خلفت الحرب التي تقودها السعودية على اليمن أكثر من (١٠٠ ) الف قتيل وجريح عدا النازحين الذين لحقتهم اثار تلك الحرب الطاحنة . لو أنفق زعماء العدوان ماانفقوه على الحرب وعطفوه على السلام لكان اليمن السعيد سعيدا حقا .! تقارير الخبراء والإعلاميين كانت قد نقلت لنا أكثر من صورة للأسلحة التي بحوزة الدول التي ركبت مركب الحرب ضد اليمن ..شاشات التلفزيون تنقل صورة لطائرات f16 الأمريكية وهي تلقي باحمالها من الحديد والنار والنحاس والرصاص على اليمنيين ، وتنقل لنا صور الآليات المدرعة ، والمدافع ،والشاحنات والرشاشات ؛فمن يقف وراء تصدير الاسلحة التي تقتل الشعب اليمني ؟! ان الاسلحة التي تقتل أهالي اليمن تصدرها وتبيعها الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية! ، وهذه الدول التي تبيع اسلحتها لقتل اهل اليمن هي : ١- أمريكا: هذه الدولة هي الأولى في تصدير الاسلحة، وخاصة إلى مناطق الأزمات والتوتر في العالم. وحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام فإن أمريكا صدرت أكثر من ثلث إجمالي الاسلحة العالمية خلال السنوات الماضية ، واستوردت السعودية وحدها خمس المبيعات الأمريكية.! ولانستغرب ذلك لان السعودية تخصص ٢٨% من ميزانيتها الضخمة للموضوعات الدفاعية والعسكرية . مضافا إلى تصدير الاسلحة للسعودية ؛ فإنها تقدم خدمات ملحقة فبيع الاسلحة والمعدات الحديثة يستدعي أيضا التعليم والتدريب التقني والفني وما الى ذلك ، وايضا تباع قطع الغيار المرفقة في حال حصول العطب أو الخلل الفني وماتقتضيه من أعمال الصيانة ، وقدمت أمريكا خدمات استخبارية ومعلوماتية للسعودية ؛بل شاركت في الطلعات الجوية وكفتها بعض الأهداف صعبة المنال ، ويوجد ضباط وخبراء عسكريون أمريكيون يعملون على مساعدة السعودية في أعمالها العسكرية والأمنية. ٢- بريطانيا هذه المملكة معروفة بتاريخها السيء في تأجيج الصراعات والحروب ولم تكن بعيدة عن اليمن ؛ فقد باعت اسلحة وخدمات للسعودية حسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية بقيمة (١٥) مليار جنيه استرليني (نحو ١٩ مليار دولار )! هذا التقرير تنقله صحيفة الغارديان عن شركة بريطانية متخصصة بصناعة الطائرات والمقاتلات ومبيعات الاسلحة وهي شركة (بي أي إي ) سيستيمز البريطانية ؛حيث قالت إن حجم مبيعات الاسلحة والخدمات الملحقة للجيش السعودي بين سنة ٢٠١٥ و٢٠١٩م بلغت ما يزيد قليلا عن (١٥ ) مليار جنيه استرليني!!!. . اما (صحيفة أي ) فقد ذكرت في تموز سنة ٢٠١٩م ان مبيعات الاسلحة البريطانية للسعودية قد بلغت (١٠ ) اضعاف صفقات العام الماضي .!!! ٣- المانيا : هذه الدولة تعمل بهدوء ومن وراء الأضواء الاعلامية في بيع الاسلحة للسعودية والامارات ، وقد عثر فريق الخبراء الأممي أثناء إعداده لتقرير عن أسلحة الحرب وآثارها في اليمن ؛ عثر هذا الفريق الاممي بالصدفة على مدافع هاورتز بهياكل ومحركات ألمانية وهي تطلق النار من الحدود السعودية باتجاه حركة أنصار الله اليمنية !!! ولم لا فقد ابتاعت شركة (ديناميت نوبل ) الدفاعية منصات وقطع غيار بقيمة (٨١) مليون يورو ، وايضا في الأشهر الأولى من سنة ٢٠١٨م صادق مجلس الأمن الاتحادي - المكون من المستشارة الألمانية وقيادات وزارية - ؛ صادق على بيع أسلحة تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي (٤١٦) مليون يورو إلى المملكة السعودية.!!!. لا يقتصر بيع السلاح الفتاك إلى السعودية فقط ؛ بل إلى الإمارات أيضا حيث ان سلاح الجو الإماراتي يعد واحدا من كبار عملاء المانيا فيما يتعلق بتكنولوجيا الاسلحة والدفاع ، ومع ان الإمارات دولة صغيرة فقد عقدت صفقات أسلحة عسكرية ضخمة بقيمة (٤.٤) مليار يورو اي ما يزيد عن (٥) مليار دولار مع شركات أمريكية واوربية ومنها شركات ألمانية.! ولهذا فقد قال كينيث روث المدير التنفيذي لهيومن رايتس ووتش (HRW ) : ان الحكومات الغربية بما فيها ألمانيا متواطئة بشكل مباشر في جرائم الحرب التي يرتكبها التحالف الذي تقوده السعودية. ٤- فرنسا : ابتاعت فرنسا مختلف أنواع الأسلحة للسعودية ومن تلك الاسلحة زوارق الدوريات ومدافع من نوع كايزار ، وشوهدت شاحنات (MAN ) في اليمن وهي تحمل الدبابات الفرنسية (ليكليرك ) الفرنسية . وقد قام موقع ( ديسكلوز) الالكتروني بنشر مقتطفات من مذكرة عسكرية تفيد بأن الاسلحة الفرنسية تستخدم في حرب اليمن . لقد باعت فرنسا أسلحة للسعودية تقدر قيمتها بنحو مليار يورو ، وزادت فرنسا من مبيعاتها إلى السعودية وارتفعت بنسبة ٥٠% في سنة ٢٠١٨م ، ولازالت الصفقات بينهما مستمرة إلى يومنا هذا . وتحسن الاشارة الى أن فرنسا هي ثالث أكبر مصدر للسلاح في العالم وتعتبر الدول الخليجية وخاصة السعودية والامارات من أبرز زبائنها في استيراد الاسلحة منها . ٥- كندا : تعاقدت السعودية مع كندا وابرمت معها عقد صفقات أسلحة وناقلات جنود وآليات مدرعة خفيفة ، وقد بلغت قيمة المبيعات العسكرية ( ١٠ ) مليارات دولار ، وتعتبر هذه الصفقة التسليحية هي أكبر صفقة في تاريخ كندا . وهناك دول أخرى قامت ببيع السلاح إلى السعودية والامارات أثناء العدوان على اليمن . ان هذه الدول الغربية التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان هي شريك أساسي في قتل اليمنيين وتخريب بلدهم ، وهم يدفعون ويغررون بزعماء الحرب للاستمرار في الحرب ، لان ذلك ادى الى انتعاش اسواق السلاح في بلدانهم، ويساعد في تقسيم اليمن والسيطرة على موقعه وثرواته . ان هذا السلاح الذي يتم بيعه من قبل الدول الغربية على دول العدوان يتم نقله ايضا إلى داخل اليمن وأصبح اليمن مستودعا كبيرا لمختلف أنواع الأسلحة مما ينذر بالمزيد من الاقتتال والمزيد من سفك الدماء. نتمنى على بلاد الحكمة ( اليمن ) ان يعبروا هذه المرحلة الماساوية إلى بر الأمان ، وأن يتمسكوا باسباب القوة والوحدة التي تردع الأعداء عن تعنتهم ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha