منتصر الجلي
تهرول الأمم تسارعا في الصعود، تتسابق الدول إلى الفلك البعيد.. تخرج البحوث والدراسات إلى ميلادها خارطة الواقع... تنساق العقول رقيا مع الزمن إلى ماهو أعلى وأعلى...
وفي الأتجاه المعاكس تدور حلقة الدول الإسلامية العربية، عكس مجرى الواقع والفلك والمنطق والتقدم والنهضة، عكس كل شيئ يدور واقع الأنظمة على مستوى الخليج بالأخص.
يظل تقديس وتعظيم مقدسات الشعوب رمز لحضارتها ونضجها وعبوديتها للآلهة التي يعبدونها وهي في حقيقتها باطل _ أما دويلات وحكام الخليج والنظام السعودي ترى التقديس والتعظيم والقيام بالعبودية المطلقة لله خالق السماوات والأرض، باطلا وفجورا ومنعا وصدا عن بيت الله ومشاعره المقدسة...،
وفي أيام الله ومواقيته، والبيت الحرام يمنع أن تطوفه وتحجه القلوب والأبدان هذا العام بتاريخه السنوي الهجري 1441 الشاهد على فضاعة المشكلة وبشاة الجريمة وحجم المصيبة، مصيبة أن يضرب دين الله بأيدي تدعي أنهامنه ،
يغلق المسجدالحرام بيت الله المقدس شرعة نبي الله إبراهيم الخليل (ع) ومسعى هاجر وإسماعيل (ع)، يُصد عن ذلك البيت الذي جعله للناس أمنا وللعاكف والباد، يُمنع عن بيت الملائكة ومهبط الروح الأمين، حرب لله لمشاعره وقدسيته، حرب لمحمد رسول الله و للمرسلين وشرائع السماء، حرب أقامها الشيطان وحزبه أمام الله وملائكته ورسله،
هي والله الضعة وهي الباعة والكفر بما أنزل الله أيها الناس
( وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْـمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْـمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَـمُون َ_ الأنفال- آية ٣٤.
في أي أمة نحن؟
وكيف دجنت أمة المليار ونصف المليار؟
أي ضياع لله ودينه صارت إليه الأمة؟
وعندما كنا صغار علمونا أن (الدين كله لله)
وحين صرنا كبار رأينا أن بعضه صار للشيطان،
حين كنا صغارا كنا نرى حجاج بيت الله وهم بيض مكنون بصوت وأحد وقلب وأحد هيئة وأحدة، وهم وقوف على عرفات وأعينهم تتلبد بكاء خشية وخضوع لله العظيم، كنا نستشعر مشاعرهم ونود ولو نحن مكانهم للحظات،
كنا نستشعر مهابة الموقف وجلالة الحكمة الربانية من شرائع الله في دينه لعباده والبراءة من أعدائه في يوم الحج الأكبر،
ولكن على مرور السنوات تتراجع البوصلة وتنحدر.. تنكمش المشاعر إلى نظريات كفر بما أنزل الله، حين حكم الصغار وصار في ناديهم المنكر، عطلوا أركان الدين وبدلوا سنن المرسلين، أفتوهم علماء السوء بحرمة الحلال وحلال الحرام، حتى غدا آل سعود في قسمة ظيزاء، ليس لهم من الله من وأق،
فلاحياء ولا تقوى ولا بصيرة لذلك النظام العلماني الهرم من تهاوت أركانه وطمست الحكمة وأعميت أعينهم، حين عبدوا الشيطان الأمريكي وحين سجدوا للبيت الأبيض عن الأسود، رضوا بالكفر دينا وترامب إله، عكفوا طيلة سنوات وسيطرتهم على نجد والحجاز وتلك القبائل والمناطق، ظلوا عليها عاكفين على أصنام لهم ( إسرائيل _ أمريكا _ بريطانيا ) ثالوث الإلحاد وفزاعة الباطل، عبدها النظام السعودي برداء الوهابية ، فلا هو من الأمة بشئ والأمة منه بشيئ، فقد جاؤا بالحرب وسيطردون من الجزيرة بالحرب...
أستبعد الناس على مستوى جغرافيا الوطن العربي مغربه وشماله أنه سوف يأتي يوم ويُصد عن المسجد الحرام وسيُمنعون!
ولكنها اليوم آية واضحة وبينة لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد على إغلاق بيت الله الحرام، فيرجع الناس عنه كأنهم إلى فلسطين المحتلة قصدوا القدس فأرجعهم اليهود من أبوابها وأمام أسورها، وهم سواء المحتل للأقصى و البيت الحرام...
بصمة للتجدين ولعنة ستطارد آل سعود مابقوا وهي ايام وإلى الزوال الحتمي وقد دنى فتدلى وبين قوسين صار جليا.
وصدقت آيات الله
( ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ _من سورة الحج- آية (9)