هاشم علوي||
التاسع من ديسمبر اليوم العالمي لمكافحة الفساد احتفلت اليوم الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في بلادنا اليمن بالمناسبة من منظور دولي ووطني تحت شعار شركاء في مكافحة الفساد شركاء في بناء الدولة اليمنية الحديثة تنفيذا للشعار الذي اعلنه رئيس الشهداء فخامة الرئيس صالح الصماد يدتحمي ويد تبني وتنفيذا وتماشيا لتنفيذ الرؤية الوطنية بناء الدولة اليمنية.
تربعت اليمن على مدى عقود من الزمن قائمة الدول المنتشر والمتفشي فيها الفساد وتذيلت قائمة الدول التي تكافح الفساد رغم وجود الاجهزة الرقابية والهيئات بمافيها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ومجلس النواب ونيابة الاموال العامة وادارات الرقابة و التفتيش والمراجعة بالجهاز الاداري للدولة اضافة الى وزارة المالية والهيئة العليا للمناقصات والمزايدات وهيئة الضمير والوازع الديني واخيرا هيئة رفع المظالم،كل تلك الجهات قائمة وباقية بعد ان كان المجتمع يئن تحت وطأة فساد الهوامير وكبار وعتاولة النهب والسرقة للمال العام والنفط والغاز والثروات والمناقصات اصحاب النفوذ والسلطة والمال بعد ثورة واحد وعشرين سبتمبر الفين واربعة عشر ذهب الهوامير وكبار لصوص السلطة والثروة محل الخلاف السياسي فيما بين القوى السياسية منذ عقود.
ذهب اللصوص بمختلف إنتمائاتهم السياسية وذهبت الثروة والفسادبحجمه الكبير معهم وبقي الفساد معشعشا في الجهاز الاداري للدولة وانبت الفساد مفسدين جدد ليسو عصيي العود على تلك الاجهزة العتيقة المتمرسة في ادراك مكامن الفساد والذي لايخفي نفسه بل رائحته تفوح ويشتمها المتمرس والمبتدئ وتنكشف وسائل واساليب الفساد وبؤره واركانه والقائمين عليه والمتسترين عليه حتى صار الاداء الاداري منكشف ومكشوف وكاشف لعورة الفاسدين والمفسدين هذه الحالة التي تصل الى حد عدم الحاجة الى المتفحص الحاذق.المتفرس بعد ان سقط الحياء من وجه الفاسدين.
اجهزة الدولة بشقيها الحكومي والقضائي تخضع لدور رقابي واشرافي محدود وغير ذي جدوى ولاتثمر خصوصاً ان الفاسدين يرتبطون بلوبي يحبط أي محاولات لتصحيح الاختلالات وايقاف استنزاف المال العام وحمايته وايقاف الفساد ومحاسبة المفسدين واحالتهم الى الجهات المختصة لينالوا العقوبات القانونية.
اليوم يختلف عن الامس فاليوم الشعب اليمني يعيش تحت وطأة العدوان السعوصهيوامريكي والحصار وانقطاع المرتبات واستهداف المؤسسات بالتعطيل وتوقيف الخدمات ومحاولات إسقاطها من الداخل فاليوم الفاسد وناهب اراضي المواطن والمال العام والذي يبتز المواطن ويرتشي ويبيع ويشتري بحقوق المواطنين هو جزء من العدوان وينفذ اجندة العدوان مهما صغر فساده او كبر فسارق الالف الريال لا يختلف عن سارق المليون الريال فكلاهما لصوص وفاسدين ومن يستغل مركزه الوظيفي لنهب جيوب المواطن باي مستوى كان هو لص وحرامي وسارق وفاسد يستوجب اتخاذ الاجراءات التي تمثلها مؤسسات مكافحة الفساد واجهزة الرقابة المختلفة.
المحاكم والنيابات تتنفس الفساد وتستنشق جيوب المتقاضين والخصوم وهي أسوأ بؤر الفساد والتي تحتاج الى تنظيف من فيروسات الفساد التي تنخر العدالة وتعيق بناء الدولة اليمنية الحديثة العادلة .
اوضاع تفشي الفساد في مفاصل الدولة لم تعد مقبولة ولن يستوي بناء الدولة اليمنية الحديثة العادلة ولن تقوم للرؤية قائمة مالم تتخذ إجراءات صارمة ورادعة ضد الفساد والمفسدين.
الشعار الذي رفعته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد المتمثل ب(شركاء في مكافحة الفساد شركاء في بناء الدولة اليمنية الحديثة) الذي اخترته عنوان للمقال يحتاج للتنفيذ الى كل الشرفاء المخلصين المدافعين عن بلدهم في خندق التصدي للعدوان في مختلف مؤسسات الدولة لأن يقوم كلامن موقعه بدوره وواجبه في التصدي للفساد مثلما يتصدى الابطال بالقوات المسلحة واللجان الشعبية للعدوان ومرتزقته ويمرغون انفه وانوفهم بالوحل.
وتتطلب المرحلة الجهادية النأي بالنفس عن الوقوع في بؤر الفساد وتنفيذ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة على أسس خالية من الشوائب والمفاسد فإذا كان البناء على اساس صلب ومتين وقواعد صلبة فإنه سيعانق السحب والرواسي وان كان مجرد قش وقشور واعود فالبناء لن تقوم له قائمة وسيسقط على ساكنيه.
مكافحة الفساد لم تعد مسؤلية فردية بل مجتمعية وشعبية والتوجه نحو تفعيل ادارات خدمة الجمهور في المؤسسات احدطرق كشف الفساد ومنع الابتزاز والاسترزاق من اقوات الناس.
التصدي للفساد يعني أن تكون نزيها نظيفا من اي تلوث بفيروسات الفساد اما ان تكون النزاهة شعار براق للتغطة على الفساد والسلوك والممارسة تتقاطع مع مايرفع فلن ينطلي ذلك على احد.
الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد لايعني الاحتفال بحد ذاته بقدر مايكون يوم تاريخي للمكاشفة وكشف الفاسدين واتخاذ قرارات رادعة لكل من تسول له نفسه التمادي في هذا المستنقع والوحل خصوصاً في ظل العدوان والحصار الذي يئن تحته المواطن اليمني دون أن يصرخ ألماً إنما صامد صمود الجبال ومحتسب النصر حليفه فلا تجعلوا الفساد ينال من عزيمته.
اليوم المجاهدين بالجبهات الذين يسطرون اروع الملاحم البطولية ينظرون الى أدائكم وطريقة إدارتكم للوزارات والمؤسسات والمحاكم والنيابات واقسام الشرطة وكيف تقدمون الخدمات التعليمية والطبية والتربوية والاجتماعية ولا يعتقدن أحد أنه بمنئا عن المحاسبة والمسائلة والعقاب فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا والعاقبة للمتقين وليكن الجميع يدا بيد شركاء في مكافحة الفساد شركاء في بناء الدولة اليمنية الحديثة وليسجل كلا منا قائمة ارقام هواتف الشكاوى والبلاغات في قائمة ربما نحتاجها يوماً للابلاغ عن فاسد وبؤرة فساد ندافع عن الحق و المجتمع وننهي عن المنكر و نحمي بلدنا من العدوان والفساد لانهما صنوان ووجهان لعملة واحدة كماقال الاستاذ علي العماد رئيس الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
الجميع معول عليه تنفيذ شعار الشهيدالرئيس الصماد يد تحمي ويد تبني الذي يتجسد في شركاء في مكافحة الفساد شركاء في بناء الدولة اليمنية الحديثة شركاء في مواجهة العدوان وماالنصر إلا من عند الله
وللحديث بقية ولكل حادث حديث....
والله الموفق
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha