الصفحة الفكرية

ملخص ملتقى براثا الفكري - الظلمة وصناعة الموت والحروب في عشية الظهور الشريف


* كثيراً ما نلاحظ في التعليقات التي نراها حينما نتحدث عن طبيعة الظروف الأمنية والسياسية التي تهيمن على مشهد حراك العلامات في عشية الشريف انهم يتهموننا بأن الدين هو وراء العنف ووراء الظلم وليس في حديثه الا الحروب والقتل وسفك الدماء وما الى ذلك، بينما المفارقة التاريخية تشير إلى أن اللا دين في الغالب هو الذي صنع الحروب وفتك في البشرية، لا اقل طوال مئة عام من الأعوام التي انصرمت شهدنا حربين عالميتين وفي هاتين الحربين سقط عشرات الملايين قتلى بأيدي سياسات اللا دين، وهذا الامر لا يمكن أن يحسب الا من جملة بركات العلمانية وبركات الكفر بالله سبحانه وتعالى أو أبعاد الله سبحانه وتعالى عن الحياة الاجتماعية والسياسية، والروايات تتحدث ايضاً بنفس الطريقة وبنفس الاتجاه وفي كل الاحوال سنلاحظ ان الظَلَمَة هم صُنّاع الموت والقتل وخاصة ان القتل القادم اكثر تفنناً من القتل الذي مر وكلما تقدمت بنا الايام في اتجاه الظهور الشريف كلما ادركنا بان الظَلَمَة استحدثوا وسائل جديدة للفتك بأعدائهم ضمن لعبة السيطرة والنفوذ وضمن لعبة الهيمنة وابراز القوة امام الاخرين، لكن لان الروايات لم تهتم بالاحاديث العالمية لكونها احاديث، فهناك احداث كبرى حصلت لم تؤرّخ لها ولم تشير اليها حتى لكن بما انها معنية بالدلالة على الظهور الشريف لذلك اعتنت بجملة محدودة من الاحداث وهذه الاحداث هي التي تتعلق بالساحة التي تشهد حراك العلامات، لم تتحدث الروايات عمّا يجري في كثير من الاماكن بل حتى الحرب العالمية الاولى والثانية لم تتحدث عنها الروايات لان ائمتنا صلوات الله وسلامه عليهم ليسوا روات للتاريخ ولا مؤرخين وانما ما ذكروه انما ذكروه كعلامات شاخصة في الاحداث كي يتخذها المؤمنون منارة لهم في مسارهم باتجاه أملهم وباتجاه تحقيق ما يتمنون ونعني بذلك مسألة الإمام عليه السلام، من هنا سنشهد أن الروايات تتحدث عن حروب متعددة ومحددة ايضاً لا تشمل كل الرقعة الجغرافية في العالم وانما كما اشرنا انها تتحدث عن الساحات التي تعني هذه القضية، ولو أننا دققنا في حراك هذه الحروب التي سنشير اليها سنجد انها متصلة ليست منفصلة عن بعضها وإنما هناك رابط ما يُعرب عن اتصال وارتباط بطبيعة ما جرى قبل ذلك وبطبيعة ما سيجري بعد ذلك، في غالب الروايات اذا كانت عند السنة او عند الشيعة فإنها اهتمت بالدرجة الأساسية بالحروب التي ستحصل في الشام وحديثها واسع النطاق، لا شك ان بعضاً منه مبالغ فيه ولكن في المقابل هناك احداث حصلت ولو قُدِّر ان رواتها ليسوا بمؤهلية الثقة وما الى ذلك او انهم من العامة الا أن الحدث قد حصل وبالنتيجة لا داعي للذهاب الى البحث في مصداقية هذه الأحاديث لأن الواقع هو الذي صدَّقها وهو الذي أكَّد عليها، لكن بشكل عام نلاحظ ان الأحاديث التي تتعلق بأحداث الشام وطبيعة ما سيُسفك فيها من دماء انما يُؤسَّس من خلال الظَلَمَة الذين لا علاقة لهم بحراك الإمام صلوات الله وسلامه عليه ولا لهم علاقة بحركة الهدى اصلاً، حينما يتم التحدث عن الشام يتم التحدث عن فتنة شرقية تتلاقح مع فتنة غربية اشارة الى ما يمكن لأعراب الخليج أن يحدثوه بالتوافق مع الدول الغربية التي تدخل في هذا الموضوع، ولذلك كل ما يتم التحدث عنه من قتل وحروب وسفك للدماء وما الى ذلك في الشام يعود الى مؤسسيها والتي يجمع اهل الشيعة والسنّة على ان بداية هذه القضايا انما هي فتنة تتلاقح ما بين اهل الشرق واهل الغرب، في هذا المجال هناك لا اقل من ثلاثة شواخص اساسية: الشاخص الاول هو ما يتعلق بطبيعة الرجفة واختلاف الرمحان وما يؤدي ذلك الى قتل مئة الف يكون في قتلهم رحمة للمؤمنين وعذاب على الكافرين، واشرنا الى ان الاحداث التي تتالت من بعد دخول الرايات الصفراء الى الشام تُعرِب عن هذه المقتلة الكبيرة والتي ادت الى فرج فَرِحَ به المؤمنون وخُذِلَ به اهل النفاق والظلم والزيغ وكل الذين اشتركوا في صناعة الموت في الشام من غير اهل الهدى، تشير روايات العامة الى ان هناك سبعون الفاً يُقتَلون وسبعون الفاً تُفتض من البكارى وسبعون الفاً يعمون وسبعون الفاً يفقدون السمع وما الى ذلك من هذه الارقام والتي تشير بعمومها إلى كثرة كاثرة من عمليات صناعة الموت والقتل في الشام، هم يتحدثون عن أشبه ما يكون بالقنبلة الذرية التي تؤسس لكل هذه الاحداث، ولو اردنا ان نحصي الاعداد بعد دخول الرايات الصفراء في معارك الشام سنجد ان هذه الارقام أصبحت معقولة جداً وليست أرقاماً مبالغاً بها، لكن قبل ذلك حصلت جرائم كثيرة وفيها اعتداء واضح جداً من قبل الرايات السود رايات بني العباس والعصابات التي التحقت بهم واسسوا لهذا المنطق منطق القتل على الهوية وعلى الطائفة وعلى الانتماء مما استوعب آلاف كثيرة.

* ايضاً يشار في الشام الى معركة قرقيسيا الأولى كشاخص ثاني والتي ايضاً تشير الروايات إلى أن هذه المعركة لم يحدث لها مثيل منذ خلق آدم، ولأول مرة تجري معركة لها هذا الوقع وهذه التداعيات والآثار التي يمكن لها أن تؤرخ لمعركة حصلت لأول مرة منذ خلق الله سبحانه وتعالى آدم، الرقم المطروح في البداية وهو مئة الف هو رقم معتاد في الحروب المتوسطة باعتبار اننا شهدنا في الحرب العالمية الأولى 20 مليون قتيل وفي الحرب العالمية الثانية ملايين اخرى لم يشار اليهم، لكن هل ان التميز في معركة قرقيسيا الأولى يعود إلى مقتل المئة الف وبالنتيجة سيكون هذا الحدث متميزاً بحيث لم يحصل في منذ زمن ادم عليه السلام؟ قطعاً التميز ليس لهذا الرقم لأنه معتاد في الحروب المتوسطة، لكن طبيعة ما سيجري من امتدادات لهذه المعركة التي أُشِيرَ اليها بان الله سبحانه وتعالى سيرفع عن المتحاربين النصر وسيبتليهم بلأواء شديدة فيما بينهم ولن يحسم الامر لاحد من هؤلاء، في واحدة من الامور التي يفترض ان تثيرنا انه جرى الحديث عن مثل هذه القضايا الى جنب الحديث عن حرب عالمية هائلة جداً، اطراف معركة قرقيسيا الاولى هم الظلمة ولا يوجد هناك طرف يمكن ان يحسب على الهدى، وهي من جملة المعارك التي قال عنها الامام صلوات الله وسلامه عليه "ألستم ترون أعداءكم يقتلون في معاصي الله ، ويقتل بعضهم بعضا على الدنيا دونكم ، وأنتم في بيوتكم آمنين في عزلة عنهم" لذلك هذه المعركة ليس لها علاقة بأطراف الهدى وانما أطرافها المرواني الذي اشرنا سابقاً إلى أنه شخصية كردية تنتمي الى الأسرة المروانية التي حكمت هذه المناطق في فترة تاريخية سابقة، ويمكن لإشكال اشار اليه احد الأخوة في أنه إذا كان السفياني له اسم محدد واذا كان اليماني له اسم محدد والخراساني له اسم محدد لابد لراية المرواني أن يكون لها شاخصاً وهذا الشاخص مشهور ويجب ان يكون زعيماً معروفاً، ولو قُدِّر اننا قلنا بان هذه الاحداث التي تجري اليوم ما بين الاكراد وما بين داعش في منطقة هجين اوفي منطقة دير الزور بشكل عام والتي هي منطقة قرقيسيا التاريخية هذه الاحداث لو قلنا ان داعش تمثل بن العباس باعتبارهم يحملون السواد وشعاراتهم وملابسهم وطبيعة مناداتهم كمنادات العباسيين اولئكم كانوا يسمّون بالمُسَوِّدة وهؤلاء ايضاً يستخدمون السواد كشعار لهم، مع ذلك لو قلنا من هو قائد هؤلاء الذين يمثلون جانب المرواني إذا كانت الظروف هي هذه الظروف والصورة هي هذه الصورة؟ عندئذ يمكن ان نقول ببساطة انه يمكن لشخصية مثل عبد الله اوجلان ان يلعب مثل هذا الدور او أن يحتل مثل هذا المكان، هذا على مستوى التقريب للصورة وليس بالضرورة عملية إسقاط كلّي على القضية، مع هذه الروايات فقد تحدثت روايات الشيعة والسنة عن حرب ستأكل ثلثي العالم، وفي رواية "سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يكون هذا الامر حتى يذهب ثلثا الناس فقيل له: فإذا ذهب ثلثا الناس فما يبقى؟ فقال عليه السلام: أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي" ويشار الى حرب تأكل من كل سبعة خمسة والنسبة هي النسبة، وامثال هذه الروايات التي ايضاً يشير عمرو بن عثمان الداني في سننه في رواية عن امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يقول فيها يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث، بنفس مؤدى الرواية التي تشير الى ذهاب ثلثا الناس، السؤال: كيف تحصل هذه الحرب التي تأكل هذا القدر العظيم من الناس؟ هل تحصل فجأة ام ان سلسلة من الاحداث تؤدي الى حالة التصاعد وتبتدئ فيها المعارك ما بين الروم أنفسهم لان الروايات تتحدث عن حرب الروم، وحرب الروم لابد من ان نجد لها تفسيراً، سبق ان أشرنا الى ان هذه الاحداث لها ترابط ما، اليوم في الحرب الموجودة في قرقيسيا يمكن ان نلاحظ تزايد الاحتكاك ما بين الطرف الأول من الروم وما بين الطرف الثاني من الروم ونعني بذلك روسيا وأميركا، اما لماذا اميركا وروسيا؟ السبب بسيط باعتبار ان حديث القتل المريع والشديد الذي تتحدث عنه الرواية يراد له أسلحة فائقة القدرة، وحينما نقول يذهب ثلثا الناس لابد ان توجد الآلية التي يُقتل بسببها هؤلاء ولابد ان تكون هذه الاسلحة من القوة بمكان بحيث لا يكون لها مثيل فيما جرى من حروب قبلها ولديها من قوة التدمير بحيث تقتل هذه الأعداد الهائلة، فاذا كنّا ثمانية مليارات يعنى اننا نتحدث عن قتل ما يقرب من خمسة مليارات وما ينيف عليها قليلاً بالشكل الذي يمكن ان نحصل على الصورة التي يُقتل بها خمسة مليارات.

* السؤال كيف سيُقتل هؤلاء؟ هنا لا يوجد الا حديث واحد وهو حديث الأسلحة النووية لاسيما وان رواياتنا اشارت الى ان الموت في تلك الفترة يكون على صنفين: صنف يسمّيه الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليهم بالموت الاحمر وهي عمليات القتل التي تؤدي إلى خروج الدماء، لكن اللافت هو حديثه عليه السلام في الصنف الآخر وهو الموت الابيض والذي ليس له تفسير الا الذهاب الى الاسلحة غير التقليدية في صناعة الموت باستخدام الأسلحة النووية او الاسلحة الجرثومية او الاسلحة الكيميائية التي تؤدي الى الموت ولا تؤدي إلى خروج الدماء، يُسأل الامام صلوات الله عليه عن الموت الابيض فيقول الطاعون، والطاعون كلمة كان يُشار فيها الى اي وباء رغم ان الطاعون مرض محدد، يمكن ان يسمى مرض الحمى القلاعية الان الموجود في بعض الحيوانات هو الطاعون، لكن الكناية هنا هي الاصل في هذه القضية وبالنتيجة السؤال هو عن الموت الذي يتفشّى باعتبار ان الطاعون كان يتفشّى على شكل وباء، لكن الان نحن نبحث عن اسلحة تؤدي الى موت سريع على صورة الوباء، وهنا لا يوجد ما يمكن ان يصف تأثير السلاح النووي او الكيمياوي او الجرثومي بأبلغ من كلمة الطاعون التي تشير الى وباء سريع يفتك بالجميع من دون الأسلحة التي تؤدي الى جرح البدن، هناك رواية ايضاً تشير الى ان البداية ربما ستكون من اذربيجان باعتبار ان الرواية تطرح ان هناك نار سوف تنطلق من أذربيجان بحيث لا قدرة لاحد في ان يقف أمام هذه النار، وليس غريب في واقعنا حينما نلاحظ ان أذربيجان هي أحد المراكز الاساسية لإطلاق الصواريخ في تلك المنطقة، ليس مهما مع من ستكون أذربيجان لكن يمكن لنا أن نرى ان الحدث يبدأ من هناك كعملية إطلاق شرارة الحرب الشاملة، وعملية إطلاق الشرارة ليست كعملية بناء الاحتقانات ووصول الدول إلى قرار الحرب، لان الدول لا تصل الى قرار الحرب دفعة واحدة وإنما هناك سلسلة من الاحداث يجب ان يُصار اليها وهي التي تولد القناعة عند هذه الدول أنه لا يوجد لديها مجال الا الحرب من أجل تأمين حقوقها ومصالحها، ليس غريبا علينا ان نرى في الأدب السياسي خلال هذه الفترة تداول كلمة الحرب العالمية بين الزعماء السياسيين العالميين أكثر بكثير مما كانت تستخدم في أيام الحرب الباردة، الآن رجعنا إلى عملية الاستقطاب والعالم تقسَّم الى اقطاب متعددة ويمكن ان نقول ان بعض الاقطاب نحت بعيداً عن صراعات الروم واصبح الروم لوحدهم يتحدثون عن الصراعات، اليوم حينما تتحدث فرنسا وايطاليا والمانيا عن جيش أوروبي مستقل عن جيش أميركا بل ما تحدّث عنه الرئيس الفرنسي ان اوروبا تحتاج الى جيش يقف امام التوجه الروسي بل حتى الامريكي ويؤكد على اسم امريكا بعنوانها العدو المحتمل لأوروبا هذا الحديث لم يكن موجود سابقاً، ونعتقد ان طريقة العجرفة التي يعمد لها ترامب فيها الكثير من اثارة الاحتقانات العميقة في داخل هذه الدول، قد ننظر الى العقوبات التي اصدرها ترامب على الجمهورية الإسلامية على شكل مجموعة من الاجراءات أتُّخِذَت من اجل الاضرار بالجمهورية الإسلامية لكن الصورة الاخرى تختلف بشكل كلّي، هناك صورة في عمق هذه الامور فالحصار الامريكي يعني انه يتوجه الى الشركات ذات المصالح العالمية الأوروبية وغير الأوروبية وهو يرفع الشارة الحمراء امام هذه الشركات في انه يمنع عليها الربح في هذه المنطقة، اي انه يُقَلّص مواردها، اي انه يهيمن على اسواق مهمة بالنسبة لهذه الشركات، قد تستجيب بعض الدول لهذا الامر في البداية لكن حينما تتحول القضية الى لغة مئات المليارات عندئذ القصة ستكون قصة أخرى، وعلى سبيل المثال لو اخذنا شركة شل التي رضخت الى طبيعة الطلب الأميركي في إيران ما الذي يمنع أمريكا من ان تمنعها من العمل في دولة أخرى؟ وهكذا بقية الشركات التي تمثل أعمدة السياسة كما وانه لا يمكن ان يتصور أحد ممن يرى الانظمة التي تسمى ديمقراطية في اوروبا وفي امريكا بأنها ديمقراطية مبنية على أساس رأي الناس، فالصورة ليست بهذا الشكل وانما هو قرار الشركات الكبرى في هذه الدول بان تتجه الحكومة باتجاه ما تريده هذه الشركات، هناك صراع شركات يسمّى ديمقراطية بحيث يخوض الناس نيابةً عن هؤلاء صراع الصناديق لكن الذي يصنع لهم الرأي العام هي هذه الشركات التي تتفق مع المرشحين لتنفيذ سياساتها وهذه القصة أصبحت معروفة وليست خافية، وحينما  تفرض أمريكا عقوبات على روسيا او على الصين او على كوريا الشمالية او على الجمهورية الإسلامية فان ذلك له حسابات وأرقام كبيرة جداً لدى تلك الشركات وبالنتيجة الدول لا تستطيع دوماً ان تقف ساكتة امام هذه المواقف، لا شك ستكون هناك محاولات لترطيب الاجواء لكن رجل مثل ترامب بهذه النزعة الشرهة في النفود وفي السيطرة بدون قواعد وبدون اخلاقيات سيكون مؤهل جداً الى ان يثري عوامل الاحتقان ما بين هذه الدول بحيث أوصل مثل ساركوزي او المستشارة الالمانية او بقية البلدان بأنهم يحتاجون الى جيوش،

بينما لم تفكر مثل هذه الدول من بعد الحرب العالمية الثانية بامتلاك هذه الجيوش، لان من يسيطر بصورة حقيقية في المانيا هي القواعد الامريكية والتي تفرض هيمنتها بناء على الاتفاق الذي جرى بعد الحرب العالمية الثانية، كذلك الامر مع اليابان ومع كوريا الجنوبية ومع دول متعددة، ما يهمنا هو اننا حينما نتحدث عن القتل نتحدث عن رؤوس الظَّلَمَة الذين سيؤسسون لهذا القتل، هل الدين هو الذي يصنع القتل هنا ام العلمانية وترك الله سبحانه وترك القيم الأخلاقية والروحية هي التي تسبب عمليات القتل الفظيع  التي تتحدث عنها الرواية؟  اين الدين من الحرب العالمية الأولى او الحرب العالمية الثانية؟ كذلك حروب نابليون التي قضت على الأخضر واليابس، وحتى الحروب الصليبية التي استخدمت الدين كشعار لكن الغطاء الأساسي لها هو غطاء السياسيين الذين لا دين لهم، بالطبع فان الدين له حروبه الخاصة كما ان الإمام صلوات الله وسلامه عليه ايضاً له حروبه الخاصة، لان الإمام ايضاً سيتحدث بمنطق السيف لكنه سيكون ضد الذين أسسوا لصناعة القتل والموت لتلك الشعوب التي فقدت الامل باي مُخلِّص من قبل هذه الأنظمة.

* الشاخص الثالث هو قرقيسياء الثانية التي ستجري ما بين السفياني والاتراك وبني قيس وهنا ايضاً العنصر الديني لا وجود له، المعركة هنا يشار فيها الى الجبارين بنفس مقاييس قرقيسياء الاولى لكن الاولى خطورتها في انها تكون مسببة للحرب العالمية الثالثة، بالنسبة للسفياني الذي سيقاتل في الشام يُقَدَّم في الروايات بعنوانه الجبهة التي ستقف ضد الإمام صلوات الله عليه، في رواياتنا يقاتل ستة أشهر في الشام بعد دخوله الى درعا سوف يذهب الى دمشق والى حلب والى حماة والى قنسرين والى الجولان، سيحارب في كل هذه المناطق وسينتصر وبعد استيلاءه على الشام سيتجه الى العراق لصناعة قتل وموت جديد بعد ان يمر بقرقيسياء، في العراق روايات السنّة والشيعة تتفق على ان هناك مقتلة كبيرة سيؤسس لها هذا الظالم، نعم توجد مبالغات في الروايات العامّية في حجم المقتلة وفي طبيعة هوية المقتولين لكن في رواياتنا لا يوجد هذا التهويل ولكن لا شك ان قتلاً فضيعاً سيجري على ايدي هذا الرجل بدايةً في المناطق السنّية ثم يعقبه في مدينة الكوفة، هنا قد نُسأل: هل من الممكن ان يكون هناك تبديل في هذه الروايات من ناحية عدد القتلى على سبيل المثال؟ والجواب: نعم من الممكن لأهل تلك المناطق ان يغيروا هذه الأرقام، لكن مثلما يمكن ان تتغير هذه الارقام بلغة البداء الى النزول كذلك يمكن ان تتصاعد ايضاً والسبب يعود الى طبيعة اهمال الناس او الى طبيعة انتباههم، لان وعي الناس يؤدي بهم الى موقف حازم يقلّص عملية القتل وقد يلغيها، نعم الحديث عن السفياني حديث حتمي لكن التفاصيل ليست حتمية ويمكن أن تتغير لكن كل ذلك يرتبط بوعي الناس والتزامهم بمسئولياتهم، للأسف يوجد لدينا ميل دائمي الى الاحتمالات السهلة ونترك الاحتمالات الصعبة وهذا أحد الأخطاء الشنيعة في الوعي، نتَّكل على البداء في تسهيل الامور والبداء قد يكون بالطريقة المعاكسة، فاذا تنصلت الأمة عن تعهداتها تجاه امنها يمكن للسفياني ولغيره ان يرتكب من الفظائع الشيء الكثير، لاحظنا الفظاعة التي ارتكبتها داعش هذه الفظاعة لم تكن لتحصل لو أن الناس التزموا بمسؤولياتهم في ذلك الوقت، والسبب ان هناك من فسد وظلم وخان وساعد وارتشى ادّى بالنتيجة الى كل هذه الظُلامات، جاء من بعدهم أُناس لديهم الشجاعة والثبات والإقدام ابطال الحشد الذين وقفوا أمام هذا الظلم وانتهوا منه في ثلاث سنوات بينما الامريكان كانوا يتحدثون عن 30 سنة، ايضاً الروايات تحدثت في العراق عن موجة قتل ما بين الانبار وبغداد سبق ان تحدثنا عنها ونعتقد ان الاحداث التي مرّت هي الأحداث التي اشارت إليها الروايات، وهناك حديث يجري باسم اليماني الموعود تقدمه رواية وردت في كتاب مجهول بمعنى ان الطريق الى هوية هذا الكتاب غير معروف، الكتاب هو مختصر اثبات الغيبة للفضل بن شاذان رضوان الله تعالى عليه ولا شك ان هذا الكتاب من الكتب المهمة للغاية لكن للأسف الشديد لم يصلنا هذا الكتاب نعم نقل عنه الشيخ النعماني الشيء الكثير ونقل عنه الشيخ المفيد ايضاً ونقل عنه الشيخ الطوسي رضوان الله تعالى عليه، لكن نفس الكتاب لم يصل الى زمننا هذا ، يوجد كتيب نشرته مجلة تراثنا باسم مختصر كتاب الرجعة من دون ذكر صاحب الكتاب، يقال ان الشيخ الحر العاملي رضي الله تعالى عنه صاحب كتاب وسائل الشيعة وجد هذه الأوراق مكتوب عليها هذا مختصر ...

قام به بعض الافاضل من دون ذكر هؤلاء الافاضل ولم يذكر ما الذي اختصروه؟ لان كتاب الفضل بن شاذان غير موجود لنعرف ما الذي اختصروه؟ في هذا المختصر وردت رواية بسند صحيح تتحدث عن معارك اليماني لكن تتحدث بلغة لا علاقة لها بكل روايات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، تتحدث عن اليماني الاب الذي سيقاتل عشرات السنين ضد السفياني وابن السفياني ثم بعد ذلك ابن اليماني بعد موت الاب يقاتل لمدة 20 سنة الى ان يقتل السفياني وابنه، ثم يموت اليماني هذا الى أن يظهر الإمام صلوات الله وسلامه عليه عندئذ يرجع مع الراجعين، فتكون قصة اليماني الموجودة في هذه الرواية قصة حرب شنيعة جداً يقتل فيها عشرات الالاف ،هذه القصة لا علاقة لها بطبيعة ما رأيناه في روايات أهل البيت صلوات الله عليهم، يشار الى اليماني في الروايات الأخرى انه يقاتل قبل الإمام صلوات الله وسلامه عليهم والموعد الذي تحدده الروايات متزامن مع السفياني ومع الخراساني، والروايات تؤكد أن الموعد ما بين السفياني بعد ان يستولى على الشام وبين ظهور الامام صلوات الله وسلامه عليه تسعة اشهر، بينما تلك الرواية تتحدث عن عشرات السنين من القتال المرير تؤدي الى قتل السفياني، بينما الفترة هي تسعة اشهر ولن يُقتل فيها السفياني لأنه سيبقى لما بعد الامام صلوات الله وسلامه عليه، عندئذ هذه الرواية نعتبرها رواية اجنبية وردت في مصدر غير معروف، وهي ليست دليل لمن يحتج علينا في قضية ورود اسم اليماني في معارك تكون في اليمن لانهم يعتمدون على هذه الرواية في تقديم مستند بإسم اهل البيت وهذا المستند مضطرب تماماً مع الروايات المتسالم على صحتها من قبل اهل البيت عليهم السلام وانه جاء في مصدر غير معروف وهذا يكفي ان نضع علامة استفهام على مثل هذه الروايات، مع كل ذلك فان هذه الحروب التي تحدثت عنها الروايات بهذه المساحات التي اشرنا لها وفي كل الأحوال لا نلاحظ أن هذه الحروب مؤسسة من قبل الدين وإنما مؤسسة من قبل الظلم وأنظمة الظلم، نعم الدين سوف يقاتل الظالمين، مشروع الإمام صلوات الله وسلامه عليه هو إسقاط كل الظلم في العالم يبدأ من نقطة الارتكاز الأساسية من العراق وينطلق الى بقية دول العالم، لكن سيقاتل الذين ظلموا والذين أسسوا لكل دمار في هذه المعمورة، هنالك بعض العلمانيين يعتبر كل قضية قتل معناها وحشية لا تتناسب مع النفس البشرية وما الى ذلك، بينما منطق القرآن الكريم هو " ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون " الشر لا يُدفع بالكلام، الشر إن لم تقابله بأساليبه وبالآليات التي يستخدمها لا يمكن ان يتوقف، لابد من إيجاد سبل الدفاع عن المجتمع، المجرم يجب ان يُحاسَب بما يمنع اجرامه والظالم يجب ان يُحاسب بالطريقة التي توقف ظلمه، كل من يُفسد في الارض يجب ان يُقابَل بما يردعه من اجل ان تحيا الارض في بإشراقة نور ربها، والحمد لله اولاً واخراً والصلاة والسلام على رسوله واله ابداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك