التطورات المتسارعة في الملف اليمني باختلاف اتجاهاتها، تجعل من الصعب التكهن بما ستؤول إليه الأمور في الداخل الجنوبي، بحسب ما يراه مراقبون، أن طول أمد الحرب كشف النقاب عن أنه لا مناص من الجلوس حول طاولة التفاوض بعد التغير الملحوظ في عمليات التوازن في الجبهات والصراع في الجنوب.
قال العميد ثابت حسين صالح، الخبير العسكري اليمني في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، من الصعب القطع بما ستؤول إليه التطورات المتسارعة في عدن بعد جرائم الخميس الدامي التي اعترف كل من الحوثيين وداعش بارتكابها ضد القيادات السياسية والعسكرية والأمنية الجنوبية.
وأضاف الخبير العسكري، "ما حدث من استهداف معسكر الجلاء والهجوم بسيارة مفخخة يقودها انتحاري على مركز شرطة الشيخ عثمان في عدن في نفس التوقيت، كان يراد له أن يكون انقلابا كامل الأركان يستهدف إعادة قضية الجنوب إلى مربع ما قبل تحريره من الحوثيين في صيف 2015".
وتابع صالح، من الواضح أن استهداف معسكر الجلاء بالذات لم يكن بصاروخ باليستي أو طائرة مسيرة كما سارع الحوثيون للاعلان عن ذلك لأسباب تخصهم إعلاميا ومعنويا.
وأوضح الخبير العسكري، أن أصابع الاتهام أشارت إلى ضلوع حكومة الشرعية وخاصة جناحها الشمالي الإصلاحي الذي ما فتأ يحارب المقاومة الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي مستخدما سلطة وسلاح ومال وأعلام "الشرعية".
وأشار صالح، قد يكون الكثير منا على قناعة بصعوبة تعامل وسائل الدفاع الجوي التقليدية مع الطائرات المسيرة، فإنه ما كان للحوثيين أن يتمكنوا من تنفيذ هجومهم هذا إلا بعد استطلاع شامل للحالة الدفاعية والأمنية والاستخباراتية الرخوة في معسكرات ألوية الشرعية التي تسيطر عليها المظاهر والشكليات مثلها مثل المعسكرات الموجودة في صنعاء ومأرب وتعز حيث تفتقر إلى أدنى درجات الجاهزية القتالية والأمنية وغياب الحس الأمني البديهي لدى القادة.
وحول الحملات التي تطالب بطرد الشماليين من عدن قال صالح، إن الهبة الشعبية الجنوبية لن ترضى بغير طرد حكومة الشرعية من عدن، وهذه الأخيرة أمامها خيارين اثنين إما المغادرة أو مواجهة الشعب والقوات الجنوبية وستكون مواجهة خاسرة لتلك الحكومة.
وأشار الخبير العسكري إلى أنه على مستوى الحرب بشكل عام يبدو الجمود الميداني واضحا بسبب تخاذل القوى الشمالية بل وتواطئها مع الحوثيين، ما وضع التحالف وخاصة السعودية على الطريق المسدود وخاصة بعد إعلان الإمارات عن سحب قواتها من الشمال وإعادة تواصلها مع إيران.
ولفت صالح إلى أن التسوية السياسية قاب قوسين أو أدنى لكن على أساس المعطيات الميدانية التي أنتجتها الحرب والصراع.
وتبنت جماعة أنصار الله "الحوثيين"، الخميس الماضي، قصفاً بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة مفخخة على عرض في معسكر الجلاء، التابع لقوات الحزام الأمني المدعوم من الإمارات، في مديرية البريقة بالعاصمة المؤقتة، عدن، أسفر عن مقتل 36 عسكرياً، بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير المشالي اليافعي (أبو اليمامة)، وذلك بالتزامن مع تفجير بسيارة مفخخة استهدف إدارة شرطة الشيخ عثمان، أسفر عن مقتل 13 شرطياً.
https://telegram.me/buratha