الصفحة الفكرية

ملخص ملتقى براثا الفكري - السياسة والانتظار نقاط الالتقاء ومسارات الافتراق


* السياسة بطبيعتها هي إدارة المصالح والامكانات والقدرات فضلاً عن ادارة البشر، ولا يشك من يراجع روايات اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في ان الانتظار له علاقة ماسة بالسياسة كما ان السياسة لها علاقه ماسة بالانتظار، حديث السقوط في الفتن والذي كثر في الروايات انما هو حديث عن فتن السياسة وما تؤدي هذه السياسة بالمنتظرين من ابتلاءات وما الى ذلك، كما ان اي حديث عن رايات الهدى وعن مجاميع الهدى وعن حركات التصدي للظالمين او المُظلين وما الى ذلك هو الاخر يتحدث عن سياسة خاصة يَتَّبعها اولئكم كما ان تلك الاحداث هي سياسة تحتاج الى مجابهة وتحتاج الى وقوف امامها، لذلك يجب الّا نتردد في هذه القضية وعندها كل هذه الشبهات التي تقول بان المتدين يجب ان يبتعد عن السياسة او ما الى ذلك كلها تستبطن موقفاً ساذجاً وفهماً مريضاً جداً للواقع الديني وللعملية الدينية، اذ حاشى لله سبحانه وتعالى ان يطلب من الناس امراً ثم يمنعهم من القضايا الأساسية المتعلقة بهذا الامر، حينما يقال بان المتدين لا يجوز له العمل في السياسة لان السياسة فيها كذب وخداع ونفاق وفساد انما يُراد ان يُفسح المجال للنفاق والفساد وما الى ذلك يلعب لوحده والمتدين الذي يجب عليه ان يكافح الفساد ويكافح النفاق ويكافح كل هذه الحالات يجب ان يبتعد عن معركته الحقيقية لتبقى المعركة بين رايات النفاق وهم يتصارعون فيما بينهم وهم يفوزون على بعضهم وبالتالي المؤمن يبقى تحت استحقاقات فوز هذا المنافق او ذلك الفاسد، ولذلك منذ مدة ذكرنا بان كل هذه الشبهات انما يُراد منها ابعاد المتدين وابعاد الانسان المخلص من ساحةٍ يراد ان يُعبث بها من قبل غير المخلصين وهذه هي النتيجة الطبيعية، قد يحصل ان بعضا من المحسوبين على المتدينين يدخلون بأساليب المنافقين او بأساليب الفاسدين او انهم يُفتنون في هذا الطريق ويسقطون هذا الامر لا يعني ان الامر يجب ان يعمم على الجميع، انبياؤنا وعلماؤنا وائمتنا صلوات الله وسلامه عليهم كلهم كانوا على تزاحم وعلى مقربة جداً من مسارات السياسة، لذلك اصل الموضوع ان المنتظر له علاقة ماسة وموضوعية مع قضايا السياسة فكيف يمكننا ان نتصور وجود مجموعة مؤمنة كمجموعة اليماني وهي خلية عن السياسة وكيف سيتكون الامر وباي طريقة؟ وكيف يمكن لنا ان نتصور وجود شعيب بن صالح او الخراساني او امثال هذه الشخصيات بعيداً عن السياسة؟ لذلك هذه المقولة التي يتم تداولها الان وللأسف الكثير من الذين يروجونها هم أُناس بسطاء متدينون صادقون ايضاً في تدينهم الا ان السذاجة وبعض الاحيان الغباء والاستغفال تأخذ بألبابهم وتبعدهم عن الطريق ونعتقد ان هذه واحدة من ارتكاسات واسقاطات الفتن، باعتبار اذا كان المطلوب في الفتن هو ارباك بصيرة الانسان وجعله بلا بصيرة لا شك ولا ريب ان من يقول اترك مصالحك ومصالح الناس ليقودها غيرك لا شك ان هذا هو استغفال ومن يؤمن بذلك يكون مغفلاً الى درجة كبيرة، اذا كان هذا الامر صحيح اذن المنتظر لا يستغني عن ان يكون لديه بصيرة في الواقع السياسي واتجاه تحرك هذا الواقع وما هي استحقاقات هذا الواقع وما هي مخاطر هذا الواقع وما هي الواجبات التي يجب ان يوليها لهذه الواقع؟ هذا له ارتباط جذري مع حالات الانتظار ومع سياسة المنتظرين وهنا لا يمكننا ان نكون منتظرين ليقال لنا عليكم بالعبادة واتركوا النظر الى الشام او الى ايران او الى تركيا او العراق هذا الامر ايضاً يُعبّر عن هذا الاستغفال، وهذا المرض الذي دخل الى وعي بعض المتدينين وادى بهم الى ان يبتعدوا عن البصيرة الطبيعية للمتدين المؤمن حينما يعرّفه الرسول صلى الله عليه واله وسلم بانه كَيِّسٌ فطن كيف يمكن للكياسة ان تُصنع في شخصية الانسان المؤمن اذا ما منع عينه وفكره وبصيرته من ان تنظر الى الساحة الاهم في واقعه، الساحة التي تؤثر عليه تأثيراً جذرياً وتؤثر على مجتمعه بمقدار كبير جداً، وكيف يمكن له ان يكون فطناً وهو لا يعرف اساليب الاعداء ولا خبثهم ولا مكائدهم ولا يعرف اذا ما كان قد وقع في داخل احبولة الاعداء او لم يقع، لذلك في هذه المسارات نجد التقاء في كثير من الاحيان ونجد ايضاً افتراق لان المؤمن مع السياسة المنافقة في حرب، المؤمن في حالة مفارقة ومجابهة مع السياسة الفاسدة العابثة اللاهية الانانية التي هي سياسة مصالح الافراد وليس مصالح المجتمع، ولكنه لا يمكن ايضاً ان يكون خلياً من السياسة الهادفة التي تؤدي الى مصالح الناس والتي تخدم الناس وتعمّق الدين في نفوس الناس وتعمّق منهج الامام صلوات الله وسلامه عليه في حياة الناس، هذه النقاط تلتقي مع السياسة وتلك نقاط افتراق واضحة ايضاً مع السياسة ولكن من داخل السياسة.

* في هذا المجال لا بد من ان نشير الى جملة من المصاديق خاصة وان ساحتنا تغلي وكل الساحات التي تتعلق بالظهور الشريف مرشحة الى ان تشهد انعطافات هائلة جداً، لا يوجد الان ساحة يمكن ان نعبّر عنها بانها هادئة لا يوجد فيها كوامن الانفجار بل كل الساحات المتعلقة بالظهر يمكن للإنسان ان يتلمّس بوضوح انها تغلي، والحديث عن غليانها ما يمكن لنا ان نطمئن من ان هذا الغليان سيؤدي الى نفس مسار العلامات رغم انه في كثير من الاحيان نشعر بان الأمور هادئة لكن طبيعة الغليانات السياسية لا يوجد لها صورة ميكانيكية، بمعنى ان الصفر في العملية الميكانيكية او الرياضية يساوي صفر لكن في العملية السياسة قد يتحول الانسان التافه الى زعيم ومن زعيم الى انسان لا قيمة له تُسلب منه قدرات السياسية، لا يمكن معرفة اتجاه الغليان بالضبط وبالتالي لا يمكن معرفة من سيسلب القدرة ومن سيأخذ هذه القدرة، ما لا شك فيه ان سنة 2019 مع كل المعطيات الموجودة تشير الى ان هذا الغليان سوف يتفجر، في الكثير من المناطق وصلنا الى درجات من الحدّة ومن الاختلاف ما يمكن ان نتأكد ان انفجاراً ما سيحصل، بغض النظر عن المكان لكن القدر المتيقن انه يُنبئنا عن ان المسارات التي اختطتها روايات العلامات تتجه بالاتجاه الطبيعي لها وبالاتجاه الذي رسمه ائمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم، بمعنى حينما نرى ان الاتراك يصلون الى قناعات سياسية ويوصلون الاخرين ايضاً الى فهم بان الموضوع الكردي يمثل لهم خطاً احمراً كبيراً في سوريا لا يمكن الا ان نتصور ان الروايات تحدثت عن انهم سينزلون وحينما ينزلون تحدثت انهم ينزلون الى المنطقة التي لا نستغرب اليوم ان العامل الكردي هو الذي يصنع وقائعها وبالتالي يمكننا ان نقول ان هناك معوقات امام الجانب التركي هي التي تمنعه لكن ماذا لو ذهبت هذه المعوقات، كما انه حينما يقال بان العراق سوف يكون عاصمة الامام صلوات الله وسلامه عليه وان المجتمع سيكون قادر على تحمل اعباء هذه المسؤولية، لو ننظر الى الوقائع العامة نلاحظ بُعد هذه المسالة، لكن على سبيل المثال لو نلاحظ ما تفعله زيارة الاربعين بالعراق وبالشعب العراقي يمكن ان نصدِّق بان الامر سريع ومهيئ جداً لان هذه الجموع يمكن في لحظة من اللحظات اذا ما اكتشفت لها قائداً يمكن لها ان تنقلب على كل الواقع السيئ لتتحول الى المسار الطبيعي، لدينا رؤية غير قادرين على ان نتنازل عنها وهي ان ما نراه في بعض الاحيان من مظاهر سيئة في السلوكيات العامة مردها الى الظروف السيئة التي مر بها المجتمع العراقي، هذا المجتمع مر بظروف في غاية السوء ادت بالنتيجة الى ان تصدر منه الكثير من التصرفات التي يمكن ان تعبّر عن الغضب اكثر مما تُعبّر عن السوء، لكن لو اقتنع هذا المجتمع بان ما يمر به يستدعي منه حالة الفدائية او نسيان الذات او ما الى ذلك سنرى هذا المجتمع هو نفسه الذي يفدي الزائر ويتفانى من اجل خدمته، والا هذه الاخلاقيات التي نجدها في زيارة الاربعين من اين تأتي؟! الجواب نعرفه من خلال وضوح الهدف، حيث لا يوجد هناك غبش في ان قصة الامام الحسين عليه السلام قصة مقدسة ومظلوميته مظلومية مقدسة والناس لسبب او اخر اعتقدت بهذه القداسة وغير مستعدة للتنازل عن هذه القداسة لان قلوب الناس مُسيطر عليها من قبل الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، لذلك نحن لا نرى في زيارة الأربعين - ونحن مقبلون على هذه الزيارة - الصورة الظاهرة فقط وانما في العادة نقول ماذا لو ان هؤلاء الذين هم بهذا التوق وبهذا الحماس والاخلاص والتفاني يُقَيَّض لهم قائداً من داخل الصورة الصادقة والمقدسة في انفسهم؟ اذا لم نذهب بتفكيرنا نحو الامام عليه السلام فإننا نرى ان المرجع الذي يسميه هؤلاء بنائب الامام صلوات الله وسلامه عليه حينما ابتدرهم وطلب منهم ان يُضحّوا بأنفسهم ذهبوا وضحّوا وشكلوا معادلة مرعبة عند الاخرين، والمرعب في القضية ان هناك مجتمع يُقاد الى فكرة مقدسة وفي انقياده يَعْبُر حدود الالتزام بالروح ويعتبر ان التضحية بها شرف له، لو كبّرنا هذه الصورة ونقلناها الى الامام المنتظر صلوات الله وسلامه عليه او الى احد نوابه المباشرين بعد ظهوره الشريف سنرى استجابة مشرّفة من قبل الناس، لا شك ان الناس مرّوا بظروف قاسية جداً لكن نراهم يخرجون من صورة هذه القسوة وانعكاساتها الى صورة الرحمة التي نراها في سلوكياتهم وفي أوضاعهم، بشكل طبيعي حينما نلاحظ هذا المنظر ونلاحظ حركة العلامات نرى حالة تقارب ودنو ما بين النقطتين، ما بين نقطة العلامات وما بين نقطة الواقع السياسي او الاجتماعي.

* بخصوص الحديث عن الانفصال الكردي فانه اصبح في حكم المسلمات واصبحت القضية منفّذة عملياً ولم يتبقى الا الاعلان الرسمي لتتحرك هذه الأمور، والإعلان الرسمي يحتاج فقط الى ان تتأزم الصورة ما بين هذه القوى، بحيث ان كل جهة تريد ان تثبت شانها ومصداقيتها وما دام ان الروس يتحركون بطريقة معينة في ادلب ويفرضون وصايتهم وضغوطهم في نفس الوقت الامريكان الان يعملون على المنطقة الكردية تشمل انشاء معسكرات وتدريب واموال وتواجد واندفاع وصولاً الى تمويل الادارات المدنية حتى تقود نفسها بنفسها، والادارات المدنية هذه هي الوضع الكردي المسيطر على تلك المناطق، لذلك مسالة الاعلان عن الوجود المدني او الاستقلال السياسي بقدر من المقادير في حكم ذاتي او انفصال بالنتيجة لن تبقى الصورة السورية موحدة بالطريقة التي كانت سابقاً، أيضا وضع آل سعود لن يبقى على حاله، حينما دخل معهم ترامب تصور الناس ان وضع آل سعود استحكم واصبح بدرجة من الثبات وبدرجة من المكنة مع اننا تحدثنا بشكل مبكر انهم سوف يختلفون، اليوم ماذا تنبئ صورة جمال خاشقجي؟ مع انه كان له سوابق من الكلمات المؤذية لنا كمذهب وكشعب لكن مهما يكن فقد قُتِل بطريقة رعناء تماماً لا يمكن لأي دولة ان تتصرف بهذه الطريقة، السعودية متورطة بقضية واضحة للعيان ولعله هناك من غرر بهذا الاحمق محمد بن سلمان ودفعه بهذه الاتجاه للكيد منه، الان الصورة امام العالم هي ان ترامب سيتصرف بطريقة يفضح بها نفسه ويبتزهم بشكل اكبر، سيأخذ اموال مقابل السكوت لكن قصة الديموقراطية وقصة حقوق الانسان سوف يمزقها امام انظار العالم، واحدة من بركات هذه العملية ان نسبة الكراهية والفضيحة للأمريكان سوف تزداد عند الشعوب وهذه احد الاسباب الأساسية في ضعف المجتمع المعادي للإمام صلوات الله وسلامه عليه وهو الشرط المطلوب بالإضافة الى الـ (313) الذي ليس هو الشرط الوحيد هناك شرط يتعلق بمجتمع الظلمة والمناصر للظلمة، هذا المجتمع يجب ان يضعف والقوة الظالمة يجب ان تضعف ويجب ان تسير باتجاه الانكسار بحيث لو خروج الامام صلوات الله وسلامه عليه لا يجد من هؤلاء الا الانشغال بأنفسهم، ولذلك ليس من الغريب ان نجد قضية خروج الامام صلوات الله وسلامه عليه تأتي بعد حرب عالمية طاحنة تتيح هذه الحرب لخروج قوى اقليمية كبيرة جداً تتمثل براية السفياني واليماني والخرساني وهي الاقوى في المنطقة، بمعنى انها تحولت الى قوة اقليمية قائدة ومسيطرة بالشكل الذي نرى حكام الحجاز يرسلون براس صاحب النفس الزكية رضوان الله تعالى عليه بعد قتله الى الشام وهذا الامر لا يتم الا عبر تصور وجود نفوذ للشام على هؤلاء، ايضاً وجود اليماني ولعبه لهذا الدور يُظهِر المجتمع العراقي بصورة مختلفة تماماً عمّا يُراد الان من مسخ هوية هذا الشعب بتصويره انه مهزوم ومغدور بينما سنرى وضعاً اخر وبطريقة تعبّر عن ان العراقي فعلاً له مسارات يتقدم فيها لكن مسارات التقدم هذه ليست على الطريقة المادية لان ائمتنا صلوات الله وسلامه عليهم اخبرونا ان الدولة العادلة لن تأتي الا في زمن الامام صلوات الله عليه، نعم قد تُعالَج بعض الجراح لكن التعبير الذي يشير به الامام صلوات الله وسلامه عليه بان الكل سيحكمون حتى لا يبقى من يقول باني لو حكمت لعدلت، التجربة البشرية في تنظيم العدالة تسير باتجاه الفشل وتسير باتجاه الانتكاس، وهذه الصورة الان غير خفية على الكثير ممن يتابع المشهد، في الوضع الدولي الان هناك حرب ضروس جداً بسمات متعددة كثيرة، نراها مرة بحرب العملات والحرب الاقتصادية الموجودة وحرب العقوبات وحرب الاثنيات او القوميات التي يراد منها ان تنتعش من جديد وانعاشها انما يجري لحسابات صراع وليس من اجل مصلحة هذه القومية او تلك، الصورة بين روسيا وامريكا اصبحت واضحة والصورة بين الصين وامريكا اصبحت واضحة وكل الامور تشير الى وجود حالة تصاعد في وتائر النزاع الدولي ومن الواضح جداً الان لمن يراقب العلاقات الدولية انه يجد الامور تتجه الى مسارات اكثر شدة.

* إذا كنا متجهين بهذا الاتجاه فما هو واقع المنتظرين في وسط كل هذه الأمور؟ واحدة من الامور التي ذكرناها سابقاً بشكل سريع في محاولة تصوير الواقع الديني لكن الان لو أردنا على سبيل المثال من كل شخص ان يذكر وجوده في داخل وسائل التواصل الاجتماعي ويضع منظومة المحرمات والاخلاقيات التي أشير اليها في سورة الحجرات ماذا سيبقى له من وجود لو عَمِل بهذه المحرمات؟ ما هو الموقف من الكتابات التي كتبها والتحزب الذي تحزبه والاعتداء الذي مارسه؟ هل سيكون منسجم مع مواصفات ما طُرِح في سورة الحجرات " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" " يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" لذلك على من يدعي الانتظار ان يعيد حساباته لان الامام صلوات الله وسلامه عليه حينما وصف المجتمع بالوصف المتشائم في انه يلعن بعضهم بعضاً ويتفل بعضهم في وجه بعض ويشتم بعضهم بعضاً، هنا لا مشكلة اذا كان الانسان مظلوم لكنه اذا ظلم دخل الى دائرة المفارقة بين السياسة والانتظار، "لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين" هذه الآية الكريمة تمثل السلوكية المتدينة الواضحة، اليوم الكثير دخل في صراعات سياسية والغريب اكثر ان هناك من دخل بلا سياسة وانما من اجل السب والشتم فقط مع ان الروايات تتحدث بطريقة مؤلمة للغاية، "قال أبو عبد الله عليه السلام: من روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان "، كذلك نشير الى امر مؤلم يقع به البعض للأسف الشديد وهو ضمن هذه السجالات التي تشير الى حالة من حالات التقحُّم في التشخيص والسؤال: لماذا هذا الاصرار على قضية لا تغني ولا تسمن بل مجرد افتراضات؟! نحن نقول بانه لا توجد سياسة منتظرة من دون ان يشخصها المرجع الاعلى او المرجع الذي يتصدى للشأن السياسي، الانتظار ليست عملية سهلة ولا مشروع لحزب او ما الى ذلك بل هو مشروع الانبياء ومشروع الله سبحانه وتعالى وبسببه قُتِلَ أئمة اهل البيت صلوات الله عليهم، نتأسف جداً لتورط بعض الاخوة في هذه القضايا من دون دليل فليكونوا على حذر، لابد من الإشارة ايضاً الى ان اليهود سبق لهم ان انتظروا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وعاشوا فترة انتظار وشوق لكن الامر اختلف بعد بعثته والسبب انه خرج بغير المواصفات التي ارادوها فكذبوه وقاتلوه وحاكوا له المؤامرات، لذلك لا عجب من قضية ارجع يا بن فاطمة بل اكثر من ذلك هناك من سيكذب الامام حتى بعد الصيحة،  يوجد الان مجال من الوقت للكف عن هذه الامور اما الانزلاق لا يؤدي الا لمزيد من الاحراج، وبعض الاحراج يمكن للإنسان ان يتخلص منه لكن البعض الاخر يكون شديد جداً فتأخذه العزة بالإثم فتمنعه الانانية والتكبر من سلوك الطريق الصحيح ونحن لسنا بمنأى عن ذلك، اننا نقبل على فتن اشد من السابق ويراد لها استعدادات كبيرة جداً لأننا مع كل فتنة نشهد سقوط مجموعة من الناس والغريب ان بعضهم لم يكتفي بسقوطه بل بدأ يبرر لعملية السقوط بعنوانها حالة من حالات التدين وهذا هو الأخطر في ان الانسان يبرر فعل الشيطان عكس ان يكون الشيطان هو من يبرر فعل الانسان المنحدر، لذلك يوصى المتدين ان يقترب من القنوات التي تجعل بصيرته في امان، ان كلمة سقوط من كان يشق الشعرة بشعرتين كافية لان تجعل الانسان حريص على عدم الغفلة لان المنزلقات خطرة للغاية وهناك الكثير ممن هم افضل منا لكنهم انزلقوا وانحرفوا ولولا الطاف الامام صلوات الله وسلامه عليه والحرص على البقاء في دائرة الالطاف فلا يوجد عاصم، نعتقد ان الاقتراب من دوائر الايمان الخاصة وتعميق الصلة والاجتهاد بهذه الصلة مع اهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم بدرجة اضعاف ما كنا عليه من قبل باعتبار كلما زادت الازمة احتاجت الى علاجات اكثر، لذلك نقول ان السياسة المنتظرة التي يجب على المؤمن ان يلتزم بها هذه السياسة يجب ان يحددها المرجع ولا يحددها الانسان الذي ليس لديه اهلية في ان يتصدّى للشأن الديني للامة، والحمد لله اولاً واخراً والصلاة على رسوله وآله ابداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك