كتبت/أم الصادق الشريف
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق *لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ
الحج هو نداء إلاهي لكافة من استمع واتبع من الناس ليأتوا من كل فج عميق..
لماذا ؟
ليشهدوا منافع لهم.
ماهي تلك المنافع ؟
منافع يعلمها الله تعالى، وفهمها أعداء الإسلام أكثر من المسلمين أنفسهم إلا الراسخون في العلم ومن تولاهم ..
الحج هو ركن من أركان الإسلام وله مناسكه وشعائره وفي كل منها اسرار عظيمة، فأعمال الطواف ماذا تعني غير الخضوع لله والطاعة...
ورمي الجمرات ماذا تعني غير الامتثال والإقتداء ..
والنحر ماذا يعني غير التذكير بأعظم تضحية على وجه الأرض وهو ذبح الابن الوحيد بيد والده الشيخ الحنون، وتذكر رحمة الله وشكره لمن أطاعه وامتثل أمره ..
حتى يصل إلى الختام بالبراءة من المشركين والمنافقين التي لا يكتمل الحج إلا بها، ولا يؤديها الا خاتم الانبياء أو رجل منه:
"وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ".
هذه بداية سورة التوبة نزلت بدون البسملة لأنها غضب على المشركين وقطع العلاقة معهم بكل انواعها واشكالها، لما نزلت ارسل النبي محمد صلوات الله عليه وآله بها أبا بكر ثم أرسل عليا ليأخذها منه ويبلغها هو، فوجد ابو بكر في نفسه شيئا، فقال له سول الله:"يا أبا بكر لا يؤديها الا انا أو رجل مني".
وهاهو الزمن يتجدد وهاهو يؤدي البراءة من هم من رسول الله ومن أهل بيته بدء بالامام الخميني نهجا مستمرا سنويا لا يرجع الحجاج الإيرانيين حتى يؤدوا البراءة كل عام وإن قتلوا وإن وإن ...
وهاهم شيعة وأحفاد الكرار يعلنوها صرخة فتخاف أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكل دول الاستكبار، وبذريعة كورونا منعوا الحج الا لعدد معلوم يعلمون منهم الأمن من رفع البراءة وتبعاتها ..
لقد حرص أعداء الإسلام وبالأخص اليهود على ابعادنا من الحج لعلمهم أنه يربطنا بٱثار الانبياء والأولياء..
يربطنا بمواقف بلال بن رباح "أحد أحد"
يربطنا بأحداث فتح خيبر وقاتل مرحب وهزيمة الاحزاب ...
يربطنا بمقام ابراهيم وتضحيته باسماعيل، يربطنا بتسليم اسماعيل وبهاجر وصبرها ورجمها الشيطان وتسليمها للقائد قبل أن يكون زوجا...
اليهود يعلمون أن الحج خطره يكمن في لقاء موحد بين كل أبناء الأمة الاسلامية تحت لواء موحد وشعار موحد وطواف حول كعبة واحدة، فيشعر اليهود بالخطر لذا دبروا المؤامرات عبر أيادي قذرة من خرفان بدو الرمال للصد عنه...
فالندفن بدو الرمال تحت الرمال بوعينا بمعاني واسرار الحج ..
ولنجعل الحج مناسبة للتأمل والعضة والعبرة لماذا الطواف ولماذا الرجم ولماذا التلبية لنجعل من أسرارها قذائف نرمي بها أئمة الكفر والنفاق ..
فاليكن حجنا حج ابراهيم الذي ضحى بابنه قطعة قلبه، ليقدمه قربانا في رضا ربه، لنرى الرحيم القادر الكريم يرسل لنا من عنده الفدية ويجعلنا اهلا لتولي بيته الحرام وكل مقدساته...
ليكن حجنا حج محمد بن عبدالله هجرة خالصة لله ترك خلفه كل شئ ففتح الله له كل شئ فتحا مبينا...
لنجعل مناسبة الحج صاعقة تصرخ فينا لا تتركوا مقدساتكم في يد عبرية تصهينها..
لتكن التضحية لتنالوا الفدية...
لتكن تضحيات بلال يا أحفاد بلال، لتكن وقعة الخندق يا احفاد سلمان، ليكن فتح حصن خيبر ياشيعة وأحفاد الكرار ..
لنستلهم في الحج تلك الهمم لنداوي بها جراحاتنا، نداوي جراحنا ببسلم ماضينا..
ماضي يجعلنا نقف بوجه الفساد والإفساد، ونتوجه لبناء اوطان ومقدسات بوحدة جبهة القلم وجبهة الثغور ، ونجعل مكان فدية اسماعيل مذبحا للاعداد دفاعا عن مقدساتنا عن شرفنا عن أوطاننا..
لكي نستحق أن يجعلنا الله اولياء بيته ومقدساته وخلفاء أرضه فانعلن البراءة، براءة موحدة موجهة إلى عدوٍ يصد عن بيت الله وعن منهج الله سبحانه وتعالى حتى لا يسود في الأرض، ويحول دون وحدة الأمة الإسلامية وإعلان موقفها من أعداء الله، ومواجهتهم يحول دون قيادة موحدة تحصنها من اختراق اليهود والنصارى لها، قيادة تشكل ضمانة للأمة من السقوط في الطاعة لليهود والنصارى، قيادة لا تضل ولا يضل من اتبعها:
(اني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي... ).
فمنافع الحج التي ذكرت الآية أن تتوحد الأمة في لقاء سنوي موحد فتقوى في مواجهة عدوها تحت قيادة موحدة تتصل وتنتمي عقائديا بهازم الأحزاب وفاتح خيبر حتى يكونوا هم الغالبون:
"وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ".