رجاء اليمني ||
سجل التاريخ صفحات سوداء خلال ولاية ترامب ووحشية أمريكا ضد اليمن وأهله. وشاركت أمريكا بشكل فعلي بل وكانت اليد الفعلية والعقل المدبر وأيضا المصدر الرئيسي للأسلحة الفتاكة والذخائر القاتلة والمعدات الحربية التي تسهم في قتل الشعب اليمني. وكان لها دوراً ظاهراً لا ينكر ذلك أحد. بل وأكد ترامب أكثر من مرة على مشاركة أمريكا وإسرائيل في الحرب في اليمن.
فمنذ تولى ترامب دفة الحكم في الولايات المتحدة تكشفت الحقائق بشكل كبير ، وشَهد الموقف الأمريكي تحولاً دراماتيكياً ، وكانت اليمن مسرحاً لقراءة التحول الأمريكي في الشرق الأوسط. إذ التزمت واشنطن خلال 2017 بدعم حلفائها، بشكل مضاعف ، وكانت لزيارة جيمس ماتيس (وزير الدفاع الأمريكي) في ابريل 2017 وادعاء الولايات المتحدة الأمريكية بتورط إيران في تسليح الحوثيين. حيث سعى جاهدا للدفع باتجاه ما اسماه تحرير محافظة الحديدة من أنصار الله لوقف الدعم والتمدد الإيراني على حد قوله.
وقَدم ماتيس طلباً للبيت الأبيض في مارس 2017م يطالب فيه بدعم السعودية والإمارات من أجل احتلال محافظة الحديدة -وهو طلب كانت أبوظبي قد تقدمت به منتصف عام 2016م.
وتتجلى المشاركة الأمريكية في الحرب على اليمن من خلال :
1/ إدارة العمليات العسكرية مع قيادات التحالف وتزويد طيران العدوان بكافة المعلومات عن المواقع العسكرية ومواقع السلاح والأجهزة الحكومية الحساسة وغيرها من المعلومات الاستخباراتية ، على اعتبار أنها كانت الحاكم النافذ والمؤثر في اليمن قبل الحرب عبر سفرائها الذين كانوا يديرون شؤون البلاد من الخلف وخير شاهد على ذلك الضرب الممنهج على كل الألوية والمعسكرات وايضا المعالم الأثرية وغيرها من المواقع.
2/ تزويد السعودية والإمارات بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة بما فيها القنابل العنقودية والموجهة ، وكذا تزويد طيران التحالف بالوقود وقطع الغيار ، مقابل الحصول على أموال طالة لها من الرياض وأبو ظبي ويظهر ذلك في ضرب نقم بأم القنابل المحرمة دوليا في الاماكن السكنية.
3/ المشاركة بطائرات دون طيار لاستهداف قيادات الحوثيين وتمركز قواتهم إضافة إلى المسح الأرضي للاستطلاع. وهذا ماحدث حتى في استهداف الرئيس الشهيد الصماد.
4/تزويد تحالف العدوان صور فضائية عبر الأقمار الصناعية لحقول الألغام وتقدم القوات ومعرفة أماكن تواجد الجيش واللجان الشعبية وخنادقهم وهذا ماحصل في استهداف النقط العسكرية وبالذات في مداخل صنعاء.
5/شكلت أمريكا غطاءً سياسياً للجرائم التي ارتكبها التحالف بقيادة السعودية؛ حيث وقفت أمام المشروع المقدم من روسيا لحل الأزمة، وتبنت المشروع الخليجي المقدم من السعودية، كما وقفت أمام المشروع الهولندي، الذي طالب بتشكيل لجنة تحقيق محايدة تجاه الجرائم التي يرتكبها التحالف بقيادة السعودية كي لا يتم مساءلة السعودية، أو تحملها مسؤولية جرائم الحرب وذلك من خلال المبعوث الأممي الذي يعمل على قلب الموازين لصالح دول العدوان.
6/مثلت المواجهة الأمريكيَّة ضد أنصار الله وفق خبراء ومراقبين أول تدخل من نوعه ، فإن لهذا التدخل تداعياته، لكن وجود السعودية ، التي أسند اليها هذا الدور ، كقوة ناعمة ومؤثرة في الشرق الأوسط إلى جانب الإمارات ، خفف من التداعيات الإقليمية والدولية ، لأن السعودية استطاعت بأموالها شراء كل الأصوات الدولية المؤثرة ، مقابل التغاضي عن جرائمها بحق الشعب اليمني بالرغم من سقوط آلاف الضحايا والجرحى وتدمير ممنهج للبنى التحتية. وشاركت أكثر الدول في حرب اليمن وتلطخت اياديهم بدماء المدنيين الأبرياء.
وبالعودة إلى البدايات الأولى للعدوان ، أكدت واشنطن حينها أن عاصفة الحزم تعتبر خطوة ضرورية، كما أعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أجاز تقديم مساعدة لوجستية ومخابراتية، تدعم العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن..
وأما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال خلال زيارته إلى الرياض يوم 22 /1 /2016م: «نحن ندعم التحالف الذي تقوده السعودية لمواجهة الحوثيين في اليمن.. مؤكدا أن علاقات الولايات المتحدة مع دول الخليج مبنية على أساس المصالح المشتركة، وهي استراتيجية، ونحن ملتزمون بدعمها لصد أي اعتداء، وأن واشنطن لن تتخاذل في حماية دول الخليج .
وقال سفير أمريكا السابق باليمن ستيفان سيش : "لا يجب ترك العرب يقاتلون وحدهم وعلينا التدخل والتفاوض على مصالحنا. ورأى أن أمريكا لا يمكنها البقاء خارج إطار المواجهات بالمنطقة باعتبار أنه لا ينبغي ترك أحد يتصرف نيابة عنها برعاية مصالحها" .
وأضاف: “أظن أن عجزنا عن رؤية النتيجة العامة لسياساتنا ينعكس في عدم قدرتنا على رؤية الصورة العامة لمقاييس النجاح أو الفشل في اليمن، ففشل العملية السياسية في اليمن هو سبب ظهور القاعدة وهذا الفشل أيضا هو سبب قوة الحوثيين المدعومين من ايران" على حد قوله. وهو البعبع الذي تريده واشنطن مع أدواتها لتبرير استمرار الحرب على اليمن .
اذا نلاحظ أن تدخل امريكا ووقوعها في مستنقع الدمار والخراب والدمار في اليمن والأسباب الواهية للتدخل في الحرب وسوف تكشف الأيام عن المصالح لأمريكا باذن الله ومع هذا لايمكنني إلا القول لأمريكا : “جنت على نفسها براقش" في دعمها غير المحدود للعدوان على اليمن.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha