الصفحة الفكرية

ما هو سر الحث في الروايات على اليماني بدلاً من الخراساني؟


limaka jimaka jartrshi (اليوتيوب): لماذا تحث الروايات على اتباع اليماني، وتقول إنه يدعو الى صاحبكم أو للإمام عليه السلام!! و لم تذكر الروايات هذه الميزة للخراساني، مع إن الخراساني على الاقل وجهته الجغرافية محدد، أما اليماني ليس بمعروف من اليمن أو من العراق أو من مكان آخر، أليس المفروض السابقون السابقون أفضل!! أم صفة الخراساني يغلب عليها الطابع أو المصلحة السياسية؟ وعندها ما التكليف الشرعي في الاتباع؟

الجواب: الرواية الواردة عن الامام الباقر عليه السلام في هذا المجال خصصت الامتياز لليماني على الرايتين الاخريتين بسبب كونه لا يدعو إلا إلى أمر واحد وهو الإمام صلوات الله عليه، وهو في تحليلي لكونه ليس بصاحب دولة، ولذلك هو لا يتحمل أعباء قيادة دولة بما يعني ذلك من منظومة مصالح ومخاطر عليه أن يراعيها من ناحية مسؤوليته الشرعية، مما يجعل سلّم أولويات اليماني مختلفاً عمن تعلّقت به سلفاً أولويات يجب أن ينهض بها، بحيث جعل دعوته خالصة للإمام صلوات الله عليه، دون أي أمر آخر كما نراه متعلقاً بالخراساني الذي يمكن القول بأنه صاحب دولة، فصاحب الدولة معني من الناحية الشرعية في أن يراعي كل متطلباتها الواقعية، ولذا فهو معني باقتصادها وأمنها ومجتمعها وتشريعاتها وسائر منظوماتها، بصورة لو أنه تخلى عنها يكون متخلياً عن تكليفه الشرعي، بينما نجد أن من لا دولة له خلي اليد من هذه الاهتمامات أو على الأقل لا تأتي ضمن أولوياته الملحة، فمثل هذه الأمور بيد غيره، ولذلك تفرّغ لما لم يتفرّغ إليه غيره، بحيث أصبح لديه إدراك تام بأن الأيام هي أيام الإمام روحي فداه ودعوته، ولا يعني ذلك أن الخراساني له موقف مضاد أو لا أبالي تجاه الإمام روحي فداه، وإنما لأن واجباته الشرعية باتجاه ما نوّهت عنه آنفاً، ولهذا لا علاقة لهذا الفارق بمسألة معروفية أحدهما ومجهولية الآخر، كما ولا علاقة لمسألة الأسبقية في هذا المجال، لأن الوصف تعلق بظرف واحد جمع ما بين الرجلين بمعية السفياني، وفي ذلك الظرف تمت الإشارة إلى أي الرايات أهدى، وليس غيره، إذ قد لا نرى هذا الوصف في ظرف آخر كأن لا يكون اليماني صاحب راية وسبقه إلى الراية الخراساني ودخل الخراساني معركة مع آخرين ليس فيهم هدى او انهم يمثلون الضلال عندئذ سنجد وصف الاهدى في ذلك الظرف متعلقاً به، كما هو الحال لو نظرنا إليه من زاوية رواية المشرقيين الذين يطلبون الحق فلا يعطونه، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم قتلاهم شهداء. (غيبة النعماني: ٢٧٩-٢٨٠ ب١٤ ح٥٠)

اذ ترون هنا أن راية هؤلاء راية هدى وينتهي أمرهم إلى أن يدفعوا الراية إلى الإمام روحي فداه، وهو نفس الوصف الذي يوصف به الخراساني في روايات اخرى، ومن المحقق لدي أن هذه القضية متعلقة بدولة الخراساني وبرايتها، فتأملوا.

يبقى أن أشير إلى أن الحث الذي تلاحظونه في رواية اليماني يجب أن يلحظ من خلال طبيعة ساحة اليماني أيضاً، لأننا نشخّص أن اليماني لا ساحة له إلا العراق ضمن تفصيل يرجع إليه في محله، فكونه ليس بصاحب دولة، فإنه من الطبيعي ان لا يكون مورد اتفاق ساحته، وهي ساحة وصفت بكثرة اضطراباتها، وفيها قوى سنراها لاحقاً في موقف منافق ومضاد للإمام روحي فداه حينما يقبل إلى العراق، ويأتي الحث في ظرف تكون الدولة قد سقطت عاصمتها بيد السفياني وأنصاره، وظرف كهذا سيحتاج هذا العبد الصالح إلى تعضيد لأنه في قلب العاصفة إذا صح التعبير، فالدولة قد اقتحمها السفياني وقتل غالبية قياداتها، فيما الخراساني دولته سالمة، وجيشه جيش انقاذ للعراق ومساندة، ولذلك أحسب أن هذا التشدد في طاعته والحث على عدم معصيته يعود إلى هذا الظرف أيضاً، دون أن يقلل ذلك من موقعه المعنوي والعقائدي المتميز.

أما ما هو التكليف؟ فالتكليف أساساً بيد المرجع الذي يتبع يومذاك، فلو بقينا إلى يومذاك إن شاء الله فكل منا سيرجع لمرجعه ليسأله عن التكليف، وإن كنت أحسب تحليلاً أن طبيعة ما سيلمّ بالعراق يومذاك سيجعل الموقف المرجعي مع رايات الدفاع التي سيتصدى لها بطريقة وأخرى اليماني ضد الغزو السفياني، وليس من ضرورة أن يكون هذا الموقف مبنياً على أساس أنه هو اليماني، بل هو المقطوع به عندي، وإنما بعنوانه الجهة التي تثق بها المرجعية لمهمة الدفاع يومذاك، مع العلم أن كل الدعاوى التي تشير إلى أن اليماني سيكون معروفا يومئذ بعنوانه اليماني لا تستند إلى أي دليل روائي ولا موضوعي، وإنما أعتقد أن اليماني لن يعرّف شخصيته إلا طبيعة عمله، وصل الله أيامنا بأيامه ووفقنا لنصرته.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك