لؤي هزيمة (الفيسبوك): السؤال لسماحة الشيخ هو لماذا لم نعد نسمع هذه الايام عن العلامات، هل لأن معظم التوقعات خابت ولم تتحقق مثلا اصحاب الدولة اي الدواعش انهزموا ولم يأخذوا حكم الشام او مثلا مات عبد الله في الحجاز ولم ينتهي ملك بني فلان ولم يتحول الى ايام وشهور بل تعداها الى سنوات وهذا سلمان يكمل عامه الرابع، وفشلت ايضا حركة الكرد ونرى ايضا مثلا ان الشيخ بهجت رحمه الله قد نقل عنه انه قال منذ أكثر من عشرون عام ان كهولكم ستراه ومعظم الكهول منذ عشرين عام حتى اليوم ماتوا فما هي الحقيقة؟ وما هو الذي لا يجرأ احد على قوله؟ هل هو ما استنتجه السيد الصدر رحمه الله في كتابه والذي يستنتج منه ان موضوع الظهور بعيد جداً جداً ويتطلب شعوب وزمان غير الذي نعيش فيه؟
الجواب: اختلف معاكم تماماً، اذ لا أجد أي خيبة، كما ولا أجد ما يبرر هذه الخيبة التي تتحدثون عنها، واعتقد ان ما قدّمناه طوال السنين التي مرت أظهر بما لا يدع المجال للشك أن حراك الآفاق الميدانية بإتجاه ما رواه أئمة الهدى صلوات الله عليهم ما عاد افتراضياً، وإنما بات بين الملموس وبين المتوقع الطبيعي، بعد أن كان الكثير منها يقع تحت طائلة الاستبعاد وما الى ذلك، واعتقد انكم تملكون صورة مشوشة عن العلامات ولذلك ترون ان الامور باتت مخيبة، اذ من الذي قال ان الدواعش سيأخذون حكم الشام حتى تعتبرون ذلك من العلامات ومن ثم تبنون عليه ما اشرتم اليه، اذ من الواضح ان ذلك لا وجود له في الروايات بشكل مطلق، نعم اشير الى المسودة وهم القاعدة وما تفرّخ منها بانهم يقيمون دولة ولكنهم يختلفون فيما بينهم فينهزمون، ولم تحدد الروايات مكان دولتهم بدقة، ولكنها اشارت الى مكان ما بين حكم الخراساني وحكم السفياني، وما حصل بالفعل هو عين ما اشارت اليه الروايات، ولا وجود للخيبة هنا.
وموضوع موت عبد الله اوضحته الرواية الشريفة التالية والتي رواها أبو بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم.
ثم قال: إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده على أحد ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم إن شاء الله، ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام.
فقلت: يطول ذلك؟ قال: كلا (غيبة الشيخ الطوسي: ٤٦٧ ح٤٤٥).
والرواية تتحدث عن موت عبد الله الذي سيؤدي الى اختلاف في الحكم ينتهي بسببه حكم السنين واقل السنين ثلاثة واكثرها عشرة في اللغة، ومن بعده ستاتي مرحلة الانقلابات اذ لا يستمر الملك عند احد كما استمر عند الذين سبقوه، فلو قدر ان عبد الله الذي مات منذ اربع سنوات هو نفس من عنته الرواية الشريفة، فان المدى الذي حددته الرواية لما ينتهي بعد، وان كان من الواضح ان الاختلاف بين الاسرة الحاكمة هو سيد الموقف حالياً، وما تقليص الصلاحيات الذي يتعرض له ولي عهد الحكم الحالي الا انعكاس عن ازمة داخلية عميقة بين الحكام
على أننا لا نقطع الطريق امام احتمال ان يكون اسم عبد الله عاماً وليس لشخص محدد اسمه في البطاقة الشخصية او التعريفية عبد الله، ومع موته يفتح الطريق لطبيعة ما اشارت اليه الرواية، وإن كنت لا أميل لهذا الاحتمال ولا اعتقد به.
اما حركة الكورد التي تقول فشلت ولا ادري عن أي كورد تتحدث، ففي رواياتنا اشير الى أكراد سوريا بأنهم سينفصلون عن سوريا، وهو أمر يجري على قدم وساق من أجل تحقيقه على الارض، من قبل الكورد السوريين والامريكيين، وهو يتقدم بشكل مطرد ومؤكد نحو ما اشرنا اليه في احاديثنا السابقة، وما سنتحدث عنه في يوم غد، وما عاد الامر مجرد حديث او تصريح سياسي باتجاه الانفصال وانما ثمة اجراءات كثيرة لتكريس ذلك، فاين الفشل الذي تتحدث عنه؟.
أما ما نقلتموه عن آية الله العظمى الشيخ البهجة قدست أسراره، فلا اعلم به حقيقة، وانما هو منقول ولا أدري ما مدى دقته، ومثل هذه الاقوال هي استشرافية وليست نصوصاً معصومة، وعلى أي حال إن كان رضوان الله عليه قد تحدث عن الكهول، فهو من الناحية اللغوية يشير الى ذوي الاربعين، فالكهل هو من وصل الى عمر الاربعين، وبقية حديثه المنسوب اليه هو المعني به، وإن كنت اعتقد أن عهد الإمام روحي فداه أقرب مما تتصورون.
أما ما نقلتموه عن السيد الصدر رحمه الله فلا أدري عن أي السادة تتحدثون؟ ولا عن أي كتاب تشيرون اليه، وليتكم تشفعون قولكم بذكر اسم الكتاب وصفحته، وإن كان مثل هذه الأقوال لو قيلت فهي توقعات وقراءات قد تصيب وقد لا تفعل.
ومهما يكن فإن العبرة بحراك العلامات الدالة على الظهور، وما يمكن أن أؤكده وأقطع به أنه لم يحصل في عمر التشيع أن تحركت آفاق العلامات بازمانها ومكاناتها بمجموعها كما تتحرك الآن، مع الاشارة الى ان الذين يدرسون العلامات بصورة تجزيئية عن بقيتها سوف لن يصلوا الى أي قطع ولا الى أي يقين، لان الاحداث تتشابه وتتعدد عبر التاريخ، ولكن من يدرس مجموع العلامات ويحيط بصورتها كاملة بعنوانها سلة واحدة كما تشير اليه الرواية الشريفة: (نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً) هو وحده الذي سيتمكن من رؤية حراكها من عدمه، لأن هذا الحراك من الصعب تصور تكراره في نفس البعد الزماني والمكاني، إن لم نقل أنه من المستحيل.
https://telegram.me/buratha