* حديثنا اليوم يتناول مفردة بني فلان او آل فلان وهي مفردة ذُكرت كثيراً في الروايات التي تتحدث عن مرحلة ما قبل الظهور الشريف، ومن الواضح جداً ان عبارة آل او بنو فلان هي من العبارات العامة جداً بحيث يمكن ان تطلق على اي شخص من الاشخاص لذلك واحدة من المهمات التي يجب على الباحث في مسألة هذه الروايات ان يحاول ان يفكك هذه العبارة ليصل الى مغازيها الحقيقية ليعرف من المقصود بفلان هذا، اذ فلان يمكن ان يطلق على اي انسان في هذه البشرية وفي هذا التاريخ ولكن من يقرأ الروايات يجد انها تتحدث عن دور اساسي في عملية الصد عن ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه وكأنها هي حاجز اساسي يحجز عن مسالة الظهور الشريف، حتى ورد في بعض هذه الروايات ان الفرج يتعلق باختلاف هؤلاء وفي نهاية ملكهم، لذلك مهمة الباحث هنا في البداية ان يكتشف ما المراد بفلان؟ وربما ما هو اهم من ذلك اين موقعهم؟ بمعنى هؤلاء بنو فلان الذين أُشير الى ملكهم في اي بلد من البلدان سيكونون وفي اي بقعة من البقع سوف يحكمون؟ من دون ذلك لن نستطيع ان نفهم الروايات وانما يمكن لنا ان نعممها على اي اسرة حاكمة، فإذا كانت هذه الروايات التي تتحدث انهيار ملك هؤلاء فهل لها علاقة بالمسمى عبد الله الذي إذا مات ضُمِنَ القائم صلوات الله عليه كما هو في الحديث المروي عن الامام الصادق عليه السلام؟ هل ان عبد الله هذا هو من آل فلان حتى يمكننا ان نشخص بالضبط في اي مكان عبد الله هذا سيحكم ومن بعده سوف تكون عملية تآكل الحكم من بعد موته ليتحول الحكم من حكم السنين الى حكم الشهور والأيام؟ في البداية ايضاً قبل ان نلج الى طبيعة الموضوع وخصوصياته يُشار ايضاً الى ان الرواية الواردة عن الامام صلوات الله وسلامه عليه كما في غيبة الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه يجعل اختلاف بني فلان من المحتوم انه لابد من اختلاف بني فلان، ولدينا في الروايات اختلاف بن العباس لكن هل ان فلان يُراد بها العباس بحيث نلاحظ مكان حكم بنو العباس فنقول بان بني فلان هم في هذا المكان ام لا؟ من خلال مراجعة الروايات سنلاحظ ان الروايات تحدثت عن ثلاثة اسر سيكون لها شكل الحكم في الايام الأخيرة ما قبل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه اذ لدينا بنو امية والحاكم باسمهم هو السفياني ولدينا بني العباس وقد راينا من خلال الاحاديث ان المراد بهم هم المسوِّدة اي اصحاب الرايات السود والذين يرتدون الملابس السود ويرفعون الاعلام السود كما هي عادة وشعار بنو العباس التاريخية، ولا يتوهمنّ احداً بان بني العباس المشار اليهم في الروايات هم أولئكم وبالنتيجة حينما انقطعوا لا يوجد سبيل الى هذه الروايات المتعلقة في فترة بني العباس القديمة، لدينا بنو امية وبنو العباس وبنو فلان للإعراب عن هذه الاسر وربما يعيننا التشخيص في ان السفياني حكمه في سوريا، وفي العراق سيكون الحكم من الضعف بمكان بحيث لا ينسب لاحد باعتبار ان العراق فيه هرج ومرج وقتل وفرقة واختلاف وفيه كثير من الصور التي تتحدث عنها الروايات والتي تشير بمجموعها بانه لا يوجد حكم قوي، وبعض الروايات تشير الى ان الحكم يومئذ اشبه ما يكون بالنظام الديمقراطي فيكون الحكم لمن يجمع اصوات اكثر وما الى ذلك، لكن الشيء المهم ان كل مظاهر الاختلاف والتحلل في منظومة الحكم تُطرح في شأن العراق لذلك عندما يقول بني فلان وتماسكهم وقوتهم وما الى ذلك لا يمكن الا ان يتحدث عن اسرة طويلة الحكم وقوية بحيث يعوّل على اختلافها بالشكل الذي يجعل الفرج منوط بعملية الاختلاف والانهيار، لذلك نقول ان سوريا محجوزة عن هذا المكان فلا يمكن ان تكون سوريا هي مورد لحكم بني فلان، كما ان العراق لا يمكن ان يكون في هذا المجال، لا يتبقى لدينا في الدول التي لها التأثير المباشر على ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه الا الحجاز، بمعنى ان هذه الأسرة حينما نريد ان نبحث عنها لا يمكننا ان نعثر عليها في العراق كما انه لا يمكن ان نعثر عليها في سوريا والدول المؤثرة والمتداخلة بشكل مباشر مع قضية الامام صلوات الله عليه هي هذه الدول الثلاثة واخصها الحجاز باعتبارها مركز ظهور الامام ومنطلق خروجه، ولا يمكن ان نتصور خروج الامام مع وجود هذه الأسرة بهذه القوة التي توصف في الروايات، اذا ما بحثنا في الروايات سنجد ان الروايات تعيننا ايضاً على هذا الامر تارة حينما تتحدث عن قتل فتى المدينة وهو غير الفتى الحسني الذي يُقتل بين الركن والمقام، وانما هناك رجل يُقتل في المدينة ويشار في الروايات الى ان هذا الرجل يقتله جيش آل فلان قبل مجيء السفياني الى المدينة المنورة بحيث ان مجيء السفياني يحصل بعد قتل هذا الغلام وما يمكن ان يثار من اضطراب في داخل المدينة بحيث لا يستطيع آل فلان من الاطمئنان على هذه المدينة فيرسلون الى السفياني لكي ينجدهم.
* إذا كان الامر كذلك اذن القضية متعينة في ان حكام الحجاز قبل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه سيكونون هم آل فلان، اما لِمَ قيل آل فلان ولم يذكر كما بني العباس او بني امية؟ ولماذا تم تنكيرهم وعدم تسميتهم باسم محدد؟ لان العرب تسمي بأسماء محددة ولربما سموا بهذا الاسم بلغة الازراء والتهكم بهم، ولعله حينما لم يُذكروا بأسمائهم إما لان الاسم في وقت الروايات لا ينتسب اليه شيء بمعنى لو قيل على سبيل المثال بني تميم وتميم معروف بحيث ان المتلقي مباشرة يعرف ان المراد به رجل او مجموعة او اسرة تابعة لهذه القبيلة المعروفة، او ان هؤلاء لا ينتسبون الى العرب اصلاً لذلك لا يوجد اليهم مرجعية يمكن ارجاعهم لها في لغة القبائل وفي لغة البيوتات وما الى ذلك، او ان لهم من الشأن الوضيع بحيث لا يشار اليهم بالبنان ولا يشار اليهم باسمهم، يعطينا هذا الامر إشارة على ان هؤلاء اشبه ما يكونون اقرب الى البداوة منهم الى ان يكونوا من الحظر او البيوتات المدنية، جرى الحديث عن ملوك بني فلان عن انهم اسرة مالكة والأسر المالكة عادةً لا يمكن ان تتشكل الا من خلال اما تحالفات مع قبائل اخرى من خلال المال، او من خلال الامر العقائدي او من خلال الغزو او ما الى ذلك بالشكل الذي تكون لهم قوة محسوبة على اسرتهم وليست محسوبة على مناطقهم، بمعنى اننا نتحدث عن اسرة مالكة تتشكل من تحالف بطريقةٍ ما بين القبائل ومثل هذا التشكل ومثل هذا التحالف قطعاً لا يُبتَنى الا على اساس وجود قوة مرعبة في ايدي هؤلاء بحيث تذل لهم القبائل الاخرى وتقتنع بهم او ان يكون لهم من المال الشيء الكثير الذي بموجبه يخضع لهم المحتاج وتتحالف معهم القبائل، لكن لا شك ان الحالة الدموية وحالة القسوة هي التي جعلتهم يبرزون من بين الكل لان المال لوحده لا يخلق الزعامة، ونلفت هنا الى ان المقارنة بين آل فلان او بني فلان وبين القبائل في عُرف العرب هي مقارنة زعامة ومقارنة سيادة، لكن إن كان هذا البيت مُنَكَّر قطعاً هذه الزعامة وهذه السيادة ستكون للأذل على الاعز او للمتواضع على شريف القوم وهذا الامر لا يحصل الا من خلال عنف ودم وما الى ذلك، إذا كان هذا الامر بهذه الطريقة علينا ان نتساءل: بأي طريقة تغلب هؤلاء هل هو العنف لوحده؟ فلابد ان يكون لدى هؤلاء قوة كبيرة بحيث تؤدي الى ان تهابهم القبائل الأخرى، وما هو الشيء الذي جعلهم يسفكون الدماء ويرتكبون من العنف ما تذل لهم القبائل؟ لا يوجد بين ايدينا على مستوى البحث السوسيولوجي لمسائل التحكم وما الى ذلك الا عاملين اساسيين: اما العامل العقائدي بحيث ان هؤلاء لديهم عنصراً عقائدياً يجعل الانسان يتقبل التضحية وان يموت من اجلهم او ان لديهم المال، لكن منطق التاريخ يشير عادة الى القيم والى الافكار اكثر مما يشير الى المال فيمكن للقبائل ان تجتمع على المال ولكن لا يمكن لنا ان نتصور انها تضحي وتقدم الارواح والانفس من اجل هذا المال، لكن بالشكل العام في تصورنا ان الارتباط العقائدي مع هذه الأسرة بطريقة او بأخرى هو الذي يحرك هذا الامر، ولكن في بيئة مسلمة ما هو النمط العقائدي الذي يمكن ان يتحرك في هذا المجال؟ فالناس مسلمين في كل هذه البلدان والمسلمون متسالمون في اموالهم وارواحهم، اذن علينا ان نعثر على عقيدة شاذة وهذه العقيدة هي التي بموجبها يتحرك هؤلاء فتشذ عن الخط العام للمسلمين وبالنتيجة تحارب القبائل والعشائر الموجودة حتى تذلهم ولو سفكت من دمائهم ما سفكت، عندئذ لدينا صورة اولى بان هؤلاء متسلطون على المدينة بدليل رواية قتل غلام المدينة، وايضاً بحكم اليقين ان الذي يُقتل في المدينة يُقتل قبل ايام قليلة جداً من قتل النفس الزكية، والنفس الزكية يُقتل في مكة اذن هؤلاء حاكمون على المدينة وحاكمون ايضا على مكة المكرمة، عندئذ ما هو الفكر الذي يحركهم بحيث يقتِّلون الناس بهذه الطريقة؟ فلا بد ان منطق التكفير هو الذي يحركهم بالشكل الذي يمكن له ان يعطينا دلالة على ان هذه العقيدة الناصبة والمعادية لأهل البيت التي تسيطر على الحجاز ستستمر الى اليوم الاخير من خروج الامام صلوات الله وسلامه عليه، بمعنى قبل خروج الامام لابد من وجود اسرة حاكمة تحكم ببغض اهل البيت ومن يعينها هم هؤلاء الذين يُبغضون هذه المدرسة.
* هنا نتوقف لنسأل بتعجب عن اولئكم الذين قالوا بان الامام صلوات الله وسلامه عليه سياتي الى مكة ليجد فيها اليماني وقد اذل الجميع ومهَّد مكة والمدينة الى الامام صلوات الله وسلامه عليه وان الحجاز سيكون تحت سيطرة هذا الرجل، نقول اين هم من هذه الروايات ومن هذه الصورة الواضحة جداً من ان الحكم سيكون ناصبياً؟ حينما تحدثنا عن اليماني ومكان اقباله وما الى ذلك قلنا بان اقباله الى العراق من سوريا محجوز تماماً لان السفياني سيكون هو المسيطر على تلك المناطق ومن ايران محجوز لان الخراساني هو المسيطر على تلك المناطق ومن جنوب العراق اي من جهة الحجاز وما الى ذلك سيكون هناك نظام ناصبي ومعادي لأهل البيت بدليل قتل النفس الزكية وقتل صاحب المدينة وما الى ذلك من الاعمال التي تُشنِّع عليهم في الروايات، اذن من يتحدث بان الحجاز سوف تُمَهَّد للإمام حديث لا علاقة له في الرواية وانما سيستمر الوضع في الحجاز تحت سيطرة هؤلاء وإن كانوا ضعافاً ومتهالكين ومنهارين لكن القدر المتيقن الى ليلة الظهور الشريف ستكون السيطرة لهؤلاء باسمهم حكّام هذه المناطق، اذا كان الامر بهذه الشاكلة ففي الروايات ايضاً يُشار الى بداية انهيارهم وكأنهم يستمرون بعقود من الزمن وهذه العقود تتحدث عن قوتهم ومكنتهم لكن بعد ذلك تبتدئ عملية الانهيار ويُشار اليها تارة باختلافهم او بقتل بعضهم البعض بالشكل الذي يجعلهم متهالكين، وفي مؤدى رواية الامام الباقر عليه السلام تشير الى انه مثل حكم بني فلان كمثل من بيده قطعة من الفخار فسقطت فقال هاه اشارة الى ان ما يحصل فيهم سيكون مفاجئ وغير متوقع بأن هؤلاء يمكن ان يسقطوا بهذه الطريقة، وتم وصف نهاية حكمهم في الرواية بعدة اوصاف ومن جملتها انهم اذا اختلفوا لا تُكَذِّبوا، بمعنى ان امكانية اختلافهم متعسرة على الفهم اشارة الى وجود اسرة متماسكة في وعي الناس لكن الرواية تؤكد ان لا تُكَذِّبوا، وحينما يقول اختلافهم من المحتوم يشير الى اقناعنا بأن هؤلاء سيختلفون وهذه العملية لا تأتي الا من خلال ان هؤلاء صورتهم العامة متماسكة والا ما قال لنا بحتمية اختلافهم، حتماً لابد من وجود وعي عند الناس يشير الى تماسكهم وقوتهم بحيث يجعل اختلافهم من المحتوم لتصديق ان هذا الامر سيقع حتماً عندئذ تبدو الصورة لنا واضحة، هناك تفاصيل متعددة تُذكر في الروايات عمّا سيجري فيما بين هؤلاء وعلى سبيل المثال تشير الرواية التي يتحدث بها ابن ابي نصر البزنطي في زمن الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه يتحدث مع الامام الرضا عليه السلام يقول "فقلت له: جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الاول حكيت عن أبيك أن انقضاء ملك آل فلان على رأس فلان وفلان ليس لبني فلان سلطان بعدهما، قال: قد قلت ذاك لك، فقلت: أصلحك الله إذا انقضى ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الامر؟ قال: لا، قلت: يكون ماذا؟ قال: يكون الذي تقول أنت وأصحابك، قلت: تعني خروج السفياني؟ فقال: لا، فقلت، فقيام القائم قال: يفعل الله ما يشاء، قلت: فأنت هو؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وقال: إن قدام هذا الامر علامات، حدث يكون بين الحرمين قلت: ما الحدث؟ قال: عصبة تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا" وفي غيبة النعماني وفي غيبة الشيخ الطوسي رضي الله تعالى عليهما يشار الى عصبية يقتل فلان من آل فلان خمسة عشر كبشاً، بمعنى خمسة عشر امير او علم كبير من اعلامهم يقتلهم بين الحرمين، وقد أشرنا في حديث سابق الى ان المراد بكلمة بين الحرمين هي بين المسجد الحرام والمسجد النبوي ويبدو وفق المقاييس المعاصرة ان ما بينهما هي جدة، وجدة الان هي العاصمة الاقتصادية الأساسية للملك الحالي، هذه الرواية تشير الى تفاصيل والى ان طبيعة الخلاف الذي سيختلفون به سيؤدي الى حالة من حالات الحقد بحيث ان واحد من هؤلاء يتصدى لقتل خمسة عشر منهم وهذا الامر لا يُتَصوّر بانه عملية اطلاق رصاص او ما الى ذلك بل ربما الاقرب هو ان يكون هناك تفجير في داخل هؤلاء يؤدي الى هذه المقتلة الكبيرة.
* هناك ايضاً في كتاب الامامة والتبصرة وصف لطبيعة ما سيجري من قبل هؤلاء في رواية صحيحة يتحدث فيها محمد ابن مسلم رضوان الله تعالى عليه وهو من اعلام الطائفة ومن كبار علمائها في زمن الامام الصادق عليه السلام "قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن قدام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين، قلت : وما هي جعلني الله فداك ؟ قال : ذلك قول الله عز وجل « ولنبلونكم » يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام « بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين » قال : يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم « ونقص من الاموال » قال : كساد التجارات وقلة الفضل. ونقص من الانفس قال: موت ذريع ونقص من الثمرات قال: قلة ريع ما يزرع «وبشر الصابرين» عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السلام" في هذه الرواية من الواضح جداً ان هؤلاء لديهم عقيدة مُبغضة للمؤمنين وكونهم حاجزاً اساسياً دون خروج القائم صلوات الله وسلامه عليه ما يشير الى ان هؤلاء من الناصبة او من اعداء الامام صلوات الله وسلامه عليه بشكل مباشر، وحالة القتل الذريع وحالة الجوع وما الى ذلك يشير فيها الى الايام الأخيرة من ملك هؤلاء، سبق وان كان وضع شيعة اهل البيت بشكل عام في المدينة فيه من القسوة ومن الشدة الشيء الكثير مرّوا بعد ذلك بفترة انتفت فيها هذه الشدة وارتفع هذا الفقر لكن اليوم الصورة تتشكل وتتأسس بشكل ان الوضع الاقتصادي ينهار بشكل عام في الحجاز وحالة غلاء الاسعار وكساد التجارات وما الى ذلك من بلاء عام على كل من سكن في تلك المناطق والامور تسير باتجاه الهاوية اكثر فاكثر، بمعنى انه لا يختص بالمؤمنين فقط وانما بلاء الفقر عام وقد يؤدي ذلك لاحقاً الى بلاء الجوع نتيجة مثل هذه الحالات، والوضع الاقتصادي سواء في الحجاز او في الامارات متجه في هذا الاتجاه نتيجة حماقات السياسة ونتيجة سحب الاموال المستمر من قبل ترامب وامثاله، هذه الصورة تمثل احد المعطيات التي يمكن ان نلاحظ فيها طبيعة الحكم لآل فلان، ايضاً في نهايتهم يتحدث الامام الصادق عليه السلام الى زرارة رضوان الله تعالى عليه وزرارة بن اعين هو من اعلام الطائفة الكبار ومراجعها في زمن الامام الصادق عليه السلام " قال: يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة، قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟ قال: لا ولكن يقتله جيش آل بني فلان يجيئ حتى يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغيا وعدوانا وظلما لا يمهلون، فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله " وفي رواية تذكر انتقاض ملك بني فلان ونعرف من خلالها انهم بدأوا يتهالكون واصبحوا في وارد الانهيار التام، يتحدث الحسين ابن المختار رضوان الله تعالى عليه عن ابي عبد الله عليه السلام كما في غيبة الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه " قال اذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله ابن مسعود فعند ذلك زوال ملك بني فلان اما ان هادمه لا يبنيه" العبرة هنا ليس بما يحصل في مسجد الكوفة لكن اذا حصل سيكون لدينا يقين بأن ثمة امر يجري ويؤكد عملية سقوط هؤلاء وزوال ملكهم ان شاء الله تعالى، ايضاً عن محمد ابن الحنفية رضوان الله تعالى عليه يقول وحسب الظاهر ينقل عن امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه " قال: إن لبني فلان ملكاً مؤجلاً حتى إذا أمنوا واطمأنوا، وظنوا أن ملكهم لا يزول، صيح فيهم صيحة، فلم يبق لهم راع يجمعهم ولا واع يسمعهم، وذلك قول الله عز وجل " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون " قلت: جعلت فداك، هل لذلك وقت؟ قال: لا ...الى قوله ولكن إذا كثرت الحاجة والفاقة في الناس، وأنكر بعضهم بعضاً فعند ذلك توقعوا أمر الله صباحا ومساء" وفي رواية يقول الامام صلوات الله وسلامه عليه وهو يتحدث عن الآية الكريمة "(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) وما يتدبرونها حق تدبرها .ألا اخبركم بآخر ملك بني فلان ؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: قتل نفس حرام، في يوم حرام، في بلد حرام، عن قوم من قريش والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمسة عشر ليلة، قلنا: هل قبل هذا أو بعده من شيء؟ فقال: صيحة في شهر رمضان، تفزع اليقظان، وتوقظ النائم، وتخرج الفتاة من خدرها".
* هنا لابد من الاشارة الى ان كل هذه المواصفات التي تحدثنا عنها تتوافق بشكل واضح جداً مع الرواية التي يقول فيها الامام الصادق صلوات الله وسلامه عليه الى ابي بصير رضوان الله تعالى عليه " من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم، ثم قال: إذا ما مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام" سبق ان اشرنا الى ان ملك الشهور والايام اشارة الى حدة الاقتتال بين هؤلاء بحيث ان ملكهم لا يبقى الا اشهر او ايام حتى يُقتَل الذي يأتي من قبل الذي من بعده وهذا الذي من بعده ايضاً يُقتل بشكل سريع وهكذا تستمر الامور من قاتل الى مقتول وهكذا تستمر الامور الى ان ينتهي هذا الحكم وكل هذا الامر يتعلق في رواية بني فلان التي تشير الروايات ايضاً بان الفرج المتوقع يُنتَظر بعد هؤلاء فهم الحاجز الرئيسي، ما تم ذكره هو منطق الروايات اما لو تحدثنا بمنطق التقريب فلدينا واقع اليوم، فهل لهذا الواقع علاقة بهذه الروايات بحيث يمكن ان نطبق الامور على الحكم الذي يجري او ليس له واقع؟ كما يعرف الجميع ان منهجنا ليس منهج التشخيص لكن نحاول ان نوجد علاقةٍ ما او خيط رابط ما بين ما تحدثت به الروايات وما بين ما يوجد لدينا على الأرض، بالتأكيد غير معلوم موعد تحقق ما تحدثت به الروايات لكن نحاول معرفة وجود خط رابط بحيث يمكن ان نرى هذه الصورة او ان نسعد بان الايام اصبحت قريبة ام لا؟ القدر المتيقن ان الحجاز حُكِمَت من خلال حكم قوي طوال سنوات كثيرة من قبل اسرة حاكمة بنت نفسها على الدم وعلى اساس التوافق مع عصابات الوهابية بناءً على عقد عقائدي تم بينهم وبين هؤلاء من الافكار العقائدية بحيث سلَّم ابن سعود الى الوهابية امر الدين وسلَّموه امر الدنيا وكل تلك الفترة الأمور جرت بهذه الطريقة، بعدها مات لديهم ملك اسمه عبد الله وجاء من بعده سلمان ومن الواضح جداً انه ابتدئ بوجوده امر الاختلاف فيما بينهم حينما حدد وليين للعهد (ولي العهد وولي ولي العهد )من الواضح جداً ان ذلك حصل بسبب معارضة للأمر تمت ولذلك اضطر الى ايجاد هذا الموقع والذي لم يكن موجود من قبل وهو ايضاً مناهض لطبيعة العهد الذي بينهم، اي ان الملك لا يعطيها لابنه ما دام اخوته معه بمعنى ان الاخوة هم من يتداول الحكم، الان هناك سؤال مهم جداً وهو اين ذهب محمد ابن سلمان خلال كل هذه الفترة ومنذ حادثة قصر الخزامي؟ فهناك كذب سعودي يجري بشكل واضح والسؤال الثاني اين ذهب الملك سلمان نفسه خلال هذه الفترة؟ ماذا يعني اختفاء الملك وولي عهده؟ وما الذي يتحدث به هل يتحدث عن وجود صفاء داخلي ام يتحدث عن وجود اختلافات حادة تؤدي الى منع قسري للظهور؟ لا نريد ان نقول انهم قتلوا وما الى ذلك لكن نريد ان نضع امام أعينكم وجود ظاهرة شاذة لا يمكن ان تكون كبقية الظواهر في هذا الوقت الحساس، والايام القادمة ستكون مثيرة جداً في هذا المجال لكن القدر المتيقن ان الاختلافات فيما بينهم وصلت الى الرصاص ووصلت الى القاتل والمقتول كما حصل في قصر الخزامي، نسال الله ان يرينا فيهم باسه ومكره ويكحل اعيننا بزوال هذا الحكم المشؤوم، اما بالنسبة للفقر والفاقة للواقع الاقتصادي في السعودية والمنطقة فأن المطَّلِع سيعرف ان الاسواق السعودية والاسواق الإماراتية وصلت الى درجة من البؤس والى درجة من الجدب بصورة غير متوقعة بحيث ان بعض الفنادق اوجدت تنزيلات بمستوى 75% وغالبية كبيرة جداً من الشركات اقفلت أبوابها في دبي وأبو ظبي والاستثمارات بدأت ترحل وهؤلاء اساساً قوامهم على الاستثمارات وعلى إقدام اصحاب الاموال الخارجية الى مناطقهم، طبعاً عائد هذا الامر لاحقاً هو فقر وحاجة فاذا كان الشعب مترف ومستهلك وغير منتج بشكل طبيعي سيكون زحف الجوع على هؤلاء وزحف الفاقة والحاجة سريعاً جداً، والحمد لله اولاً واخراً والصلاة والسلام على رسوله وآله ابدا.
https://telegram.me/buratha