الصفحة الفكرية

ملخص ملتقى براثا الفكري - الحيرة عشية الظهور.. مخاطر ومسؤوليات


 *تحدث المعصوم صلوات الله وسلامه عليه في كثير من الروايات عن وقوع الحيرة في المرحلة الأخيرة قبل ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه، هذه الحيرة التي يُفترض ان نعدها ايضاً من ضمن علامات الظهور حينما يقع الانسان المؤمن في حيرة - بعنوانه ظاهرة وليس بعنوانه فرداً - فيُفترض ان يستفزنا ذلك تارةً لطبيعة الحيرة ومؤدياتها واخرى لأنها تعتبر احد العلامات التي تحدث عنها غير واحد من المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم، ولعل حديث الامام الرضا صلوات الله وسلامه عليه للحسن ابن محبوب الزراد رضوان الله تعالى عليه يقول له "يا حسن سيكون فتنة صماء صيلم يذهب فيها كل وليجة وبطانة" وفي رواية اخرى "يسقط فيها كل وليجة وبطانة وذلك عند فقدان الشيعة الرابع ولدي يحزن لفقده اهل الارض والسماء كم من مؤمن ومؤمنة متأسف متلهف حيران حزين لفقده ثم اطرق ثم رفع راسه وقال بابي وامي سمي جدي وشبيه موسى بن عمران" هذه الرواية وغيرها كثير قد يحسب البعض انها متعلقة في زمن الغيبة الصغرى او حتى في بدايات الغيبة الكبرى لكن هذا الواقع وضع امامه شرط الفتنة الصماء الصيلم وشرطه غيبة الامام صلوات الله وسلامه عليه عند ذلك يُفتقد البدر، فطبيعة الناس تبحث عن الضياء حينما يكون الظلام، لذلك لا يُعَد هذا الحديث مختص بحديث اول ايام غيبة الامام وانما يمتد الى كل هذا الزمن الذي تكون فيه هذه الغيبة لكن ليس في كل زمن الغيبة هناك فتن صماء صيلم، تحدث امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه عن طبيعة هذه الفتن وما ستفعل بالإنسان المؤمن، يتحدث عكرمة بن صعصعة عن ابيه صعصعة بن صوحان رضي الله تعالى عليه قال كان علي عليه السلام يقول " لا تنفك هذه الشيعة حتى تكون بمنزلة المعز لا يدري الخابس (الظالم او الجائر) على ايها يضع يده فليس لهم شرف يُشرّفونه ولا سناد يستندون اليه في امورهم" ويتحدث ايضاً ابن عقبة يقول سمعت علياً عليه السلام يقول " كأني بكم تجولون جولان الابل تبتغون مرعى ولا تجدونها يا معشر الشيعة"، هذه الروايات وامثالها كثير كما في قول الامام الباقر صلوات الله وسلامه عليه يقول " كيف بكم اذا صعدتم فلم تجدوا احدا ورجعتم فلا تجدوا أحدا" اي ان في حراككم تتقدمون وتتأخرون لا تجدون من يدلكم على الطريق ومن يضعكم على الجادة، كذلك في حديث الامام الباقر صلوات الله وسلامه عليه يقول "لا تزالون تنتظرون حتى تكونوا كالمعز المهولة (الخائفة) التي لا يبالي الجازر اين يضع يده منها" وما الى ذلك من هذه الروايات التي تشير الى هذه الحالة من حالات الحيرة والتي تدلنا بمجموع الروايات على ان الحيرة من نوعين: هناك حيرة تتعلق بالموضوع الفكري وبوجود الامام وهل مات ام هو غائب؟ او ما الى ذلك على اختلاف المقولات التي تُعرب عن عدم وجود موقف ثابت، وهنا هذا الامر يُصاب به الافراد أكثر مما تُصاب به الجماعات فهو في بدايته موضوع فكري، شك يطرأ في قضية معينة ثم يتحرك هذا الشك الى انكار او الى اثبات لأمر معاكس، بالنتيجة يمكننا ان نقول بان الموضوع الفكري هو الأقل وطأةً والاقل شدة على حركة الانتظار العامة، هنا يمكن ان تتوقف مجموعة محددة من الناس ليكون تأثيرهم بمقدار عددهم لكن في تصورنا ان المشكلة تكون في النوع الثاني وهي حيرة الامة بحيث لا تضع اقدامها على اي طريق الا وتجد التيه امامها لا تستدل ولا تستطيع ان تعثر على الجادة وربما تعبير الآية القرآنية الكريمة " قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين " لو لاحظنا طبيعة الازمات التي تصيب المجتمع سنلاحظ ان كل الابواب مغلقة ولا يوجد اي طريق للنجاة، واي طريق يتجه اليه الانسان ويفكر ان هذا الطريق سينجيه يجده اشبه ما يكون بالطرق الملغزة التي تضعه في دائرة مفرغة كلما دخل الى طريق يجد نفسه مرة اخرى امام طريق اخر واخر، من الضروري ان نُذَكِّر الى ان وجود الانسان في مثل هذا التيه لا يكون بالضرورة خاص بالذين ظلموا، لكن وجود الامة التي تضل عن الطريق تُجبِر حتى الهداة ان يعيشوا في اثار التيه، بمعنى اننا نرى موسى صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا وآله وهارون عليه السلام كانوا في تيه بني اسرائيل فهل يُعقل ان يتيه احد انبياء اولي العزم فلا يستدل على الطريق؟ لكن هم مجبورون ان يبقوا مع الامة وان يعملوا في وسط الامة وان يتحملوا كل الالام المترتبة على هذه الحالة لذلك لم يفارقوهم، لكن الامة لا تقبل الهداية فتراها تعصي وتعاند وتكابر وتتماهل وتتواكل، والصورة اليوم اشبه ما تكون بصورة هذا التيه الذي نتحدث عنه.

* اليوم المرجعية حينما تتحدث وتضع خيارات صحيحة للتخلص من الازمات نجد ان الناس لا تلتزم بطريق الخلاص، هنا هذا الرجل ليس في تيه ولكنه مُجبر على ان يبقى في داخل هذه الامة ومُجبر في ان يبقى يعالج غفلتها وتكاسلها وتماهلها ويعالج عدم بصيرتها ببصيرته لكن بالمقدار الذي يتمكن على ان يأخذوا منه، والا كثير من الناس لديه بصيرة ثاقبة لكن ما العمل مع غفلة الناس؟ صحيح ان الناس يقولون انهم يريدون الهدى لكنهم لا يريدون الهدى من الناحية الواقعية، كم رأينا مع امير المؤمنين عليه السلام ان الناس كانت تعاني وتكابد من الظلم لكن لمّا يكونوا غير مستعدين للانتفاضة ضد هذا الظلم فان الامام صلوات الله وسلامه عليه لا يوجد في يده الا ان يقول لا راي لمن لا يطاع، مع انه ليس في التيه لكن الامة هي التي غَفِلَت وتاهت واحتارت، تعبير القران الكريم عن الماء المعين وعن الماء الغائر والبعيد تعبير في غاية اللطف وفي غاية الدقة، نحن بحاجة الى الماء لكن لدينا اجتهادات متعددة فلو كان الماء غائر جداً يمكن النزول لاستخراجه في حالة التعاون لكن اذا كانت الايادي متعددة الاتجاهات والعاملون بدعوى انهم يريدون الماء نتيجة لحالة الاستعجال والتقحُّم والتهور وما الى ذلك يؤدي بهم الامر الى ان يهدموا البئر مرة بعد اخرى عندها لن تصل هذه الامة الى الماء، لكن المطلوب ان يأتي من يوصل الناس الى الماء المعين " فمن يأتيكم بماء معين " التعطيل هنا ليس بمن يريد ايصالهم للماء المعين وانما التعطيل هو ان الامة لم تهتدي الى هذا الشخص وان اهتدت لا تأخذ منه، حديث الامام امير المؤمنين مع الانصار حينما قالوا له لم نكن نعلم ان الامر بهذه الطريقة ولو علمنا لفعلنا ولتركنا فقال لهم ان كنتم صادقين اتوني غدا محلقين، النتيجة ان الامة تخلفت بينما من التحق هم افراد لتنتهي الأمور الى حيرة الامة، ومشكلة الحيرة اذا لم تُعالَج تتراكم فيكون ظلم من بعد ظلم وطبقة من الجهل بعد طبقة أخرى وهكذا تستمر الامور الى انكار وجحود وتيه بالمطلق حتى يصل الانسان الى الدرجة التي يحسب فيها انه حينما يأمر بالمنكر يتصور نفسه بانه يأمر بالمعروف، هذه الصورة التي هي عبارة عن جهل متراكم ومتراكب على بعضه هو مصير الامة التي لا تتخذ لنفسها قائداً ولا تضع لنفسها موجهاً يدلها على طريق الخلاص، اليوم اذا نظرنا الى كل واقع الامة خلال هذه الفترة سنرى للأسف تجارب كثيرة مرّوا فيها الناس وتجارب من التيه والضلال والبعد، اين تكمن المشكلة بعد ان كانوا في منتهى السعادة؟ كانوا على الطريق المستقيم فمن اخرجهم من هذا الطريق؟ يوجد مرة فهم خاطئ للدين وللطريق المستقيم أدى بهم الى التيه ومرة اخرى هناك إتِّباع لمن لا يجدر اتباعه والاقتداء بمن لا يجدر الاقتداء به عند ذلك ان الامة ستسير وراء من لا يعرف الطريق،  القران الكريم تحدث بلغة واضحة "هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " تلاوة الآيات وابلاغ هؤلاء بما يجب ان يفعلوه يمكن ان تكون الامور قد اصابت في مرحلتها الاولى فقد تُليت عليهم الآيات ولديهم رسول يدلهم على طريق التزكية والحكمة وكان قائداً لهم فلم يتيهوا مع انهم تعرضوا الى ازمات واحدة من بعد الاخرى وكادوا يُستأصلون لولا وجود هذه القيادة التي نقلتهم من الواقع البائس المدقع الى الوضع الذي يعتزون انهم قد وصلوا اليه، لكن حينما افتقدوا من يقوم بهذه المهمة ورضوا لأنفسهم بان يفتقدوا هذا الذي يدلهم على الطريق عند ذلك لا تستغرب من بعد ذلك بأيام قليلة تبتدئ حركة الاغتيالات ويبتدئ العنف والقمع السياسي والتمييز الاقتصادي وهكذا شيئاً فشيئاً حتى رأيناهم بعد 20 سنة من شهادة رسول الله صلوات الله عليه وآله نجدهم يقفون امام الخليفة الذي وضعوه امامهم ويقتلونه في اشد انواع القتل، ما جرى لعثمان اذا جردناه عن اي مسألة عقائدية او ما الى ذلك سنرى ان من قتل عثمان اناس اشتركوا في بيعة الرضوان ولهم سبق ولهم اعلائية في موضع الصحابة اما لماذا فعلوا ذلك من الواضح جداً ان الامة وصلت الى حالة الحالات التي تدلل على انهم لم يكن لهم قائداً واحداً ولم يكن لهم عاصماً واحداً يلوذون ويعتصمون به، لذلك بعدها استمرت عملية الاغتيالات وعملية الاستئثار واستمرت الانحرافات الى ان وصلت الى كربلاء، في تلك اللحظة مزقت هذه الامة كل قيمها ولم تُبقي للإنسانية اي قيمة، بعد ذلك دخلوا في التيه وهم يبكون ويئنون من ظلم بني اميه ولكنهم ادخلوا معهم رموز القداسة في المجتمع في ذلك الوقت وهم الامام زين العابدين والامام الباقر والامام الصادق عليهم السلام.

* حالة التيهان هذه ستكون نفسها في المجتمع عشية الظهور الشريف، والقدر المتيقن نحن نمر في حالة أقرب ما تكون الى التيه ومخاطرها بالنسبة الى المؤمن يجب ان تُعتبر في اعلى درجات الإنذار، لأنه في هذه القضية يمكن للانحراف ان يلعب لعبته في هذا المجال، للولائج والبطانات والولاءات السائبة يمكن لها ان تلعب دور اساسي في اخراجنا من معادلة الايمان، وإذا كانت الفتن من النوع الذي يعبّر عنه الامام صلوات الله وسلامه عليه يُبتلى من كان يشق الشعرة بشعرتين عندئذ ما نوع وطبيعة الفتن التي ستاتي؟ ليس بالضرورة ان تكون عبارة عن خوف من عدو غاشم او عبارة عن جوع، لكن الفتنة الّا تستدل على الطريق فتتقحم وتقع في الحرام وتؤذي غيرك وتؤدي الى اذى الامام صلوات الله وسلامه عليه واذى أنصار الامام وتتصور بانك تقوم بالعمل الصالح فهذه فتنة كبيرة، او ان تنتخب وليجة من دون تمحُّص او تدقق بان هذه الوليجة تؤدي الى الامام صلوات الله وسلامه عليه ام تكون على نمط من انماط العلاقات التي لا  يُجتَهَد بها امام الله سبحانه وتعالى بحيث تؤدي الى الوصول الى الامام صلوات الله وسلامه عليه وانما هذه الولائج تكون على شكل صداقات او اقارب وما الى ذلك فتبقى القضايا في تحديد الامور عبارة عن مزاجيات شخصية، هذه المزاجيات هي التي تتحكم بنا من دون ان تتحكم بنا عرى الايمان الحقيقية والتزامات الايمان الحقيقية، هذا الامر هو الذي يوقع الامة في التيه وهو الذي يجعل الناس تقع في المخاطر بحيث لا تتلمس الهدى، هنا نُذكِّر ان موسى عليه السلام لم يكن ظالماً في هذه القضية ولكن كيف نجد ان هارون عليه السلام يتوفى ويُدفن اثناء فترة التيه فهو معصوم ونبي كذلك موسى عليه السلام ولكن تعرضوا الى طبيعة استحقاقات السنة الإلهية " واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة " اليوم حينما نرى هذا الصخب الموجود، قد يُقال بان هذا الصخب صخب احزاب ولا نتدخل به، والسؤال من الذي أتاح لنا ترك الامور على عواهنها بحيث لا نتدخل؟ وهل هذا التيه يتعلق بالفاسدين فقط؟ واضح ان القران الكريم يقول انه لا يتعلق بالفاسدين فقط، كذلك في الرواية التي تشير الى قوم شعيب عليه السلام وشمول العذاب للظالمين والصالحين ايضاً فيسال شعيب عليه السلام عن السبب فتقول الرواية انه هؤلاء تركوا نصح أولئك فشملهم العذاب، نقرأ ايضاً قصة اصحاب السبت وهي مرعبة بالنسبة لمن يريد ان يراقب مواقفه " وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " هنا الله سبحانه وتعالى انزل قرار عذابهم لكن المؤمن يقدم النصح ابراءً للذمة امام الله سبحانه وتعالى، لذلك نعود للتنبيه الى ان في تركيبتنا المعرفية للتدين هناك خطأ منهجي كبير جداً حينما نتصور ان التدين عبارة عن حركة طقوس او حركة أخلاقية معينة لينتهي كل شيء، السبب يتوضح لنا في ان مهمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي ان يتلوا علينا آيات الله سبحانه وتعالى ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، بالنسبة لنا اخذنا الأولى وهي اتلو عليكم آيات الله، لم نذهب الى التزكية التي نُسيَت من اجندة الاسلاميين للأسف الشديد فتزكية المجتمع والبلوغ بالمجتمع - فضلاً عن انفسهم - الى درجة الزكاوة والنقاء الذاتي بالشكل الذي نجد رجل يأتي الى امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يقول يا امير المؤمنين اني اوقبت غلاماً فطهرني، بمعنى انه طلب القتل لنفسه بوازع  ذاتي في داخله مع انه لم يطلع على ذنبه احد، لذلك حينما يصل المجتمع لهذه المرحلة لن يحتاج الى منفذ للقانون بل ضمير الانسان واخلاقياته ستكون هي الرقيب، فاذا لم تكن هناك تربية لمحتوى الانسان سيفقد بعد ذلك اي بوصلة يمكن ان تدله على الطريق، اما وضع الناس امام طريق الحكمة لا يتم من قبل أي شخص وغير متروك لأي جهة كانت لأننا نقرأ في الرواية حديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم ان الصبيان هم من سيجلسون على المنابر، والمنابر تعني قنوات الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي وما الى ذلك، والحديث عن ان الرويبضة هو الذي سيستلم الأمور وهو الذي سيتكلم في المسائل العامة وبالمصالح الكبيرة الاستراتيجية وهو رجل لم يبذل من نفسه ولا من عناءه ولا من جهده شيء يذكر ولم يكن له وجود في المواقف الصعبة.

* لذلك وصلنا الان الى هذه المعطيات التي نحتار فيها في طريق الخلاص، من جانب تكالب الاعداء ومن جانب اخر خيبة امل فيمن كنّا نتأمل بهم خيراً، افسدوا ولو سألنا عن الاسباب الحقيقية المرتبطة بهؤلاء سنجد ان الفاسد لم يفسد لوحده، لولا وجود المساعدات وغياب رقابة المجتمع لما اساء المسيء، المشكلة الموجودة والتي هي احدى اخطائنا الكبيرة في صناعة هذا التيه ان الناس لا يعتبرون انفسهم مسؤولون في كثير من القضايا واعتبروها من مسؤولية الدولة في حين ان سلطة الدولة قد تغيب لأي سبب كان كما شاهدنا في احداث داعش، فاذا كنا مقبلين على اوضاع صعبة لا ينبغي تعليق المسؤولية على الاخرين، لان الاخر قد لا يستطيع القيام بها عندها الأذى سيعم الجميع، في اكثر من مرة تحدثنا عن التقشف وللأسف يُتلَّقى حديثنا بعنوانه دفاع عن الحكومة بينما المقصود ان سلطة الدولة ليس بالضرورة ان تكون موجودة في كل وقت لذا نصحنا بقطع عادة الاستهلاك غير الضروري وحالة استنزاف الجيوب لأنه قد يأتي ظرف صعب تغيب فيه الدولة، اليوم على سبيل المثال حينما قررت الصين ان تدخل كشريك عسكري مباشر مع روسيا وايران في سوريا رداً على عقوبات أمريكية فُرِضَت عليها معناه ان التصعيد يتجه باتجاه عالمي اكبر، فاذا دخلت هذه الدول في حرب فان العراق كباقي الدول اول تأثير سيكون في اقتصاده، اصحاب الاموال سيكونون امنين وسيتأثر أصحاب الدخل المحدود، وواضح ان الدولة لم تلبي حاجات الناس أيام السلم كيف ستكون في ايام الشدة؟!، نحن الان لا شك ولا ريب في تيه وفي حيرة جماعية والصخب الموجود الان لا يُذعِر بقدر ما ان الانسان هو في تيه ولكن لا يدرك ذلك، ووضعنا الان بالضبط يتجه بالاتجاه الذي يرسمه له عدوه بمعنى ان اليوم في كثير من التظاهرات يُرفع شعار ارجعوا النظام الرئاسي كما هو موجود في أمريكا وفرنسا وغيرها، لكن النظام الرئاسي في الدول غير المستقرة معناه عودة عهد الانقلابات وهي نتيجة طبيعية، والخديعة الكبيرة هي الاستشهاد بأنظمة مستقرة يطبقوها على نظام غير مستقر، الصراع في العراق بين الاحزاب وبين الشيعة و السنة وبين العرب والاكراد وبين التركمان والاكراد وصراع بين العشائر انفسهم، فاذا كانت قصص الصراع لا تنتهي كيف نتجه باتجاه يُعيد العراق الى عهد الانقلابات؟ خلاصة الامر: لا يوجد براءة ذمة دون التوجه باتجاه المرجعية في هذا الموضوع ليس لأغراض المزايدة وانما لأغراض خلاصنا وخلاص عوائلنا ومستقبلنا، لا يوجد خيار الا ان نتجه باتجاه قيادة واحدة وهي قيادة المرجعية، حينما سقطت قيادة الاحزاب واثبتت انها غير مؤهلة الى معالجة المخاطر الحقيقية في هذا المجال، في ذلك الوقت اثبتت المرجعية بالمعاكس انها هي الملبية دائماً لنداءات الاستغاثة، موقف سماحة السيد السيستاني ادام الله ظله في الاسبوع الماضي ليس بأقل من فتيا الدفاع الكفائي، فهذا دفاع سياسي في الساحة السياسية ونستطيع القول انه القم اعداءً كثر في العراق وللعراق القمهم حجراً لن يقوموا من بعده ابدا، لكن هل هناك معين ومساعد؟ وهل ستبقى كلمات هذا الرجل ككلمات امير المؤمنين عليه السلام حينما نصحهم بان لا تذهبوا الى المصاحف ولا تغرنّكم الشعارات؟ ام ان قوله سيكون لا راي لمن لا يُطاع، لذلك نقول ان الحيرة واقع وفيها مخاطر كبيرة وعلى المؤمن المنتظر مسؤوليات كبرى لان العدو يصوب على مركز القوة الموجودة والمتمثلة بقيادة المرجعية فيجب الانتباه الى هذه القضية وعدم الالتفاف حول قضايا جزئية جداً تُسَهِّل للعدو ان يفترس في وعينا وبصيرتنا فيطول امد التيه والعمى على البصائر، والحمد لله اولا واخرا والصلاة والسلام على رسوله وآله ابدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك