عليه الى قسمين: قسم ليس له علاقة مباشرة وقسم له علاقة مباشرة بظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه، القسم الاول تحدثوا عنه لكن لم يحددوه باطار ولم يقدّروه بقدر، اما الاحداث التي لها علاقة بالإمام صلوات الله وسلام عليه بمعنى انها قريبة جداً من عصر الامام صلوات الله وسلامه عليه فحددوها بجملة معايير، المعيار الاول انها من الصنف الذي يتبع بعضه بعضاً فتأتي متسلسلة كنظام الخرز، الامر الاخر انه في هذه الفترة على المرء ان يتحرك بمعنى ان الاحداث لها علاقة بالحراكات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها المؤمن في ذلك الوقت، وحديث جابر بن يزيد الجعفي رضوان الله تعالى عليه واضح جداً في عملية التفريق ما بين الزمنين حينما يقول له لا تحرك رجلاً ولا يداً (حتى) هنا كلمة حتى هي الفاصلة ما بين المرحلتين الزمنيتين، المرحلة الاولى التي لم يتحدث عنها الامام وانما وردت في روايات متعددة في انها لا علاقة لها بظهور الامام ضمن هذه الخريطة او التسلسل الذي وجدناه في الروايات الخاصة بالعلامات التي ستحصل وتنتهي بظهور الامام صلوات الله عليه، عند ذلك فان الأحداث الاولى ليست مهمة باعتبار انه قد يأتي حديث مثل حديث رسول الله صلى الله عليه واله والامام امير المؤمنين وغيرهم من المعصومين عن هدم مسجد براثا حيث انه ورد في الروايات واعتبروه دليل على ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه لكن الاشارات الموجودة في الرواية تجعلنا نتيقن بأن الحدث تم وحصل، لكن الكلام في الاحداث  التي في الفترة الثانية والتي تذكرها الرواية "حتى ترى علامات اذكرها لك" ومعناها اذا رأيت هذه العلامات فعليك ان تتحرك لان الامام صلوات الله وسلامه عليه سيكون هو في نهاية مطاف هذه الاحداث،

لدينا صنفين في روايات الظهور الشريف: صنف تطرق الى حادثة محددة وصنف تطرق الى جملة حوادث ذُكِرَت بطريقة يمكننا ان نستدل على طبيعة التسلسل فيها، القضية الثالثة في هذا المجال هي ان الروايات التي تتحدث وقد نرى بعض من الاحداث التي تحصل في انها متطابقة او متشابهة او ان نقول بانها هي عينها تلك التي حصلت، هذه الاحداث إن لم تأتي متسلسلة بمعنى ان الرواية اشارت الى وجود تسلسل في هذه الحادثة عند ذلك لا يمكننا ان نعتمد على الملاحظات الأولية بل نحتاج الى قرائن متعددة والى اضافات من الاحداث حتى يمكن لنا ان نقول بان هذه الحادثة تتعلق بهذه القضية، بالنسبة الى رواية اختلاف الرمحين هي من جملة الروايات التي ذُكِرَت بتسلسل معين وتوجد ثلاث روايات ذكرت التسلسل، رواية جابر بن يزيد الجعفي وهي اوثق الروايات واكثرها تفصيلاً ذكرت علامات متعددة بطريقة متسلسلة بالشكل الذي لا يفسح المجال لتغير تسلسل هذه الاحداث، ورواية يعقوب السراج المذكورة في الكافي وفيها تسلسل معين، والرواية المروية عن الامام الباقر عليه السلام عن جده امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه وهي ربما اكثر هذه الروايات صراحة في قضية التسلسل باعتبار استخدم كلمة (ثم) لحصول الحدث اللاحق، اذن لمعرفة حصول حدث اختلاف الارماح من عدمه علينا ان نراقب حصول الاحداث التي أُشير اليها قبلها، هنا سيكون لدينا قرائن واضحة ونسبة اليقين نتيجة تسلسل الاحداث ستكون نسبة افضل مما لو نظرنا الى الاحداث بشكل مجزئ.

* رواية الامام الباقر عليه السلام مذكورة في ثلاثة مصادر ويمكن لنا ان نعتمد على مصدرين اساسيين هما غيبه النعماني وغيبة الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليهما، هذه الرواية يتحدث بها الشيخ النعماني عن المغيرة بن سعيد عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلِ إلا عن آية من آيات الله. قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتى تحل بالشام، وذلك عند الجزع الأكبر والموت الأحمر. فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، حتى يستوي على منبر دمشق، فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام" الرواية تشير الى حدث اول وهو اختلاف الرمحين بالشام ولن ينجلي الا بآية من آيات الله وهو الحدث الثاني رجفة تكون بالشام يهلك فيها اكثر من مئة الف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاب على الكافرين، المحصلة هي ان هذه الرجفة تؤدي الى حدث من شأنه ان يتسبب في الفرج للمؤمنين،

ثم تشير الرواية الى أصحاب البراذين الشهب المحذوفة وسبق ان قلنا ان البرذون في اللغة العربية هو الدابة، اما المحذوفة فان العرب تسمي ما يرمى من بين الابهام والسبابتين محذوف، طريقة الحذف هذه مع الشهب وهي النيران او ما الى ذلك معناها ان ثمة ادوات تتحرك وتُلقي نيران على طريقة الحذف وهذه الطريقة هي المستخدمة في الدبابات والمدفعية وفي بعض الادوات التي تقذف بالصواريخ، وبعد هذه الاحداث تشير الرواية الى الرايات الصفر التي تُقبل من المغرب حتى تحل بالشام عند الجزع الاكبر والموت الأحمر، هنا مواصفات الرايات الصفر انها تقبل من المغرب وتكون في ظرف تمر فيه الشام بجزع كبير وبموت كثير والموت الاحمر هو الذي يتسبب بخروج الدم بمعنى القتال بالأدوات الحادة، والموت الابيض تعبر عنه الروايات بالطاعون والطاعون ينتقل بالعدوى، لذلك يمكن ان يصطلح على الأسلحة الكيميائية او على الأسلحة الجرثومية او النووية وما الى ذلك بالموت الابيض لأنه لا يتسبب بخروج الدماء، بعد هذه الاحداث الاربعة المتسلسلة الواحد من بعد الاخر تقول الرواية فاذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها حرستا، فاذا كان ذلك خرج ابن اكلة الاكباد، اذن لدينا تسلسل للأحداث الواحد من بعد الاخر وبعضه قد يتسبب به البعض الاخر، وهذا الذي تشير اليه الروايات بانه نظام كنظام الخرز يعقب بعضه بعضاً، بالنسبة لنا حصول هذه الاحداث لا يمكن ان يأتي اعتباطاً ولا يمكن لنا ان نفككه عن بعضه، على سبيل المثال قولنا باختلاف الارماح يدعونا ان نطالب برجفة وهذه الرجفة يجب ان تؤدي الى فتح والى فرح في قلوب المؤمنين وتؤدي الى ان يتحول الحدث الى امر مضاد للكافرين، الامر الاخر مع هذه الرجفة نحتاج الى تحول في واقع معطيات المعركة لتكون هلاك للكافرين ورحمة الى المؤمنين، ثم بعد ذلك علينا ان نشاهد دخول أسلحة تختلف عن الأسلحة الاولى ثم يتطور الامر الى نزول الرايات الصفر بأحداث الواحد من بعد الاخر، فحصول هذه الاحداث بهذا التسلسل لا يمكن ان يأتي صدفةً بمعنى لو كان لدينا عشرة احداث سيكون احتمال حصول حدث اول هو واحد الى عشرة لكن حصول الحدث الثاني لن يُبقي النسبة واحد الى عشرة وانما ستكون النسبة واحد الى مئة، وحصول الحدث الثالث بنفس التسلسل سيحول النسبة الى واحد الى عشرة الاف الى ان نصل بالنتيجة الى الحدث العاشر محققين الاحداث المتسلسلة من واحد الى العشرة ستكون النسبة عشرة مرفوعة الى القوة 25 ، بمعنى انه اذا اردنا ان نتيقن ان هذا الحدث الذي حصل هو الحدث الذي اشارت اليه روايات اهل البيت سنحتاج الى الحدث الثاني وبعد الحدث الثاني يزداد اليقين بدرجة لكن بعد الحدث الثالث سيزداد اليقين اكثر فاكثر، وهذه الاحداث لن تحصل اعتباطاً ولابد ان يكون لها منهج لذلك حينما يتحدث امير المؤمنين ويقول هذه الاحداث ستأتي متسلسلة معناها اذا حصلت في هذا التسلسل سيعطينا يقين كبير بان الاحداث قد حصلت.

* الرواية المذكورة تتقاطع مع رواية جابر بن يزيد الجعفي رضوان الله تعالى عليه والتي يرويها ايضاً الشيخ النعماني في قضية أساسية، "عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): يا جابر، الزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:أولها اختلاف بني العباس، وما أراك تدرك ذلك، ولكن حدث به من بعدي عني، ومناد ينادي من السماء، ويجيئكم صوت من ناحية دمشق بالفتح، وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن،..." هنا يوجد تقاطع بأكثر من قضية: الصوت وهل هو الرجفة؟ نتيجة البحث والتدقيق سنعلم بان ما يتحدث به عن الصوت هو الصورة الاخرى من حدث الرجفة باعتبار ان حدث الرجفة ينجم معه صوت، لذلك إن أُشير الى الرجفة لوحدها او أُشير الى الصوت لوحده انما يشير الى حادث واحد لكن بطريقته التراتبية فتأتي الرجفة ثم نسمع الصوت الذي يسبب هذه الرجفة، في الرواية الأولى يشير الى هلاك مئة الف رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين وهذا هو مصداق الفتح، والشيء الذي يجعلنا نتأكد من الموضوع هو الحديث عن الخسف ففي الرواية الأولى يتحدث عن خسف حرستا وفي الثانية يتحدث عن خسف الجابية، ومن يعرف دمشق يعرف بان حرستا والجابية مناطق متقاربة وكليهما يشار لهما في روايات أخرى، اذن الحديث عن الجابية وعن حرستا انما يشير الى نفس الحدث ولكن مرة بالنظر الى حرستا واخرى بالنظر الى الجابية، ولكي نعرف هوية الارماح التي تتقاتل باعتبار بعض المنشغلين يقولون ان هذا الحديث حديث عن روسيا وامريكا وبالنتيجة امريكا وروسيا ستتقاتل بالشام وسيؤدي اقتتالهم الى مقتل مئة الف، سبق ان قلنا ان حدث اختلاف الارماح حدث يمكن ان يتكرر في كل الازمان، الرواية الواصلة الينا في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي نسخة فيها اخطاء كثيرة ووردت كلمة رمحان بدون اليف ولام التعريف لكن في رواية الشيخ النعماني وردت كلمة الرمحان مع اليف ولام التعريف، وحينما يقول الرمحان اما ان تكونا جهتين مشخصتين بحيث نسمي الالف واللام الف ولام العهد، او ان هذه الالف واللام تسمى بألف ولام الجنس اي ان كل رمحٍ يتقاتل مع رمحٍ اخر يمكن ان يدخل في اطار هذه الكلمة، في نسخة الشيخ الطوسي والتي تماثلها ايضاً نسخة السيد الراوندي رضوان الله تعالى عليه في الخرائج يشير الى رمحين منكَّرة ومعناها لا توجد عهدية خاصة بوجود الارماح، ما نذهب اليه ان الاساس في معرفة هوية هذين الرمحين هو ما يتأتى من بعد ذلك من احداث، لان الذين اختلفوا بالشام اكثر من رمحين، الان توجد تركيا وسوريا والسعودية عبر وكلاءها وقطر والامارات وامريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وايران واسرائيل الجميع داخلين ويتقاتلون، فاذا قلنا ان الارماح هم الوكلاء سيكون لدينا مئات العصابات والمنظمات التي قاتلت في مقابل الجيش السوري والمجاهدين الايرانيين والمجاهدين العراقيين وحزب الله، عن اي ارماح نتحدث اذن؟ ولماذا يتجه الحديث الى روسيا وامريكا؟ لا توجد ضرورة لازمة حتى نقول الرمحين المقصودين بالرواية هما روسيا وامريكا، ما نعتقد به ان الملاك في معرفة هذه الارماح هو الاحداث التي تجري من بعد هذا القتال، فاذا حصلنا على احداث فيها صوت وفيها رجفة وفيها هلاك وفيها نعمة للمؤمنين وفرحة وفرج وفتح لهم وفي المقابل هلاك للكافرين، عندئذ يمكن تغليب امر على اخر فنقول ان هؤلاء هم اقرب من اي مجموعة أخرى، فاذا تبين من بعد هذه الاحداث ان هناك رايات صفر دخلت للمعركة سيزداد اليقين لدينا بالمقصود من الرمحين، وبعد هذه النتائج سيكون هناك خسف وستكون عندها التوجهات واضحة جداً من دون ان نحتاج الى تمحّل في البحث عن الأدلة والقرائن البعيدة وتفسير ما لا يُفسّر او تحميل الامور ما لا يُحتمل.

* نحن نعتقد ان ما تم في الشهر الخامس من عام 2013 في جمرايا هو الذي فتح الباب للتعرف على حقيقة هذه الرواية والسبب هو الصوت الذي سُمِع في هذه الحادثة وهي قصف منطقة جمرايا من قبل إسرائيل، هذا الصوت كان مذهلاً الى درجة لم يُسمع في الشام صوت قبله بهذا المستوى وتسبب برجفة وصلت الى معدل 4.5 وفق مقياس ريختر، وفي اليوم اللاحق قرر حزب الله المشاركة الفعلية في المعركة وقد جاء من مغرب دمشق برايات صفراء واشتراكه في المعركة جاء في وقت كان المؤمنون قد جزعوا جزعاً هائلاً وكانت الخشية على ضريح السيدة زينب صلوات الله وسلامه عليها خشية الى حد الهلع، والتسيُّد كان بشكل كامل الى العصابات التكفيرية وهذه العصابات نشرت موتاً احمراً امتد من حمص الى حلب وصولاً الى الشام بحيث اصبح  لدينا اعداد هائلة من المقتولين واعداد هائلة من المهجّرين يصل الى حد الجزع الاكبر والموت الأحمر، ومن بعد مشاركة حزب الله تغيرت المعادلة بشكل كبير والحسابات التكفيرية اصبحت مُلاحقَة واتجهت الأمور الى فتح كبير وهنا لدينا احداث متسلسلة، بالنسبة لخسف حرستا وخسف الجابية: الخسف على مستوى اللغة هو ان الارض تأخذ من الاسفل ما يوجد في الاعلى ويمكن ان يتحقق بطريقتين: اما بطريقة الزلزال وهو ايضاً بنوعين: زلزال افقي واخر عمودي وهو اصدق الامور حول الخسف من ان الارض تبلع ما فوقها، فاذا قلنا ان زلزال حرستا وزلزال الجابية هما زلزال واحد يمكن ان نتحدث عن زلزال تخريبي يمتد من الجابية الى حرستا والمسافة بينهما عشرة كم تقريباً فاذا حصلا في وقت واحد يمكن ان تكون نظرية الزلزال مفضلة على غيرها، لكن ايضاً بعدما رأينا بعد خروج المسلحين من منطقة الغوطة في حرستا من انفاق وفيها الكثير من المتفجرات بحيث ان نفس العصابات هددت في وقتها بتفجير حرستا من اولها الى اخرها مع المجمعات السكنية الكبيرة الموجودة هناك ومعناه يمكن ان يحصل تفجير من الداخل يؤدي بالنتيجة الى حالة الخسف من الخارج، اذن الحديث عن الزلزال لن يكون هو الوحيد في هذا البين وانما يمكن لعملية التفجير ان تؤدي الى الخسف في المنطقتين، واذا قلنا بان الحدثين متلازمين وهما حدث واحد ستكون نظرية الزلزال هي الاقوى لكن لا يمنع فيمكن للتفجير ان يؤدي دوره في هذا المجال، اذن وحسب اعتقادنا ان اختلاف الارماح امر قد تم بدليل الحوادث التي جاءت متتابعة وليست متباعدة، وبالنسبة لهلاك المئة الف بعضهم يفهم الى ان هناك حدث واحد يؤدي الى هلاك هذا العدد بينما المنطق الطبيعي ان هذا الحدث المسمى بالفتح او ما يسمى بالرحمة للمؤمنين يؤدي الى مقتلة في وسط هؤلاء تصل الى مئة الف، ولكي نجد التفسير عن كيفية قتل هؤلاء فأما ان يكون لدينا حدث هائل جداً كقنبلة نووية مثلاً يؤدي الى قتل هذا العدد الكبير، لكن المشار في الرواية ان هناك رجفة تتبعها الاحداث والحديث عن القنبلة النووية عادة لا يتصل بعملية الفتح واحساس المؤمنين في حالة الفرح ونزول الرحمة عليهم، لذلك نعتقد ان الامر تم والاحداث التي حصلت من بعده دليل على ان الامور تمت بهذا الاتجاه، اذن ما ننتظره في هذه الفترة حدثاً يؤدي الى عملية خسف، هذا الخسف لو تم مع ان الرواية اختزلت الاحداث من بعد ذلك وقالت بعد ذلك سيأتي السفياني، لكن في رواية جابر قبل السفياني هناك تفاصيل متعددة اولها ان الاكراد يعلنون عن كيانهم في سوريا وبعدها الحرب العالمية، وهذه الحرب العالمية اليوم قصة ليست خفية ولا اعلان الاكراد هو امر مستغرب وانما اليوم الخيار الموجود بيد امريكا خلال المعطيات ان تعلن عن كيان سياسي في منطقة شرق سوريا باي طريقة كانت وستكون حصة الاكراد هي الغالبة والكبرى فيه فهل سيسبب ذلك حنق الاتراك بحيث اذا حدثت الحرب العالمية وافلتوا من المراقبات والضغوط الدولية وهل سيدخلون في سوريا؟ الجواب نعم سيدخلون في سوريا، وكل الاحداث تتجه بهذا الاتجاه، لذلك لا يوجد ما يستوجب ان نرهق أنفسنا والاخرين بتصورات أخرى، نعم ممكن ان يكون لدى الاخرين ادلة اخرى لكن ان تُطرح كلمة المغرب بمعنى الغرب او الدول الغربية وما الى ذلك فهذه الكلمة لا تنحصر بهذا المعنى، المغرب بالنسبة لنا هي الانبار وبالنسبة لدمشق هي بيروت، المغرب يحدده المكان الذي تتحدث عنه الرواية فاذا كان الحديث عن اختلاف الارماح بالشام فمغرب الشام هو لبنان، اما الكلام عن الغرب فان هذه الكلمة لم تستخدم سابقاً بل كان المسلمين سابقاً يستخدمون كلمة الروم، والعالم الغربي انما سمي بهذا الاسم خلال القرن السابق، وفي ايام الدولة العثمانية كانوا يُسمّون بالإفرنج، اما كلمة المغرب فهي جهة مكانية يحددها صاحب المكان فاذا كان يتحدث عن الشام فجهة المغرب ستكون لبنان، بالطبع لا نقول ان تفسيرنا هو التفسير الوحيد لكن ما قدمناه وفق المعطيات والأدلة مهم جداً لان وقوع الاحداث بالتسلسل المطلوب ليس عملية سهلة، والحمد لله اولاً واخراً والصلاة والسلام على رسوله وآله ابداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك