هاشم علوي ||
بادئ ذي بدأ لايقصدبالتنصير موضوع حديثنا اليوم مفهوم التنصير الذي تمارسه جماعات التبشير بالمسيحية بدول افريقيا.
التنصيربالمفهوم اليمني هو إشعال النار ليلة الاعيادالوطنية تعبيرا عن النصر فالكلمة مشتقة من كلمة النصر..
لغويا كلمة تنصير مشتقة من نصر ينصر تنصيرا.
التنصير موروث شعبي يمني اصيل وقديم وهو إشعال النار على قمم الجبال والمرتفعات إيذانا بإعلان النصر فكانت قمم الجبال التي يسيطرعليها جيش وجنود الدولة قبل عقود بل وقرون من الزمن كوسيلة إعلان النصر تبدأ من الجنود الذين حققوا النصر باشعال النار بأعلى قمة سيطروا عليها يراها الجنود بالجبل المقابل فيقومون بدورهم بإشعال النار فيراها الجنود المتواجدين بالجبل التالي الذي يعتبر بالعادة موقع عسكري فيقومون بدورهم بإشعال النار كخبر عاجل يرسل مباشرة وبشارة للنصر وهكذا تنتقل عملية التنصير من جبل الى آخر ومن مرتفع الى آخر ومن قرية الى أخرى وهكذا حتى يصل التنصير وإشعال المشاعل الى مقر قيادة الجيش او مانسميه غرفة العمليات العسكرية بالعصر الحديث حتى تصل البشارة وتناقل إشعال النار والمشاعل بخط مرسوم حتى يصل الى العاصمة اليمنية صنعاء كبرقية عاجلة للحاكم والشعب تحمل تباشير النصر.
كل ذلك يعني انعدام وسائل الاتصالات العسكرية اللاسلكية والمدنية ووسائل التواصل وكاميرات النقل والتصوير المباشر والتصوير عبر الاقمار الصناعية والطائرات المسيرة والاستطلاعية والتجسسية والحربية كماهي موجودة في الحروب الحديثة وفي العدوان السعوصهيوامريكي على الشعب اليمني التي استخدمت كل الوسائل الحديثة ولم يكن حينها إعلام حربي.
إنما كانت هذه هي الوسيلة الوحيدة لاعلان النصر وايصال الخبر الى الملك والحاكم العسكري وربما بعدها يأتي تفاصيل النصر عبر اجهزة البرق السلكية التي كانت تربط المدن ببعضها والذي يأتي دور البرق بعد رؤية المشاعل برؤؤس الجبال المحيطة بالمدينة او العاصمة وعندها يبدأ الاحتفال بالنصر على الاعداء في تلك الحقب الزمنية سواء الاتراك او الانجليز او بني مردخاي او حتى بالحروب البينية فيما بين الحكام المتنافسين على السلطة.
خلال عقد الثمانينيات من القرن الماضي والتي عرفت فيها التنصير كيف يتم والمناسبة التي يتم التنصير فيها.فكانت تتم عملية التنصير بإشعال المشاعل والمشعل عبارة عن لف مجموعة من قطع القماش وتلف على رأس عصا بطول متر وتغمس تلك اللفة القماشية بوعاء الكيروسين او القاز الذي كان الوقود المستخدم بالمنازل بالانارة او الطبخ وحمل الاطفال لتلك المشاعل والطواف بالشوارع والحارات وهي مشتعلة.
ومن مظاهر التنصير المعبرة عن الاحتفاء بالمناسبة الدينية او الوطنية كانت تتم باستخدام رماد الوقود من مخلفات تنورات الطبخ القديمة وبمقدار ملئ كف يتم وضعها على مشارف اسطح المنازل بكميات واعداد كثيرة فتكون على طول وعرض اطراف سطح المنازل ويتم خلطها بالكيروسين او القاز وإشعالها فتمثل لوحة رائعة تعبر عن الابتهاج بالاعياد الدينية بمافيها المولد النبوي الشريف والاعياد الوطنية.
ومن مظاهر التنصير إشعال المشاعل وبكميات كبيرة برؤس الجبال ومشارف القرى التي تقع على قمم الجبال والمرتفعات فتعبر تلك القرى عن احتفالها بالمناسبة وتظهر ابتهاجها للقرى والمدن المجاورة والمقابلة وتتنافس القرى في ذلك.
في ذلك الوقت لم تكن قد دخلت الكهرباء في خط الابتهاج واستخدامها كوسيلة من وسائل الابتهاج بوضع زينة اللمبات الكهربائية المضيئة مثلما يحصل اليوم..
في إحتفال الشعب اليمني المهيب بالمولد النبوي الشريف هذا العام ظهرت مظاهر الاحتفال القديمة التقليدية والموروث الشعبي للتعبير عن الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف الى جانب مظاهر الاحتفاء الحديثة المرتبطة بالكهرباء والانارة التي عمت شوارع المدن والمنازل والمحلات التجارية والسيارات والمركبات وغيرها من الأساليب الابداعية التي ابتكرها اليمنيون للتعبير عن إبتهاجهم بميلاد خيرالبشر صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الكرام واصحابه الاخيار المنتجبين
في هذه المناسبة اشعلت المشاعل على قمم الجبال ومشارف القرى والعزل والمديريات تنصيرا وانتصارا لنبي الله المرسل للعالمين خاتم الانبياء والمرسلين وبالرماد والمشاعل كتبت لبيك يارسول الله فكانت الجبال تعانق النجوم احتفالا بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمشاعل التنصير والكثير من قرى اليمن استلهمت الموروث الشعبي بالاحتفاء والابتهاج بالمولد النبوي لوحات رائعة تليق بمقام نبي الامة من شعب شامخ شموخ الجبال الرواسي يلهبون جبال الجبهات بالتنصير الاحتفائي والحارق الخارق في صدور اعداء اليمن.
لبيك يارسول الله
لبيك يارسول الله
https://telegram.me/buratha