* الحديث عن انهيار الظلم بعنوانه علامة من علامات الظهور ربما يبدو غريباً لان الروايات تشير الى انتشار الظلم فكيف يمكن للانهيار ان يكون علامة من العلامات التي تدل على ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه؟ من يتأمل في الروايات يجد ان الروايات تحدثت كثيراً عن مصاديق من انهيار الظلم بل ربما في بعضها ما يمكن لنا ان نلمس ان انهيار الظلم لن يكون بسبب الظالمين لوحدهم وانما بأيدي المؤمنين ايضاً، ومن الواضح اننا سبق ان تحدثنا في اكثر من مرة من ان الامام صلوات الله وسلامه عليه حينما غاب فبسبب قلة الناصر وكثرة الظالم وحينما يريد ان يعود فلابد من ان نعمل على اضعاف الظلم والعمل على تقويض وجوده، تحدّث الائمة عليهم السلام في الروايات عن اختلاف بني العباس وعن اختلاف بني فلان او ال فلان وتحدثت الروايات عن الحرب الطاحنة بين الروم انفسهم مما سميناه بالحرب العالمية وتحدثت الروايات عن الاختلاف بين الاتراك والروم وعن جملة كبيرة من المصاديق التي لا يمكن لنا ان نقول بانها تمثل قوة للظلم وانما هي بنفسها تمثل مظهر من مظاهر اضمحلال قوة الظالمين وتقوّض سيطرتهم وسيادتهم في الزمن المقارب لظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه، وحينما اشرنا في اكثر من مرة الى ان القيادات الميدانية الإقليمية ستكون هي اليماني والسفياني والخراساني وفق ما اشارت اليه الروايات مما يعطينا شعوراً متجدداً من ان الظالمين قد تقوّضت ايامهم الى درجة كبيرة بالشكل الذي لم يعد يشار الى الظالمين الا من خلال السفياني والا من خلال متبقيات نظام الحجاز الذي لا يبقى الا ضعيفاً وواهناً بالشكل الذي من بعد ذلك نراه يستنجد بالسفياني لإنقاذه، في كل الاحوال الصورة التي تعطيها الروايات ما يؤكد لنا من ان الظلم سيسير باتجاه حتمي باتجاه تقويض نفسه بنفسه او من خلال عوامل متعددة اخرى تعمل بنفس هذا الاتجاه، وحديث الائمة والرسول صلوات الله عليه وعليهم عن ان الارض تمتلئ ظلماً وجوراً لا يتقاطع مع هذا ولكن طبيعة امتلاء الارض بالظلم والجور هو الذي يؤدي الى الحديث عن تفعيل سُنّة تاريخية مفادها ان الظلم لا يبقى وان الظلم يقتل نفسه بنفسه ويدمر ذاته بذاته، هنا نلاحظ للأسف الشديد في اكثر من اتجاه فهم ساذج حينما نجد البعض يفكر بان الامام لا يظهر الا بعد انتشار الظلم والجور وعليه يجب تعظيم امر الظلم والجور وبالنتيجة لا يوجد هناك واجب على المؤمنين او المنتظرين في ان يكافحوا هذا الظلم والجور بل يكونوا سلبيين مع كل حركة تريد ان تنتفض ضد الظلم بل يعملون على مساعدة الظالم من اجل ان يستشري ظلمه بزعم ان استشراء الظلم سيؤدي الى ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه، نشير هنا الى مبحث اعمق من ذلك يتعلق بطبيعة ما طرحه القران الكريم وطرحه الرسول الخاتم صلوات الله وسلامه عليه واله وطرحه ائمة البيت من ان ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه وقيام دولته امر حتمي، هذه الحتمية كيف يمكن لنا ان نفهمها في وسط سجال الظلم والجور وفي وسط سجال القسط والعدل؟ كيف يمكن لنا ان نتصور وجود حتمية بالطريقة التي يتحدث عنها القران الكريم "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون " هذه طريقة للتعبير عن حتمية اتمام هذا النور، والوعد الالهي في هذا المجال يحتِّم على ان البشرية ستنتهي الى اليوم الذي يشرق فيها نور الله سبحانه وتعالى، هل نحن في صدد القول بان هناك ارادات تحتم على البشر امراً بالشكل الذي يسلب منهم حريتهم؟ نحن لسنا في وارد هذا الكلام لأن المنطق الفلسفي الذي يحكمنا ونتعامل معه مستل من قوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" مما ينفي هذه الحتميات ويشير الى ان الناس يمكن لهم ان يغيّروا وما لم يتغيروا ويوجدوا عوامل التغيير لن يغيرهم الله سبحانه وتعالى، اذن ما هي هذه الحتمية التي يشير اليها الله سبحانه وتعالى مع انه هنا يقول ان الله لا يغير بينما هناك يقول والله متم نوره فكيف يمكننا ان نفهم هذه القضايا بالطريقة التي يمكن ان تتعاضد مع الروايات؟ الروايات تتحدث عن هرج الروم وتتحدث عن ان الظالم بنفسه يأكل ظالماً اخر وتتحدث عن اختلاف الترك مع الروم وتتحدث عن اختلاف بني العباس وعن اختلاف ال فلان، هؤلاء كلهم مصاديق للوجه الاخر الذي يقف عقبة كأداء امام حركة الامام صلوات الله وسلامه عليه، والذي يعمل على هذا الخلاف هم أنفسهم فينتصر أحدهم ويخسر الاخر مما يعني ان هناك خسارة اكيدة في المعسكر الظالم، هذه الخسارة ليس بالضرورة ان تكون بسبب عمل تدافعي من قبل المؤمنين ضد هؤلاء لكن حينما يترك المجال لهؤلاء لكي يظلموا عندئذ سيرة الظلم بنفسها تستدعي الهيمنة والتسلط والاستحواذ وبالنتيجة ستتقاطع المصالح حينها سيأكلون انفسهم بأنفسهم وسيضعف وجهودهم.
* الصورة التي نلاحظها اليوم في حركة ترامب التي تمثل صورة القوي الذي يريد ان يسيطر على الاخرين عمل على تقويض العلاقة بينه وبين الاوروبيين وعمل على تقويض العلاقة بينه وبين المعسكر الشرقي وبينه وبين الكثير من الدول وكثير من مصادر القوة المالية والاقتصادية لهؤلاء، حينما يتحدث عن عقوبات ضد الجمهورية الإسلامية في اوروبا يعني انه سيضع العقوبات على الشركات الأوروبية التي تريد ان تتاجر مع ايران مما يعني انه لا يسمح لهذه الشركات ان تتقوّى هو يعمل على اضعافها وهذه كانت تعمل على تقويه الظلم وعلى ترسيخ وجود الظالم لكنه اضعفها وهي ستدخل لا شك في معركة من اجل استرداد حقوقها من هذا الظالم، ولذلك هناك صراع محتوم يجري بسبب قوانين الظلم نفسه هنا لا توجد معركة ايمان وظلم بل هي معارك للظالمين، تشير الرواية "ألستم ترون أعداءكم يقتلون في معاصي الله ، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنين في عزلة عنهم" لا يوجد حتم هنا لكن الحتم هو للقوانين التاريخية التي تتحكم بحركة الايمان وتتحكم بحركة الظالمين وتتحكم بطبيعة السجال ما بين المؤمنين وما بين الظالمين، هناك نصر للمؤمنين مرة ومرة نصر للظالمين لكن معركة الظالمين مع بعضهم هي دوماً ضعف للظالمين وعملية تعزيز لقوى المؤمنين، اليوم امريكا فرضت عقوبات على الجمهورية الإسلامية ولو رجعنا بالذاكرة الي عدة سنوات قبل ذلك فقد كانت هذه العقوبات اشد مما هي عليه الان وكان المتصدي لهذه العقوبات مجلس الامن الدولي والوضع الدولي بأجمعه تأزَّم ضد الجمهورية الإسلامية لكن النتيجة ان الجمهورية الإسلامية خرجت من هذه العقوبات باتفاقية ادخلتها الى قلب عناصر القوة واتفقوا على الملف النووي بناءً على تلك العقوبات، ايران لم تستسلم للعقوبات وكل الذي عملته انها باعتهم وهماً بانها وصلت الى النتيجة المرعبة لهم، هم اشتروا هذا الوهم وحولوه الى اتفاقية نووية اعترفوا فيها بدخول الجمهورية الإسلامية الى النادي النووي واسقطوا العقوبات بأنفسهم واعطوا للجمهورية الإسلامية مجالاً سياسياً كبيراً لرد الاعتبار لا بل لاعتبارات القوة فوضعوا انفسهم في مصاف الأقوياء، كان هناك سجال بين المؤمن وبين الظالم انتهى هذا السجال لمنفعة المؤمن حتى وإن قوضه ترامب الا انه شقَّ الاتحاد الموجود بين الامريكيين وما بين الاوروبيين واليوم واضح جداً ان الاتحاد الاوروبي ضد العقوبات، إن رضخت تجارتهم الى هذه العقوبات في واقع الحال هناك الكثير من عناصر الدفع والابتعاد عن الامريكيين تفعل فعلها والايام ستشهد لنا من ان حرب الروم انفسهم ستاتي من امثال هذه العوامل، اذن هنا مقولة ان الظالم سيبقى وعلى المؤمن ان يجلس في بيته صامتاً بعيداً عن كل هذه الصراعات بل بعضهم قد يذهب الى ان المؤمن يجب ان لا يحرك اي ساكن ولا يأخذ اي عنصر من عناصر القوة ولا يجوز له ان يتحلى باي عامل من عوامل القوة لان هذا قد يهيج الظالمين على شيعة اهل البيت هذا الفهم من السقم بمكان بحيث يصل الى هذا النمط من التفكير، بمعنى اذا قُيّض للمؤمنين ان تكون لهم جمهورية في ايران عليهم الّا يمدوا ايديهم الى هذا المكان واذا قُيّض لهم ان يأخذوا مواقع لهم في السياسة العراقية عليهم الا يمدوا ايديهم الى هذا المكان خوفاً من امريكا واسرائيل ان ترصد وجهودهم، بينما طبيعة الحتمية التاريخية هنا تقول بأن المجتمعات تنمو ومع نموها يمكن ان تحصل على مقادير من القوة قبل ذلك لم تكن تحلم بها، اليوم حينما نتحدث عن ان ترامب اوقع عقوبات وهذه العقوبات ادت الى اعطاء الجمهورية الإسلامية فرصة جديدة لإبراز قوتها من خلال ممانعتها للأمريكان وهذه الممانعة ليست جديدة لكن ان يتردّى الوعي الامريكي الى مستوى بحيث يعطيهم هذه الفرصة ليبرزوا لكل العالم ان هؤلاء ضد الامريكان والامريكان لا يستطيعون ان يفعلوا الشيء الكثير لان فرض العقوبات مع وجود الاستثناءات لا تأتي بنتيجة تذكر، خصوصاً الحديث اليوم عن جمهورية بهذه المساحات وبهذه القوة وبهذا الاقتدار، لذلك نعتقد ان الظالم بنفسه اعطى فرصة للمؤمن في ان يسترجع قوةً أراد ان يسلبها منه، يوجد في الرواية ما يشير الى شيء من هذا المعنى " كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه ، ثم يطلبونه فلا يعطونه. فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم. فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا"، هنا تشير الرواية الى ان الظالم يعطيهم الحق لكنهم يأخذونه عنوة، هذا التصوير يبين عدم وجود حتمية على المتدين ولا تشير الى ان عليه الجلوس ليكون حلساً في بيته، هذا الفهم قاصر جداً للقوانين التاريخية وكأنه لا يوجد هناك منطق اسمه من نام لم يُنَم عنه لان سيرة الظلم ان يستحوذ على كل شيء وذلك اذا لم يتم تحييده او تحديده او القضاء عليه.
* هذه الصورة تدعونا للتفكير في خيارات الظهور الشريف وكيف سيكون الظهور؟ لأننا لا نستطيع ان نتصور الظهور والقيادات الظالمة لا تزال في عز قوتها، لان أحد اسباب امتداد الغيبة هي ان المتدين والناصر لا قدرة له، وفي تقديرنا ان المؤمنين هم الذين اخّروا الظهور نتيجة تخاذلهم وعدم اهتمامهم بمنطق التغيير الحضاري فكانوا السبب في ادامة هذه الغيبة، لكن في داخل هذا العمر الطويل للغيبة كان هناك دائماً داينمو يعمل باسم السنن التاريخية في داخل معسكرات الظلم، لذلك اكلت هذا الظلم شيئا فشيئا، لو رجعنا الى الصورة في بداية العقد الماضي للاحظنا ان الظلم اكل نفسه بنفسه وقدّم خدمة مجانية غير محسوبة الحساب والا من الذي اسقط صدام بعد ان سلطوه علينا؟ اسقطوه بطريقة لم يتعزز الظلم من بعدها لان الامور فلتت من أيديهم وبعد كل هذه المدة نلاحظ ان الامريكيين يصرحون عقب الانتخابات انهم خسروا المعركة السياسية في العراق، اللطيف ان بعض حلفاء امريكا في العراق طالبوا الممثل الامريكي بريت بالاعتذار لأنه خذلهم في لعبة تشكيل الحكومة كما يقولون والسبب ان بريت لم يدير العملية بطريقة صحيحة، هنا فضيحة مركّبة من عدة طبقات فضحوا فيها أنفسهم وسيدهم وبينوا فوز الارادات الممانعة، للأسف الشديد في هذه الفترة نلمس نشوء حالة هي اشبه ما تكون للحالة السابقة بالقول ان الأمور الثورية لم تنفعنا فهناك قتل في البحرين وفي اليمن وفي عدة اماكن في حين ان الظالم لا يترك احد، كما ان الامام صلوات الله وسلامه عليه لا يقبل بمنطق الجلوس والانزواء ولا يحتاج الى مثل هؤلاء، في رواية عن المفضل بن عمر، قال: " سمعت أبا عبدالله عليه السلام وقد ذكر القائم عليه السلام، فقلت: إني لأرجو أن يكون أمره في سهولة، فقال: لا يكون ذلك حتى تمسحوا العلق والعرق"، لذلك من المؤسف ان يكون هناك من يتحدث بذلك المنطق، لو تأملنا وجود من يقف في يوم الفتوى المباركة بالجهاد الكفائي ليقول لا حاجة لنا بهذه الفتوى حسب الآية الكريمة " فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون" هذا فهم سقيم جداً ويجب ان نتخلص منه لأنه للأسف الشديد ماسك برقبة الكثيرين ويؤمنون به بطريقة او بأخرى، والا لماذا العمل ضد الظلم الان عند البعض اشبه ما يكون بالمستحيل؟ في الستينات والسبعينات من القرن الماضي ساد منطق الاخوان المسلمين في المنطقة الشيعية وروّج له الحزب الفلاني في انه علينا ان نتجنب كل انواع العمل السياسي ونذهب لنعتني بتربية الامة وهذا العمل عمل جيد، لكن حينما نسأل: هل من يعمل بالجانب السياسي له القدرة ان يلغي وجودهم مع عملية التربية هذه ام لا؟ وما هي فائدة صبرهم في داخل السجون؟ العمل يجب ان يكون باتجاه الّا تُفتَح السجون اصلاً، نعتقد ان الدخول المتأخر في الساحة السياسية هو الذي أدى بالنتيجة الى ان نرضخ لكثير من المعادلات التي ما كان لها وجود لو كان الدخول مبكر في هذه العملية، لذلك اليوم ليس لنا خيار في ان ندخل معركة الظلم او لا ندخل، بل يجب ان ندخل هذه المعركة لان الظالم اذا ما تمكن لن يعطنا الفرصة والتجربة التاريخية واضحة جداً، لذلك هنا ومع ان انهيار الظلم حتمي ومع ان قسم منه لا يتعلق بأراده المنتظرين لان الله سبحانه وتعالى سيبتلي الظالمين مع بعضهم مثلما نشهد الان والايام القادمة سترينا قتال بعضهم البعض في الوقت الذي سنتفرج عليهم، لكن هذا لا يمنع من ان نفكر بعوامل القوة وبعوامل تحصين العدالة الاجتماعية إن من خلال ايجاد هذه العدالة او من خلال حماية الاسوار التي يمكن في داخلها ان تنمو براعم العدالة هذه، قلنا اكثر من مرة ان الامام صلوات الله وسلامه عليه لا يحتاج الى اي انسان بل يحتاج الى الانسان الذي أهّل نفسه لكي يكون حركة في داخل مشروع الامام صلوات الله عليه، الامام لا يحتاج الى أُناس عابثين بل يحتاج الى الكَيِّس الفطن الواعي والبصير والذي يعرف اين مخابئ العدو وكيف يتحرك العدو لكي يجابهه، والا فان هناك الكثير ممن لا يشعر بهذه الحرب الشديدة الدائرة ضد المتدينين فكراً وثقافةً واخلاقاً مع ان الذي لديه قليل من البصيرة يرصد الكثير من التحركات التي يتحرك فيها العدو.
* لدينا الان زيارة الاربعين هذه التي احدثت نقلة نوعية في الكثير من المجالات، وسنقف عند واحدة من القضايا التي طرحتها هذه الزيارة والتي حركت جحافل العدو ضدها، اليوم بمنتهى البساطة يمكن ان نقول ان الاربعين تحولت الى حركة عولمة للقيم والمبادئ التي انطلقت من هذه الزيارة، زوار لأكثر من مئة دولة اشتركوا في الزيارة والجميع تعاملوا بمنطق واحد لم يوجههم احد، جميعهم انصهروا في اطار من الخدمة والتخادم وتجاوزوا مسألة الجنسيات واللغات والحدود مثلما نحن انفسنا لاحظنا صراعنا قبل الزيارة لكن بعدما دخلنا الزيارة لم يعد يوجد شيء من ذلك، في احد التعابير اللطيفة جداً لاحد القسوس اللبنانيين يقول ذهبت الى النجف من اجل ان اسير الى كربلاء لكي ارى ما الذي يجري؟ والنتيجة التي وصل لها بقوله في مسيري من النجف الى كربلاء رأيت ان المسيح هو الذي يتحرك ورأيت قيم المسيح في ذلك المكان بينما نحن لسنوات نتحدث عن المحبة والرحمة وما الى ذلك لم اجدها في شعوبنا بل وجدتها بين النجف وكربلاء، كذلك الاخت الباكستانية في البرلمان الكندي التي تحدثت بطريقة واعية ولبقة وببصيرة، بالإضافة الى ذلك اشتراك الصابئي والمسيحي ولو أُتيحت الفرصة لليهود والهندوس والسيخ لاشتركوا، هذه النقلة في افكار العالم تجاهنا تعتبر نقلة نوعية فاليوم انتقلنا من تحت الضوء الى مصدر الضوء للآخرين، لذلك حينما ننظر الى هؤلاء الذين يحاربون هذه الزيارة لا يمكننا ان ننظر لهم بعنوان طرح مجرد فكرة او شبهة طارئة خصوصاً ان الشبهات التي طُرِحت ليست شبهات اصلاً، مردود عليها سلفاً وليس لها قيمة علمية، لكننا نرى اجندة متألمة وتريد ان تنال منّا باي طريقةٍ كانت بسبب مصدر القوة الموجود لدينا، والا متى تحول التشيع الى حركة عولمة؟! يجب ان نفكر بهذا المصطلح "عولمة الأربعين" بهذه الطريقة أصبح تصديرنا للأفكار والمثل ليس عبر الكتب وانما هو فعل بنفسه يُصدّر للعالم رسالته تتحرك عبر الاطفال والنساء وكبار السن وهم يزحفون للإمام الحسين عليه السلام في مسيرة فيها قيم القوة والعدالة وقيم تحصن اسوارنا من ان ينالنا الاخر وتتيح المجال لنا في ان نتفرج على الاخرين كيف يتقاتلون لان قيمهم هي قيم تقاتل وتنافس وصراع وتحاسد وبالنتيجة قيم هيمنة ولذلك يتقاتلون، اذن انهيار الظلم الذي تشير له الروايات قسم منه سيتكفل به العدو " ألستم ترون أعداءكم يقتلون في معاصي الله ، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنين في عزلة عنهم" لكن في المقابل يوجد فعل يُنتَظَر منّا ان نقدمه في محيطنا او منطقتنا فيما يمكن ان نقول ما يشير اليه الحديث انصروا الامام ولو بسهم، هنا سؤال: هل يعقل ان نؤجل نصرتنا الى وقت خروج الامام صلوات الله عليه والتي قد تكون في نهاية اعمارنا؟! فاذا لم نكن في ساحة الامام مبكرين فكيف سنوفَّق لخدمته؟ نعم ان الامام صلوات الله وسلامه عليه قال بان الله سينصر هذا الامر بأناس كعبدة الشمس والقمر، والسؤال: لماذا يذهب صلوات الله عليه الى هؤلاء الذين هم كعبدة الشمس والقمر إذا كان الذي يدّعي النصرة متوافرة به الشروط ومؤهل الى هذه القضية؟! الامام صلوات الله وسلامه عليه غير مجبر ان يذهب الى هؤلاء لولا انه لم يجد كفاءة في الذين ادعوا انهم يريدون نصرته، نؤكد على ان المعيار الحقيقي لمن يريد الانتصار من الظلم ولمن يريد نصرة الامام صلوات الله وسلامه عليه هو مبدأ إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، بهذا المبدأ نحمي تشيعنا وشيعتنا ومن خلاله نتبرأ من عدونا ونضعفه بل نقمعه من خلال حرب لمن حاربكم، كل هذا الامور قبل خروج الامام صلوات الله وسلامه عليه اما بعد ذلك هو صلوات الله عليه الذي يحدد المسار والحمد لله اولاً واخراً والصلاة والسلام على رسوله وآله ابداً.
https://telegram.me/buratha